مع اقتراب شهر رمضان الكريم تسود اجواء كئيبة في كل انحاء السودان في ظل حالة التردي وشبه الانهيار وانعدام اسباب الحياة والضروريات في الوقت الذي تركز فيه نسبة كبيرة وسط اتجاهات الرأي العام السودانية علي القضايا الحيوية والمصيرية الحاسمة المتعلقة بمستقبل وامن واستقرار البلاد بعد ان وصل الامر الي حالة من الشلل وعدم القدرة علي حركة الناس والاليات الازمة لاستمرار الحياة اضافة الي الشح في رغيف العيش والمياة الملوثة في عاصمة السودان ومدنه الكبري . النظام يستفيد من حالة اللاحرب واللا سلم وانعدام معارضة لديها برنامج حد ادني للتغير او تصور مستقبلي لحكم البلاد في الترويج لحلول اشبه بالمسكنات المؤقتة لتسكين الالم معظمها قادم من وراء الحدود وليس من بينها خبر واحد عن تصور او مخرج وطني موضوعي وعقلاني لازمة بلغت هذه الدرجة من الخطورة. في اطار الحديث المتكرر والمتنوع عن مسلسل الغوث والمدد الخارجي المنتظر الذي تروج له بعض الدوائر السودانية الرسمية جاء اليوم في خبر منسوب لمعتمدية محلية الخرطوم عن تفعيل جميع الاتفاقيات والبروتكولات بين ماتعرف باسم ولاية الخرطوم وبلدية استانبول الكبري وجاء في سياق الخبر ان الجانب التركي قد وافق علي دعم الخرطوم بعدد من المشروعات الاستراتيجية شملت وهذا هو موضوع الخبر : " توريد اكبر مخبز ذي انتاجية عالية تفوق المليون رغيفة في اليوم عبارة عن منحة مجانية من بلدية استانبول الي جانب اسطول من البصات " ويتلاحظ ان الخبر والتفاصيل الواردة فيه تخاطب بصورة مباشرة الازمة الراهنة التي بلغت مداها في جميع انحاء السودان. ولكن نفس الخبر المتفائل عن المعونة التركية المرتقبة لحل ازمة الخبز والمواصلات يتزامن مع بيان تحذيري صادر من قلب العاصمة السودانية الخرطوم وليس من خارج البلاد عن اتحاد المخابز السودانية يحذر فيه من عواقب توقف اعداد كبيرة من المخابز عن العمل في ظل انعدام الغاز . الامر الذي لايقل خطرا عن الادارة الكارثية للازمة الشاملة التي تمر بها البلاد من قبل النظام الحاكم في الخرطوم ان الحديث عن الطريقة التي من المفترض ان يتم بها التعامل مع احتمالات الموقف في السودان لم تتجاوز حتي هذه اللحظة مرحلة الامانيات حيث لايوجد علي الارض مشروع حد ادني من الاجماع الوطني العقلاني الذي يتناسب مع التعقيد الخطير في الموقف السوداني عن طريق تصور غير تقليدي بصورة مؤسسية وعقلانية من اجل ايجاد " خلية ازمة " تجنب البلاد احتمالات الفراغ والفوضي. لايزال البعض ينتظر امريكا وزيد او عبيد في عالم غارق في الفوضي والنزاعات الدولية والاقليمية وتحاصرة مهددات غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية والاخيرة ولاحديث عن الاشقاء ودول الجوار التي تخوض حروب استنزاف مكلفة ومدمرة .