المشعل اربجي يتعاقد رسميا مع المدرب منتصر فرج الله    تقارير تكشف ملاحظات مثيرة لحكومة السودان حول هدنة مع الميليشيا    شاهد.. المذيعة تسابيح خاطر تعود بمقطع فيديو تعلن فيه إكتمال الصلح مع صديقها "السوري"    شاهد بالفيديو.. على طريقة "الهوبا".. لاعب سوداني بالدوري المؤهل للممتاز يسجل أغرب هدف في تاريخ كرة القدم والحكم يصدمه    شاهد بالفيديو.. البرهان يوجه رسائل نارية لحميدتي ويصفه بالخائن والمتمرد: (ذكرنا قصة الإبتدائي بتاعت برز الثعلب يوماً.. أقول له سلم نفسك ولن أقتلك وسأترك الأمر للسودانيين وما عندنا تفاوض وسنقاتل 100 سنة)    رئيس تحرير صحيفة الوطن السعودية يهاجم تسابيح خاطر: (صورة عبثية لفتاة مترفة ترقص في مسرح الدم بالفاشر والغموض الحقيقي ليس في المذيعة البلهاء!!)    انتو ما بتعرفوا لتسابيح مبارك    شاهد بالصورة والفيديو.. القائد الميداني بالدعم السريع "يأجوج ومأجوج" يسخر من زميله بالمليشيا ويتهمه بحمل "القمل" على رأسه (انت جاموس قمل ياخ)    شاهد الفيديو الذي هز مواقع التواصل السودانية.. معلم بولاية الجزيرة يتحرش بتلميذة عمرها 13 عام وأسرة الطالبة تضبط الواقعة بنصب كمين له بوضع كاميرا تراقب ما يحدث    شاهد بالصورة والفيديو.. القائد الميداني بالدعم السريع "يأجوج ومأجوج" يسخر من زميله بالمليشيا ويتهمه بحمل "القمل" على رأسه (انت جاموس قمل ياخ)    شرطة ولاية الخرطوم : الشرطة ستضرب أوكار الجريمة بيد من حديد    البرهان يؤكد حرص السودان على الاحتفاظ بعلاقات وثيقة مع برنامج الغذاء العالمي    عطل في الخط الناقل مروي عطبرة تسبب بانقطاع التيار الكهربائي بولايتين    ميسي: لا أريد أن أكون عبئا على الأرجنتين.. وأشتاق للعودة إلى برشلونة    رئيس مجلس السيادة يؤكد عمق العلاقات السودانية المصرية    رونالدو: أنا سعودي وأحب وجودي هنا    مسؤول مصري يحط رحاله في بورتسودان    "فينيسيوس جونيور خط أحمر".. ريال مدريد يُحذر تشابي ألونسو    كُتّاب في "الشارقة للكتاب": الطيب صالح يحتاج إلى قراءة جديدة    مستشار رئيس الوزراء السوداني يفجّر المفاجأة الكبرى    مان سيتي يجتاز ليفربول    دار العوضة والكفاح يتعادلان سلبيا في دوري الاولي بارقو    لقاء بين البرهان والمراجع العام والكشف عن مراجعة 18 بنكا    السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ميلاد جديد للدراما السودانية بما حققه مصنف عشم !! بقلم: زهير عثمان حمد
نشر في سودانيل يوم 04 - 06 - 2018

لست مؤرخ للدراما السودانية خلال العشرين عام التي مضت ولكن متابع جيد تشدني الاعمال السوداني لانها ثقافتي ومزاجي المحبب أضحك من صميم قلبي لاعمال فيها البساطة وتنقصها الخبرة ولكنها معقولة لذائقتي و بما أري لواقع فني فيه الكثير من العجائب وتنصل الدولة عن القيام بدورها في رعاية الابداع والمبدعين
ويقال أن الدراما التلفزيونية بدأت في العام 1962 وكانت تقدم مباشرة على الهواء وبحرفية عالية وعندما نتسال أين الدراما السودانية الأن ؟ الأجابة بأن الإنتاج قليل ولكن توجد أعمال درامية ناجحة مثل الفيلم عروس النيل وكذلك حكايات سودانية والتي إشترك بها أكثر من 16 مؤلف وعن حكايات سودانية حدثنا المخرج أبو بكر الشيخ ذات يوم بالقاهرة عن الدراما التلفزيونية وكان حديثه في تلك الامسية حديث الخبير العارف بواقع الدراما السودانية ويسألني زملاء من جنيسات عربية هذا السؤال كل رمضان لم نسمع عن وجود دراما سودانية؟
فهل هناك دراما سودانية أصلاً؟
وأين هي في ظل تزايد أعداد القنوات الفضائية السودانية خلال الأعوام ا
لست مؤرخ للدراما السودانية خلال العشرين عاما التي مضت ولكن متابع جيد تشدني الاعمال السوداني لانها ثقافتي ومزاجي المحبب أضحك من صميم قلبي لاعمال فيها البساطة وتنقصها الخبرة ولكنها معقولة لذائقتي و بما أري لواقع فني فيه الكثير من العجائب وتنصل الدولة عن القيام بدورها في رعاية الابداع والمبدعين
ويقال أن الدراما التلفزيونية بدأت في العام 1962 وكانت تقدم مباشرة على الهواء وبحرفية عالية وعندما نتسال أين الدراما السودانية الأن ؟ الأجابة بأن الإنتاج قليل ولكن توجد أعمال درامية ناجحة مثل الفيلم عروس النيل وكذلك حكايات سودانية والتي إشترك بها أكثر من 16 مؤلف وعن حكايات سودانية حدثنا المخرج أبو بكر الشيخ ذات يوم بالقاهرة عن الدراما التلفزيونية وكان حديثه في تلك الامسية حديث الخبير العارف بواقع الدراما السودانية ويسألني زملاء من جنيسات عربية هذا السؤال كل رمضان لم نسمع عن وجود دراما سودانية؟
فهل هناك دراما سودانية أصلاً؟
وأين هي في ظل تزايد أعداد القنوات الفضائية السودانية خلال الأعوام ا الفائتة؟
أسئلة كثيرة تتردد حتي علي نطاق الوطن الفضاء العريض في عالم التواصل بين بني البشر ويقال أن هنالك تراجع كبير أو غياب تام تشهده الدراما السودانية حاليًا حيث لم يُكتب لها حتى هذه اللحظة أن ترى النور خارج الفضاء السوداني المحلي، أو أن يكون لها حلم مشروع بمنافسة الدراما المصرية أو السورية أو الخليجية رغم توافر المادة الجيدة والبيئة الخصبة لإنتاج كم هائل من المسلسلات التي تجسِّد واقع السودان وسط توفر كوادر مؤهلة في مجالات الإخراج والتمثيل إلا أن رأس المال الوطني لم يجرؤ على دخول هذا المجال لعدم ضمان إمكانية الحصول على الإعلان أو تسويق الدراما السودانية بالشكل الذي يضمن استعادة ما تم إنفاقه لذلك اكتفى الجمهور السوداني بمشاهدة الدراما من خارج الحدود ومتابعة الدراما العربية من كافة الاقطار
وفي كل عام ومع اقتراب شهر رمضان تقوم الفضائيات بالترويج لمسلسلاتها التي تم الانتهاء من تصويرها، وتحتل المسلسلات المصرية الصدارة، وتليها السورية وبعدهما الخليجية مع غياب تام للسودانية الأمر الذي يدعو إلى الدهشة بعد أن كانت القنوات السودانية الأرضية تقوم كل عام بعرض مسلسل سوداني الانتاج والمحتوي في رمضان وعدد آخر من المسلسلات في غير رمضان وكانت هذه المسلسلات تلقى استحسانًا كبيرًا وتجذب الأسرة السودانية حيث كانوا يتابعونها بشغف وينتظرونها من عام لآخر إلا أنه في السنوات الأخيرة رغم انتشار الفضائيات خاصة المتخصصة في المنوعات وهي تزيد على العشرة حاليًا تجد أن المسلسلات السودانية اختفت تمامًا عن الشاشة الصغيرة وحلَّت مكانها السلاسل الدرامية التي تختلف كل حلقة عن الأخرى بموضوعات مختلفة
وبعض التمثيليات التي تقدم من خلال قناة الشروق السودانية، ورغم هذا الجهد الخجول فإن المشاهد السوداني ينتظر وفرة من المسلسلات السودانية سنويًا تناقش قضاياه الاجتماعية كما كان يحدث في السابق حيث كانت المسلسلات تتناول وقائع تاريخية تعرَّض لها شعب السودان أو تتناول الواقع اليومي الأمر الذي جعل الأعمال القديمة تُخلَّد في ذهن المشاهد السوداني مثل مسلسلات «بيوت من نار -السيف والنار- -أقمار الضواحي والدهباية وأعمال كثيرة لا حصرلها بالاضافةالي أعمال الفنان الفاضل سعيد لها في وجدان اهل السودان الامتنان والتقدير وغيرها من المسلسلات التي لعب فيها المخرجين عملاقة أمثال الراحل فاروق سليمان ومكي سنادة وغيرهما دورًا بارزًا وقام بتجسيد شخصياتها مع ممثلين لهم حضور منهم علي مهدي و الريح عبدالقادروهاشم صديق و عبدالحكيم الطاهرو محمد السني دفع الله وفرقة «الأصدقاء» المسرحية وكذلك أعمال جمال حسن سعيد ولكن كثيرين يردون تراجع الدراما السودانية في الفترة الأخيرة لعدم وجود كُتَّاب للدراما رغم ثراء البيئة السودانية واحتوائها على آلاف الحكايات والقصص التي تصلح لكي تكون مسلسلات درامية نظرًا لما تحتويه من قضايا اجتماعية وأحداث تاريخية وسياسية في حاجة إلى من يلتقطها من المتخصصين القادرين على تفسيرها والتعامل معها بوضعها في قالب درامي يجسد واقع الحياة في السودان والمشاكل التي يعيشها با ينادي البعض بدراماتواكب العصر وممثلين لهم القدرة علي التأثير بتقائية وأحترافية كذلك في الاخراج ومنح الشباب فرصة للقيام بذلك ولكن يرى البعض وخاصة الزملاء من أهل الصحافة الفنية أن الدراما السودانية في حاجة شديدة إلى إعادة ترتيب وإعادة صياغة مرة أخرى لأن الأمر في حاجة إلى جهودعدة جهات الدولة ومعهد الموسيقي والمسرح والشباب ومبادرة الكتاب الجادة في صناعة درامخا ممتازة تستحق المشاهدة علما الان وخاصة أن بعض الأعمال الدرامية التي قُدمت حتى هذه اللحظة ضعيفة جدًا ولا ترقي لتسويقها للاقليم العربي وبعضها لم يستطع توصيل المغزى منه ليس بسبب ضعف الممثلين ولكن بسبب التضييق عليهم وإحساسهم بأنهم مراقبون في كل لفظة ينطقون بها وفي المظهر العام لهم، فكيف يقتنع المشاهد بفتاة تعيش في بيت والدها وتنام وهي مرتدية الحجاب؟
وحتي إن المشاهد الرومانسية في الدراما السودانية غاية الغرابة ولا تؤدى بحرفية لإقناع المشاهد ونفقد عدم التناسق مابين لغة الجسد والحوار وهذا يدل على أن إحساس الفنان بها ضعيف وكذلك خوفه من سيف الرقابة المسلَّط على رقابهم و بسبب ذلك تجد أغلب الاعمال انعدمت فيها الواقعية وانفصلت عن الفكرة التي قام عليها العمل وفشلوا في توصيلها للمشاهد والحل الوحيد لأزمة الدراما السودانية يكمن في إخراج المبدع السوداني من عزلته المفروضة عليه لفضاء أرحب ومنحه الحرية وتركه يري الفنون في كل الدينا لكي يقدم لنا الجديد والمبهر
ولا نسي عدم وجود أي دعم مالي للدراما وكذلك حتي أن وجدبل ضعيف لا يشكل الدعم المادي المطاوب أو المتجه إلى الاعمال التليفزيونية في السودان وهذا أدى إلى تأخر الدراما السودانية سنوات طويلة حتى أصبحت لا وجود لها في القائمة للدراما العربية كل هذا بسبب الإنفاق الضعيف والخوف من الخسائر وأحجام رجال الاعمال عن المشاركة في مثل هذه الاعمال لعدم المعرفة أو لضعف أرباحها وضيق فضاء التوزيع
في رمضان هذا العام جاءت فضائية أربعة وعشرون بمسلسل (عشم) وكان بالفعل ميلاد جديد للدراما السودانية و قدم العمل عن طريق شباب في البداية شاهدت حلقين منه علي ما أذكر في اليوتيبو منذ فترة في بدايات العام الحالي وأنقطعت الحلقات والان حمدت الله عنما رايته عمل متكامل يشرح الصدر ويقدم درامتنا بصورة تليق بنا بحق لا أقول غير راي مجموعة كبير من النقاد والمتابعيين للعمل لقد أثلج صدري هؤلاء الشباب وقدموا عمل جدير بالمشاهدة والنقد ويروج له علي أنه دراما سودانية تقدمنا للعالم بصورة جيدة بحق أشد علي يد كل فرد فيكم قد كنتم خير سفراء للفن السوداني
وأخير أقول لأهل السلطة في السودان نحمدالله أن قيض لنا هذه الفضائية مع علمنا بأن جهاز الامن وبعض النافذين من أهل القرار السياسي لهم أسهم فيها ولكنها صنعت خيرا عندما أنتجت مسلسل عشم فهو أعاد للدراما طبيعتها التي شوهها كل من جلس علي سدة قيادة الاعلام أو التلفزيون السوداني لجهلهم بدور الفنون في الحياة العامة لا يؤمنون اساسا بالفن فهم يحيون فقط من أجل نصرة أخوانهم المؤمنين وأعلاء قيم السماء في الارض لا يعترفون بالاخر ولا لهم علاقة بأي انتاج فني غير صرخات الجهاد المريضة ويودون فرض ثقافة الأحادية العامرة بالدماء ولكن لا أصدق أنهم لا علم لهم بأننا شعب مبدع يحب الحياة يقدم لها دوما الاجمل وحتي في صراعنا معهم نقدم الجانب الانساني الاخلاقي وهم ليس لهم غير التضيق والانتقام والاصرار علي جعل كل شيء يرجع لقيم وأخلاق دولة المدنية المنورة أنهم لا يعرفون أن في مشروعنا الانساني مشروع أهل السودان الجامع مكان للسينما والدراما والمسرح ولكل الفنون فلا تشوهوا خياراتنا و ابداعات شبابنا فقط أصمتوا ولا يمكنكم تنميط الحياة بتاصيلها حسب رؤياكم التي لا تعرف غير تقافة الموت والاغتسال وأعلموا أن اي محاولة لمنع الفنون من الحياة هي الظلامية تخلف النظرة للحياة بكلياتها
فانتم دوما تعيشون في ظلام دامس و سطحية لا تفكروا الا في أخضاع هذه الامة وسرقة أموالهم وبالتغبش تقولون أن كثرة اماكن العبادة هي الفلاح وفقة الضرورة هو الرحمة وما دون ذلك كفر بواح وتغريب واقتداء بالغرب ونحن في هذا الشهر الفضيل لا يحس بنا كبيركم أو صغيركم لا يأخذكم الضمير وأنتم ترون ارتال الفقراء بكل عفة نفس تعيش الكفاف وتكافح من حياة أفضل وسط كم الغلاء والتنكيل والتجهيل السائد لن نركون لما تودون
وأخير أبارك لابطال العمل مسلسل عشم وفضائية سودانية أريعة وعشرون وكل من ساهم في أنجاح هذا العمل أنه بحق ميلاد لدرا ما سودانية جديرة بالمشاهدة
الفائتة؟
أسئلة كثيرة تتردد حتي علي نطاق الوطن الفضاء العريض في عالم التواصل بين بني البشر ويقال أن هنالك تراجع كبير أو غياب تام تشهده الدراما السودانية حاليًا حيث لم يُكتب لها حتى هذه اللحظة أن ترى النور خارج الفضاء السوداني المحلي، أو أن يكون لها حلم مشروع بمنافسة الدراما المصرية أو السورية أو الخليجية رغم توافر المادة الجيدة والبيئة الخصبة لإنتاج كم هائل من المسلسلات التي تجسِّد واقع السودان وسط توفر كوادر مؤهلة في مجالات الإخراج والتمثيل إلا أن رأس المال الوطني لم يجرؤ على دخول هذا المجال لعدم ضمان إمكانية الحصول على الإعلان أو تسويق الدراما السودانية بالشكل الذي يضمن استعادة ما تم إنفاقه لذلك اكتفى الجمهور السوداني بمشاهدة الدراما من خارج الحدود ومتابعة الدراما العربية من كافة الاقطار
وفي كل عام ومع اقتراب شهر رمضان تقوم الفضائيات بالترويج لمسلسلاتها التي تم الانتهاء من تصويرها، وتحتل المسلسلات المصرية الصدارة، وتليها السورية وبعدهما الخليجية مع غياب تام للسودانية الأمر الذي يدعو إلى الدهشة بعد أن كانت القنوات السودانية الأرضية تقوم كل عام بعرض مسلسل سوداني الانتاج والمحتوي في رمضان وعدد آخر من المسلسلات في غير رمضان وكانت هذه المسلسلات تلقى استحسانًا كبيرًا وتجذب الأسرة السودانية حيث كانوا يتابعونها بشغف وينتظرونها من عام لآخر إلا أنه في السنوات الأخيرة رغم انتشار الفضائيات خاصة المتخصصة في المنوعات وهي تزيد على العشرة حاليًا تجد أن المسلسلات السودانية اختفت تمامًا عن الشاشة الصغيرة وحلَّت مكانها السلاسل الدرامية التي تختلف كل حلقة عن الأخرى بموضوعات مختلفة
وبعض التمثيليات التي تقدم من خلال قناة الشروق السودانية، ورغم هذا الجهد الخجول فإن المشاهد السوداني ينتظر وفرة من المسلسلات السودانية سنويًا تناقش قضاياه الاجتماعية كما كان يحدث في السابق حيث كانت المسلسلات تتناول وقائع تاريخية تعرَّض لها شعب السودان أو تتناول الواقع اليومي الأمر الذي جعل الأعمال القديمة تُخلَّد في ذهن المشاهد السوداني مثل مسلسلات «بيوت من نار -السيف والنار- -أقمار الضواحي والدهباية وأعمال كثيرة لا حصرلها بالاضافةالي أعمال الفنان الفاضل سعيد لها في وجدان اهل السودان الامتنان والتقدير وغيرها من المسلسلات التي لعب فيها المخرجين عملاقة أمثال الراحل فاروق سليمان ومكي سنادة وغيرهما دورًا بارزًا وقام بتجسيد شخصياتها مع ممثلين لهم حضور منهم علي مهدي و الريح عبدالقادروهاشم صديق و عبدالحكيم الطاهرو محمد السني دفع الله وفرقة «الأصدقاء» المسرحية وكذلك أعمال جمال حسن سعيد ولكن كثيرين يردون تراجع الدراما السودانية في الفترة الأخيرة لعدم وجود كُتَّاب للدراما رغم ثراء البيئة السودانية واحتوائها على آلاف الحكايات والقصص التي تصلح لكي تكون مسلسلات درامية نظرًا لما تحتويه من قضايا اجتماعية وأحداث تاريخية وسياسية في حاجة إلى من يلتقطها من المتخصصين القادرين على تفسيرها والتعامل معها بوضعها في قالب درامي يجسد واقع الحياة في السودان والمشاكل التي يعيشها با ينادي البعض بدراماتواكب العصر وممثلين لهم القدرة علي التأثير بتقائية وأحترافية كذلك في الاخراج ومنح الشباب فرصة للقيام بذلك ولكن يرى البعض وخاصة الزملاء من أهل الصحافة الفنية أن الدراما السودانية في حاجة شديدة إلى إعادة ترتيب وإعادة صياغة مرة أخرى لأن الأمر في حاجة إلى جهودعدة جهات الدولة ومعهد الموسيقي والمسرح والشباب ومبادرة الكتاب الجادة في صناعة درامخا ممتازة تستحق المشاهدة علما الان وخاصة أن بعض الأعمال الدرامية التي قُدمت حتى هذه اللحظة ضعيفة جدًا ولا ترقي لتسويقها للاقليم العربي وبعضها لم يستطع توصيل المغزى منه ليس بسبب ضعف الممثلين ولكن بسبب التضييق عليهم وإحساسهم بأنهم مراقبون في كل لفظة ينطقون بها وفي المظهر العام لهم، فكيف يقتنع المشاهد بفتاة تعيش في بيت والدها وتنام وهي مرتدية الحجاب؟
وحتي إن المشاهد الرومانسية في الدراما السودانية غاية الغرابة ولا تؤدى بحرفية لإقناع المشاهد ونفقد عدم التناسق مابين لغة الجسد والحوار وهذا يدل على أن إحساس الفنان بها ضعيف وكذلك خوفه من سيف الرقابة المسلَّط على رقابهم و بسبب ذلك تجد أغلب الاعمال انعدمت فيها الواقعية وانفصلت عن الفكرة التي قام عليها العمل وفشلوا في توصيلها للمشاهد والحل الوحيد لأزمة الدراما السودانية يكمن في إخراج المبدع السوداني من عزلته المفروضة عليه لفضاء أرحب ومنحه الحرية وتركه يري الفنون في كل الدينا لكي يقدم لنا الجديد والمبهر
ولا نسي عدم وجود أي دعم مالي للدراما وكذلك حتي أن وجدبل ضعيف لا يشكل الدعم المادي المطاوب أو المتجه إلى الاعمال التليفزيونية في السودان وهذا أدى إلى تأخر الدراما السودانية سنوات طويلة حتى أصبحت لا وجود لها في القائمة للدراما العربية كل هذا بسبب الإنفاق الضعيف والخوف من الخسائر وأحجام رجال الاعمال عن المشاركة في مثل هذه الاعمال لعدم المعرفة أو لضعف أرباحها وضيق فضاء التوزيع
في رمضان هذا العام جاءت فضائية أربعة وعشرون بمسلسل (عشم) وكان بالفعل ميلاد جديد للدراما السودانية و قدم العمل عن طريق شباب في البداية شاهدت حلقين منه علي ما أذكر في اليوتيبو منذ فترة في بدايات العام الحالي وأنقطعت الحلقات والان حمدت الله عنما رايته عمل متكامل يشرح الصدر ويقدم درامتنا بصورة تليق بنا بحق لا أقول غير راي مجموعة كبير من النقاد والمتابعيين للعمل لقد أثلج صدري هؤلاء الشباب وقدموا عمل جدير بالمشاهدة والنقد ويروج له علي أنه دراما سودانية تقدمنا للعالم بصورة جيدة بحق أشد علي يد كل فرد فيكم قد كنتم خير سفراء للفن السوداني
وأخير أقول لأهل السلطة في السودان نحمدالله أن قيض لنا هذه الفضائية مع علمنا بأن جهاز الامن وبعض النافذين من أهل القرار السياسي لهم أسهم فيها ولكنها صنعت خيرا عندما أنتجت مسلسل عشم فهو أعاد للدراما طبيعتها التي شوهها كل من جلس علي سدة قيادة الاعلام أو التلفزيون السوداني لجهلهم بدور الفنون في الحياة العامة لا يؤمنون اساسا بالفن فهم يحيون فقط من أجل نصرة أخوانهم المؤمنين وأعلاء قيم السماء في الارض لا يعترفون بالاخر ولا لهم علاقة بأي انتاج فني غير صرخات الجهاد المريضة ويودون فرض ثقافة الأحادية العامرة بالدماء ولكن لا أصدق أنهم لا علم لهم بأننا شعب مبدع يحب الحياة يقدم لها دوما الاجمل وحتي في صراعنا معهم نقدم الجانب الانساني الاخلاقي وهم ليس لهم غير التضيق والانتقام والاصرار علي جعل كل شيء يرجع لقيم وأخلاق دولة المدنية المنورة أنهم لا يعرفون أن في مشروعنا الانساني مشروع أهل السودان الجامع مكان للسينما والدراما والمسرح ولكل الفنون فلا تشوهوا خياراتنا و ابداعات شبابنا فقط أصمتوا ولا يمكنكم تنميط الحياة بتاصيلها حسب رؤياكم التي لا تعرف غير تقافة الموت والاغتسال وأعلموا أن اي محاولة لمنع الفنون من الحياة هي الظلامية تخلف النظرة للحياة بكلياتها
فانتم دوما تعيشون في ظلام دامس و سطحية لا تفكروا الا في أخضاع هذه الامة وسرقة أموالهم وبالتغبش تقولون أن كثرة اماكن العبادة هي الفلاح وفقة الضرورة هو الرحمة وما دون ذلك كفر بواح وتغريب واقتداء بالغرب ونحن في هذا الشهر الفضيل لا يحس بنا كبيركم أو صغيركم لا يأخذكم الضمير وأنتم ترون ارتال الفقراء بكل عفة نفس تعيش الكفاف وتكافح من حياة أفضل وسط كم الغلاء والتنكيل والتجهيل السائد لن نركون لما تودون
وأخير أبارك لابطال العمل مسلسل عشم وفضائية سودانية أريعة وعشرون وكل من ساهم في أنجاح هذا العمل أنه بحق ميلاد لدرا ما سودانية جديرة بالمشاهدة
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.