في تغريدة على منصة اكس البرهان: شكراً مصر شكراً فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي    فيفا يحسم مصير المركز الثالث في كأس العرب بعد إلغاء مواجهة السعودية والإمارات    لجنة أمن ولاية الخرطوم تعكف على تسليم المواطنين ممتلكاتهم المنهوبة المضبوطة باقسام الشرطة    السودان..وفاة قائد السلاح الطبي السابق    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة سودانية تسخر من "ميسرة": (البنات بحبوا الراجل السواق حتى لو ما عندو قروش وشكلك انت ما سواق عشان كدة كبرتها منك)    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة سودانية تسخر من "ميسرة": (البنات بحبوا الراجل السواق حتى لو ما عندو قروش وشكلك انت ما سواق عشان كدة كبرتها منك)    إسحق أحمد فضل الله يكتب: .....(الشوط الجديد)    شاهد بالفيديو.. أطفال سودانيون يصطادون "صقر الجديان" الضخم والجمهور يرفض: (رمز الدولة لا يحبس ولا يوضع في قفص)    استشهاد فردين من الدفاع المدني في قصف مسيّرات مليشيا الدعم السريع على محطة كهرباء المقرن بعطبرة    شاهد بالصور.. عبد الرحيم دقلو يعرض نفسه لسخرية الجمهور بظهور مثير للشفقة ومعلقون: (يا حليل أيام القصور والصبغة وإن شاء الله تكون عرفت الخرطوم حقت أبو منو؟)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    بمشاركة 6 عرب.. الأندية الإنجليزية تدفع ثمن كأس الأمم الإفريقية    "فيفا" يطلق تذاكر ب60 دولارا لكل مباراة في "مونديال 2026"    مسيرات مليشيا الدعم السريع تستهدف محولات محطة المقرن التحويلية بعطبره    تعادل مثير بأجمل مباريات الدوري الانجليزي    استمرار اللجان.. وهزيمة "هلال الجان"..!!    مدرب رديف المريخ يثمن جهود الإدارة..محسن سيد: لدينا مواهب مميزة وواعدة في الرديف    وزير سوداني سابق يعلن عودته للمشهد بخطاب من رئيس الوزراء    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    مسيرات انتحارية تستهدف عطبرة    البرهان عدم حرمان أي سوداني من استخراج الأوراق الثبوتية حتى وإن كان لديه بلاغات جنائية فهذه حقوق مشروعة    انخفاض أسعار السلع الغذائية بسوق أبو حمامة للبيع المخفض    مكتول هواك يترجّل    توجيه بصرف اجور العاملين قبل 29 ديسمبر الجاري    "ونسة وشمار".. زوجة مسؤول بالدولة تتفوه بعبارات غاضبة وتعبر عن كراهيتها للإعلامية داليا الياس بعد إرسال الأخيرة رسالة "واتساب" لزوجها    هل استحق الأردن والمغرب التأهل لنهائي كأس العرب؟    تونس.. سعيد يصدر عفوا رئاسيا عن 2014 سجينا    هل يمكن أن يؤدي الحرمان من النوم إلى الوفاة؟    بنك السودان يتأهب لإطلاق المقاصة الإلكترونية    الأردن يفوز على السعودية برأس رشدان ويتأهل لنهائي كأس العرب    والي الخرطوم يوجه بالالتزام بأسعار الغاز حسب التخفيض الجديد    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    النوم أقل من 7 ساعات ثاني أكبر قاتل بعد التدخين    بعد غياب طويل.. أول ظهور للفنانة المصرية عبلة كامل بعد قرار السيسي    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    كارثة إنسانية قبالة اليونان وغالبية الضحايا من مصر والسودان    ترامب يلغي وضع الحماية المؤقتة للإثيوبيين    الإعلامية والشاعرة داليا الياس ترد على إتهام الجمهور لها بالتسبب في فصل المذيع الراحل محمد محمود حسكا من قناة النيل الأزرق    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    وفاة إعلامي سوداني    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    تصريحات ترامب المسيئة للصومال تثير غضبا واسعا في مقديشو    حريق سوق شهير يسفر عن خسائر كبيرة للتجار السودانيين    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    إدارة التعدين بولاية كسلا تضبط (588) جرام و (8) حبات ذهب معدة للبيع خارج القنوات الرسمية    محافظ بنك السودان المركزي تزور ولاية الجزيرة وتؤكد دعم البنك لجهود التعافي الاقتصادي    إحباط تهريب كميات كبيرة من المخدرات والمواد الخطرة بنهر النيل    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    وصول 260 ألف جوال من الأسمدة لزراعة محاصيل العروة الشتوية بالجزيرة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ميلاد جديد للدراما السودانية بما حققه مصنف عشم !! بقلم: زهير عثمان حمد
نشر في سودانيل يوم 04 - 06 - 2018

لست مؤرخ للدراما السودانية خلال العشرين عام التي مضت ولكن متابع جيد تشدني الاعمال السوداني لانها ثقافتي ومزاجي المحبب أضحك من صميم قلبي لاعمال فيها البساطة وتنقصها الخبرة ولكنها معقولة لذائقتي و بما أري لواقع فني فيه الكثير من العجائب وتنصل الدولة عن القيام بدورها في رعاية الابداع والمبدعين
ويقال أن الدراما التلفزيونية بدأت في العام 1962 وكانت تقدم مباشرة على الهواء وبحرفية عالية وعندما نتسال أين الدراما السودانية الأن ؟ الأجابة بأن الإنتاج قليل ولكن توجد أعمال درامية ناجحة مثل الفيلم عروس النيل وكذلك حكايات سودانية والتي إشترك بها أكثر من 16 مؤلف وعن حكايات سودانية حدثنا المخرج أبو بكر الشيخ ذات يوم بالقاهرة عن الدراما التلفزيونية وكان حديثه في تلك الامسية حديث الخبير العارف بواقع الدراما السودانية ويسألني زملاء من جنيسات عربية هذا السؤال كل رمضان لم نسمع عن وجود دراما سودانية؟
فهل هناك دراما سودانية أصلاً؟
وأين هي في ظل تزايد أعداد القنوات الفضائية السودانية خلال الأعوام ا
لست مؤرخ للدراما السودانية خلال العشرين عاما التي مضت ولكن متابع جيد تشدني الاعمال السوداني لانها ثقافتي ومزاجي المحبب أضحك من صميم قلبي لاعمال فيها البساطة وتنقصها الخبرة ولكنها معقولة لذائقتي و بما أري لواقع فني فيه الكثير من العجائب وتنصل الدولة عن القيام بدورها في رعاية الابداع والمبدعين
ويقال أن الدراما التلفزيونية بدأت في العام 1962 وكانت تقدم مباشرة على الهواء وبحرفية عالية وعندما نتسال أين الدراما السودانية الأن ؟ الأجابة بأن الإنتاج قليل ولكن توجد أعمال درامية ناجحة مثل الفيلم عروس النيل وكذلك حكايات سودانية والتي إشترك بها أكثر من 16 مؤلف وعن حكايات سودانية حدثنا المخرج أبو بكر الشيخ ذات يوم بالقاهرة عن الدراما التلفزيونية وكان حديثه في تلك الامسية حديث الخبير العارف بواقع الدراما السودانية ويسألني زملاء من جنيسات عربية هذا السؤال كل رمضان لم نسمع عن وجود دراما سودانية؟
فهل هناك دراما سودانية أصلاً؟
وأين هي في ظل تزايد أعداد القنوات الفضائية السودانية خلال الأعوام ا الفائتة؟
أسئلة كثيرة تتردد حتي علي نطاق الوطن الفضاء العريض في عالم التواصل بين بني البشر ويقال أن هنالك تراجع كبير أو غياب تام تشهده الدراما السودانية حاليًا حيث لم يُكتب لها حتى هذه اللحظة أن ترى النور خارج الفضاء السوداني المحلي، أو أن يكون لها حلم مشروع بمنافسة الدراما المصرية أو السورية أو الخليجية رغم توافر المادة الجيدة والبيئة الخصبة لإنتاج كم هائل من المسلسلات التي تجسِّد واقع السودان وسط توفر كوادر مؤهلة في مجالات الإخراج والتمثيل إلا أن رأس المال الوطني لم يجرؤ على دخول هذا المجال لعدم ضمان إمكانية الحصول على الإعلان أو تسويق الدراما السودانية بالشكل الذي يضمن استعادة ما تم إنفاقه لذلك اكتفى الجمهور السوداني بمشاهدة الدراما من خارج الحدود ومتابعة الدراما العربية من كافة الاقطار
وفي كل عام ومع اقتراب شهر رمضان تقوم الفضائيات بالترويج لمسلسلاتها التي تم الانتهاء من تصويرها، وتحتل المسلسلات المصرية الصدارة، وتليها السورية وبعدهما الخليجية مع غياب تام للسودانية الأمر الذي يدعو إلى الدهشة بعد أن كانت القنوات السودانية الأرضية تقوم كل عام بعرض مسلسل سوداني الانتاج والمحتوي في رمضان وعدد آخر من المسلسلات في غير رمضان وكانت هذه المسلسلات تلقى استحسانًا كبيرًا وتجذب الأسرة السودانية حيث كانوا يتابعونها بشغف وينتظرونها من عام لآخر إلا أنه في السنوات الأخيرة رغم انتشار الفضائيات خاصة المتخصصة في المنوعات وهي تزيد على العشرة حاليًا تجد أن المسلسلات السودانية اختفت تمامًا عن الشاشة الصغيرة وحلَّت مكانها السلاسل الدرامية التي تختلف كل حلقة عن الأخرى بموضوعات مختلفة
وبعض التمثيليات التي تقدم من خلال قناة الشروق السودانية، ورغم هذا الجهد الخجول فإن المشاهد السوداني ينتظر وفرة من المسلسلات السودانية سنويًا تناقش قضاياه الاجتماعية كما كان يحدث في السابق حيث كانت المسلسلات تتناول وقائع تاريخية تعرَّض لها شعب السودان أو تتناول الواقع اليومي الأمر الذي جعل الأعمال القديمة تُخلَّد في ذهن المشاهد السوداني مثل مسلسلات «بيوت من نار -السيف والنار- -أقمار الضواحي والدهباية وأعمال كثيرة لا حصرلها بالاضافةالي أعمال الفنان الفاضل سعيد لها في وجدان اهل السودان الامتنان والتقدير وغيرها من المسلسلات التي لعب فيها المخرجين عملاقة أمثال الراحل فاروق سليمان ومكي سنادة وغيرهما دورًا بارزًا وقام بتجسيد شخصياتها مع ممثلين لهم حضور منهم علي مهدي و الريح عبدالقادروهاشم صديق و عبدالحكيم الطاهرو محمد السني دفع الله وفرقة «الأصدقاء» المسرحية وكذلك أعمال جمال حسن سعيد ولكن كثيرين يردون تراجع الدراما السودانية في الفترة الأخيرة لعدم وجود كُتَّاب للدراما رغم ثراء البيئة السودانية واحتوائها على آلاف الحكايات والقصص التي تصلح لكي تكون مسلسلات درامية نظرًا لما تحتويه من قضايا اجتماعية وأحداث تاريخية وسياسية في حاجة إلى من يلتقطها من المتخصصين القادرين على تفسيرها والتعامل معها بوضعها في قالب درامي يجسد واقع الحياة في السودان والمشاكل التي يعيشها با ينادي البعض بدراماتواكب العصر وممثلين لهم القدرة علي التأثير بتقائية وأحترافية كذلك في الاخراج ومنح الشباب فرصة للقيام بذلك ولكن يرى البعض وخاصة الزملاء من أهل الصحافة الفنية أن الدراما السودانية في حاجة شديدة إلى إعادة ترتيب وإعادة صياغة مرة أخرى لأن الأمر في حاجة إلى جهودعدة جهات الدولة ومعهد الموسيقي والمسرح والشباب ومبادرة الكتاب الجادة في صناعة درامخا ممتازة تستحق المشاهدة علما الان وخاصة أن بعض الأعمال الدرامية التي قُدمت حتى هذه اللحظة ضعيفة جدًا ولا ترقي لتسويقها للاقليم العربي وبعضها لم يستطع توصيل المغزى منه ليس بسبب ضعف الممثلين ولكن بسبب التضييق عليهم وإحساسهم بأنهم مراقبون في كل لفظة ينطقون بها وفي المظهر العام لهم، فكيف يقتنع المشاهد بفتاة تعيش في بيت والدها وتنام وهي مرتدية الحجاب؟
وحتي إن المشاهد الرومانسية في الدراما السودانية غاية الغرابة ولا تؤدى بحرفية لإقناع المشاهد ونفقد عدم التناسق مابين لغة الجسد والحوار وهذا يدل على أن إحساس الفنان بها ضعيف وكذلك خوفه من سيف الرقابة المسلَّط على رقابهم و بسبب ذلك تجد أغلب الاعمال انعدمت فيها الواقعية وانفصلت عن الفكرة التي قام عليها العمل وفشلوا في توصيلها للمشاهد والحل الوحيد لأزمة الدراما السودانية يكمن في إخراج المبدع السوداني من عزلته المفروضة عليه لفضاء أرحب ومنحه الحرية وتركه يري الفنون في كل الدينا لكي يقدم لنا الجديد والمبهر
ولا نسي عدم وجود أي دعم مالي للدراما وكذلك حتي أن وجدبل ضعيف لا يشكل الدعم المادي المطاوب أو المتجه إلى الاعمال التليفزيونية في السودان وهذا أدى إلى تأخر الدراما السودانية سنوات طويلة حتى أصبحت لا وجود لها في القائمة للدراما العربية كل هذا بسبب الإنفاق الضعيف والخوف من الخسائر وأحجام رجال الاعمال عن المشاركة في مثل هذه الاعمال لعدم المعرفة أو لضعف أرباحها وضيق فضاء التوزيع
في رمضان هذا العام جاءت فضائية أربعة وعشرون بمسلسل (عشم) وكان بالفعل ميلاد جديد للدراما السودانية و قدم العمل عن طريق شباب في البداية شاهدت حلقين منه علي ما أذكر في اليوتيبو منذ فترة في بدايات العام الحالي وأنقطعت الحلقات والان حمدت الله عنما رايته عمل متكامل يشرح الصدر ويقدم درامتنا بصورة تليق بنا بحق لا أقول غير راي مجموعة كبير من النقاد والمتابعيين للعمل لقد أثلج صدري هؤلاء الشباب وقدموا عمل جدير بالمشاهدة والنقد ويروج له علي أنه دراما سودانية تقدمنا للعالم بصورة جيدة بحق أشد علي يد كل فرد فيكم قد كنتم خير سفراء للفن السوداني
وأخير أقول لأهل السلطة في السودان نحمدالله أن قيض لنا هذه الفضائية مع علمنا بأن جهاز الامن وبعض النافذين من أهل القرار السياسي لهم أسهم فيها ولكنها صنعت خيرا عندما أنتجت مسلسل عشم فهو أعاد للدراما طبيعتها التي شوهها كل من جلس علي سدة قيادة الاعلام أو التلفزيون السوداني لجهلهم بدور الفنون في الحياة العامة لا يؤمنون اساسا بالفن فهم يحيون فقط من أجل نصرة أخوانهم المؤمنين وأعلاء قيم السماء في الارض لا يعترفون بالاخر ولا لهم علاقة بأي انتاج فني غير صرخات الجهاد المريضة ويودون فرض ثقافة الأحادية العامرة بالدماء ولكن لا أصدق أنهم لا علم لهم بأننا شعب مبدع يحب الحياة يقدم لها دوما الاجمل وحتي في صراعنا معهم نقدم الجانب الانساني الاخلاقي وهم ليس لهم غير التضيق والانتقام والاصرار علي جعل كل شيء يرجع لقيم وأخلاق دولة المدنية المنورة أنهم لا يعرفون أن في مشروعنا الانساني مشروع أهل السودان الجامع مكان للسينما والدراما والمسرح ولكل الفنون فلا تشوهوا خياراتنا و ابداعات شبابنا فقط أصمتوا ولا يمكنكم تنميط الحياة بتاصيلها حسب رؤياكم التي لا تعرف غير تقافة الموت والاغتسال وأعلموا أن اي محاولة لمنع الفنون من الحياة هي الظلامية تخلف النظرة للحياة بكلياتها
فانتم دوما تعيشون في ظلام دامس و سطحية لا تفكروا الا في أخضاع هذه الامة وسرقة أموالهم وبالتغبش تقولون أن كثرة اماكن العبادة هي الفلاح وفقة الضرورة هو الرحمة وما دون ذلك كفر بواح وتغريب واقتداء بالغرب ونحن في هذا الشهر الفضيل لا يحس بنا كبيركم أو صغيركم لا يأخذكم الضمير وأنتم ترون ارتال الفقراء بكل عفة نفس تعيش الكفاف وتكافح من حياة أفضل وسط كم الغلاء والتنكيل والتجهيل السائد لن نركون لما تودون
وأخير أبارك لابطال العمل مسلسل عشم وفضائية سودانية أريعة وعشرون وكل من ساهم في أنجاح هذا العمل أنه بحق ميلاد لدرا ما سودانية جديرة بالمشاهدة
الفائتة؟
أسئلة كثيرة تتردد حتي علي نطاق الوطن الفضاء العريض في عالم التواصل بين بني البشر ويقال أن هنالك تراجع كبير أو غياب تام تشهده الدراما السودانية حاليًا حيث لم يُكتب لها حتى هذه اللحظة أن ترى النور خارج الفضاء السوداني المحلي، أو أن يكون لها حلم مشروع بمنافسة الدراما المصرية أو السورية أو الخليجية رغم توافر المادة الجيدة والبيئة الخصبة لإنتاج كم هائل من المسلسلات التي تجسِّد واقع السودان وسط توفر كوادر مؤهلة في مجالات الإخراج والتمثيل إلا أن رأس المال الوطني لم يجرؤ على دخول هذا المجال لعدم ضمان إمكانية الحصول على الإعلان أو تسويق الدراما السودانية بالشكل الذي يضمن استعادة ما تم إنفاقه لذلك اكتفى الجمهور السوداني بمشاهدة الدراما من خارج الحدود ومتابعة الدراما العربية من كافة الاقطار
وفي كل عام ومع اقتراب شهر رمضان تقوم الفضائيات بالترويج لمسلسلاتها التي تم الانتهاء من تصويرها، وتحتل المسلسلات المصرية الصدارة، وتليها السورية وبعدهما الخليجية مع غياب تام للسودانية الأمر الذي يدعو إلى الدهشة بعد أن كانت القنوات السودانية الأرضية تقوم كل عام بعرض مسلسل سوداني الانتاج والمحتوي في رمضان وعدد آخر من المسلسلات في غير رمضان وكانت هذه المسلسلات تلقى استحسانًا كبيرًا وتجذب الأسرة السودانية حيث كانوا يتابعونها بشغف وينتظرونها من عام لآخر إلا أنه في السنوات الأخيرة رغم انتشار الفضائيات خاصة المتخصصة في المنوعات وهي تزيد على العشرة حاليًا تجد أن المسلسلات السودانية اختفت تمامًا عن الشاشة الصغيرة وحلَّت مكانها السلاسل الدرامية التي تختلف كل حلقة عن الأخرى بموضوعات مختلفة
وبعض التمثيليات التي تقدم من خلال قناة الشروق السودانية، ورغم هذا الجهد الخجول فإن المشاهد السوداني ينتظر وفرة من المسلسلات السودانية سنويًا تناقش قضاياه الاجتماعية كما كان يحدث في السابق حيث كانت المسلسلات تتناول وقائع تاريخية تعرَّض لها شعب السودان أو تتناول الواقع اليومي الأمر الذي جعل الأعمال القديمة تُخلَّد في ذهن المشاهد السوداني مثل مسلسلات «بيوت من نار -السيف والنار- -أقمار الضواحي والدهباية وأعمال كثيرة لا حصرلها بالاضافةالي أعمال الفنان الفاضل سعيد لها في وجدان اهل السودان الامتنان والتقدير وغيرها من المسلسلات التي لعب فيها المخرجين عملاقة أمثال الراحل فاروق سليمان ومكي سنادة وغيرهما دورًا بارزًا وقام بتجسيد شخصياتها مع ممثلين لهم حضور منهم علي مهدي و الريح عبدالقادروهاشم صديق و عبدالحكيم الطاهرو محمد السني دفع الله وفرقة «الأصدقاء» المسرحية وكذلك أعمال جمال حسن سعيد ولكن كثيرين يردون تراجع الدراما السودانية في الفترة الأخيرة لعدم وجود كُتَّاب للدراما رغم ثراء البيئة السودانية واحتوائها على آلاف الحكايات والقصص التي تصلح لكي تكون مسلسلات درامية نظرًا لما تحتويه من قضايا اجتماعية وأحداث تاريخية وسياسية في حاجة إلى من يلتقطها من المتخصصين القادرين على تفسيرها والتعامل معها بوضعها في قالب درامي يجسد واقع الحياة في السودان والمشاكل التي يعيشها با ينادي البعض بدراماتواكب العصر وممثلين لهم القدرة علي التأثير بتقائية وأحترافية كذلك في الاخراج ومنح الشباب فرصة للقيام بذلك ولكن يرى البعض وخاصة الزملاء من أهل الصحافة الفنية أن الدراما السودانية في حاجة شديدة إلى إعادة ترتيب وإعادة صياغة مرة أخرى لأن الأمر في حاجة إلى جهودعدة جهات الدولة ومعهد الموسيقي والمسرح والشباب ومبادرة الكتاب الجادة في صناعة درامخا ممتازة تستحق المشاهدة علما الان وخاصة أن بعض الأعمال الدرامية التي قُدمت حتى هذه اللحظة ضعيفة جدًا ولا ترقي لتسويقها للاقليم العربي وبعضها لم يستطع توصيل المغزى منه ليس بسبب ضعف الممثلين ولكن بسبب التضييق عليهم وإحساسهم بأنهم مراقبون في كل لفظة ينطقون بها وفي المظهر العام لهم، فكيف يقتنع المشاهد بفتاة تعيش في بيت والدها وتنام وهي مرتدية الحجاب؟
وحتي إن المشاهد الرومانسية في الدراما السودانية غاية الغرابة ولا تؤدى بحرفية لإقناع المشاهد ونفقد عدم التناسق مابين لغة الجسد والحوار وهذا يدل على أن إحساس الفنان بها ضعيف وكذلك خوفه من سيف الرقابة المسلَّط على رقابهم و بسبب ذلك تجد أغلب الاعمال انعدمت فيها الواقعية وانفصلت عن الفكرة التي قام عليها العمل وفشلوا في توصيلها للمشاهد والحل الوحيد لأزمة الدراما السودانية يكمن في إخراج المبدع السوداني من عزلته المفروضة عليه لفضاء أرحب ومنحه الحرية وتركه يري الفنون في كل الدينا لكي يقدم لنا الجديد والمبهر
ولا نسي عدم وجود أي دعم مالي للدراما وكذلك حتي أن وجدبل ضعيف لا يشكل الدعم المادي المطاوب أو المتجه إلى الاعمال التليفزيونية في السودان وهذا أدى إلى تأخر الدراما السودانية سنوات طويلة حتى أصبحت لا وجود لها في القائمة للدراما العربية كل هذا بسبب الإنفاق الضعيف والخوف من الخسائر وأحجام رجال الاعمال عن المشاركة في مثل هذه الاعمال لعدم المعرفة أو لضعف أرباحها وضيق فضاء التوزيع
في رمضان هذا العام جاءت فضائية أربعة وعشرون بمسلسل (عشم) وكان بالفعل ميلاد جديد للدراما السودانية و قدم العمل عن طريق شباب في البداية شاهدت حلقين منه علي ما أذكر في اليوتيبو منذ فترة في بدايات العام الحالي وأنقطعت الحلقات والان حمدت الله عنما رايته عمل متكامل يشرح الصدر ويقدم درامتنا بصورة تليق بنا بحق لا أقول غير راي مجموعة كبير من النقاد والمتابعيين للعمل لقد أثلج صدري هؤلاء الشباب وقدموا عمل جدير بالمشاهدة والنقد ويروج له علي أنه دراما سودانية تقدمنا للعالم بصورة جيدة بحق أشد علي يد كل فرد فيكم قد كنتم خير سفراء للفن السوداني
وأخير أقول لأهل السلطة في السودان نحمدالله أن قيض لنا هذه الفضائية مع علمنا بأن جهاز الامن وبعض النافذين من أهل القرار السياسي لهم أسهم فيها ولكنها صنعت خيرا عندما أنتجت مسلسل عشم فهو أعاد للدراما طبيعتها التي شوهها كل من جلس علي سدة قيادة الاعلام أو التلفزيون السوداني لجهلهم بدور الفنون في الحياة العامة لا يؤمنون اساسا بالفن فهم يحيون فقط من أجل نصرة أخوانهم المؤمنين وأعلاء قيم السماء في الارض لا يعترفون بالاخر ولا لهم علاقة بأي انتاج فني غير صرخات الجهاد المريضة ويودون فرض ثقافة الأحادية العامرة بالدماء ولكن لا أصدق أنهم لا علم لهم بأننا شعب مبدع يحب الحياة يقدم لها دوما الاجمل وحتي في صراعنا معهم نقدم الجانب الانساني الاخلاقي وهم ليس لهم غير التضيق والانتقام والاصرار علي جعل كل شيء يرجع لقيم وأخلاق دولة المدنية المنورة أنهم لا يعرفون أن في مشروعنا الانساني مشروع أهل السودان الجامع مكان للسينما والدراما والمسرح ولكل الفنون فلا تشوهوا خياراتنا و ابداعات شبابنا فقط أصمتوا ولا يمكنكم تنميط الحياة بتاصيلها حسب رؤياكم التي لا تعرف غير تقافة الموت والاغتسال وأعلموا أن اي محاولة لمنع الفنون من الحياة هي الظلامية تخلف النظرة للحياة بكلياتها
فانتم دوما تعيشون في ظلام دامس و سطحية لا تفكروا الا في أخضاع هذه الامة وسرقة أموالهم وبالتغبش تقولون أن كثرة اماكن العبادة هي الفلاح وفقة الضرورة هو الرحمة وما دون ذلك كفر بواح وتغريب واقتداء بالغرب ونحن في هذا الشهر الفضيل لا يحس بنا كبيركم أو صغيركم لا يأخذكم الضمير وأنتم ترون ارتال الفقراء بكل عفة نفس تعيش الكفاف وتكافح من حياة أفضل وسط كم الغلاء والتنكيل والتجهيل السائد لن نركون لما تودون
وأخير أبارك لابطال العمل مسلسل عشم وفضائية سودانية أريعة وعشرون وكل من ساهم في أنجاح هذا العمل أنه بحق ميلاد لدرا ما سودانية جديرة بالمشاهدة
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.