لقد حير هذا السودان اهل الداخل والخارج وانا من اولئك المتحيرين ازاء ما يجرى فيه من سياسات عجيبة لا يتصورها العقل ولا يتقبلها القلب , الى اين يسير هذا السودان ؟ وما هو المستقبل السياسى له ؟ وماذا تتوقع اخى الفارئ , هل سنعود من هذه النقطة السوداء والمصير المجهول الذى اوصلتنا اليه هذه العقلية المسيطرة على امر السودان واهله , وماذا نتوقع اذا فاز المؤتمرالوطنى بالانتخابات سواء حدث ذلك بالتزوير او بالاغلبية ؟ وماذا سوف يحدث لو رسب ألفة الفصل هذا فى الامتحانات ,اقصد الانتخابات ؟ الاجابة واضحة وهى ان اخواننا فى المؤتمرالوطنى اقسموا اشد القسم على انهم سوف يموتون فى هذا السودان بعد ان ضاقت بهم البلاد فى الخارج واصبحوا مطلوبين للعدالة ومكروهين كذلك فى الداخل , ولكن لا تستغرب اخى القارئ اصرارهم على السلطة بعد هذا الفشل المريع الذى اصاب السودان فى عهدهم والا ماذا يعنى اصرار البشير للترشح مرة اخرى بعد عشرين عاما , لقد تعاقب على امريكا اربعه رؤساء خلال رئاسة البشير وما زالت امريكا فى المقدمة وهى سيدة العالم وترتعد منها فرائص الكثيرين , فالعبرة ليست بطول فترة الحكم , وهى فى ذاتها مفسدة للانسان لانه لو حكم طويلا فيكون من الصعب التنازل عنه الا بالتدافع , ويمكن ان يستسهل اى شئ ولو كانت ارواح الناس فى مقابل ان يستمر هو فى الحكم , لذلك فاننا نجد ان كل الشرائع السماوية قد حذرت من التسابق نحو السلطة وانها دائما ما تكون على حساب الدين , وكلنا نعرف ان ائمتنا وعلماؤنا من السلف لم يعانوا فى حياتهم مثل ما عانوا من الحكام آنذاك فمنهم من قتل ومنهم من مات فى السجن ومنهم من عذب اشد العذاب لمجرد انه اختلف مع الحاكم فى مسألة فقهية , وقد قال عليه الصلاة والسلام (انا لا نعطى هذا الامر احد طلبه او تمناه ) لذلك فاننا وانطلاقا من هذا الحديث لن نصوت لشخص حرص ايما حرص على هذا الكرسى (كرسى الحلاق) بل سنسعى الى نصحه وانه لا ينبغى له ان يجازف بحياة شعبه اكثر من هذا , والى متى سيعانى هذا الشعب الميت اقصد المسكين لقد ضاق السودان بابناءه رغم مساحته الشاسعة جراء هذه السياسات القمعية والتعسفية واصبح كل شخص يتضايق من الاخر ويتحسس منه وكأنه اولى من اخيه بهذا البلد التعيس , وانشغل المواطن بلقمة عيشه التى اصبحت من المستحيلات , وتفككت الاسر وكثر الطلاق وهروب الازواج , ولم نسمع ان فلانا قد حقق فضيلة الزواج مثنى وثلاثة ورباع الا اخواننا اصحاب الابراج العاجية والشركات العالمية والعطاءات المجانية لذاك نقول وبكل صراحة انه آن الاوان لكى يترجل هذا الفارس ويتفرغ لقضاياه الخاصة بعد ان فشل فى القضايا العامة للسودان , ولو حاولنا ان نذكر الان كل الاخفاقات التى تمت خلال العشرين عاما لا يسعنا المجال , واكبر فشل وتاريخ سئ هو ان تحكم بلدا كنت انت السبب فى تمزقه وتشتته , وماذا تبقى من السودان لكى يحكمه البشير , سوف ينفصل الجنوب وهذا حقهم وقد كفلته لهم الاتفاقية رضينا ام ابينا,كذالك دارفور الحبيبة باى حال هى الان وكيف سيكون مصيرها وصاحب المشكلة لا زال مصرا على ترشحه ,والشمالية ومتاثرى سد مروى وضحايا كجبار , وليس الشرق ببعيد , ماذا تبقى فى الذاكرة بعد خراب ودمار منطقة جنوبطوكر وطوكر وريفى كسلا ومذبحة ديم العرب والتنازل عن الفشقة وحلايب , ومن ثم الاصرار على من كان سببا للمعاناة خلال السنوات الماضية لكى يكون مرشح الحزب الاوحد فى البحرالاحمر والذى سوف نخصه برسالة قادمة انشاءالله وسنواصل ,