أجراس الحرية: واشنطن: عبد الفتاح عرمان قالت صحيفة (الواشنطن بوست) في إفتتاحيتها يوم امس تحت عنوان "هدنة السودان تقدم بعض الأمل في تغير سلمي"، إستهلتها بقولها ان السودان، الذي مزقته الحروب والمذابح الجماعية ويرأسه "طاغية متهم بإرتكاب جرائم الحرب" ، قد يصبح أزمة أمام إدارة الرئيس أوباما. وتابعت:" ثمة فرصة صغيرة للسلام والتغيير الجديد خلال العام القادم، وهي الفرصة التي إتضحت يوم الثلاثاء حينما قام الرئيس السوداني، عمر حسن البشير بتوقيع إتفاق هدنة مع أكبر جماعات التمرد في إقليم دارفور- حركة العدل والمساواة-. في الوقت الذي لا يزال العمل فيه جارياً للتوصل إلى إتفاق سلام شامل بعد فشل الإتفاقات السابقة. غير أن هذه الهدنة، التي توسطت فيه الأممالمتحدة والإتحاد الإفريقي بمساعدة حكومة قطر، تبدو واعدة، لاسيما وأنها تأتي في وقت مبشر. وتوضح الإفتتاحية أن الحرب في دارفور، والتي يُقدر أنها خلفت أكثر من (300) ألف قتيل وأثارت حملة عالمية للدفاع عن (2) مليون لاجئ، قد تكون إنتهت بذلك. وتضيف الصحيفة:" قد يكون الرئيس البشير، الذي يتهرب من مذكرة المحكمة الجنائية الدولية للقبض عليه منذ عام، مستعداً للسلام. فقد وافق هذا الشهر على هدنة منفصلة مع رئيس تشاد التي كانت ترعى المتمردين في دارفور بينما يرعى السودان المسلحين في تشاد. وترى الصحيفة أن إتجاه الرئيس البشير إلى السلام مدفوع برغبته في تحرير نفسه من إتهامات جرائم الحرب والعقوبات ضد حكومته. ولكنه يواجه أيضاً عقبتين سياسيتين هما، الإنتخابات القومية المقرر عقدها في 11 أبريل القادم، والتي سينافسه فيها على الرئاسة (11) مرشحاً آخر؛ والإستفتاء المقرر عقده حسب نتيجة الإستفتاء في يناير القادم لتحديد مصير الجنوب وإمكانية إنفصاله في دولة مستقلة. وهذا يعني أن حكومة جنوب السودان وحكومة الخرطوم ستحاولان التفاوض على شروط الإنفصال. وتلفت الصحيفة في إفتتاحيتها إلى أن إحتمالات الوصول الي حلول بمساعدة الإدارة الأمريكية وارد حتي لا يصبح البشير أزمة أمام إدارة اوباما. وتتخذ الصحيفة من علاقات الرئيس الليبي، معمر القذافي مع الولاياتالمتحدة التي اتسمت في الفترة الاخيرة بالتعاون المشترك المثمر مثالاً لإحتمالية تحول العلاقة مابين السودان والولاياتالمتحدة من المواجهة الي التعاون.