نشرت صحيفة «واشنطن بوست» افتتاحية تحت عنوان «هان على السودان»، استهلتها بقولها إن فوز الرئيس عمر البشير بانتخابات الرئاسة لم يكن مدهشاً، ورأت أن العملية الانتخابية في السودان شابها بعض التحايل، لكن رد فعل الإدارة الأميركية والحكومات الغربية لم يكن مسموعاً. وتشير إلى أن البشير تعهد في خطاب انتصاره باستكمال عملية السلام في دارفور وبعقد الاستفتاء على استقلال الجنوب في موعده وأن المقابل الذي يطلبه هو الاعتراف به رئيساً شرعياً والتغاضي عن اتهامات المحكمة الجنائية الدولية وهو ما يمثل عرضاً مغرياً لإدارة أوباما المهتمة بحقوق الإنسان حول العالم، إذ إن البديل لاستقرار الأوضاع في جنوب السودان هو حرب جديدة، مثل سابقتها التي استمرت نحو 20 عاماً وانتهت باتفاق السلام عام 2005. وترى أنه إذا استطاع البشير توقيع اتفاق مع الجماعات المتمردة في دارفور، فقد ينهي ذلك الأزمة الإنسانية في المنطقة. لذا جاء بيان البيت الأبيض الذي أدان التلاعب في الانتخابات ليؤكد إنه بالاستعانة ب »شركاء المنطقة وما حولها سنستمر في الاستعدادات الضرورية لدعم السلام والاستقرار بعد استفتاء 2011؛ ونستمر في دعم السلام والأمن والمسؤولية في دارفور». ثم تختتم الصحيفة الافتتاحية بقولها إن المشكلة كالمعتاد هي ما إذا كان البشير سيلتزم بتنفيذ ما تعهد به.، إذ يشكك العديد من الخبراء في أن الرئيس البشير سيسمح بانفصال الجنوب الغني بالنفط دون قتال، أو أنه سيسمح لدارفور بحكم ذاتي يطالب به المتمردون. لذا ينبغي على الولاياتالمتحدة التوقف عن الاعتراف مقدماً بشرعية الرئيس البشير، والاستعداد للرد حينما يتراجع البشير عن كلمته.