النهود…شنب نمر    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    "المركز الثالث".. دي بروين ينجو بمانشستر سيتي من كمين وولفرهامبتون    منتخب الضعين شمال يودع بطولة الصداقة للمحليات    ندوة الشيوعي    الإعيسر: قادة المليشيا المتمردة ومنتسبوها والدول التي دعمتها سينالون أشد العقاب    "قطعة أرض بمدينة دنقلا ومبلغ مالي".. تكريم النابغة إسراء أحمد حيدر الأولى في الشهادة السودانية    د. عبد اللطيف البوني يكتب: لا هذا ولا ذاك    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    سقطت مدينة النهود .. استباحتها مليشيات وعصابات التمرد    الهلال يواجه اسنيم في لقاء مؤجل    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تعالوا نتعرف على ماهية الكيزان – الحلقة (2) .. بقلم/ أوهاج م. صالح
نشر في سودانيل يوم 07 - 04 - 2019

في بداية هذه الحلقة اسمحوا لي ان اعتذر على التأخير في كتابة هذه الحلقة الثانية التي وعدتكم بها لأستكمال الحلقة الأولى التي مضى عليها أكثر من اسبوعين.
على العموم والحاقا لحلقتنا الأولى التي تحمل العنوان اعلاه والتي تم نشرها في كل من صحيفتي الراكوبة و سودانايل الإلكترونيتين، والتي سبق ان اوضحنا فيها بالأدلة من الكتاب والسنة والمشاهدات الطبيعية على أرض الواقع، بأن السموات والأرض والجبال والحيوانات، جميعها ارفع منزلة من الكيزان، في جوانب المروءة والرحمة والرأفة والحب والأمانة. وكذلك استخلصنا بأنه طالما ان هذه الجمادات والحيوانات غير العاقلة، اعلى منزلة من كيزان في هذه الجوانب التي هي من اساسيات الصفات البشرية والإنسانية، فبالتالي ان فصيلة الكيزان لا تمت بصلة للمخلوق الذي يسمي بالإنسان. إذاً فإن الكيزان هم كائنات غير بشرية، وان كانت شكليا تشبهه. فهذه الكائنات ذات السلوك والأفعال الشاذة والبعيدة كل البعد عن افعال جميع البشر- مسلمهم، وكافرهم، ومسيحيهم وبوذيهم -، جعلت الدكتور/ الطيب صالح، يطرح سؤاله الذي هو محور هذه الحلقات، والذي يقول فيه "من أين جاء هؤلاء؟" .
ومن منطلق هذا الإستنتاج دعونا نواصل للتعرف أكثرعلى حقيقة هذه المخلوقات الغريبة. ولنبدأ هذه الحلقة من الطريقة التي يتم بها استقطاب وتجنيد الشخص مشروع الكوز. ان طريقة تجنيد هذه المخلوقات للإنضمام لكيانهم المتلون - والذي يغير جلده واسمه حسب مقتضيات المرحلة- تتم بعناية فائقة وبعد تتبع ودراسة دقيقة ولصيقة للشخص المستهدف من واقع مواصفات وسمات محددة معروفة لدى الذين يقومون بالتجنيد. ومتى توفرت تلك المواصفات تبدأ عملية التجنيد وهي اسهل المراحل نسبة لأن الشخص قد توفرت فيه الصفات والمواصفات المطلوبة وبالتالي يصبح أمر تجنيده وترويضة سهلة، لدرجة انه في ايام قليلة جدا يصبح الكوز المجند مسخا شبيه بالإنسان الآلي، لدرجة ان قالت له الجماعة اقتل اعز أصدقاء عمره، سوف لن يتورع ولن يتوانى للحظة، وسوف يقدم على ذلك ودون ان يرف له جفن.
لقد عاصرنا انشط فترة تم فيها تجنيد الدفعة الثانية التي تلت مجموعة شيخهم حسن الترابي. وكانت أهم المواصفات التي يجب توفرها في الشخص المستهدف للتجنيد، نذكر بعضا منها على سبيل المثال لا الحصر. وهي:
1) ان يكون المجند من الأسرالتي في العادة لا تعير أي اهتمام لأبنائها ولا تعرف عنهم شي طيلة فترة دراستهم. ولا يهمها معرفة قرنائهم ومع من يقضون أوقاتهم.
2) ان يكون المجند من الأسر التي ليس بإستطاعتها توفير الإحتياجات المادية لأبنائها، وتتركهم وشأنه يدبرون أمرهم بطريقتهم الخاصة. ولحسن الحظ في ذلك الزمان يوجد متعهدين متعاقدين مع الدولة ويقومون بتوفير الحد الأدنى لمثل هؤلاء الطلبة، من ترحيل من مناطقهم والى المدرسة وبالعكس، دفع بعض مصاريف الطريق، تقديم الإعاشة لهم في الداخليات ضمن بقية طلبة الداخلية. وغالبا يكون الطلبة المستهدفين من قاطني الداخليات، لظروفهم المادية وبعد مناطقهم عن مواقع الدراسة. وكانت المدرسة ايضا تتكفل بتكاليف الكتب، والزي المدرسي لمثل هؤلاء الطلبة، كما تدفع لهم بعض المصاريف النقدية البسيطة، والتي غالبا لا تفي إلا بالقدر اليسير من الإحتياجات. ومع هذا كله، كان البعض من هؤلاء الطلبة يرسلون جزء من تلك المصاريف لأسرهم، لمعرفتهم بظروفهم المادية الصعبة، لأن معظم هؤلاء المجندين من اسر بسيطة وقروية وشبه معدومة. آمل ان لا يسيء البعض فهمي، فأنا هنا لا اعيب على هؤلاء فقرهم، لأن الفقر ليس عيب، فما قصدته هنا هو فقط توضيح بعض الصفات التي يجب توفرها في الشخص المستهدف لتكون مدخلا سهلا لتجنيده.
في تلك الفترة من الزمان كان هذا البلد الذي يسمى بالسودان، والذي يضربه العوز والمسغبة، الآن من كل صوب، لم يكن يقل السودان مستوىً عن سائر دول العالم المتحضروالمتطور. وكان كل ما تتمناه تجده أمامك وبإمكانك اقتنائه بسهول، نسبة لأن السواد الأعظم من السودانيين كانت ظروفهم ميسورة. وأي موظف كان يستطيع توفير جزء كبير من راتبه. ولا زلت أذكر كيف كان الأستاذ يأتي المدرسة مصطحبا معه مجموعة من ابناء قريته ويقوم بواجبهم على الوجه الأكمل طيلة السنة الدراسية، ودون ان يشعر بأي مشقة في ذلك. ومن هنا عليكم ان تتصوروا معي حالة اولئك الطلبة المستهدفين، في ظل ظروف كان السواد الأعظم من السودانيين لا يشكون من أي ضائقة مادية او معيشية. والله اذكر ان معظم التجار كانوا يقتنون السيارات الفارهة الأمريكية مثل الميركوري، والفورد والشيفروليه البيك اب، ونحو ذلك. وكانوا يخرجون للصيد في نهاية كل أسبوع، تماما كما كان يفعل أهل الخليج في زمن طفرة البترول.
3) أما المجوعة الأخرى من المستهدفين، فيتم استقطابها عن طريق معرفة بعض الجوانب غير السوية فيهم. فتمسك لهم كمذلة ويتم تجييرها بطريقة ما في التجنيد، وهؤلاء بكل اسف عدد لا بأس بهم. وكل من عاصر تلك الفترة التي اتحدث عنها يفهم تماما ما اقصده هنا ولا داعي للإسترسال في هذا الجانب، لأنه متشعب وبعض الصفات مخزية، ورأس السوط هنا يلحق جزء كبير من كبار الكيزان. ولابد لي هنا ان اذكر ان احد الذين تبوؤا بعض الوزارات المهمة، ويعتبر من كبار النافذين، قد تم القبض عليه وهو في المرحلة الثانوية، متلبسا في قضية سرقة، ادخلت المدرسة بأسرها في حرج شديد. والغريب في الأمر ان المسروقات التي قبضت بحوزته تعتبر اشياء تافهة بمعنى الكلمة. لذلك لا يستغرب احد من تهافت الكيزان على نهب المال العام واكتنازه بشتى السبل، وان يجيز برلمانهم القروض الربوية بحضور كبار رهبانهم وحاخاماتهم. لأنهم جبلوا على ذلك منذ بواكير شبابهم. وبينما كان هؤلاء المجندين الكيزان محرومين من اشياء كثيرة، كان غالبية الشعب السوداني ينعم بحياة سهلة وكريمة ومترفة احيانا.
4) كذلك يوجد القليل جدا من المجندين، ممن ينحدرون من بعض الأسر ميسورة الحال. ومثل هؤلاء ينضموا بسهلة شديدة للتنظيم، وذلك لحاجتهم لحماية الجماعة. ولا زلت اذكر بعض العبارات التي كانت تستخدم دائما في الإستقطاب والتجنيد ومن بينها بيت الشعر المنسوب للمهلب بن أبي صفرة الأزدري، من ولاة الأمويين، والذي يقول ( تأبى الرماح اذا اجتمعن تكسرا * واذا افترقن تكسرت آحادا). بالإضافة لبعض الأحاديث والآيات القرءانية التي تحض على الجماعة وعدم الفرقة. وهذه كلها تجعل ابناء بعض الأسرالمتدينة، يلتحقون على الفور بالجماعة وبدون تكليف انفسهم أي عناء للبحث والتأمل في طبيعة هذه الجماعة، لأنهم في الأساس يأتون المدارس وهم متشربون بالتعاليم الدينية السمحة. ومثل هذه الفئتين غالبا ما يكونون عرضة لتلويث طبيعتهم الفطرية السليمة - تلويثا شديدا -، من قبل كبار قادة الكيزان، والعياذة بالله. فكثير منهم يصبح من المقربين لكبار الجماعة ( انا اسميهم الحاخامات الكبار) . والمجندين من الأسر الغنية يكونون مصدر الدعم المالي للتنظيم. طبعا ضمن هؤلاء، تندرج فئة معتبرة من بادي الرأي، وذوي الطبيعة الإنطوائية.
ولضمان ولاء المجندين الكيزان، يبدأ معهم العمل الكثيف في غمسهم في الموبقات التي جبلوا عليها، كما يدربوا على أخرى اضافية. فمثلا اذا كان احدهم يده خفيفة تهيأ له الفرص بأن يجعلوه مسؤولا عن السكرتارية المالية للتنظيم. وبعد التخرج يعين في بعض المواقع التي لديها عائدات مالية مستمرة، ويجعلوه ينهل من ذلك المال ما يشاء لنفسه وللتنظيم وللحاخامات الكبار. وكل ذلك كان في كتابهم مسطورا. فما ان يحاول ذلك الكوز الفرفرة، او المشاكسة، تعرض عليه صحيفته، وبذلك لا يكون امامه خيارا الا الأنغماس أكثرفأكثر في تلك الموبقات وخلافها.
كذلك يتم تزويج الكثير من البارزين منهم والذين يتوقع لهم مستقبل قيادي، ولكنهم لا يزالون يتمتعون بعض الإستقلالية في الرأي ومناكفة حاخاماتهم. فمثل اولئك يزوجونهم بكوزة شديدة البأس، وهي الأخرى منغمسة في الكثير من الإشكالات، ومن حمالي الحطب. وبالتالي يكون تحت رقابة لصيقة من هذه الزوجة الكوزة والتي تزين له سوء عمله بأستمرار. والزوجة الكوزة غالبا ماتكون أحدى قريبات كبار الحاخامات أو بتوصية أو اوامر خاصة من أحدهم. وفي الغالب الأعم تكون الكوزة من خارج قبيلة اومنطقة الكوز العريس، حتى تتمكن من احتوائه وعزله من اسرته وعشيرته. وأذكر بهذه المناسبة ان أحد الولاة من هذه الفئة، كان واليا لإحدى الولايات الغنية جدا، والتي كانت ترفد النظام بأكثر من 60% من الموارد المالية بصفة مستمرة. وكان ذلك الوالي في مهمة رسمية بالعاصمة، وعندما عاد لولايته وبيته، وجد ان مبلغا كبيرا جدا قد اختفى من البيت. وبحكم معرفته بطبيعة منزله المؤمنة جدا، ومعرفته بجشع زوجته الكوزة اللامحدود، شأنها شأن سائر الكيزان، سألها عن المبلغ المختفي، فزجرته. ولكن نسبة لأن المبلغ كبير جدا، لم يزدجر صاحبنا وظل يضغط عليها وقال لها ان تلك الفلوس ليست فلوسه وانما هي فلوس الدولة ويجب عليها اعادتها فورا. فكان ردها له "اذا كانت الفلوس تخص الدولة، فلماذا تحتفظ بها في البيت والدولة لديها خزائنها الخاصة المحروسة من قبل الشرطة؟. فما كان من صاحبنا الا ان خرس، بل ولم يتمكن حتى التبليغ عن المبلغ المختفي. وكما قال الكوز جمال الوالي في حديثه المزعوم ( العارف عزو مستريح). ويبدو انه جاءته تعليمات عليا بقفل الموضوع. وبعد ذلك وبفترة ليست بالطويلة خرج خبر مفاده أن تلك الزوجة الكوزة، أخذت ذلك المبلغ الضخم وسافرت به للخرطوم، مباشرة بعد سفر زوجها في مهمته الرسمية تلك، وأودعدت المبلغ في حسابات تخص اخوانها، وكأن يا دار ما دخلك شر. وهكذا تسير الأمور بين الكيزان.
أما الكيزان الذين يصعب ترويضهم ويحاولون الإنفراد بآرائهم ويستمرون في مشاكسة حاخاماتهم. او الذين يكتشفون زيف وكذب مشرع الأخوان، او الكيزان، سمهم ما شئت، ويتحللون أو يحاولون التحلل من نظامهم، فإن مصيرهم يكون اما بإسكاتهم للأبد، بالتصفية تارة، وبالتسبب لهم بلوث عقلي مستديم، تارة أخرى. وبالمناسبة، فإن جميع الكيزان الكبار لديهم مشعوزين مردة يؤدون لهم تلك الأعمال الشريرة. وهؤلاء المردة لا يتورعون حتى في نبش القبور وأخذ عظام الموتى واكفانهم وشعرهم، لأستخدامها في افعالهم الشريرة تلك. ومن الذين تمت تصفيتهم الدكتور خليل ابراهيم، وبولاد، وكثيرين، آخرهم الأستاذ/ محمد خير. لهم جميعا الرحمة والمغفرة، وباء قتلتهم بغضب من الله وسخطه. وبالمناسبة فإن كل من الدكتور/ خليل ابراهيم، وبولاد، يحفظ القرآن الكريم كاملا.
خلاصة القول ان الإنتماء لنظام الكيزان يتطلب توفر مواصفات خاصة في الكوز المجند. وكان في ذلك الزمان، لا تتوفرتلك المواصفات الا لدى شريحة قليلة جدا من ابناء الشعب السوداني، لأنه كان شعبا تقيا نقيا بالفطرة. لذلك اذا عملنا احصاء بسيط، فسوف نجد ان عدد الكيزان الكلي لا يتجاوز 2% من اجمالي تعداد الشعب السوداني، ان لم يكن اقل من ذلك بكثير. ومن هذه النسبة البسيطة يخرج 98% منها سيئين، وهم جماعة الفخمة/حسين خوجلي.
الى هنا اتوقف عند هذا الحد، على ان نواصل في الحلقة الثالثة والأخيرة، بالتعرف على حقيقة الكيان الأساسي للكيزان وهو كيان الأخوان المسلمين.
عليه، اختتم هذه الحلقة بقصيدة نظمتها في هبة سبتمبر الماضية (2016م) وكنت قد ناجيت فيها الفريق/ ضاحي خلفان، نائب رئيس شرطة دبي، طالباً منه ان يتحفنا ببعض التغريدات التي يمكن ان تزيد أوار الثورة في ذلك الزمان. حيث كان للفريق ضاحي خلفان دور بارز، وإسهام مميز، إبان ثورة مصر ضد الكيزان. وكان للفريق ضاحي خلفان القدح المعلى في فضح كيان الأخوان في مصر، فقلب الشعب المصري والطاولة على كيان الأخوان المسلمين، لما يتوفر للرجل من معلومات كثيرة ومؤثرة عن الأخوان، بحكم موقعه الوظيفي وبحكم ان معظم قيادات الأخوان من مصريين وخلافه، كانت تعيش في دبي ولها نفوذ اقتصادي كبير جدا ونشاط لا محدود. ولهذه الأسباب، ولما كانت ثورة سبتمبر في السودان بدأت تخمد قليلا، ناشدته بهذه القصيدة للكشف عن حقيقة كيزان السودان في دبي، عسى ولعل ان تشعل تغريداته ثورتنا في السودان كما فعلت في مصر.
ومن الأشياء التي تزامنت مع ثورة سبتمبر، كنت قد استمعت بالصدفة، للدكتور/ عبد الحي يوسف، وهو يحذر الناس من الزواج من الجن. وإن لم تخني الذاكرة، أنه ذكر في تلك المناسبة "أن موضوع الزواج من الجن اصبح ظاهرة". وكان يحذر الناس تحذيرا شديدا من خطورة ذلك السلوك وعواقبه الوخيمة. فقلت في حينها لنفسي "وجدتها وجدتها!" إذاً ان البعض من هؤلاء الكيزان من سلالة تلك الزيجات، لأن افعالهم التي نراها لا يمكن ابدا ان تكون افعال بشر، بأي حال من الأحوال. وقد اشرت لذلك في القصيدة البسيطة، التي ناشدت فيها الفريق/ ضاحي خلفان، والتي اقول فيها:
لقد ناشدتك يابن خلفان ضاحي * لفضح مستور إخونجية السودان الوقاحي
لقد قصمت ظهر حيتهم بمصر * وغفلت رأسها السام بالسودان صاحي
الكل يعلم مستودع ثروتهم دبي * فهلا أجاب شخصكم الكريم صياحي
لقد ناشدتك من شهرٍ ونيفٍ * فبح صوتي من فرط النواحي
فما العيب ان غردت فينا شجياً * كاشفا عوراتهم المعفونة صراحي
مرت على شعبي سنين عجاف * فجوز شيخهم الدجاج أضاحي
وأجزم بشبشهم (البشير) بجهل * بأن البتزا والهوت دوك تضاهي
كبشا أملحا كامل الصفات * وقد وردت بهن احاديث صحاحي
قال بهن شيخهم الترابي * وغض الطرف عنها الكاروري ساهي
وعبد الحي مشغول بأمرِ * زواج الإنس والجن لاهي
شذوذ في شتى ضروب الشذوذ * دنائة وخسة في كل المناحي
النهب والكذب ثقافة لديهم * وسفك دم إبن آدم من اللهو المباحي
اذلال الشعوب جهاد مقدس * وتدمير الأوطان درسهم الصباحي
اجب يابن خلفان بتم وفضفض * يصح لسانك ويضمد جراحي
توتر وغرد لا فض فوك * تريح جوانحي وترضي إلهي
أخيرأ وليس آخرا، اناشد جميع اطياف الشعب السوداني، خاصة كبار السن، رجالا ونساءأ، بالإنضمام العاجل الى ركب الثورة وان يكونوا في طليعة مليونية 6 ابريل، حتى نتمكن من إجتثاث هذه الكائنات الشاذة، من تركيبة الشعب السوداني، ليعود شعبنا سليما معافى ووطننا حدادي مدادي يسع الجميع، ويسوده العدل والسلام والحرية والعدالة والمساواة. علماُ ان أي تخاذل سوف تكون نتيجته الحتمية دمارا شاملا، لا يبقي انساناً، ولا يذر وطناً اسمه السودان. لأن هؤلاء الأوباش سوف يتشبثون بالحكم أكثر ومن ثم يجثمون على رؤوسنا وصدورنا مدى الحياة. وهذه المرة سوف يسكن الكيزان الجرذان بيوتنا، ويركبون ظهورنا تماما كما الدواب، وسوف لن نستطيع ان نهشهم أو ننشهم. كما لا انسى ان أذكر الجميع خاصة المتخازلين والمتواكلين، بأحداث دارفور، والنيل الأزرق، وجنوب كردفان، وأخيرا، حادثة اقتحام شقة العميد معاش وابنته الملازم في حي بري بالعاصمة، ووالدة المناضل البطل بوشي والتي لم يشفع لها تقدم سنها التي تجاوزت الستين عاما.
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم، يا ودود، يا فعال لما تريد، يا من اذا اردت ان تقول للشيء كن فيكون، ان تجعل هبة 6 ابريل هي القاضية، ويهلك عنهم سلطانهم. اللهم آمين، اللهم آمين.
وتقول لي شنو وتقول لي منو؟ تسقط تسقط وتسقط بس
أوهاج م. صالح
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
/////////////////


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.