بل الأصح، كل السودانيين الشرفاء، في داخل السودان وخارجه، قد إنتفضوا تعبيراً عن وفائهم لشهداء الثورة وضحاياها، من جرحى ومصابين ومعتقلين. الشعب خرج في الذكرى الثلاثين لإنقلاب الإنقاذ المشؤوم، الذي أجهز على الديمقراطية، ومن ثم إستباح حياة الناس في طول البلاد وعرضها، بشعاراته المجنونة البائسة، التي أدخلت الوطن في حرب عبثية ضد نفسه ثلاثة عقود، لم يجني من وراءها سوى العدم . خرج الشعب اليوم في كل مدن السودان وقراه وبواديه تعبيراً عن رفضه لمماطلات مجلس الخيانة والعمالة. الشعب بكل فئاته، نساءاً ورجالاً، شيباً وشباباً خرج متوشحاً علم بلاده، ليقول للعالم الحر ، الذي يعرف قيمة الحرية ومعناها ودورها في حياة الشعوب والأوطان، إن هذا المجلس العسكري الإنقلابي ، لا يمثل إرادة الشعب وتطلعاته. خرج الشعب ليقول لكل حر شريف على إمتداد المعمورة، إن هذا الكيان اللقيط، لا يمثل إرادة الشعب الحرة، بل هو يمثل مستنقع الخيانة والعمالة والإرتزاق والإجرام وإنتهاكات حقوق الإنسان التي راح من جراءها مئات الآلاف من بنات وأبناء السودان الأبرياء. خرج الشعب السوداني لكي يقول لهذا الكيان العميل، إن الثورة التي صمدت شهوراً وقدمت مئات الشهداء والضحايا، عصية على السرقة والتطويع. الثورة لم تأت من أجل السُلطة، وإنما جاءت لتصحيح مسار الفشل الذي لازم السودان منذ الإستقلال . خرج الشعب لكي يقول: إن الثورة ليس مؤامرة ينسجها الأشرار في الظلام . . ! الثورة ليس غدراً وتدميراً وخيانة. الثورة فعل وطني يتشكل في الساحات والشوارع، في وضح النهار. الثورة وضوح في الرؤية، وبراءة في الخطوة لصياغة واقع جديد، يهدم عروش القهر والبطش والإستبداد. ويقيم على أنقاضه صرحاً يحرر الشعب من القهر والظلم والجوع والفقر والحرمان . خرج الشعب لكي يثبت، أن الثورة هي صانعة التحولات الكبرى. هكذا تأتي بلا توسل ولا إستئذان، تأتي لِدك حصون الظلم والطغيان. تأتي حينما تدرك الطليعة الواعية، أن لا جدوى من الأوضاع السائدة. التي تستخف بالعقول وتقتص من الأحرار وتنصر الأوغاد وتخذل الشرفاء . . ! لك التحية يا شعب البطولات والثورات. شموخك، عمق في دواخلنا جدوى الكتابة. كسراً لطوق الرتابة . خروجك رسالة واضحة لم تعد هناك حقيقة إلا أنت. لك التحية يا شعبي المعلم. وأنت على صهوة شموخك الذي لا ينكسر . الطيب الزين عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.