تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    السوداني في واشنطن.. خطوة للتنمية ومواجهة المخاطر!    الخارجية الروسية: تدريبات الناتو في فنلندا عمل استفزازي    مصر تنفي وجود تفاهمات مع إسرائيل حول اجتياح رفح    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    عن ظاهرة الترامبية    "تيك توك": إما قطع العلاقات مع بكين أو الحظر    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    مدير شرطة شمال دارفور يتفقد مصابي وجرحى العمليات    منتخبنا يواصل تحضيراته بقوة..تحدي مثير بين اللاعبين واكرم يكسب الرهان    حدد يوم الثامن من مايو المقبل آخر موعد…الإتحاد السوداني لكرة القدم يخاطب الإتحادات المحلية وأندية الممتاز لتحديد المشاركة في البطولة المختلطة للفئات السنية    المدير الإداري للمنتخب الأولمبي في إفادات مهمة… عبد الله جحا: معسكر جدة يمضي بصورة طيبة    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    طائرات مسيرة تستهدف مقرا للجيش السوداني في مدينة شندي    تحولات الحرب في السودان وفضيحة أمريكا    هيثم مصطفى: من الذي أعاد فتح مكاتب قناتي العربية والحدث مجدداً؟؟    ترامب: بايدن ليس صديقاً لإسرائيل أو للعالم العربي    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يتفقد مستشفى الجكيكة بالمتمة    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    شاهد بالصور.. بأزياء مثيرة للجدل الحسناء السودانية تسابيح دياب تستعرض جمالها خلال جلسة تصوير بدبي    شاهد بالصور والفيديو.. حسناء سودانية تشعل مواقع التواصل برقصات مثيرة ولقطات رومانسية مع زوجها البريطاني    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب مصري يقتحم حفل غناء شعبي سوداني بالقاهرة ويتفاعل في الرقص ومطرب الحفل يغني له أشهر الأغنيات المصرية: (المال الحلال أهو والنهار دا فرحي يا جدعان)    محمد وداعة يكتب: شيخ موسى .. و شيخ الامين    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    للحكومي والخاص وراتب 6 آلاف.. شروط استقدام عائلات المقيمين للإقامة في قطر    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الطائفية والنظام الخالف والادارة الأهلية .. بقلم: عبد الله محمد أحمد الصادق
نشر في سودانيل يوم 13 - 07 - 2019

قد يستجيب جنرالات الكيزان للايقاد وأبي أحمد مانديلا الشعوب الأثيوبية، لكن الشيطان في التفاصيل لآن الأجندات الخاصة لا تظهر الا في التفاصيل كحق الفيتو ضد القرارات التشريعية والتنفيذية، وعشان ما ننسي لازم نعرف الحقيقة وللتاريخ والتوثيق والحق والحقيقة وأجيال تعاقبت لا تعرف الكثير عن خلفيات الأحداث في السودان وقراءة في الآن السياسي، ومحاولة لتوصيف الداء ووصف الدواء والمطبات المتوقعة خلال المرحلة الانتقالية، وستين يوما مع مسلسل جنرالات الكيزان وأحداثه المفتعلة وبالوناته الاعلامية وفبركاته السياسية وحيله السينمائية المكشوفة، ومن يصدق محمود الكذاب والثقة كعود الكبريت لا يمكن استعماله مرتين، ولا أعرف حتي الآن متي يتعطف علينا جنرالات الكيزان وحميتي حاكم عام السودان بعودة النيت ومتي وكيف أنشر هذا المقال بصفحتي الشخصية والراكوبة وسودانايل، وقد أصبح للطرفين مصلحة في الحرمان من النيت جنرالات الكيزان كقوى الفساد والتورط والمصالح الخاصة في حالة من كتلوك ولا جوك جوك وقوى الحرية والتغيير تنازلت عن مسائل مبدئية ومعيارية فكيف تكون المدنية برئاسة عسكرية، وهل يستطيع النائب العام في حكومة الثورة أن يرفع الحصانة عن حميتي وأى عضو من أعضاء مجلس جنرالات الكيزان؟ وأعلن برهان عن السيطرة علي الاعلام والأمن لكنه لا يستطيع السيطرة علي أحاديث الناس في ملمات الأفراح والأتراح ومجالس الخراطيم، وبانقطاع النيت حرم العلماء والباحثون والأطباء من التواصل مع التطورات العلمية والطبية، واتهم منصورخالد النخب السودانية بادمان الفشل والصحيح ادمان الفساد السياسي ومقاومة الديموقراطية لأن الفشل يعني محاولة النجاح، والفساد السياسي الأب الطبيعي لكل أشكال الفساد والتردى والانحطاط الأخلاقي كالحية لا تلد الا حية لأن الناس علي دين ملوكهم، وتمرد اسماعيل الأزهرى ضد الطائفية لكنه عاد وارتمي في أحضان الطائفية فقد كان كتلميذه الصادق المهدى بهلوانا سياسيا يحاول اللعب علي كل الحبال، وكان الانقلاب المايوى ضد الطائفية وآل المهدى والميرغني والاستعانة بالخارج علي الداخل، لكن نميرى انتقل بنا من توتو كورة وحقة السعوط علي مكتبه بالقصر الجمهورى وزجاجة العرقي وتوتو كورة وحاكمية الاتحاد الاشتراكي الي حاكمية الله، ومن الكريملن في موسكو الي البيت الأبيض في واشنطون ومن طرابلس الي القاهرة، فقد كنا منذ الاستقلال قطيعا من الأغنام لا يدرى الي أين يقوده الراعي الي المرعي أم السوق أم السلخانة، وثلاثين عاما في سلخانة الكيزان والسودانيون فرائس والكيزان مفترسون وفحول والسودانيون اناث في الغابة ، وكان حكم الكيزان أشد سوادا من التركية الأولي والمهدية، وعندما يحتار السودانيون في أمرهم مع الكيزان يتساءلون هل نحن في المهدية؟، فقد تحققت توقعات محمود محمد طه بثلاثين عاما من الأمرين، ولم ينشر نص الاتفاق بين الجنرالات وقوى الحرية والتغيير حتي كتابة هذه السطور لكنني أتوقع خيرا من المحادثات المشتركة مع الحركات المسلحة في أديس أبابا، وفي قناة الخرطوم شاهدت متحدثا من المستوزرين بالبدلة الكرفته يدعو الي المحاصصة في المؤسسة التنفيذية واسم المتحدث محمد سيد أحمد، ومن الممكن تمثيل الحركات المسلحة في مجلس السيادة والبرلمان الانتقالي، وعند سقوط نميرى كان المستوزرون يستعرضون أنفسهم بالبدل والكرفتات في دار الأطباء ودار المهندسين ونادى أساتذة جامعة الخرطوم بمعني نحن جاهزون مما جميعه وكأنهم لم يروا أوباما وكلنتون بالقميص والبنطلون، وتواصلت المقاومة الشعبية ثلاثين عاما فهل كانت المقاومة المسلحة طلبا للناصب الدستورية والمخصصات المليونية؟ ففي اتفاقيات نيفاشا اتضح ان المشاركة في الثروة مناصب دستورية للكبار الذين يتاجرون بأهلهم في سوق السياسة ووظائف مدنية للصغار.
مستحقات الحوار:
يعاني جنرالات الكيزان من المرج والباطل لجلج والحق أبلج لولا شنآن قوم ومن ضاق عنه الحق ضاقت مذاهبه والمرء مخبوء تحت لسانه وكل اناء بما فيه ينضح، ويقولون السياسة فن الممكن وليس هذا صحيحا لأن السياسة التي وصفها أرسطو بأنها أكثر الفنون شرفا وشمولا اذا لم تكن التزاما بالصدق مع النفس والأمانة في القول والتطابق بين القول والفعل والظاهر والباطن تكون نشاطا اجراميا هداما، وقال برهان ان الاعتصام كان استفزازا للقوات المسلحة لكنها من مؤسسات الدولة التي يمتلكها الشعب ويمولها ويتوقع منها عائدا ومردودا والشعب مصدر السلطات وصاحب السيادة والاعتصام أمام القوات المسلحة وقفة احتجاجية وحق المالك في الذى يملك، ولأن الحرية والسلام الأهلي والعدالة الاجتماعية متلازمات لا تقبل التجزءة والانتقاص وحق طبيعي كالحق في الحياة في كل الأديان السماوية والأرضية، ومن هو المخاطب بقوله تعالي ذكر انما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر ولا اكراه في الدين؟ فقد خلق الله الانسان حرا بدليل الطفل يتمرد علي أبويه دفاعا عن حقه في الحرية ولا يعترف الأطفال بالحواجز الدينية والعرقية ويلعب صغير الذئبة مع صغير النعجة، ولو كانت الهوية رجلا لقتلته لأنها ليست مزارع ومصانع ومدارس ومستسفيات، ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض، فقد عطل الكيزان آيات الحرية والتسامح وعددها مائة آية وآية التدافع الطبيعي بين الناس في معترك الحياة الذى جاء ذكره في الآية بمصادرة حرية الصحافة وتدفق المعلومات وصرفها بالقطارة، والصحافة سلطة رابعة لأنها سلطة الحق والحقيقة وكذلك النيت صحافة ورقابة شعبية حرة، ولأن العدالة السياسية والاجتماعية لا تتحقق الا بالحرية وما لا يتحقق الحق الا به حق، فالديموقراطية تناغم مع قوانين الطبيعة ونواميسها الأزلية التي أودعها الله في خلقه، وليس في الديموقراطية سلطة مطلقة ولكل سلطة سلطة تحدها وتمنعها من التغول والتكويش والطغيان والكون كله يقوم علي الانتظام من خلال التعدد والتنوع والتفاوت والاختلاف، والسلطة التشريعية سلطة رقابية وليست سلطة مطلقة تحكمها مواثيق حقوق الانسان التي تعلو علي الدستور ولا يعلو عليها وتحكمه ولا يحكمها، لكن برهان أعلن ان مجلس السيادة سلطة مطلقة فوق مجلس الوزراء ولن يجد برهان رجالا محترمين يقبلون بدور وزراء نميرى وعمر البشير، والسؤال كيف ومن يحكم السودان سؤال استعباطي لخلط الأوراق ولخبطة الكيمان والتشويش والتغبيش وتبرير ما لا يمكن تبريره، لأن الدولة القومية بالضرورة لا تتحقق الا بالديموقراطية ودولة المواطنة والأرض والتاريخ والمصيروالقواسم المشتركة والواقع التعددى، وكذلك الحديث عن الانتخابات لأن الانتخابات تديرها مؤسسات الدولة المستقلة المحايدة بامكانياتها البشرية والمادية ولا جدوى من الرقابة الدولية في غياب هذه المؤسسات، ولا نحتاج لدستور انتقالي لأن دستور نيفاشا دستور ديموقراطي بعد الغاء كل التعديلات التي أدخلها الكيزان لصالح النظام الرئاسي في مجتمع تعددى، ومن الضرورى تعليق الحكم الاتحادى والعودة الي وزارة الحكومة المحلية وقانون ادارة المديريات لسنة 1960 وقانون الحكومة المحلية لسنة 1950 ، وستة مديريات، وقد لا تكفي أربعة أعوام للتخلص من آثار ثلاثين عاما من الفساد والافساد والنمل الذى أكل سكر الدندر وأكل البترول والمنح والقروض وامتلك العقارات في الداخل والخارج واكتنز الدولارات في البنوك الأجنبية، ويفترض أن يكون رئيس الوزراء المكلف حرا في اختيار طاقمه الوزارى مع نشر السيرة الذاتية وشهادة ابراء الذمة، وأن يتولي السلطة التشريعية اجتماع دورى مشترك بين مجلس السيادة ومجلس الوزراء لتخفيض النفقات لأن المشكلات الاقتصادية تتلخص في مضاعفة نفقات الدولة مئات المرات بسبب التوسع في الحكم الاتحادى لتقريب الظل السياسي والتمكين الأمني والسياسي ، والناس يعرفون بالضرورة ان مصادرة الحريات للتستر علي عورات أهل السلطة وأذنابهم والمنتفعين منهم، فما هو موضوع الحل السياسي ان لم يكن الطعام مقابل الحرية وثلاثين عاما لا طعام ولا حرية، ولا يمكن اختزال الديموقراطية في مسائل اجرائية، ولا توجد منطقة وسطي بين الديموقراطية والدولة الدينية الا في ادعاءات الوسطية المزعومة للصيد في الماء العكر واعادة انتاج النظام مع قليل من الحرية وقليل من الطعام وديموقراطية الولي الفقيه في ايران، وللسلام مستحقات وهي الديموقراطية ودولة المواطنة والعودة الي جون قرنق ومشروع السودان الجديد واعادة توحيد السودان، فقد أثبتت الأحداث توقعات جون قرنق بأن السودان لا يمكن توحيده باسم الاسلام أو المسيحية أو العروبة أو الأفريكانية لأنه خليط من ذلك كله بدليل تجدد الحرب في دارفو وجبال النوبة والنيل الأزرق، والحصة وطن ووحدة السودان الجغرافية والبشرية مرهونة باقامة تمثال لجون قرنق والسيد عبدالرحمن المهدى في مكان تمثال غردون وتمثال كتشنر في ميدان القصر وميدان وزارة المالية فقد كان شعار السودان للسودانيين يعني دولة المواطنة، وقال عرابي في مصر مصر للمصريين ورد عبدالرحمن المهدى بأن السودان للسودانيين، ولا يمكن للسلام أن يكون سابقا للعدالة، ولولا الافلات من العقاب وغياب الشفافية والمسئولية الوطنية والأخلاقية ثلاثين عاما لما كنا الآن في هذا النفق المظلم والمصير المجهول نكون أو لا نكون، ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب قيمة أخلاقية ومعيارية تقوم عليها الدولة في كل زمان ومكان، وكان حسني مبارك ورموز الفساد علي الهواء في كل المراحل العدلية فلماذا عمر البشير والقطط السمان في السودان وسلمية ضد الحرامية؟ وكيف يجوز التفاوض حول مصير السودان والسودانيين في الغرف المغلقة، ومن حق السودانيين معرفة مواقف المتفاوضين كأشخاص والرجال مواقف للحكم لهم أو عليهم لأن ذلك يتعلق بمصائرنا ومقدراتنا ويعني الوصاية الدينية والسياسية، وكيف يقبل أستاذنا محجوب محمد صالح أن يكون طرفا في مبادرة سرية وكذلك حجار والنفيدى والثلاثة من الرجال المحترمين في السودان؟ وأى تنازل عن مدنية مؤسسات المرحلة الانتقالية تنازل عن القيم والمبادىء المعيارية التي تقوم عليها الديموقراطية، ودعا حميتي الي هيبة الدولة والمطلوب هيبة المواطن في عيون الدولة وليس العكس، والسلطان خادم الجماعة وليس سيدهم ووكيل عنهم وليس قيما ووصيا عليهم، يختاره الناس يشكرونه ان أحسن ويعزلونه ان أساء وخان الأمانة، ولا توجد منطقة وسطي بين الديموقراطية والشمولية والحق والحقيقة للوسطاء والأجاويد، ولولا غياب الديموقراطية ودولة المواطنة لما كان العرب في اليمن أنصار الله ولآخرون أنصار الشيطان وفي العراق أهل الحق والآخرون أهل الباطل وفي لبنان حزب الله والآخرون حزب الطاغوت وفي السودان مسلمين وغير مسلمين وعرب وغير عرب، وما يعرف بالعالم العربي أمم وشعوب لها تاريخها وارثها الحضارى وتركيبة مجازية باطلاق اسم البعض علي الكل وليس تركيبة حقيقية الا باستيلاء علي السلطة باسم الأغلابية في السودان، ويعاني العرب الآن من الفوضي الدينية والسياسية التي عانت منها أوربا حتي القرن السادس عشر، وفي الحس والعيان والأقوال والأفعال جنرالات الكيزان ظل التحالف الشيطاني بين الفساد والتورط والمصالح الخاصة وكهنة معبد الشيطان الذين أحلو التضحية بنصف الشعب السوداني، وكان ذلك التحالف ومنه جنرالات الكيزان فيلا والنظام ظله، والتاريخ في السودان يكرر نفسه حرفيا فقد سقط نميرى ما عدا قوانين سبتمبر وهي الشرارة التي أشعلت الانتفاضة وسقط عمر البشير ماعد قوانينه القمعية، والكلب ينبح خوفا علي ذنبه ويكاد المريب أن يقول خذوني والمرء مخبوء تحت لسانه ويقول السودانيون الفيهو حرقص براه يرقص والنفس أولي من الصاحب في غياب المسئولية الوطنية والأخلاقية، لذلك فان مطالب قوى الحرية والتغيير من صميم مستحقات الحوار وليست شروطا، ولا عفا الله عن الذى سلف ولو كان المجلس العسكرى بريئا لما عارض التحقيق الدولي، ولما عطل منصات التواصل الاجتماعي وهي من أدوات الرقابة الشعبية وقراءة توجهات الرأى العام ، ولما أصبح السودانيون الأمة الوحيدة المحرومة من خدمات التواصل الاجتماعي، وكيف يكون تطبيع الحياة بدون النيت، ولماذا يخشي البرىء من الوقوف أمام القاضي؟ ويحاول سماسرة جنرالات الكيزان تصنيف قوى الحرية والتغيير الي متطرفين ومعتدلين للفتنة وتبرير ما لا يمكن تبريره، وكاتب هذه السطور متهم لدى الصحافة الورقية بالتطرف لكنني مواطن سوداني يرى وطنه يتمزق فكيف أستطيع أن أكون محايدا؟، وتحاشتني العشيرة كلها وأفردت افراد البعير الأجرب، والوطن جنسيتنا وهويتنا المعترف بها دوليا ولنا عظة وعبرة في اللاجئين الذين هم غرباء غير مرغوب فيهم، وكيف يكون الانسان بلا وطن في عالم يتكاثر سكانه وتتناقص موارده؟، وقديما قال الشاعر ما الأوطان الا عشيرة ولم أرى ذلا الا نأيا عن الأهل ووطني لو شغلت باللخلد عنه نازعتني اليه في الخلد نفسي، وفي الأندلس بكي شاعر عربي عند نخلة نأت عن بلد النخل، وقال البحترى ان فارس بأنهارها الجارية وجبالها الخضراء لا تغني عن ربوع عنس وعبس وصحاريها وجبالها العارية الملساء.
الدعم السريع:
وفي الحس والعيان والأقوال والأفعال والتجربة خير برهان قوات الدعم السريع ملشيات قبلية تمولها السعودية وتدعمها بالمال والسلاح لتعويق التحول الديموقراطي في السودان والخروج من التبعية واستعادة استقلالنا المفقود وتأمين استمرار المشاركة في حرب اليمن وخوفا من عدوى الديموقراطية والمظاهرات واحراق الاطارات، وفي دول الخليج العربي آخر النظم الوراثية والملكيات المطلقة في عصرنا هذا، وجنود الدعم السريع في اليمن مرتزقة بحكم القانون الدولي، وتصدت مليشيا جهاز الأمن لحركة العدل والمساواة في أمدرمان وفتحت أبواب الخراطيم للدعم السريع وحميتي حمايتي لاهدار دم ضحايا الابادة الجماعية في الجنوب ودار فور وجبال النوبة والنيل الأزرق وعفا الله عن الذى سلف والعمالة والارتزاق، ولا يختلف الدعم السريع في السودان عن ملشيات الحرس الثورى في العراق ولبنان واليمن، والمتاجرة بالسودان والسودانيين في سوق النخاسة العربية خيانة وطنية عظمي عقوبتها الاعدام شنقا حتي الموت وليس في هذا انتقاما ولا عزلا سياسيا كما يزعمون، وقوات الدعم السريع كالدفاع الشعبي بحكم قانونها تابعة لريس الجمهورة مباشرة وليس هيئة الأركان كما قال برهان للتضيل والتغبيش وخلط الأوراق وليس أكبر عند الله من كذبة امام علي منبر ووسائل الاعلام منابر كمنابر المساجد، وخير مثال لغياب القيم المعيارية والأخلاقية التي تقوم عليها الدولة والعمالة والارتزاق ان النظام يقاتل الحوثيين ضد فعل ارتكبه النظام في السودان عندما أسقط الدولة القومية وأقام دولة طائفية، ولدينا الكثير من الأقوال والأفعال والحيثيات الموثقة بأن الدعم السريع امتداد للجنجويد وحرس الحدود والملشيات العربية التي كونها الترابي في دار فور وجنوب كردفان والنيل الأزرق للتصدى للقبائل الأفريقية المتهمة بالتعاطف مع جون قرنق ضد المشروع الحضارى المزعوم، وهو بالضرورة مشروع عنصرى بحكم أهدافه وأى حركة دينية أو عرقية هي بالضورة حركة عنصرية بدليل التضحية بثلث السودان وثلثي موارده الطبيعية، ومن ذلك استجلاب عرب المحاميد من تشاد والنيجر وأفريقيا الوسطي وتوطينهم في دارفور بشهادة محاضر اجتماعات البرلمان في النيجر، وليس في بريطانيا وهي كالسودان مجتمع تعددى دستورا مكتوبا والانجليزية اللغة الرسمية ولغة الحياة اليومية في بريطانيا لكن بريطانيا ليست دولة انجليزية، وكانت امامة السفير البريطاني للمعتصمين في صلاة الجمعة درسا في الديموقراطية وعمدة لندن من المهاجرين المسلمين ومن أعضاء مجلس اللوردات مسلمين وكان أوباما ينحدر من اسرة كينية مسلمة، وأسلمت القبائل الأفريقية في دارفور وارتدت العمائم والجلايب وتسمت بأسما عربية لكن ذلك لم يشفع لها ضد التمييز العرقي ولا تزيد نسبة العرب في السودان علي 20% وتراجع الترابي عن ترشيح عبد الله دينق لرئاسة الجمهورية، ولو أن جنرالات الكيزان انحازوا الي الشعب لما احتاج تكوين مؤسسات المرحلة الانتقالية أكثر من أسبوع لأن قواعد ومتطلبات العدالة السياسية والاجتماعية والسلام من البديهيات لولا شنآن حميتي حاكم عام السودان وأولياء نعمته في السعودية والأمارات، ويعلم السودانيون أن موسي هلال كان وزيرا وخريجا جامعيا رفض أن يكون المحاميد أداة في يد الكيزان للفتنة العرقية في دارفور، وتكوّن الدعم السريع من صعاليك الرزيقات للقضاء علي موسي هلال، وان الدعم السريع بديل لجنجويد موسي هلال الذين ارتكبوا جرائم الابادة الجماعية ضد القبائل الأفريقية في دارفور والذين كانوا فصيلا من فصائل الدفاع الشعبي باعتراف موسي هلال، ونشرت وثائق مصورة بمخصصاتهم النقدية والعينية، فقد أرتكبت جرائم الابادة الجماعية في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق بسلاح الحكومة وأوامرها الرسمية، ويذكرني الدعم السريع بالقبائل الجرمانية التي اجتاحت الحضارة الرومانية وقبائل الهكسوس التي اجتاحت الحضارة المصرية والتتار الذين اجتاحوا الحضارة الاسلامية، واستوعبت الحضارات القبائل البدوية في الحالات الثلاثة فهل تستطيع الحضارة السودانية استيعاب الدعم السريع؟ وقد يكون ذلك ممكنا لولا طموحات حميتي حاكم عام السودان وهولاكو السودان الذى اجتاح الحضارة السودانية،
جداد الباشا حميتي:
نعلم ان الثورة انتقلت من الفيس بوك الي الشارع، وكانت وئام شوقي في برنامج شباب توك الشرارة التي أشعلت فتيل الثورة بدليل كندكاتنا بنات ملوك النيل في مقدمة الصفوف ضد أعداء المرأة، وضد التبعية والوصاية الدينية والسياسية وهي شكل من أشكال الاسترقاق، وشاهد العالم معنا شبابنا يحلق شعرهم قسرا في الشوارع وشيخا يجلد بالسياط والسودانيون ثلاثين عاما يجلدون بالسياط كالعبيد الآبقين في العصورالمظلمة وهم كالعبد يشترى السوط لسيده، وقال حميتي ان النيت من مهددات اللأمن القومي، لكن حميتي كعمر البشير متهم بتهريب الذهب والتعامل في النقد الأجنبي والابادة الجماعية وجنوده متهمين باغتصاب النساء والنهب المسلح لكنه كما كان عمر البشير محروس بعشرات الألوف من الجنود المدججين بالسلاح ولا نعلم حتي الآن تفاصيل التهم الموجهة لعمر البشير، وأتحدى حميتي أن ينشر سيرته الذاتية مع شهادة ابراء الذمة لمن شاء أن يطعن بالكذب في أوراق رسمية وسيرة المرشحين في السباق الي البيت الأبيض في أميركا مباحة في كل وسائل الاعلام لمن شاء أن يطعن ويشين، لكن النيت في الحقيقة مهدد للقطط السمان التي كانت ولا زالت ترعي في ظل السلطة، وقال حميتي ان السودانيين في وسائل التواصل الاجتماعي يشتمون الدعم السريع واذا عرف السبب بطل العجب فقد تعود جنوده علي الفوضي وغياب الانضباط ولهم سوابق جنائية في كردفان ودارفور ومتهمون باطلاق النار علي المتظاهرين والمعتصمين وكذلك المتظاهرين في سبتمبر 2013، ويراد لعمر البشير أن يكون كبش فداء لدغمسة قضايا الفساد بدليل سرية التحقيقات والمحاكمات ولا يمكن الثقة في العدالة الا اذا شاهدها الناس تجرى حية أمام أعينهم، وقال عمر البشير الأكلوا طريق الانقاذ الغربي شكوناهم الي الله ورد علي الحاج بقوله خلوها مستورة والساكت عن الحق شيطان أخرس، وكان لاليت التاجر الهندى كبش فداء لنميرى وخضر الشريف وبهاء الدين في قضية عمولات البترول، وكان ذلك من اخراج الترابي كما قال عمر عبد العاطي النائب العام في حكومة الانتفاضة من أجل خاطر عيون خضر الشريف صهر الترابي وغيره من فاطمة بنت نميرى وابل عبدالله بن عمرالتي كانت ترعي في حمي النظام المايوى، وقال ان وثائق جهاز الأمن المايوى سلمت لسوار الدهب فمن أحرقها؟، وستة أشهر من المماطلة والتسويف أكثر من كافية لاحراق الكثير من المستندات واخفاء الآثار التي تدل علي القتلة ولصوص المال العام، وأصدرت حكومة الكيزان قانونا بالعفو عن نميرى كسابقة، وعاد بنا حميتي الي الصفر حرية وقال ان بعض الحريات لا تناسبه، ولا تناسب أيضا كهنة معبد الشيطان للارهاب الديني الذين أفتوا بان العدالة الاجتماعية صدقة يتفضل بها الأغنياء علي الفقراء وان مكافحة الفقر حرام لأن الله هو الرزاق والخروج علي الحاكم الظالم حرام وتبرير الظلم كما أفتوا باباحة دم سبعين ألف من ضحايا الابادة الجماعية بجبال النوبة، وأصبح السودانيون كما كانوا في أيام التجمع الوطني الديموقراطي والمقاومة المسلحة غرباء في بلادهم يبحثون عن أخبار السودان في الاذاعات الأجنبية بسبب التشويش علي اذاعة المعارضة والتاريخ في السودان يكرر نفسه حرفيا، فقد أصبحت الفضائيات السودانية حكرا للمستوزرين من الضباط المتقاعدين وغيرهم من المتسلقين الذين يدعون المعرفة بالاستراتيجية والتحليل السياسي لكنهم يقرؤن نصف الآية ويقولون نصف الحقيقة جهلا كان أم تجهيلا، وأصبح كل من تهندم بالبدلة والكرفتة في عز الحر حزبا سياسيا ويقول السودانيون التو ران وقع كترت سكاكينووأصبحت السلطة رمة فيل للحيوانات والطيور والحشرات الرمامة، ومن ذلك ضبابين السياسة الذين يستعرضون مواهبهم في تلميع الباشا حميتي حاكم عام السودان واشانة سمعة قوى الحرية والتغيير، والفضائيات السودانية حلال علي الصادق المهدى حرام علي تجمع المهنيين ولا يرى الصادق المهدى في التنصل من الاتفاقيات المبرمة تصعيدا، ولا يختلف جداد حميتي عن شهود الزور الذين يجلسون عند ستات الشاى أمام المحاكم في انتظار الزبائن، والمومس التي تتاجر بجسدها أفضل عند الله من الذين يتاجرون بعقولهم وضمائرهم في سوق السياسة لأن المومس لا يتعلق ضررها بالناس جميعا، وجاء ترتيب الكذب في قائمة الكبائر قبل الزنا والخمر والكذب شهادة زور وجاء ترتيب شهادة الزور بعد الظلم أكبر الكبائر بعد الشرك بالله وشهادة الزور ظلم والناس علي دين ملوكهم، واتهم حميتي السودانيين في وسائل التواصل الاجتماعي بالاساءة الي السعودية ولولا الدعم السعودى لما استطاع الكيزان الاستيلاء علي السلطة واسقاط الديموقراطية والدولة القومية واقامة دولتهم الطائفية وصب الزيت علي نار الحرب الأهلية واشعال الفتنة الدينية والعرقية للصيد في الماء العكر، واتضح ان جهاز أمن واعلام المؤتمر الوطني في خدمة حميتي فقد كانت التظاهرات الجماهيرية قوامها جنود الدعم السريع بالملابس المدنية مع الصور المفبركة والخدع السينمائية، وكان جنود الدفاع الشعبي يشاركون في المظاهرات الاستعراضية بالملابس المدنية، للاستعباط استخفافا بعقولنا واستهانة بذاكرتنا.
النظام الخالف:
حميتي حمايتي من رئيس عصابة قبلية للتهريب والنهب المسلح الي فريق أول في القوات المسلحة وكانت ولا تزال أليس ترى العجائب في بلاد السودان، فليس في السودان دولة بمفهوم الدولة في عصرنا هذا، لكن حميتي تطاول علي تجمع المهنيين واتهمهم بالانتهازية وهم الأطباء والمهندسون والمحامون وأساتذة الجامعات والعلماء والخبراء وصفوة وخيارالمجتمع السوداني، ويمثلون المزارعين والرعاة وذوى الدخول المحدودة الذين تآكلت دخولهم وتدني مستوى معيشتهم بسبب استشراء الفساد والنشاط الطفيلي، وشعارهم الشرف المهني والأمانة العلمية والأخلاقية، وليس تجمع المهنيين حزبا سياسيا بحكم تركيبته البنيوية الجامعة لكل ألوان الطيف السياسي في السودان، كما ان أحزاب قوى الحرية والتغيير أعلنت بأنها لن تشارك في مؤسسات المرحلة الانتقالية، لكن الصادق المهدى تكرار لمكر الكيزان الذين كانوا يوهمون نميرى بأنهم معه ضد أعدائه في الخارج ويوهمون المعارضة في الخارج بأنهم معها يعملون علي احتواء وتدجين النظام لكنهم كانوا يعملون لحسابهم الخاص ويخونون الطرفين، لأن للصادق أجندته الخاصة وهي اعادة انتاج الدولة الطائفية في غياب المسئولية الوطنية والأخلاقية، وأثبتت الأحداث توقعات عرفات محمد عبدالله في الثلاثينيات من القرن الماضي بأن الطائفية محور الشر في السودان، وأذكر أن الصادق المهدى دعا الي لبننة المجتمع السوداني بمعني الدولة الطائفية فهل تحقق السلام الأهلي في لبنان وسوريا والعراق؟ والدولة الطائفية تجاوزها المتظاهرون والمعتصمون أمام القيادة العامة والحاميات الاقليمية وتوحدت الشعوب السودانية تحت شعار لا عرب وعروبة نعيش بسلام في جبال النوبة ويا عنصرى يا مغرور كل البلد دارفور، ومن الضرورى تحريم أى أحزاب دينية أوعرقية أو جهوية شكلا وموضمونا، ويقصد بالتفاوض مع الأطراف الأخرى النظام الخالف المعلن ويتكون من المؤتمر الشعبي وجماعة غازى صلاح الدين وهؤلاء هم المؤسسون الأولون الشركاء في جريمة الانقلاب العسكرى وجرائم الصالح العام وبيوت الأشباح وسياسات الأرض المحروقة والابادة الجماعية في الجنوب ودارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق، وملايين الضحايا والثكالي والأرامل والأيتام والنازحين والمشردين في أرض الله الواسعة ويقدر عددهم بثلث الشعوب السودانية وكم عدد السودانيين من ضحايا الهجوم علي معسكر اللاجئين في ليبيا، ولا مثيل لذلك منذ قيام الدول القومية علي أنقاض الأمبراطوريات وتصفية الاستعمار وما لاعين رأت وأذن سمعت ولا خطر علي بال بشر، ولولا خيبة الحركة الشعبية شمال لكان هؤلاء أول المتهمين بالابادة الجماعية أمام محكمة الجزاء الدولية، ولا يوجد بعد المؤتمر الشعبي وجماعة غازى صلاح الدين سوى أحزاب الأنابيب التي أنتجتها معامل النظام وأصبح لها تنظيما باسم منسقية القوى الوطنية ومن ظاهر الظلم والفساد شريك في الظلم والفساد، ولا تكتمل اجراءات تسجيل أى حزب سياسي والاعتراف به الا اذا حصل علي نسبة من الأصوات في انتخابات عامة يحددها قانون الانتخابات، وجرت الكثير من المياه تحت الجسور في ثلاثين عاما لذلك وزن الأحزاب التي شاركت في انتخابات 1986 غير معروف، وقال غازى صلاح الدين ان الأثيوبيين النصارى أقرب الينا من المسلمين في جنوب السودان وهذا كلام عنصرى صارخ، وتمني حسين خوجلي اختفاء كل الرطانات في السودان، وقال الطيب مصطفي ان الجنوبيين لا يشبهوننا ولا ينتمون الينا ولن يذرف دمعة علي انفصال الجنوب، وليس لجماعة النظام الخالف وزنا سياسيا فقد كان موكبهم بمناسبة اعتقال الترابي ثلاثة آلاف حسب تقديرات مراسل البي بي سي.
المرحلة الانتقالية اكتوبر 1964 :
ألغي الصادق المهدى المرحلة الانتقالية بارهاب الأعراب رعاة الأغنام والابل والأبقار وفلول دراويش الخليفة عبدالله التعايشي الذين جاء بهم من كردفان ودارفور، وكان ذلك يعرف في الصحافة السودانية بالمهدية الثانية والاستعانة بعنف البادية ضد المجتمعات الحضرية، وأجريت الانتخابات وجاءت حكومة الصداق المهدى التي عطلت التحقيق في حادث احراق مأتين من أبناء الجنوب في عنابر مركز شرطة بابنوسة حتي الموت في25 فبراير 1965، وعطلت التحقيق في مجزرة قطار الضعين سنة 1988 ، وكان الجناة في الحالتين من أنصار حزب الأمة، واعترفت باتحاد القبائل العربية بدار فور، وشاركت في التآمر مع الجبهة الاسلامية والاتحادى الديموقراطي علي حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان، وكانت المؤامرة ضد الديموقراطية وعلامة فارقة في تاريخ السودان فقد أصبح لنا حزبا طائفيا ثالثا لأن المسلمين قلوا أو كثروا طائفة من المجتمع السوداني، وانتهي الصراع علي السلطة بين الأحزاب الطائفية الي استيلاء الكيزان علي السلطة بالاستعانة بالخارج علي الداخل والعمالة والارتزاق، وأصبح الحزب الشيوعي الحزب القومي الوحيد في السودان وملاذا للقوى الحديثة والنقابات الاتحادات المهنية والبرجوازية الصغيرة والطبقة الوسطي، وللأحزاب الطائفية مصلحة في الفقر والجهل والتخلف بحكم أهدافها الطائفية، ولولا الأحزاب الطائفية والانقلابات العسكرية لكانت الديموقراطية مادة أساسية في التعليم العام، ومن المواد الأساسية في التعليم العام في مصر مبادىء الفلسفة والمنطق والسياسة والاقتصاد والاجتماع، والدعم السريع تكرار لعنف البادية وتجربة الصادق المهدى.
المرحلة الانتقالية 1984 :
تواطأت الأحزاب الطائفية الثلاثة علي اختزال المرحلة الانتقالية في سنة واحدة، وراهنت القوى الحديثة علي الصادق المهدى في مواجهة الفاشية الدينية والعرقية المتربصة ولولا ذلك لما فاز حزب الأمة بالأغلبية، لكنه خان الناخبين وتحالف مع الفاشية، وعطلت حكومة الصادق المهدى البلاغ المقدم من أولياء الدم ضد اغتيال محمود محمد طه، وندفع الآن ثمن التفريط في دم محمود محمد طه رائد الحرية وحاديها وشهيدها الأول، وتجاهلت قيام نقابات اسلامية خارج القانون لتفكيك الحركة النقابية تمهيدا للانقضاض علي الديموقراطية ولولا ذلك لما كان ميثاق الدفاع عن الديموقراطية حبرا علي ورق وحبالا بلابقر، وقال الصادق المهدى ان له تحفظات ضد مشروع السودان الجديد موضوعها هوية السودان العربية والاسلامية فما هو الفرق بين هوية السودان العربية والاسلامية ويهودية الدولة في اسرائيل؟، وسحبت حكومة الصادق المهدى قضية شركة الرازى المتهم فيها علي الحاج من أمام المحكمة قبيل النطق بالحكم وأهدرت حقوق المزارعين الذين تضرروا من استعمال المبيدات الفاسدة التي استوردتها شركة الرازى لصاحبها علي الحاج، وأجازت حكومة الصادق المهدى قانون الدفاع الشعبي لتقنين ملشيات الكيزان ومراكز التدريب التي كانت تعمل علنا بالعاصمة والأقاليم ومناطق التماس القبلي وتضم الكثير من العناصر الأجنبية، وكان لحزب الأمة ملشيات مسلحة باسم الدفاع الشعبي وحماية المراحيل باعتراف الصادق المهدى وهذا في الديموقراطية كالخمر قليله ككثيره حرام، ومنعت وفدا من أساتذة جامعة الخرطوم من السفر الي أديس أبابا لمقابلة جون قرنق لمباركة اتفاقية كوكادام التي وقعها الصادق المهدى وعارضها الكيزان، وترددت في الموافقة علي اتفاقية الميرغني قرنق التي عارضها الكيزان ودقوا طبول الحرب، ولم يكن للحرب ما يبررها بعد اتفاقية الميرغني قرنق واتفاقية كوكادام، وتجاهلت القصر العشوائي الشهير في الجريف لصاحبه علي الحاج والقصر العشوائي الذى بناه ابراهيم السنوسي حاكم كردفان لنفسه في أكبر الميادين العامة بالأبيض، وتجاهلت الخبر الذى نشرته مجلة الدستور بأن ضابطا برتبه عميد اسمه عمر أحمد البشيريخطط لانقلاب عسكرى لصالح الكيزان، وتقدم نواب حزب الأمة بمشروع قانون لتحصين قرارات الحكومة ضد الطعن أمام المحاكم، وتساءل نائب برلماني كيف تصدر الحكومة قرارات ويلغيها قاض صغير بجرة قلم، والفصل بين السلطات جوهر الديموقراطية، وكان الصادق المهدى يعارض الجمع بين رئاسة حزب الأمة وامامة الأنصار لكنه يجمع بينهما الآن، واتهم الصادق المهدى منظمة الدعوة الاسلامية بدعم الكيزان ورد الترابي بأن حزبه حزب دعوى يلتقي مع المنظمة في أهدافها ومن حقه الاستفادة من أموالها، وكان ذلك اعترافا صريحا والاعتراف سيد الأدلة، لكن الصادق المهدى تراجع وامتنع عن الكلام المباح، وربما كان الترابي يعلم الكثير عن زيارات الصادق المهدى الي ايران. وفي لقاء تلفزيوني بقناة النيل الأزرق دعا الصادق المهدى الي تطبيق قانون من أين لك هذا فلماذا لم يطبقه ضد المنتفعين من ترحيل الفلاشا وعمولات البترول، ويزعم الكيزان أنه قانون شيوعي لكنه في الأصل قانون عمرى استنه عمر بن الخطاب عندما قال ان الدراهم تأبي الا أن تطل برأسها، وتجاهلت حكومة الصادق المهدى نصيب النظام المايوى من ميزانية ترحيل الفلاشا وقدرها 45 مليون دولار فلم يكن ترحيل الفلاشا لوجه أميركا والانسانية كما يزعمون، ولا يعرف شيئا عن دولارات الفلاشا حتي يومنا هذا ، وعندما أعلنت فلول النظام عن قيام بنك مايوى قلت ان الناس سيشيرون اليه ببنك الفلاشا فتراجعت فلول النظام المايوى عن مشروعها الفلاشي.
الادارة الأهلية:
الادارة الأهلية مظهر من مظاهر هشاشة الدولة القومية والتخلف الحضارى، وتراجعت الادارة البريطانية عن مشروعها الذى كان يرمي الي تحويل الشمال الي دويلات قبلية يحكمها شيوخ القبائل لتخفيض تكاليف الادارة وسحب البساط من تحت أقدام الحركة الوطنية، وكان المشروع استنساخا لقانون المناطق المقفولة وقانون محاكم الزعماء في الجنوب، وكان التراجع بتوجيه من الحكومة البريطانية مراعاة للتقدم الحضارى في الشمال، فقد كان الاستعمار البريطاني رسالة حضارية بدليل الفوارق الحضارية بين اليمن الشمالي وجنوب اليمن الذى كان واحة حضارية في محيط من التخلف الحضارى بالجزيرة العربية، وكان أفلاطون في الأمبراطورية الاغريغية يعارض الحروب التوسعية لكنه لا يمانع في احتلال الشعوب المتخلفة لانقاذها من التخلف، وبعد ثمانين عاما من الغاء مشروع الادارة البريطانية يحاول حميتي احياء ميت الادارة الأهلية، وقد لا يعلم حميتي ان في السودان 144 قبيلة و100 لغة، وأتوقع أن يختار حميتي حاكم عام السودان زعماء للقبائل بالخراطيم والمدن الكبرى فقد كان عباس رحمة الله من سكان الموردة شيخا لقبيلة الجعليين معتمدا لدى الشرطة وبلدية أمدرمان لكن ذلك سرعانما أصبح من الماضي بفضل حركة التاريخ، وقد أصبحت القبائل في عهد الكيزان أوعية سياسية وزعماء العشائر رموز سيادية بمخصصات دستورية وعربات رباعية وجوازات سفر دبلوماسية ووظائف سياسية يتطلع اليها كل من هب ودب من أبناء القبيلة وأصبحت الولاءات التقليدية في ذمة التاريخ، وكانت القبائل في الجنوب والشمال فخورة بأبنائها من المتعلمين تجلسهم مع شيوخ القبيلة وتستشيرهم في علاقاتها الداخلية والخارجية، وكانت حركات التحرر من الاستعمار قومية يقودها المتعلمون وليس شيوخ القبائل البدوية التي كانت مجتمعات مغلقة ومعسكرات حربية وكذلك كانت القبائل البدوية عبر التاريخ، وقامت الحضارات علي ضفاف الأنهاروسواحل البحار وكانت ولا تزل المجتمعات الحضرية تتمدد علي حساب المجتمعات البدوية، وكنا في نهاية المهدية شتاتا منتنافرا من القبائل والمجموعات الاثنية وفي ستين عاما استطاعت الادارة البريطانية أن تصنع من التنافر دولة حديثة ومجتمعا ديموقراطيا حرا بحكم واقعه التعددى، وكان من أغانينا الوطنية في الدامر الخلوة وفي بربر السلوى وفي مروى طمبارة وفي شندى نقارة من حلفا لي بارا، وفي خطبة افتتاح مؤتمر الصلح بين الدينكا والمسيرية المنعقد بكادقلي 1976 هدد محمود حسيب محافظ جنوب كردفان بسحب السلطات الادارية والقضائية من رجال الادارة الأهلية بمناطق التماس القبلي وتكوين دوريات أمنية وعدلية متحركة، فقد اتضح من التقارير الادارية ان الدينكا والمسيرية لا يدفنون قتلاهم الا بعد الانتقام لهم وان خطورة الحروب القبلية فيما تخلفه من أحقاد ومرارات وألغام دفينة تنفجر لأدني احتكاك، وبصدور القوانين الجنائية والمدنية في عشرينيات القرن الماضي أصبح أبناء القبائل يفضلون التخاصم الي المحاكم المدنية والجنائية وأصبح رجال الادارة الأهلية في الأوساط القبلية يعرفون بكلاب الحكومة لأن سلطاتهم الادارية تتضمن جباية الضرائب، وكان السودانيون يتندرون بأحكام العمدة ود نواى في كوستي التي تعرف بالكجم، والقاتل في قانون الادارة الأهلية يفلت من القصاص مقابل الدية بمعني التمييز بين المواطنين أمام القانون، وتطاول القوى علي الضعيف والغني علي الفقير ظلم ومن العبارات الشائعة أجلدك وأدفع الغرامة وأقتلك وأدفع الدية كاش داون، ولا يوجد الآن وطن قبلي بسبب الهجرة من الريف الي المدينة وانتشار أبناء القبائل في كل أرجاء السودان وهم المتظاهرون والمعتصمون أمام القيادة العامة والحاميات الاقليمية، وبفضل حركة التاريخ أصبحت الادارة الأهلية والأحزاب الطائفية قباب بلا فكي وأسماء بلا مسميات لولا مرتزقة السياسة الذين يتاجرون بنفوذ وهمي قبلي ووديني في سوق السياسة ومنهم الباشا حميتي حاكم عام السودان، وتحولت القبائل الي عصابات اجرامية تعمل في التهريب والغش التجارى، وتعرضت الادارة الأهلية لهزة عنيفة بحلها أول العهد المايوى بجرة قلم وكان ذلك من الحماقات المايوية الكبرى ولو صبر القاتل لمات المقتول، والانسان السوى يميل الي الانفتاح علي المجتمع العريض والانخراط في الحياة الاجتماعية ويكره بالضرورة التمييز بين الناس في معترك الحياة، وكان رئيس نقابة عمال مواصلات العاصمة دينكاويا مسيحيا اختاره العمال ومعظمهم مسلمون، وبفضل انتشار التعليم والهجرة من الريف الي المدينة وعلاقات العمل والجوار والدراسة أصبحت القبيلة علاقات تكافلية وأسرية ممتدة، وربما تكون الجهوية ترياقا ضد القبلية، وكان التعليم في كل المراحل قوميا والطلاب من كل القبائل يلتقون في داخليات المدارس وصفوف الدراسة ويلتقي الخريجون في مؤسسات الخدمة العامة لكن الكيزان ألغوا الداخليات لتوفير الموارد المالية للحرب والتمكين وحرموا أبناء القبائل البدوية من نعمة التعليم. وكان لمفتش المركز سلطات قضائية بدرجة قاضي درجة أولي لأن الادارة البريطانية كانت تعترف بأن الهمبتة في مفهومها البدوى شكل من أشكال الرجولة، وكانت كذلك في أشعار ود ضحوية زعيم الهمباتة، وان الدية تعويض لأولياء الدم، فهل يملك أولياء الدم الحق في التنازل عن حق الحياة وهو حق مقدس مقابل الدية؟ والقصاص حق للقتيل تتولاه الدولة وتنوب عنه، ويفترض أن يكون الحق العام فوق الحق الخاص، وافضل الغاء عقوبة الاعدام واستبدالها بالسجن المؤبد،
القوات المسلحة:
قال برهان انهم أربعين عاما في خدمة القوات المسلحة دفاعا عن السودان، لكنهم كانوا مجاهدين في صفوف الدفاع الشعبي لحساب الكيزان ضد وحدة السودان تحت شعار قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار، لكن الشيخ حسن الشهير بالكديسي الذى كان شخصية تلفزيونية أفتي بأن قتلاهم فطائس وليس شهداء، و تصفية القوات المسلحة ليست سرا فقد أعلنها الترابي في سنة 1990 لتأمين النظام ضدالانقلابات العسكرية المضادة وتحويلها الي ملشيات أيدولوجية تأتمر بأمر الكيزان تحت رقابة الدفاع الشعبي، ومن ذلك تبعية المخابرات العسكرية لجهاز أمن الدولة، واعترض عمر البشير بأن الترابي ليس له علاقة بالقوات المسلحة لكنه كان كالزوج آخر من يعلم وعيشة في سوق الغزل، وتواصلت التصفيات ثلاثين عاما بالتخلص من الضباط المشكوك في ولائهم وليس من المشكوك في ولائهم جنرالات المجلس العسكرى الانتقالي، ولا يوجد تشابه بين الوضع في السودان والجزائر كما يزعمون لأن في الجزائرجيش قومي وقضاء مستقل وصحافة حرة بالاضافة الي منصات التواصل الاجتماعي في الرقابة علي سلوك الطبقة السياسية وأداء مؤسسات الدولة، وتواصلت المظاهرات في الجزائر عشرين جمعة ولم يقتل متظاهر واحد بالرصاص الحي، ولولا قومية القوات المسلحة لكان الحال في مصرأسوأ من سوريا وليبيا والسودان واليمن، وشملت التصفيات عشرات الألوف من الضباط وضباط الصف والجنود مع التحكم في قبول الطلاب في الكلية الحربية وتدريب الخريجين من عناصر الكيزان لمدة ستة أشهر وتخريجهم برتبة ملازم ثاني بفارق في الأقدمية قدره 52 شهرا، وتلاحظ ان كباشي شاب يجول ماء الشباب في وجنتيه علي حد تعبير أبو نواس وليس في رأس مساعده في المؤتمر الصحفي شعرة سوداء، وللثقة في عرف الكيزان مراتب ودرجات وعساكر الكيزان كثيرون بدعوني أعيش ودعوني أترقي الي رتبة فريق وأتقاعد بكافة المخصصات النقدية والعينية وأمتلك قصرا في الأحياء الراقية، فالقوات المسلحة مؤسسة صورية وديكورية لخداع الرأى العام في الداخل والخارج، ومن الأكاذيب المكشوفة دمج الدعم السريع والدفاع الشعبي في القوات المسحلة، ولا يكون الدمج الا بموجب قانون القوات المسلحة قبل التعديلات التي أدخلها الكيزان، وبمناسبة اتفاقية السلام الموقعة في أديس أبابا تم اختيار خمسة ألف فقط من قوات الأنانيا وتوزيعهم علي كافة الأسلحة من جملة قوات الأنانيا وعددها خمسين ألف، وكانت القوات المسلحة كجيش سيف الدولة الحمداني الذى وصفه المتنبيء عندما قال تجمع فيه كل جنس وأمة فما تفهم الحداث الا التراجم،
المؤسسات السيادية:
كان ولا يزال رجال القانون في وزارة العدل وديوان النائب العام ترزية لتفصيل القوانين علي مقاسات الكيزان، ولدى المحامين والخصوم قائمة بقضاة الكيزان منها قضاة المحكمة الدستورية، وأعلن المراجع العام أنه تعرض للتهديد، وقال مدير عام الشرطة ان الشرطة لن تسمح باسقاط النظام عن طريق المظاهرات، وكان بنك السودان ادارة من ادارات وزارة المالية وليس مؤسسة مستقلة كالهيئة القضائية وديوان المراجع العام، وأدخل النظام تعديلات شمولية علي قانون الاجراءات المالية للتخلص من القيود المالية والادارية، والغي ديوان الحسابات وادارة المشتريات التابعة لوزارة المالية، وتعدل قانون الاجراءات المدنية وأصبح القضاة غير مختصين بتنفذ الأحكام متي ما كانت الحكومة طرفا في الخصومة والدولة فوق القانون والقانون لحكم المحكومين وليس الحكام.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.