شاهد بالصورة والفيديو.. الفنانة ريماز ميرغني تتألق في جلسة "أوت دور" زفافها وعريسها "يُقبل" رأسها    مناوي يلمّح للتظاهرة الكبرى ويكشف ملامح يوم 13 ديسمبر    شاهد بالفيديو.. الفنانة ريماز ميرغني تخطف الأضواء في حفل زفافها بوصلة رقص رومانسية مع عريسها على طريقة "سلو" على أنغام أغنية خاصة قدمتها لها زميلتها صباح عبد الله    شاهد بالصور.. الفنانة ريماز ميرغني تكمل مراسم زواجها بحفل أسطوري وسط حضور كبير من زملائها بالوسط الفني والإعلامي    شاهد بالفيديو.. السلطانة هدى عربي تشع حفل زفاف الفنانة ريماز ميرغني بوصلة رقص على طريقة "الترترة"    مدرب منتخب السودان: مواجهة العراق صعبة.. وسنقدم كل ما في وسعنا    مكالمة من رئيس الوزراء.. الإعلامية لينا يعقوب تكشف تفاصيل مكالمة هاتفية    المريخ يعود للتدريبات بقيادة رمضان عجب    حين تغيّرت معايير الكرة... وبقينا نحن في خانة الشفقة!    إصابات وسط اللاعبين..بعثة منتخب في السودان تتعرّض لعملية نهب مسلّح    غموض حول مدينة بابنوسة..خبير عسكري يكشف المثير    حكاية    في البدء كانت الكلمة    "يارحمن" تعيد الفنانة نانسي عجاج إلى القمة.. أغنية تهز مشاعر السودانيين    حرب مفروضة وهُدنة مرفوضة!    البرهان : وجود الإخوان في الجيش ادعاءات كاذبة    تنويه عاجل لهيئة مياه الخرطوم    توضيح روسي بشأن بناء قاعدة عسكرية في السودان    كامل إدريس يوجه برفع كفاءة قطاع التعدين    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان عثمان بشة يدعم صقور الجديان بأغنية جديدة    طريقة فعّالة لمحاربة الرغبة بتناول الحلويات والوجبات السريعة    شاهد بالصورة والفيديو.. جمهور مواقع التواصل بالسودان يحتفي ويتغنى ببسالة ورجولة مدافع المنتخب "إرنق" في إحتكاك مع مهاجم المنتخب الجزائري بعدما قام بالتمثيل    شاهد بالصورة والفيديو.. الخبراء بالأستوديو التحليلي لمباراة السودان والجزائر يجمعون على وجود ضربة جزاء صحيحة لصقور الجديان ويعبرون عن استغرابهم الشديد: (لماذا لم يرجع الحكم المصري للفار؟)    تصريحات ترامب المسيئة للصومال تثير غضبا واسعا في مقديشو    قرار عاجل لرئيس الوزراء السوداني    حريق سوق شهير يسفر عن خسائر كبيرة للتجار السودانيين    دراسات: انخفاض ضوء الشتاء يغيّر نمط النوم    كم مرة يجب أن تقيس ضغط دمك في المنزل؟    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    إدارة ترامب توقف رسميا إجراءات الهجرة والتجنيس من 19 دولة    إدارة التعدين بولاية كسلا تضبط (588) جرام و (8) حبات ذهب معدة للبيع خارج القنوات الرسمية    الخرطوم تعيد افتتاح أسواق البيع المخفض    محافظ بنك السودان المركزي تزور ولاية الجزيرة وتؤكد دعم البنك لجهود التعافي الاقتصادي    شبان بريطانيا يلجأون للمهن الحرفية هربا من الذكاء الاصطناعي    الأمين العام للأمم المتحدة: صراع غزة الأكثر دموية للصحفيين منذ عقود    بشكلٍ كاملٍ..مياه الخرطوم تعلن إيقاف محطة سوبا    فيلم ملكة القطن السوداني يحصد جائزة الجمهور    إحباط تهريب كميات كبيرة من المخدرات والمواد الخطرة بنهر النيل    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    العطش يضرب القسم الشمالي، والمزارعون يتجهون للاعتصام    إخطار جديد للميليشيا ومهلة لأسبوع واحد..ماذا هناك؟    إحباط تهريب أكثر من (18) كيلوجرامًا من الذهب في عملية نوعية    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    إحباط تهريب أكثر من (18) كيلوجرامًا من الذهب في عملية نوعية    بالصورة.. مذيعة سودانية كانت تقيم في لبنان: (أعتقد والله اعلم إن أنا اكتر انسان اتسأل حشجع مين باعتبار اني جاسوسة مدسوسة على الاتنين) والجمهور يسخر: (هاردلك يا نانسي عجرم)    وصول 260 ألف جوال من الأسمدة لزراعة محاصيل العروة الشتوية بالجزيرة    شاهد بالفيديو.. التيكتوكر المثيرة للجدل سماح عبد الله تسخر من الناشطة رانيا الخضر والمذيعة تغريد الخواض: (أعمارهن فوق الخمسين وأطالبهن بالحشمة بعد هذا العمر)    شاهد بالصورة والفيديو.. بثوب فخم ورقصات مثيرة.. السلطانة تشعل حفل غنائي بالقاهرة على أنغام "منايا ليك ما وقف" والجمهور يتغزل: (كل ما نقول نتوب هدى عربي تغير التوب)    مصر.. تحذيرات بعد إعلان ترامب حول الإخوان المسلمين    شاهد.. بعبارة "كم شدة كشفت معادن أهلها" صورة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تزين شوارع العاصمة السودانية الخرطوم    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في أربعينية نجم النجوم .. بقلم: عمر العمر
نشر في سودانيل يوم 11 - 08 - 2019

قليل من لاعبي كرة القدم تعينهم مواهبهم على التمتع بنجومية في الملاعب. عدد بين أولئك تضيف أخلاقياتهم بعداً في نجوميتهم الكروية. قلة تجمع بين الموهبة والسلوك الحسن. نادر من يحتفظ بالبريق في الوسط الإجتماعي بعد ابتعاده عن الملاعب. لمّا ذهبت إلى أداء واجب العزاء في الفقيد أمين زكي في منزله ببري بعد يومين على موراته الثرى سألني احد المعزيين عمّا جئت مواسيا لإبنه الكبير-عمر- أم الأصغر طارق. السائل لم ينتظر مني الإجابة إذ قال غالبية المعزيين لا يعرفون أياً منهما، كلنا جئنا وفاءً للكابتن الراحل.
أمين زكي لم يكن فقط أحد عمالقة الملاعب السودانية. هو كذلك شخصية إجتماعية تتبعها الأصالة، الثقافة، التواضع، المرح، الرقة، مجبول من طينة "إبن البلد" المشرّب بالذكاء الإجتماعي الفطري. ذلك الأبنوسي الفارع لم يكن فقط أيقونة كروية متكاملة من حيث شروط نجومية الملاعب، بل هو كذلك قامة فارعة في الإنضباط، الإستقامة والمهابة. طوال ثلاثين عاماً من الركض في ميادين الرياضة، التربية والتعليم والمؤسسة العسكرية لم يتلق بطاقة ملونة من قضاة الملاعب والمدارس والمؤسسات العسكرية. من فرط الإنضباط الذاتي لم يستوقفه شرطي مرور.
ذلك الأبنوسي الفارع كنخلة سامقة مجدول من طينة توتي. من تلك الجزيرة نهل خصوبة في الشخصية. منها استقى القدرة على الصمود في وجه تيارات الحياة المتلاطمة دونما فقدان ثراء تربته أو التحصن بمستجلب. فوق كونه ليناً لا يذوب، شديدأ لا ينكسر فهو رجل "خفيف الدم" لازع العبارة على نحو غير مؤذٍ بل هو محبب يؤلف دونما تكلف.
إن كان في قوام أمين زكي بعد غير مألوف فهو قدر من الحظ زامل ظله منذ يفاعته. إقباله على الحياة تزامن مع إفتتاح عدد من المدارس على عتبة النصف الثاني من القرن الأخير. الدولة الإستعمارية رأت وقتئذٍ الحوجة إلى أفندية. هكذا عبر أمين زكي من جزيرة توتي إلى أمدرمان في سياق البحث عن المعرفة المكرّسة فرضاً لصالح الدولة. هناك مجمعاً يتيح التشابك الإجتماعي. فبالإضافة إلى الأميرية الوسطى توجد التجارة الثانوية. ذلك وسط أعان الفتى الريفي على أبناء المركز التجاري الحضري.
في لقاء توزيع الخريجين بعد إجتياز ال"سي إس" واعده الحظ مع مدير المالية وهو من سكان توتي. عوضاً عنى الذهاب إلى سنجة تم إرساله إلى وزارة الأشغال على شارع النيل. على مدى ستة أشهر ظل أمين زكي وفياً لمشوار يومي بين معبر توتي ووزارة الأشغال. هو لم يبعد عن الجزيرة لكنما هذا المشوار أعانه على الإختلاء بنفسه، التفكير والتأمل. من شأن الشارع الظليل إلقاء مسحة من الرومانسية على أي فتى حالم. من المؤكد أن فترة الشهور الستة ليس بالكافية لتخليق شخصية لكنها ألقت مسحة من ظلالها على أمين لمن يسبر تضاعيف شخصيته.
ذات يوم من مشاوير تلك الأشهر مد الحظ ذراعاً طويلاً غلى الفتى العائد من وزارة الأشغال. عند المعبر اليومي لم يسمع أمين وحده صوتاً غريباً ينادي باسم أمين. كأنما هو هاتف سماوي. كل أبناء توتي عرفوا الهاتف الداعي حينما التفتوا إليه. من لا يعرف وجه صديق منزول أمير الكرة آنذاك، لعله لا يزال. جاء الصوت آمراَ؛ أراك بعد مبارة الهلال غدا الجمعة. من حق أمين زكي ساعتها التحليق فوق النهر إلى توتي. هو كان يحلق بالفعل في آفاق خارج سربه على المركب النهري.
كل جمهور"دار الرياضة" شهدوا عقب المبارة صديق منزول يحادث الفتى الأبنوسي النحيل. إنه موعد مع النجومية ظل أمين زكي يستشعر هيبته طوال تجربته في الملاعب. فهو دلف إلى نادي الهلال في ضوء نجومية أحد أساطين النادي واللعبة وأحد معشوقي الجماهير. صديق يتمتع ببريق إجتماعي مبهر لا يجرؤ أحد على المساس به. العلاقة بين منزول وأمين ظلت حميمة مشوبة بالوقار حتى بعدما هجر الأمير الملاعب ومن ثم انتقاله من أم درمان إلى العمارات. رحلا وفي نفس كل منهما تقدير للآخر.
بعدما اتسعت مظلة التعليم عشية الإستقلال أضحت مدينة الدويم مركزاً لا يعلا عليه في العملية التربوية بفضل معهد بخت الرضا. تلك مؤسسة لم يكن لها شبيه في الشرق الأوسط قاطبة. هي ورشة لتأهيل المدرسين وإعداد المناهج. للحياة في بخت الرضا ثراء وتنوع أكاديمي إجتماعي بلا منافس. من يمن طالع أمين زكي الذهاب من مدرسة ود نوباوي الوسطى إلى بخت الرضا وهي ماتزال في أوج مجدها. عمالقة في التربية كانوا هناك؛ مندور المهدي، حسن عباس، مصطفى عبد الماجد، بدر الدين عبد الرحيم ومحمد المجذوب. أيامها كنت طالبا في الدويم الريفية نعمت مع أندادي بالتلمذ على نخبة من الأساتذة ونعمنا ببريق نجوم بينهم الفكي عبد الرحمن، عثمان قمر الدين وأمين زكي.
هو كان محظوظا عندما التقى فجر إنتقاله إلى الهلال بالأستاذ هاشم ضيف الله.على يديه لم يتقن فقط المهارات الكروية. هو يدين كذلك للمدرب بابكر البنا. في الهلال لم يهده الحظ منزول وحده بل أغدق عليه باقة من الأصدقاء الفاخرين؛ حسن عطية، إبراهيم يحيى، زكي صالح سبت، فيصل السيد، ود الديم، نعبد الله رابح، الطيب عبد الله، أحمد عبد الرحمن الشيخ، ومحمد توم التيجاني. كل واحد من هؤلاء يجسد أنموذجاً للإنفاق الذاتي السخي في مجاله. في توتي يشعر أمين زكي بقدر من الإحترام لعبد الله أحمد أرباب، هو الإحساس نفسه تجاه حسين الغول في المدرسة الأهلية كما هو أزاء صالح جرجس في نادي الأهلي الخرطومي.
إنتقال أمين زكي إلى المؤسسة العسكرية يعكس ضرباً من التقدير لشخصه كما قدراً من المحبة. ربما الإنضباط الذاتي جذب إليه القادة العسكريين ممن بادروا إلى جذبه لجهة ميادين الجندية. هي لم تكن خياراً بل باقة إمتيازات أنعمت بها عليه سيرته الذاتية.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.