——————————- يتعاطف المرء كثيراً مع الإخوة في تنظيمات الجبهة الثورية والحركات المسلحة الأخرى : وهم يتفحصون الثورة وقياداتها ، قرباً أو بعداً ، عن المركز الذي قاد التهميش على شعوب الهامش وعلى النساء .. - وهم يختبرون الواقع الجديد ومدى استمرار الظلم في بناءاته .. - وهم يجوبون عواصم الجوار في اجتماعات تتدارس المبادرات "الواردة" لحل الأزمة وإنصاف المهمشين .. هذا نوع من التعاطف "الاضطراري" من فؤاد يهوى قيم الخير والعدل والسلام ويجنح أن يعكف الجميع على صناعتها وإبداعها غير أنه - أي التعاطف - لا يستطيع أن ينبض ويستمر إلى ما لا نهاية ، ويمكنه أن يتحول إلى الضد عندما يشاهد تلك المساعي وقد أصبحت تكراراً لرؤى وعبارات لا خلاف حولها ثم تترافق معها تصريحات تساوي الثورة في السودان وقياداتها بأنظمة القهر والظلم البائدة ( المركز ) كما يقال .. بالتأكيد لا نسعى لتأجيج فتنة خفية ولا زرع أخرى غير موجودة ، ولكننا نعلن الرفض الحازم لمثل هذه الإساءة الجارحة .. لا يعقل ؛ مئات الآلاف من المهنيين والعاملين والموظفين والطلاب (من الجنسين) - حزبيين ونقابيين ومستقلين ونشطاء مجتمع مدني - من أهل السودان (في وسطه وشماله) الذين أوقفوا حيواتهم في النضال من أجل الحريات والتقدم والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان ، ومنهم من استشهد في سبيل ذلك ، تصفهم بعض قيادات الحركات المسلحة بانها جزء لا يتجزأ من المركز ( المركز : رمز الهيمنة والتهميش للهامش) !! هذه إهانة بالغة - قصدها أصحابها أم لا - ، غير أن الوقت والظرف لا يسمحان بالنقد أو العتاب ، هي فقط دعوة للهدوء وإمعان النظر وقراءة كتاب الثورة من جديد .. في السودان ثورة كبيرة ، قسماتها جادة ، تحمل ملامح استقلال جديد وجذري للبلاد ، استقلال ذو مضامين اجتماعية ميلاداً لعصر العدل والسلام والحرية فيها ، عهد يجنح للقضاء على "التهميش" بكل معانيه العرقية والجهوية والدينية والتنموية والجندرية .. ثورة ساهمت في تفجيرها كل شرائح الشعب ، النساء والرجال ، المنظمات المدنية والأحزاب ، في البوادي والحضر ، في معسكرات اللجوء والنزوح ، والتقط قيادها بحذق تجمع المهنيين السودانيين ثم قوى الحرية والتغيير التي صاغت برنامجها بمهارة في "اعلان الحرية والتغيير" .. كانت مجاهدات الحركات المسلحة جزءاً أصيلاً من هذه الثورة ، من رصيد التراكم النضالي الذي قدح في عودها ؛ الأليق بقياداتها إذن أن تظل جزءاً من قيادتها ، ترفدها بتجاربها وطاقاتها ، وتعمل معها على ترسيخ السلام وموازين العدالة والحقوق والحريات ، فكتاب (المهمشين) ليس تلموداً خاصاً بفئة دون أخرى ، انهم قضية كل الوطنيين الديمقراطيين ، ولم يكن السلام إلا بؤرة كل أهداف الثورة ، فهو الاستقرار والحرية ، وهو المؤسسات الخدمية بأحسن ما يمكن في التعليم والصحة والأمن ، هو وسائل الكسب والمعيشة الشريفة ، هو الحياة الكريمة ، وما كانت عجلة القيادة والتنفيذ فقط في الرئاسة أو الوزارة ، انها في المفوضيات واللجان ومجالس الخبراء والاجتماعات ، انها هنا داخل الوطن ، في عاصمة البلاد وأقاليمها حيث ينبغي أن يساهم الجميع في غرس شجرة السلام المقدسة ورعايتها .. أعداء الثورة والتحول الديمقراطي يحيطون بها من كل جانب ، نبرأ بقيادات الحركات المسلحة أن تكون جزءاً منها .. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.