الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
الانتباهة
الأحداث
الأهرام اليوم
الراكوبة
الرأي العام
السودان الإسلامي
السودان اليوم
السوداني
الصحافة
الصدى
الصيحة
المجهر السياسي
المركز السوداني للخدمات الصحفية
المشهد السوداني
النيلين
الوطن
آخر لحظة
باج نيوز
حريات
رماة الحدق
سودان تربيون
سودان سفاري
سودان موشن
سودانيات
سودانيزاونلاين
سودانيل
شبكة الشروق
قوون
كوش نيوز
كورة سودانية
وكالة السودان للأنباء
موضوع
كاتب
منطقة
إكتمال الترتيبات اللوجستية لتأهيل استاد حلفا الجديدة وسط ترقب كبير من الوسط الرياضي
تواصل دورة شهداء معركة الكرامة بمدينة رفاعة
كساب والنيل حبايب في التأهيلي
"كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!
كأس العالم.. أسعار "ركن السيارات" تصدم عشاق الكرة
تقارير تكشف ملاحظات مثيرة لحكومة السودان حول هدنة مع الميليشيا
شاهد بالفيديو.. على طريقة "الهوبا".. لاعب سوداني بالدوري المؤهل للممتاز يسجل أغرب هدف في تاريخ كرة القدم والحكم يصدمه
شاهد.. المذيعة تسابيح خاطر تعود بمقطع فيديو تعلن فيه إكتمال الصلح مع صديقها "السوري"
شاهد بالفيديو.. البرهان يوجه رسائل نارية لحميدتي ويصفه بالخائن والمتمرد: (ذكرنا قصة الإبتدائي بتاعت برز الثعلب يوماً.. أقول له سلم نفسك ولن أقتلك وسأترك الأمر للسودانيين وما عندنا تفاوض وسنقاتل 100 سنة)
رئيس تحرير صحيفة الوطن السعودية يهاجم تسابيح خاطر: (صورة عبثية لفتاة مترفة ترقص في مسرح الدم بالفاشر والغموض الحقيقي ليس في المذيعة البلهاء!!)
شاهد بالصورة والفيديو.. القائد الميداني بالدعم السريع "يأجوج ومأجوج" يسخر من زميله بالمليشيا ويتهمه بحمل "القمل" على رأسه (انت جاموس قمل ياخ)
شاهد الفيديو الذي هز مواقع التواصل السودانية.. معلم بولاية الجزيرة يتحرش بتلميذة عمرها 13 عام وأسرة الطالبة تضبط الواقعة بنصب كمين له بوضع كاميرا تراقب ما يحدث
شاهد بالصورة والفيديو.. القائد الميداني بالدعم السريع "يأجوج ومأجوج" يسخر من زميله بالمليشيا ويتهمه بحمل "القمل" على رأسه (انت جاموس قمل ياخ)
انتو ما بتعرفوا لتسابيح مبارك
شرطة ولاية الخرطوم : الشرطة ستضرب أوكار الجريمة بيد من حديد
البرهان يؤكد حرص السودان على الاحتفاظ بعلاقات وثيقة مع برنامج الغذاء العالمي
عطل في الخط الناقل مروي عطبرة تسبب بانقطاع التيار الكهربائي بولايتين
رونالدو: أنا سعودي وأحب وجودي هنا
رئيس مجلس السيادة يؤكد عمق العلاقات السودانية المصرية
مسؤول مصري يحط رحاله في بورتسودان
"فينيسيوس جونيور خط أحمر".. ريال مدريد يُحذر تشابي ألونسو
كُتّاب في "الشارقة للكتاب": الطيب صالح يحتاج إلى قراءة جديدة
مستشار رئيس الوزراء السوداني يفجّر المفاجأة الكبرى
لقاء بين البرهان والمراجع العام والكشف عن مراجعة 18 بنكا
السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي
وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول
المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية
أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان
أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان
وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير
شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)
إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة
السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء
محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار
وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"
مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة
"واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"
بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات
ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟
غبَاء (الذكاء الاصطناعي)
مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم
صفعة البرهان
حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان
دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة
السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم
5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب
حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)
حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!
عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة
وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة
الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات
تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب
(مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)
المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية
دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان
والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة
شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر
السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
(07) تَخْرِيْمَاتٌ وَ تَبْرِيْمَاتٌ فِي الحَالَةِ السُّودَانِيَّةِ: الزُّولْ صَاحِبُ الصِّفَاتِ الخَارِقَةِ .. بقلم: فَيْصَلْ بَسَمَةْ
سلام
نشر في
سودانيل
يوم 01 - 11 - 2019
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيْمِ وَ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَ أَتَمُّ التَّسْلِيْمِ عَلَىَٰ سَيِّدْنَا مُحَمَّدٍ وَ عَلَىَٰ آلِهِ وَ صَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ وَ عَلَيْنَا.
أَمَّا مَسْأَلَةُ (الزُّولْ) السُّودَانِيِّ ذُو الصِّفَاتِ الخُرَافِيَّةِ الخَارِقَةِ وَ الَتِّي يَبْدُوا أَنَّهَا مَنْسُوبَةٌ إِلَيْهِ حَصْرِيّاً دُونَ بَقِيَّةِ خَلْقِ اللَّهِ ، وَ الَّتِي هِيَ مَجَامِعُ كَمَالِ الأَخْلَاقِ فِي: الصِّدْقِ وَ الأَمَانَةِ وَ الشَّهَامَةِ وَ المُرُوءَةِ وَ النُّبْلِ وَ الرُّجُولَةِ فَتِلْكَ مَعْضَلَةٌ عَصِيَّةٌ عَلَىَٰ الفَهَمِ بِالنَّظَرِ إِلَىَٰ حَالَةِ السُّودَانِ السِّيَاسِيَّةِ وَ الإِقْتِصَادِيَّةِ وَ الإِجْتِمَاعِيَّةِ وَ الأَمْنِيَّةِ وَ مَكَانَتِهِ بَيْنَ الأُمَمِ.
تُشِيْرُ الدَّلَالَاتُ إِلَىَٰ أٌنَّ هَذِهِ الشَّخْصِيَّةَ عَلَىَٰ الفِطْرَةِ السَّمْحَةِ وَ تِلْكَ مَحْمَدَةٌ وَ فِيْهَا الكَثِيْرُ مِمَّا ذُكِرَ أَعْلَاهُ وَ فِي ذَاتِ الوَقْتِ تُشِيْرُ المُعَايَشَةُ وَ الوَاقِعُ عَلَىَٰ أَنَّ ذَاتَ الشَّخْصِيَّةِ هِيَ شَخْصِيَّةٌ مِزَاجِيَّةٌ وَ عَاطِفِيَّةٌ وَ مَا عَلَىَٰ القَارِئِ المُتَشَوِّقُ إِلَىَٰ مَزِيْدِ مِنْ المَعْرِفَةِ عَنْ صِفَاتِ (الزُّولْ) وَ حَالَاتِهِ المَزَاجِيَّةِ إِلَّا الرُّجُوعَ إِلَىَٰ أَشْعَارِ الدُّوبِيْتِ السُّودَانِيِّ.
تُشِيْرُ الوَقَائِعُ إِلَىَٰ أَنَّ هَذِهِ الشَّخْصِيَّةَ تَسْهَلُ قِيَادَتُهَا وَ إِبْتِزَازُهَا وَ إِسْتِغْلَالُهَا دِيْنِيّاً وَ أَخْلَاقِيّاً بِقَلِيْلٍ مِنْ الشَّحْنِ المُمَنْهَجِ وَ الإِطْرَاءِ وَ غَسِيْلِ المُخِ ، وَ الشَّوَاهِدُ عَلَىَٰ ذَٰلِكَ كَثِيْرَةٌ وَ رُبَمَا يَكُونُ فِي تِعْدَادِهَا إِحْرَاجٌ لِدُولٍ فِي الجِوَارِ وَ الإِقْلِيْمِ.
فِي كَثِيْرٍ مِنْ الأَحْيَانِ تَحْجُمُ الشَّخْصِيَّةُ السُّودَانِيِّةُ عَنِ أَخْذِ المُبَادَرَةِ وَ عَنْ عَرْضِ مَا لَدَيْهَا مِنْ الكَفَاءَاتِ وَ التَّأهِيْلِ وَ مَلَكَاتِ الذَّاتِ فِي عَالَمٍ وَ مَجَالاَتٍ وَ أَسْوَاقٍ لِلعَمَالَةِ وَ التَّوظِيْفِ تُؤمِنُ وَ تَعْتَمِدُ عَلَىَٰ العَرْضِ الجَيِّدِ وَ التَّسْوِيْقِ الأَمِيْنِ لِلذَّاتِ عَنْ طَرِيْقِ التَّقْدِيْمِ Presentation وَ السِّيَرَ الذَّاتِيَّةِ ، وَ عَلَىَٰ الرَّغْمِ مِنْ كَفَاءَةِ (الزُّولْ) السُّودَانِيِّ إِلَّا أَنَّهُ غَالِباً مَا يَتَحَاشَىَٰ القِيَادَةَ وَ الرِّيَادَةَ وَ يَتَقَوقَعُ دَاخِلَ الشَّخْصِيَّةِ النَّمَطِيَّةِ المَعْرُوفَةِ عَنْهُ رُبَمَا لِإِيْمَانِ تِلْكَ الشَّخْصِيَّةِ بِأَنَّ الأَعْمَالَ تَتَحَدَّثُ عَنْ نْفْسِهَا وَ أَنَّ العَرْضَ وَ تَسْوِيْقَ الذَّاتِ ضَرْبٌ مِنْ الفَخْرِ المُبَاهَاةِ الَتِّي لَا تَتَمَاشَىَٰ مَعَ مَبَادِئٍ التَّوَاضِعِ وَ الزُّهْدِ الَتِّي يُؤْمِنُ بِهَا (الزُّولْ) صَاحِبُ تِلْكَ الشَّخْصِيَّةِ ، وَ مِمَّا يُثِيْرُ الحَِيْرَةُ أَنَّ ذَاتَ (الزُّولْ) يَتَبَاهَىَٰ بِنَفْسِهِ وَ صِفَاتِهِ فِي أَشْعَارِهِ وَ مَا عَلَىَٰ القَارِئِ المُهْتَمِ إِلَّا مُرَاجِعَةَ مَا يَرُوقُ لَهُ مِنْ الشِّعْرٍ الشَّعْبِيِّ السُّودَانِيِّ وَ أَشْعَارِ الدُّوبِيْتِ ، وَ تَشْخِيْصُ مِثْلَ هَذَا السُّلُوكِ عِنْدَ أَهْلِ الطِّبِّ هُوَ إِنْفِصَامُ الشَّخْصِيَّةِ.
فِي حَقِيْقَةِ الأَمْرِ فَإِنَّ شَخْصِيَّةَ (الزُّولْ) السُّودَانِيِّ خَجَولَةٌ وَ تُفَضِّلُ أَنْ تَكُونَ مُنْقَادَةً وَ يَبْدُوا أَنَّهَا لَا تَعْمَلُ بِكَفَاءَةٌ إِلَّا تَحْتَ إِمْرَةِ وَ السَّيْطَرَةِ الكَامِلَةِ لِلآخَرِ: كَالدَّولَةِ وَ الزَّعِيْمِ وَ الشَّيْخِ وَ المُخَدِّمِ وَ الكَفِيْلِ الأَعْرَابِيِّ فَحِيْنُهَا تُكُونُ الشَّخْصِيَّةُ السُّودَانِيَةُ فِي أَفْضَّلِ حَالَاتِهَا ، وَ تَارِيْخُ السُّودَانِ الحَدِيثِ يُؤَيْدُ ذَٰلِكَ فَهَذَا مَا كَانَتْ عَلَيْهِ حَالَةُ (الزُّولْ) وَ أَدَاءُهُ تَحْتَ قِيَادَةِ الإِمَامِ مُحَمَّدْ أَحْمَدْ المَهْدِي عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ الثُوْرَةِ المَهْدِيَّةِ وَ تَحْتَ إِمْرَةِ الجَنَرَالِ البِرِيْطَانِيِّ كِتْشِنَرْ وَ بِنَاءِ الدَّولَةِ السُّودَانِيَّةِ الحَدِيْثَةِ بَعْدَ سُقُوطِ دَولَةِ المَهْدِيَّةِ وَ فِي خُضُوعِ الخِرِيْجِيِيْنَ وَ الأَحْزَابِ السِّيَاسِيَّةِ لِسَيْطَرَةِ زُعَمَاءِ الطَّوَائِفِ الدِّيْنِيَّةِ وَ فِي حَالَةِ جَعْفَرْ النِْمِيْرِي وَ إِنْقِيَادِ النُّخْبَةِ المُتَعَلِّمَةِ لَهُ وَِ فِي حَالَةِ الشَّيْخِ حَسَنْ التُّرَابِي وَ الحَرَكَةِ الإِسْلَامِيَّةِ وَ عَلَاقَاتِهِا بِالإِنْقَاذِ وَ العَسْكَرِ وَ كَتَائِبِ الجِهَادِيِيْنَ وَ المُتَطَرِفِيْنَ وَ فِي إِنْتِشَارِ مَدِّ التَّصَوفِ الدِّيْنِيِّ وَ فِي إِتِّبَاعِ وَ إِنْصِيَاعِ المُرِيْدِيْنَ التَّامِّ لِشِيِوخِ الحَرَكَاتِ الصُّوفِيَّةِ قَدِيْماً وَ الَّذِي أَضْحَىَٰ (مُوضَةً) بَيْنَ الشَّبَابِ المُتَعَلِّمِ المُعَاصِرِ ، وَ أَخِيْراً حَالَةُ العَمَالَةِ السُّودَانِيَّةِ مَعَ الكُفَلَاءِ فِي بِلَادِ الأَعْرَابِ فِي دُولِ الخَلِيْجِ الفَارِسِيِّ وَ فِي الوَلَاءِ وَ الأَمَانَةِ الَتِّي يُضْرَبُ بِهِمَا الأَمْثَالُ ، وَ رَغْمَ ذَٰلِكَ فَرُبَمَا يَرَىَٰ بَعْضٌ فِي هَذَا التَّصَرُفِ إِحْجَاماً عَنْ المُبَادَرَةِ وَ عَنْ إِتِّخَاذِ الْقَرَارِ وَ عَنْ تَحَمُلِ المَسْئُولِيَّةِ.
هَذِهِ الشَّخْصِيَّةُ السُّودَانِيَّةُ الَّتِي إِكْتَسَبَتْ الإِحْتِرَامَ لِكَفَاءَتِهَا وَ تَأهِيْلِهَا وَ أَدَاءِهَا المُمَيَّزِ وَ نَزَاهَتِهَا وَ أَمَانَتِهَا وَ سَجَّلَتْ الكَثِيْرَ مِنَ الإِنْتِصَارَاتِ وَ الإِنْجَازَاتِ الخَارِجِيَّةِ وَ الدَّاخِلِيَّةِ تَحْتَ قِيَادَةِ الأَجْنَبِيِّ وَ الطَّاغِيَةِ وَ الزَّعِيْمِ وَ الشَّيْخِ وَ الكَفِيْلِ تَفْعَلُ المُسْتَحِيْلَ حَتَّىَٰ تَنَالَ الرِّضَىَٰ وَ القُبُولَ عِنْدَ الآخَّرِ خُصُوصاً الخَارِجِيِّ ، هَذِهِ الشَّخْصِيَّةُ فَشَلَتْ فَشَلاً ذَرِيْعاً فِي تَنْمِيَةِ بِلَادِ السُّودَانِ وَ جَعْلَهَا فِي مَصَافِ الدُّولِ المُسْتَقِرَةِ الَتِّي تَوفِرُ الأَمَانَ وَ العَدْلَ وَ التَّنْمِيَّةَ وَ الرَّفَاهِيَّةَ (لِلزُّولِ) السُّودَانِيِّ العَادِي وَ فِي خَلْقِ الإِنْصِهَارِ القَومِيِّ وَ الوَطَنِيِّ بَيْنَ مُكَونَاتِ الأُمَّةِ السُّودَانِيِّةِ وَ فِي تَثْبِيْتِ أَرْكَانِ التَّعَايُشِ بَيْنَ مُكَونَاتِ الوَطَنِ السُّودَانِيِّ المُتَنَوَعِةِ مِنَ الأَعْرَاقِ وَ الأَجْنَاسِ وَ عِوضاً عَنْ ذَٰلِكَ كَانَ الخِصَامُ وَ الإِحْتِرَابُ وَ الإِنْقِسَامُ الدَّاخِلِيِّ وَ الإِخْفَاقُ فِي الإِنْجَازِ وَ كَانَ الرُّكُودُ التَّنْمَويُّ وَ شَظَفُ العَيْشِ رَغْمَ المَوَارِدِ الهَائِلَةِ حَتَّىَٰ صَارَ السُودَانُ فِي ذِيْلِ الأُمَمِ وَ قَدْ وُصِفَ السُّودَانُ فِي مَرْحَلَةٍ مَا بِرَّجُلِ إِفْرِيْقِيَا المَرِيْضِ ، وَ لَيْسَ هُنَالِكَ تَفْسِيْرٌ لِهَذَا الفَشَلَ سِوَىَٰ الحَسَدَ وَ القَبَلِيَّةَ وَ العُنْصُرِيَّةَ البَغِيْضَةَ الَتِّي تَكْمُنُ دَاخِلِ هَذِهِ الشَّخْصِيِّةِ الوَدِيْعَةِ وَ الَتِّي تَجْعَلُهَا عُرْضَةً لِلإِبْتِعَادِ عَنْ العَدَلِ وَ رُبَمَا اللُّجُوءِ إِلَىَٰ الغُلُوِ وَ المَحْسُوبِيَّةِ وَ الفَسَادِ وَ الإِفْسَادِ وَ إِيْثَارِ المَكَاسِبِ الفَرْدِيَّةِ خَصْماً عَلَىَٰ مَصْلَحَةِ الجَمَاعَةِ ، هَذِهِ الخِصَالُ لَمْ يَنْجُو مِنْهَا حَتَّىَٰ الإِسَلَامِيُونَ فَقَدْ جَهَرَ "أَخٌ" قِيَادِيٌّ فِي الجَمَاعَةِ مَرَةً قَائِلاً وَ ذَٰلِكَ عِنْدَمَا إِسْتَفَحَلَتْ أَزْمَةُ دَارْ فُورْ بِسَبِبِ تِلْكَ الخِصَالِ الغَيْرِ حَمِيْدَةٍ:
(الدَّمْ أَتْقَلْ مِنْ الدِّيْنْ)
فَكَانَ مَصِيْرُ ذَٰلِكَ القِيَادَيِّ الإِسْلَامِيِّ الوَاعِدِ هُوَ الإِعْدَامَ شَنْقاً حَتَّىَٰ المَوْتِ بِوَاسَطِةِ إِخْوَتِهِ وَ أَصْدِقَاءِهِ فِي "الجَمَاعَةِ" فِي سَاحَةٍ عَامَّةٍ فِي إِحْدَىَٰ حَوَاضِرِ إِقْلِيْمِ دَارْفُورْ بِدَعْوَىَٰ تَمَرُدِهِ وَ خُرُوجِهِ عَلَىَٰ "الجِمَاعَةِ" وَ طَاعَةِ أُولِيِّ الأَمْرِ!
وَ يَبْدُوا أَنَّ الشَّخْصِيَّةَ السُّودَانِيَّةَ المَعْنِيَّةُ هُنَا هِيَ حَصْرِيّاً شَّخْصِيَّةُ "وَدْ البَلَدِ" وَ "وَدّْ القَبَائِلِ" "أَخُو الأَخْوَانْ" "زُولْ الحَارَةْ" النِيْلَيِّ الَّذِي يَدَّعِي الإِنْتِمَاءَ إِلَىَٰ الأَعْرَابِيَّةِ وَ الإِسْلَامِ ، وَ يَبْدُوا أَنَّ إِنْتِمَاءَ (الزُّولْ) هَذَا هُوَ حَالَةُ هُرُوبٍ دَائِماً إِلَىَٰ الأَمَامِ يُوَلِي فِيْهَا (الزُّولُ) ظَهَرَهُ لِإِنْتِمَاءِهِ الأَفْرِيْقِيِّ الأَصِيْلِ عِرَقاً وَ نَسَباً وَ إِرْثاً وَ جُغْرَافِيَّةً ، فَالزَّعْمُ "العُرُوبِيُّ" لَا يَسْنِدُهُ دَلِيْلٌ عِرَقِيٌّ أَو عِلْمِيٌّ أَو عَمَلِيٌّ مُقْنِعٌ بَلْ أَنَّ أَهْلَ العُرُوبَةِ العَارِبَةَ مِنْهَا وَ المُسْتَعْرِبَةَ تَسْتَنْكِرُهُ عَلَىَٰ أَهْلِ السُّودَانِ جَمِيْعاً بَيْنَمَا الإِنْتِمَاءُ الأَفْرِيْقِيُّ وَ السُّودَانَاوِيَّةُ جَلِيَّانُ لَا تَتَخَطَاهُمَا العَيْنُ وَ لَا البَصِيْرَةُ.
وَ إِسْلَامُ أَهْلِ السُّودَانِ إِنْ جَازَ التَّعْبِيْرُ هُوَ "أَفْرَقَةٌ" لِلإِسْلَامِ كَمَا فِي رَقَصَاتِ الصُّوفِيَّةِ فِي حَلَقَاتِ ذِكْرِهِمْ وَ إِيْقَاعَاتِهَا الأَفْرِيْقِيَّةِ وَ فِي عَادَاتٍ كَثِيْرَةٍ أُخْرَىَٰ كَالزَّوَاجِ وَ الخِتَانِ وَ عَلَاقَةِ الرَّجُلِ بِالمَرْأَةِ ، كَمَا تَجِدُ السُّودَانِيُّ المُسْلِمُ يُبَالِغُ فِي مُمَارَسَاتِهِ وَ عَادَاتِهِ حَتَّىَٰ يُكَادَ أَنْ يُصَنَّفَ مُسْلِماً لِيْبِرَالِيّاً فَالمَرَيْسَةُ عِنْدَهُ مِنَ الطَعَامِ ، وَ المَرَيْسَةُ نَبِيْذٌ شَعْبِيٌّ مُسْكِّرٌ يُصْنَعُ مِنَ الذُّرَةِ الرَّفِيْعَةِ ، وَ قَدْ كَانَ لِلخَمَّارِيْنَ حَانَاتٍ تُسَمَّىَٰ (الأَنَادِي) لَهَا تَرَاخِيْصٌ وَ رَايَاتٌ كَمَا كَانَ لِبَنَاتِ الهَوَىَٰ مَضَارِبَهُنَّ وَ رَايَاتِهِنَّ ، وَ الزُّولُ السُّودَانِيُّ لَا يَجِدُ حَرَجاً فِي مُصَافَحَةِ المَرَأَةِ الأَجْنَبِيَّةِ وَ فِى "مُقَالَدَتِهَا" ، وَ المُقَالَدَةُ هِيَ المُعَانَقَةُ ، وَ لَا يَرَىَٰ غَضَاضَةً فِي الجُلُوسِ وَ الرَقْصِ مَعَهَا فِي المُنَاسَبَاتِ وَ الحَفَلَاتِ وَ فِي "أَخْذِ الشَّبَالْ مِنْهَا" ، وَ فِي الشَّبَالِ تَرْمِي المَرْأَةُ الرَّاقِصَةُ بِجَدَائِلِ شَعْرِهَا فِي وَجْهِ الرَّجُلِ المُتَقَدِمِ نَحْوَهَا إِعْجَاباً وَ رُبَمَا يَحْدُثُ تَقَارُبٌ وَ مُلَاصَقَةٌ ، وَ لَا تَتَحَجَّبُ المَرَأَةُ السُّودَانِيَّةُ خُصُوْصاً فِي الحَضَرِ أَمَامَ الرَّجُلِ الأَجْنَبِيِّ ، وَ فِي قَدِيْمِ الزَّمَانِ كَانَ الإِسْلَامُ حَاضِراً فِي بِلَادِ السُّودَانِ وَ كَانَ لِبَاسُ النِّسَاءِ الرَّحَطَ المَصْنُوعَ مِنْ رَقَائِقٍ جِلْدِيَّةٍ يُغَطِي مَنْطَقَةَ الحَوضِ التَّشْرِيْحِيَّةِ إِلَىَٰ مَا حَولَ الرُّكْبَةِ وَ لَمْ يَكُنْ الوَجْهُ وَ لَا النُّهُودُ عَورَةً وَ لَمْ يَكُنْ إِغْتِصَابُ الفَتَيَاتِ وَ النِّسَاءِ آفَةً إِجْتِمَاعِيَّةً كَمَا فِي السُّودَانِ المُعَاصِرِ.
وَ الذِّكْرُ عِنْدَ أَهْلِ السُّودَانِ هُوَ أَهَازِيْجٌ دِيْنِيَّةٌ وَ رَقْصٌ أَفْرِيْقِيٌّ تَقُودُهُ إِيْقَاعَاتُ الطُّبُولِ الأَفْرِيْقِيِّةِ الصَّاخِبَةِ ، وَ كَانَتْ غَالِبِيَةُ أَهْلِ السُّودَانِ تُسْدِلُ فِي الصَّلَاةِ حَتّْىَ إِذَا مَا جَاءَ الزَّيْتُ الخَلِيْجِيُّ وَ خُصُوصاً السَّعُودِيُّ وَ الرِّيَالُ وَ مَذْهَبُ (أَهْلِ الجَمَاعَةِ وَ السُّنَّةِ) قَبَضُوا وَ اسْتَبْدَلُوا وَرْشاً عَنْ نَافِعٍ المَدَنِيِّ فِي تِلَاوَاتِهِمْ بِرِوَايَةِ حَفْصٍ عَنْ عَاصِمْ بِنِ أَبِي النُّجُودِ الكُوفِيِّ ، وَ عِنْدَمَا عَبَرَتْ شَخْصِيَّةُ (الزُّولْ) السُّودَانِيِّ البَحْرَ الأَحْمَرَ إِلَىَٰ الحِجَازِ وَ نَجْدٍ وَ الخَلِيْجِ الفَارِسِيِّ عَادَتْ بِعَادَاتِ تِلْكَ البِلَادِ وَ أَتَىَٰ مَعَهَا الجُلْبَابُ الَّذِي يَكْشِفُ عِنْ نِصْفِ سَاقِ الرَّجُلِ وَ كَذَٰلِكَ عَنْ أَعْضَاءِهِ التَّنَاسُلِيَّةِ وَ ظَهَرَتْ الْمَرْأةُ (النِّنْجَا) ذَاتُ الخَيْمَةِ السَّودَاءِ الَتِّي لَا تَسْتَبِيْنُ إِلَّا عُيُونَهَا وَ صَارَ اللَّبَنُ حَلِيْباً وَ الدَّسْتَةُ دِرْزِناً وَ أَضْحَتْ التَّحِيَةُ:
حَيَّاكْ اللَّه
وَ
إِيْشْ لُونَكْ
عِوضاً عَنْ السَّلَامِ وَ:
حَبَابَكْ عَشَرَةْ مِنْ غِيْرْ كَشَرَةْ
وَ صَارَ السُّؤَالُ عَنْ "البُذُورَةِ" عِوضاً عَنْ الأَولَادِ وَ "الغِنِيْمَاتْ" وَ "البِقِيْرَاتْ" ، ثُمَّ كَانَتْ الطَّآمَّةُ الكُبْرَىَٰ فِي سَيْطَرَةِ الجَمَاعَةِ المُتَأَسْلِمَةِ وَ الإِنْقَاذِ عَلَىَٰ السُّلْطَةِ فِي السُّوْدَانِ فَأَضْحَىَٰ القَبْضُ فِي الصَّلَاةِ وَ الإِلْتِحَاءُ وَ حَفُّ الشَّارِبِ وَ بَقِيَّةُ المَظَاهِرِ مِنْ أَركَانِ التَّدَيُنِ الإِسْلَامِيِّ الصَّحِيْحِ وَ صَارَ إِبْنُ تَيْمِيَةْ وَ إِبْنِ قَيِّمِ الجَّوزِيَّةِ هُمُا الإِمَامَيْنِ وَ المَرْجَعَيْنِ الأَسَاسِيِيْنِ فِي كُلِّ الأُمُورِ الإِسْلَامِيَّةِ ، وَ صَارَ كُلُّ عَمَلٍ مُحَدَثَةً وَ كُلُّ مُحَدَثَةٍ بِدْعَةً وَ كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةً وَ مَعْلُومٌ أَنَّ كُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ، وَ تَغَيَّرَ (الزُّولُ) وَ صَارَ أَكْثَرَ تَشَدُداً وَ تَطَرُفاً دِيْنِيّاً ، وَ أَضْحَىَٰ (الزُّولُ) كَمَا تَقُولُ الفِرِنْجَةُ مَلَكِيّاً أَكْثَرَ مِنْ المَلَكِيِيْنَ ، وَ قَدْ قِيْلَ أَنْ رُبَمَا فَعَلَ (الزُّولُ) ذَٰلِكَ حَتَّىَٰ يَنَالُ رِضَا الكُفَلَاءِ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ وَ الحِجَازِ وَ الخَلِيْجِ الفَارِسِيِّ وَ مَا دُونَهُمْ مِنْ المُسْلِمِيْنَ مِنْ الأَعْرَابِ العَارِبَةِ وَ المُسْتَعْرِبَةِ فِي مِصْرَ وَ فِلِسْطِيْنَ وَ بِلَادٍ الشَّامِ وَ الهِلَالِ الخَصِيْبِ ، وَ وَاقِعُ الحَالِ يَقُولُ أَنَّهُ حَتَّىَٰ فِي ذَٰلِكَ فَإِنَّ الحَظَّ لَمْ يَحَالِفْ (الزُّولُ) فَقَدْ نَكِرَتْهُ الأَعْرَابُ العَارِبَةِ وَ المُسْتَعْرِبَةِ فَقَنِعَ (الزُّولُ) بِالدَنِيَّةِ وَ المُعَامَلَةِ الدُّونِيَّةِ مِنْ أَهْلِ ذَٰلِكَ الخَلِيْجِ الفَارِسِيِّ وَ مَنْ وَالاَهُمْ مِنْ أُمَّةِ الأَمْجَادِ.
وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ وَ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَ أَتَمُّ التَّسْلِيْمِ عَلَىَٰ سَيِّدْنَا مُحَمَّدٍ وَ عَلَىَٰ آلِهِ وَ صَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ وَ عَلَيْنَا.
فَيْصَلْ بَسَمَةْ
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
تَخْرِيْمَاتٌ وَ تَبْرِيْمَاتٌ فِي الهَويَّةِ وَ الوَطَنِيَّةِ السُّودَانِيِّةِ .. بقلم: د. فَيْصَلْ بَسَمَةْ
جِيْشْ الهَنَا .. بقلم: د. فَيْصَلْ بَسَمَةْ
تَخْرِيْمَاتٌ وتَبْرِيْمَاتٌ فِي الدِّيْمُقْرَاطِيَّةِ وَالسُّودَانِ وَالمِيْزَانِ .. بقلم: د. فَيْصَلْ بَسَمَةْ
(05) تَخْرِيْمَاتٌ وَ تَبْرِيْمَاتٌ فِي الحَالَةِ السُّودَانِيَّةِ: التَّعْلِيْمُ وَ الهَوِيَّةُ .. بقلم: فَيْصَلْ بَسَمَةْ
(03) تَخْرِيْمَاتٌ وَ تَبْرِيْمَاتٌ فِي قِصَةِ السِّيَاسَةِ السُّودَانِيِّةِ: الدَّعَارَةُ السِّيَاسِيَّةِ فِي السُّودَانِ .. بقلم: فَيْصَلْ بَسَمَةْ
أبلغ عن إشهار غير لائق