في الطفولة، وفي ختام شجاراتنا البريئة، كنا نجد المخرج لإنهاء الخلاف، وقبول الصلح، بطرح سؤال حاسم ونهائي على الخصم: - حسنة ولا رجالة؟ وقد كانت الإجابة في أغلب الأحيان حسنة كوجدان آبائنا وأمهاتنا، بطعم اللِّبا ورائحة البخُور: - حسنة! وتحتل الضحكات الساحة ونتبادل العناق المعافى. وفي حالت نادرة، شاذة، يسيطر على مفاصلها الغضب ويحدوها العدوان، يجيب الخصم الخارج عن طوره: - رجاااالة! وحينها يكون قد أوصد الباب عن أي إمكانية أو إحتمال للتراجع، وقلب طاولة التسامح، وفتح الباب لظهور الوجه الآخر من كتابة التسامح لطرة العكلتة والإباء، وأدخل الغريم في دائرة الكرامة ورد الإعتبار، وهنا يمكن إيراد المثل السوداني الصميم: - (كان غلبك سدَّها، وسِّع قدَّها!). ولضمان نزاهة الصراع، فرداً لفرد، ولإِبعاد الحسكنيت والضريسة، ولتحييد الحجازين ومنعهم من التدخُّل، فأن الطرف الحانق يمعن في التحدي ويطالب بالإنفراد، صائحاً من صميم فؤاده: - طالعني! عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.