اتفاق بين قبائل الهدندوة والبني عامر على وقف الاحتراب بورتسودان : الجريدة وقعت أطراف النزاع بمدينة بورتسودان " البني عامر والحباب والهدندوة والأمرأر" أمس على وقف الاقتتال القبلي الذي شهدته الولاية مؤخراً. وأكد عضو السيادي اللواء إبراهيم جابر على ضرورة وجود حل للنزيف الذي جرى في الولاية، مؤكدا أن الدولة ليس لها عداء مع اي مجموعة إثنية او قبلية ، قاطعاً بأن كل من يتعدى القانون سيتم محاسبته، وكشف عضو السيادي أن ماحدث في ولاية البحر الاحمر كان مصدره من خارج السودان، واضاف: سودانيون من خارج السودان ورصدناهم في مواقع التواصل الاجتماعي. ووصف جابر الثورة السودانية بثورة الوعي والتي تطلب مسؤولية أكبر في المرحلة القادمة، مؤكداً بأن السودان "مستهدف". ومن جهته قال وزير الثقافة والاعلام ل" الجريدة " إن هذا التوقيع بين الهدندوة والبني عامر لايعني الحل النهائي للمشكلة بيد أنه يعمل على إيقاف نزيف الدم بين أبناء ولاية البحر الأحمر، مبيناً ان حكمة النظار والادارات الاهلية ووعي الكيانات الشبابية وجهود منظمات المجتمع المدني بولاية البحر الأحمر ساهمت في التوصل الى اتفاق القلد بين قبيلتي الهدندوة والبني عامر ، مبيناً أن ما تم توقيعه يعد خطوة أولى في سبيل تعزيز التعايش وتمتين النسيج الإجتماعي مضيفاً أن عدم توفر فرص العمل ومشاريع إستقرار الشباب وقضايا الفقر تعد من معوقات السلام الاجتماعي داعياً الى ضرورة العمل بمثابرة من أجل هذه القضايا باعتبار ان استيعاب طاقات الشباب في العمل المنتج لن يتيح لهم الفرصة في الانشغال باثارة الفتنة والنعرات العرقية والعنصرية وهي مسألة في غاية الخطورة على مستقبل البلد بصفة عامة وعلى مستقبل الولاية بوجه خاص. ومن جانبه قال القيادي بالقوى والتغيير إبراهيم الشيخ ان هناك اهتماماً كبيراً وواضحاً للازمة التي حدثت بمدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر والتي على اثرها سقط 9 شهداء وأكثر من 40 جريحاً وأضاف " لذلك كان الوضع مقلقاً للغاية بالنسبة لنا في الخرطوم على مستوى مجلس السيادة ومجلس الوزراء وقوى الحرية والتغيير وهو ما دعانا للمجئ عاجلاً لنزع فتيل الازمة"، وأوضح الشيخ في تصريح لسونا عقب توقيع اتفاق القلد بين قبيلتي الهدندوة والبني عامر ان الزيارة جاءت بغرض البحث عن حل جذري لأزمة بدأت تتجدد بين الفينة والأخرى وقال إن الشرق عانى لوقت طويل من مشاكل التهميش وغياب التنمية المتوازنة مما انعكس سلباً على خدمات الصحة والتعليم والبنيات الأساسية مبيناً أن انسان الشرق دفع ثمناً غالياً للإهمال الذي ساد المنطقة لمدة 30 عاماً. ووصف رئيس مؤتمر البجا موسى محمد أحمد ما حدث للولاية بالابتلاء وقال: لا يعقل أن تفرض 3 حالات طوارئ في الولاية في فترة قصيرة، وقال إن تحديات الشرق تتطلب منهم وعيا كبيراً ونقاشاً موضوعياً وبوضوح، مؤكدا استمرارهم في نقاش القضايا الخلافية حول (القلد)، وقال موسى: نشكر أهلنا البني عامر لأنهم سبق أن منحوا القلد للأمرأر في الأحداث السابقة قبل أن يدفنوا جثثهم حتى، وأضاف: نتمنى أن تستمر تلك الروح مستقبلاً، مؤكداً أن الاتفاق يواجه تحدي انزاله إلى أرض الواقع رغم المرارات التي يعانيها الطرفان. وفي الاثناء قال ممثل قبائل البني عامر والحباب كنتيباي إنهم كادارات أهلية توصلوا إلى حلول لحقن الدماء، بجانب التأكيد على رتق النسيج الاجتماعي، فضلاً عن السعي إلى إدارة حوار شفاف يمكن مكونات البجا للوصول إلى حلول مرضية ووصفة نهائية لما وصفه ب"السرطان" الذي بدأ ينتشر في الولاية، وأكد أنه لا مكان للفتن مستقبلاً بين قبائل البجا لأنهم أهل أعراف وإحسان، وتعهد كنتيباي بوضع يدهم في يد الحكومة للإرتقاء والتوجه نحو تنمية المنطقة، مؤكداً العمل المشترك لأن تكون قبائل البجا يداً واحدة. من جانبه قال ممثل قبائل الهدندوة والأمرأر الناظر محمد الأمين ترك أنهم كادارات أهلية لإزالة التشوهات التي لازمت الولاية بسبب الفتنة التي أسهم فيها الشيطان، وأضاف: نقول لكم ما تشيلو هم، لافتاً إلى أن الاتفاق على القلد تقديراً لضيوف الولاية ولطاعة ولي الأمر الذي يتمثل لنا في الحكومة والوالي.