من أبرز مُفارقات الحياة التي شهدها شعبُ الغابة، كانت: أن الحمير، والضأن والمعيز، تلك الحيوانات الغارقة في الجهل، والموغلة في التخلف، كانت خانعة للعرين، رغم إنها كانت ضحاياه، وضحايا تابعيه، إلا الإستثناءات... ورغم الأضطهاد الخرافي، والسحق الذي كانت تتعرض له تلك البهائم، يومياً، وتطالها الشرور من أتفه منسوبي العرين، ويستبيح جلودها قراد العرين، الذي كان عالقاً بجلود كلاب البلاط اللاهثة. وهي مفارقات تفسرها، لذوي البصيرة، غزارة رُبَط البرسيم، وجوالات الأُمباز، وبراميل المياه العذبة، التي لا تنضب في المزارع التابعة للعرين، والتي تقع ضمن استثماراته ذات الدخل السريع، ذلك الدخل، المخصص، أصلاً، للدعم السريع الذي تحتاجه فصائل الضباع الضابعة، متى ما شحت موارد العرين أو انتاشته سهام الفصائل المُعارضة. ونجت الأرانب من الخنوع، والهوان، وذلك بالرغم من كون جزر مزارع العرين كانت مستساقة، وحلوة الطعم، ورطبة، لأن البذور لنباتات تلك المزارع كانت قد ُستجلبت من الغابات العالميّة، و بالذات: