ترامب: بايدن ليس صديقاً لإسرائيل أو للعالم العربي    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يتفقد مستشفى الجكيكة بالمتمة    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    المريخ يتدرب بجدية وعبد اللطيف يركز على الجوانب البدنية    شاهد بالصورة والفيديو.. على أنغام أغنية (حبيب الروح من هواك مجروح) فتاة سودانية تثير ضجة واسعة بتقديمها فواصل من الرقص المثير وهي ترتدي (النقاب)    شاهد بالصور.. بأزياء مثيرة للجدل الحسناء السودانية تسابيح دياب تستعرض جمالها خلال جلسة تصوير بدبي    شاهد بالصور والفيديو.. حسناء سودانية تشعل مواقع التواصل برقصات مثيرة ولقطات رومانسية مع زوجها البريطاني    شاهد بالفيديو.. حسناوات سودانيات بقيادة الفنانة "مونيكا" يقدمن فواصل من الرقص المثير خلال حفل بالقاهرة والجمهور يتغزل: (العسل اتكشح في الصالة)    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب مصري يقتحم حفل غناء شعبي سوداني بالقاهرة ويتفاعل في الرقص ومطرب الحفل يغني له أشهر الأغنيات المصرية: (المال الحلال أهو والنهار دا فرحي يا جدعان)    مخاطر جديدة لإدمان تيك توك    محمد وداعة يكتب: شيخ موسى .. و شيخ الامين    خالد التيجاني النور يكتب: فعاليات باريس: وصفة لإنهاء الحرب، أم لإدارة الأزمة؟    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    إيران : ليس هناك أي خطط للرد على هجوم أصفهان    قمة أبوجا لمكافحة الإرهاب.. البحث عن حلول أفريقية خارج الصندوق    قطر.. الداخلية توضح 5 شروط لاستقدام عائلات المقيمين للزيارة    هل رضيت؟    زيلينسكي: أوكرانيا والولايات المتحدة "بدأتا العمل على اتفاق أمني"    مصر ترفض اتهامات إسرائيلية "باطلة" بشأن الحدود وتؤكد موقفها    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    بعد سرقته وتهريبه قبل أكثر من 3 عقود.. مصر تستعيد تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني    خلد للراحة الجمعة..منتخبنا يعود للتحضيرات بملعب مقر الشباب..استدعاء نجوم الهلال وبوغبا يعود بعد غياب    المدهش هبة السماء لرياضة الوطن    نتنياهو: سنحارب من يفكر بمعاقبة جيشنا    كولر: أهدرنا الفوز في ملعب مازيمبي.. والحسم في القاهرة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نزلاء السجون .... ترعرعنا بينهم .. بقلم: شوقي بدري
نشر في سودانيل يوم 27 - 03 - 2020

أعلنت السلطات السودانية الإفراج عن أكثر من أربعة آلاف سجين كإجراء احترازي، يأتي بغية كبح تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".
وأكدت عضو المجلس السيادي الانتقالي في السودان، عائشة موسى، إطلاق سراح 4217 من معتقلي سجن الهدى الإصلاحي الواقع في مدينة أم درمان.
وصرحت المسؤولة، حسب تقارير إعلامية محلية، بأن الإفراج عن هؤلاء السجناء يعد بداية لإطلاق سراح مزيد من المعتقلين من مختلف السجون السودانية.
وأشارت إلى ضرورة أن يتعهد هؤلاء المفرج عنهم خطيا بعدم العودة إلى ارتكاب الجرائم والالتزام بكافة القوانين في إجراء الفحص الطبي، بغية الاطمئنان على صحتهم وسلامة المجتمع.
وسجلت في السودان حتى الآن ثلاث إصابات بفيروس كورونا المستجد.
نهاية اقتباس
موضوع التعهد الكتابي يدعو للضحك . ان الغرض منه تحلل السلطة من المسؤولية . كيف سيعيش هؤلاء المواطنين الذين وجدوا انفسهم فجأة في الشارع ؟ وكيف بحق السماء تمكنت السلطة من حشر اربعة الف سجين كاسماك الساردين في ذلك الحيز الضيق . وهذه هي الوجبة الاولي !!
والدي كان اداريا منذ عشرينات القرن الماضي . بلغ درجة المفتش التي كانت حصرا على البريطانيين فقط . جعله هذا مسؤولا عن منطقة ضخمة ، كما كان قاضيا . نظام السجون في السودان كان مثل الخدمة المدنية ، التعليم ، المحاكم العلاج الخدمة المدنية والزراعة الخ متطورا . لم يكن الغرض من السجون تعذيب السجين او الانتقام منه . لم تنتزع آدميته ولم يجرد من حقوقه كانسان .
بعض المساجين الذين حسن سلوكهم او حكم عليهم في قضية فردية الحدث وليس هنالك خوف من اعادتها مثل القتل الغير عمد . صيد الزراف والفيل الذي لا يستطيع بعض الناس فهم منعه وتجريم مرتكبيه لانه كان بعض التراث القبلي . كان عندنا دائما مجموعة من ما عرف بالمضامين او دور برا . كانوا يشاركونا السكن ونتعامل معهم بحميمية واحترام .احدهم كان موحمد كما كان يقول اهل البادية بدلا عن محمد . موحمد كان همباتيا في نفس الوقت كان موسى التعايشي على عكس موحمد كان يحب المزاح و،، مكاوات ،، جون الذي عمل معنا وكان يتهيأ لعملية ختان . كنت احب قصص موحمد ومشاريعه ورحلاتنا التي سنقوم بها لشرق سنجا عبد الله على النيل الازرق . والذرة الشامية التي سنحضرها من الجروف ونشويها على الجمر . كنت ارافقه الى سوق سنجة ، البعض كان يعبي الصمغ في جوالات . اقترب منهم موحمد وطلب كعكولا . لم يرد عليه احدهم وربما بسبب ملابس السجن فقال .... ما لي انا للوليد ده ، ده ولد المفتش . الرد كان ود المفتش طالقنو معاك انت ؟ قال محمد ... ليه ما يطلقوه معاي ، حرامي ولا سراق انا همباتي بقلع حق الرجال عينك عينك . فاعطاني الرجل اكبر كعكول . محمد كان فاتح اللون ولهذا عندما كان يكشف عن وسم الهمباتي ليثبت كلامه ، تظهر ثلاثة ندبات في بطنه مسودة اللون عبارة عن طعنات كان من المفروض ان ترسله الى القبر .
احد المساجين كان مرحا أظن ان اسمه سبت . كانت اختي نضيفة التي تكبرني بما يقارب العقد ولها شجاعة خرافية تهتم به ، وقضيته كانت عجيبة . طالبته زوجته التي كان يحبها بالطلاق . وبعد ان انصرفت عصفت به الغيرة فلحقها واخرج سكينه وطرحها ارضا . واراد ان يزيل شفتها السفلى حتى لا تتزوج رجلا آخر . وقبل ان يكمل جريمته انتبه بعض المارة على صراخا وخلصوها وكانت شفتها قد اصيبن بقطع كبير تمت خياطته . وحكم علية بالسجن . نضيفة طيب الله ثراها كانت تلومه على فعلته . كان يضحك ويعترف بغلطته . ويقول ان ،، الضر ،، الغيرة قد اعمته وانه نادم . ،، فلو ،، من المورو وهم جيران الزاندي يحبون الملابس الجميلة والزينة . كان يقوم بالتهريب في تجارة الحدود بدراجته . في بداية الخمسينات عمل في مصنع البيرة في العاصمة . كان يحضر الى منزلنا في الملازمين بعجلته الفيلبس في يوم الجمعة . كان رقيقا لدرجة عالية لم يكن يغضب لاستعملنا دراجته التي كانت كبيرة جدا بالنسبة لنا كنا نسقطها كثيرا ولم يكن يهتم . وعندما تمنعنا والدي يقول بحنان ديل ما اخواني كان قصير القامة مستدير الوجه وبعيون تعطي شعورا بالطمأنينة والثقة . كان يشكو لامي عن الوحدة وعدم وجود افراد من قبيلته .
شخص آخر طويل القامة قليل الكلام حكم عليه بالسجن بسبب قتل زرافة . قديما كان وضع عقد من سبيب ذنب الزراف يعتبر مثل احفظ مالك لسيدة في الشمال بالنسبة لشباب النوير . هذا الرجل كان يعتني بالدجاج ويطعمه ويهتم به بطريقة عقائدية . كان يستاء عندما يذبح الطباخ الدجاج . بالنسبة لنا كانوا ضيوفا . كنا نشاهدهم في منازل كل الموظفين والعلاقة بينهم والاسر التي يسكنون عندها تتسم بالمعقولية ، لان الحياة كانت معقولة. كل موظفي المديرية في المناصب العليا كانوا يستضيفون دور برا . منهم في ملكال العم محمد مصطفي الكمالي الحاكم العسكري نائبه ابو دقن ، القاضي ابو قصيصة ،العم رحال حكمدار البوليس العم حمو مدير السجن الخ . الغرض كان وهنالك علاقة انسانية بينهم وبين زملاءنا في المدرسة ابناء الموظفين ويتعاملون مع الكبار منهم باحترام وينادونهم بعمي . وهذا ابعدنا من النظرة الاقصائية وخلق صورة الوحوش والمسخ عند الكثيرين من المساجين الذين انتهوا في السجون لسبب او آخر . وكم في السجن من ابرياء او مظلومين .
العم بوث ديو السياسي الجنوبي واكبر داعي للوحدة كان له اطفال يحملون اسماء مثل الصديق الشنقيطي فاطمة مع بيتر ووندر الخ . ذهب اليه بعض المسؤولين لانه قتل فيلا في بلدته فنجاك غرب النوير . حسب القانون فهذه جريمة . ولكنهم اكتفوا بلومه لان الافيال بقر الحكومة ولا يسمح بقتلها . ضحك العم بوث ديو وقال لهم .... انا بقري عارف اسماءهم وعددكم . بقركم ده اسماءهم شنو وعددتهم كم ؟ هل الرجل الرائع الذي احببناه واحترمناة من العالم السفلي ؟ وكان يجب وضعه مع ال 4217 سجين والبقية؟
سجن الساير سيئ الذكر لان مديره كان جشعا وظالما في امدرمان ، تأسس في زمن الخليفة عبد الله ولا يمكن تغيير اسواره لانها مسجلة كآثار مكانه غير مناسب فهو في وسط البلد مثل سجن كوبر لماذا لم يتم تحويله كل هذه الدهور . واليوم يدخل البعض السجون بسهولة بسبب شيك مرتد او غضب عسكري بوليس او من بيده الامر ويريد ان يثبت وجوده . قديما كان النظام القضائي يتجنب ارسال الناس الى السجن بكل السبل . واليوم صار الامر نوعا من التشفي يكفي في بعض الاحيان ملاسنة القاضي ليحكم بالسجن بتهمة اساءة المحكمة .
اخبرنا الاستاذ سمير جرجس الشيوعي انهم عندما كانوا في سجن كوبر . كان ضابط السجن يأتي اليهم في الصباح ويعطونه طلباتهم . كانوا يزودون بلوح ونصف من الثلج ونوعين من الفاكهة اللحم السمك الكبد البيض الخ . سمير كان يصنع الفطير المشلتت كما في مصر وكان عبد الخالق يحبه جدا ...... سمير كان يقول ان الاكل الطيب يرفع روح السجين المعنوية . والعكس صحيح . وهذه قوانين ،، الاستعمار،، والبريطانيين الفاشيين !! احد الشيوعيين الذي كلف بالعمل في جبال النوبة عاش حياة خشنة . كان يضع المنقة الباردة تحت حنكه في السجن ويقول .... يارب اديمها نعمة واحفظها من الضياع .
بالرغم من ان بعض الدول مثل السعودية تفرض عقوبات العصور المظلمة ويقطع رأس المتهم امام البشر لاخافتهم وقد يصلب بعد قتله حتى على حائط الجامعة التي هي مكان العلم والتقدم . ويعيش المساجين في زنازين تحت الارض ، ولكن هذا لن يمنع الجريمة ................... المعادلة هي لن احترم قوانيك ما دمت لا تحترمني ..... قانون عقوبات السودان قبل تغييره بواسطة المصريين في عهد نميري وتشويهه بقانون امن الدولة كان من اعظم القوانين . لم يكن يمكن الاحتفاظ بمتهم ليوم كامل بدون توقيع قاضي . وكل موقوف يجب ان يطلق سراحة بعد اسبوعين من التحقيق او تقديمه للمحاكمة ، كما لا يمكن التعرض لمظاهرة بدون وجود قاضي . ولا يمكن اقتحام المنازل بدون امر تفتيش كما لا يسمح للبوليس دخول بيوت العبادة او المدارس والمعاهد .
كتاباتي عن النشالين الحرامية ومن حكم على من عرفتهم بجرائم مثل القتل او النهب بحميمية لاننا ترعرعنا وسط مساجين وكانوا بالنسبة لنا بشر تربطنا بهم العشرة والسكن . جعل هذا بعض الذين لم يجدوا ما يردون به على بعض كتاباتي. بوصفي بالجانح الذي طرته اسرته بعد ان فشلت في تربيته ، وتربي وسط الشواذ المجرمين واساطين العالم السفلي وقاع المدينة وتنقل بين الاصلاحية والسجون الخ . وفي خيالهم ان العالم السفلي مغارات تحت الارض يدخلون اليها بسرداب مظلم ، يعيش في داخلها الوحوش .
انهم بشر مثل الآخرين سرقوا لانهم لم لم يجدوا العدل الاجتماعي . وقد يكون السبب ضغوط او طفولة بائسة . وقد يكون سبب السجن ، القيادة باهمال مثلا وقد يكون السجن لسنين عديدة . لماذا لا نحمد الله على نعمة الحياة الجيدة التي عرفناها . وحرم منها آخرون .
المجتمع من المفروض ان يحمي الجميع ويعطي فرصة لمن اخطأ . لقد حكم على اعظم فناني الثلاثينات الاربعينات والخمسينات ، احبه الاثيوبيون ومات في اريتريا ونقل اليهم الاغاني السودانية ولهذا تعتبر اغنية عازة في هواك الاغنية الوطنية في اريتريا واثيوبيا ولا يصدقون ابدا انها سودانية .انه الحاج سرور . الحاج سرور حكم عليه بالسجن ، بعد عودته من السعودية كان يحمل مسدسا هدية من الملك مع ساعة ذهبية لانه قد شارك في حفل غنائي على رغبة السودانيين الذي عملوا مع الملك سعود وفي حفل زواجه . في احد الحفلات تعدي بعض الفتوات على الحفل اشهر الحاج سرور المسدس واطلق رصاصة مهددا . حكم عليه ب6 اشهر سجنا . توسط له السيد عبد الرحمن . فقضي العقوبة في حديقة قصر الحاكم العام كمضمون . المربي الكبير محمد حمزة طيب الاسماء صفع المسؤول البريطاني وقالوا طرحه ارضا عندما كانوا يتناقشون معه بخصوص تخطيط توتي الذي تراجع عنه البريطانيون وخسر اهل توتي وندموا فيما بعد . كما سمعت من بعض متعلميهم . حكم على الاستاذ ب 6 اشهر سجنا بتتمة الاعتداء على موظف اثناء تأديته للواجب . ولم يعامل كمجرم لأنه عمل انفعالي صدر تحت استفزاز كبير . لم يحارب الاستاذ في رزقه وصار ناظرا لمدرسة الخرطوم الثانوية . حسب القانون الحاج سرور والمربي محمد حمزة طيب الاسماء من المجرمين . الحاج سرور كان فنان السودان الاول اخته الادارة البريطانية لخارج السودان لبيرفه عن الجنود . والمربي محمد حمزة طيب الاسماء كان شخصية قومية احبه واحترمه آلاف الطلاب . كان صديقا للزعيم الازهري . هل هؤلاء من العالم السفلي ؟
الطفل صعلك كما كنا نناديه سكن على بضع خطوات من منزل الرجل الشهم مدير عام السجون الصادق الطيب . صعلك قدم لمحكمة الاحداث في امدرمان بتهمة السرقة . حكم عليه يوسف بدري بالجلد عشر جلدات . وحكم له بمئة وخمسين قرشا يستلمها من الخزينة كل شهر الى ان يبلغ الحلم كان عمره خمسة عشر سنة . والده كان كبير السن يمتلك عربة كاروا بدواليب خشبية . وليس في منزلهم ماء جاري . ويسكنون في الهاشماب . قال انه سرق لانه لا يستطيع ان يذهب الى السينما مثل الاطفال الآخرين .
العم الصناعي المميز ادريس الهادي كان قاضيا في محكمة الاحداث . كان يجد لهم تعليما وعملا في ورشه . وصار صاحب مصنع اللحام والهواء السائل . هكذا يتحمل المجتمع مسؤوليته . كيف يوضع آلاف البشر كألطوب والحجارة في ما يسمونه بالسجن . لقد كان السجن مدرسة بمعني الكلمة . اخي عبد الرحمن المشهور بداموق خرج من السجن الذي دخله في 1963 بعد ان تعلم الحدادة واللحام الخ . صارت له ورشة جيدة في حي العمدة . السجون كانت تعلم المساجين . امتن الاثاث الذي يضربون به المثل في متانته صنع في السجون . كان في الامكان تعلم الكثير من الحرف مثل الخياطة البناء الخ . عند زيارة العاهل السعودي قدمت له غرقة نوم من خشب المهوقني من صنع السجون كهدية .
العم الصادق الطيب مدير عام السجون . بكي بالدمع بعد اكتوبر وكان يقول للمساجين السياسيين والعسكريين ..... انه سعيد بالافراج عنهم . وانه كان يدعوا الله في صلاته ان بفرج عنهم . وكان يخشي ان يحدث لهم مكروه وهم في عهدته وسيسأله الله عنهم .قارن هذا بنافع وقوش وبقية المرضي النفسيين . العم موسى نوري والد مدرسنا المناضل الشيوعي نوري موسى نوري وكابتن ،، التقر ،،كان على رأس مصلحة السجون كان عطوفا مهتما بحال النزلاء .
الشاويش لوج عرفه كل من كان ضيفا على كوبر . كان يطلب من النزلاء ان يقولوا لمدير السجن .... شاويش لوج صعب صعب وكعب . لانه كان على العكس . بعد تقاعده اعطاه الوجيه ورجل الاعمال ابن عمةخليل عثمان الذي وظف آلاف السودانيين الاستاذ حسن التاج صاحب سينما التاج في الدويم وظيفة في شركته في الخرطوم للشاويش لوج . لان المناضل حسن التاج بسبب انتماءه السياسي كان من زبائن كوبر. ورجال الجنجويد ، الجيش والشرطة بجلدون عميد الجيش ، القاضي الطبيبة والطبيب .
السجون كان لها كلية متقدمة جدا . دول الجوار والدول العربية كانت ترسل ابناءها للدراسة في هذه الكلية مثل كلية البوليس الجيش الصحة الجمارك الادارة الخ . الدكتور محجوب عثمان الذي حكم عليه بتأبيدة في محاولة انقلاب على حامد وعبد البديع قال انهم لاحظوا شبط احد حرس السجون المحترقفي مكتب مدير كوبر لأن كان قاسيا مع المساجين واخيرا ادخلوه في الفرن الذي يصنع قراصة السجن والعيش . من ادخله كان ود الفتير جارنا . كان عملاقا لا يخلو من جنون .يمكن قوقلة شوقي بدري ود الفتير . وألشبط كان لكي يحذر السجانين من ظلم المساجين . كما تم طرد حارس سجن بعد 12 سنة من العمل لانه قد صفع سجينا . قالوا له اين وجدت في قوانين السجون االتي درستها انك تستطيع صفع االسجين .
مدير السجون الاخ بشير مالك بشير قال مع بداية الانقاذ على رؤوس الاشهاد ..... البعض يظن ان السجون لعقاب وتعذيب المساجين ، رسالة االسجون هي اصلاح المساجين . بعد الانقاذ قضى الاخ بشير سنين عديدة كمعلم ومستشارفي سجون الامارات ، لان ادارة السجون علم يتقدم ويتطور مثل الطب او الهندسة .. واتوا بالمرضي النفسيين ، الحاقدين واهل الهوس الديني والعنصريين ومارسوا احقادهم وعقدهم . ولهذا كان اهل الهامش ممثلين في سجون السودان بنسب عالية جدا .
عندما كنت في زيارة اخي عبد المنعم مالك بشير قابلت الاخ بشير مالك بشير في 1986 فقال لي متأثرا ان اثنين من اخوتي قد اتصلوا به لانهم بعد تعب قد تمكنوا من الامساك بمحتال وقع لهم شيكا كبيرا واستلم بضائع . ووضع الرجل في السجن الا انهم شاهدوه بعد مدة قصيرة يتنزه في الخرطوم . وطلبوا من الاخ بشير مديرعام السجون اعادة القبض عليه . بشير قال لي ...... انحنا ياشوقي بنفرح لمن الناس تجينا علشان نفك ليهم زول ، الناس احسن تتوصل لاتفاق ونطلق سراح السجين . كل افراج بيفرحنا . هذه كلمات بشير والله على هذا شهيد . انا لم اكن اعرف ان اخوتي قد ذهبوا لبشير .
خلف الله او ابو ،، خلف ،، من بيت المال كان بالرغم من جسمه القوي يمتلك قلبا عطوفا لم اره يغضب اويغاضب انسانا في كل سنين الدراسة . صار ضابطا في السجون . كان هنالك الكثير من امثاله اتصفوا بالانسانية وحب الخير للآخرين . ولهذا كانت سجون السودان معقولة . لانها قامت على قاعدة علمية وحضارية .
شاهدت العم وصول امدرمان المعروف بشنب الروب يجد الاحترام من كبار مترددي السجون امثال آدم قطية ويوسف تهمة ، ويقفون لتحيته باحترام .... اهلا عم ضرار . التوأم حسن ضرار كان يقول لي انه عندما يحضر طعام الغداء من المنزول لمركز البوليس كانوالده يعطي بعض العام لموقوفين يعرفهم .البوليس لم يكن قاسيا الا في الدكتاتوريات . وبعد مايو ارسل ناصر جنرالاته لتدريب السودانيين . واخيرا استعان الكيزان بخبراء التعذيب من ايران .
من اكبر الاخبار اليوم ، خبر اطلاق سراح 4217 من سجن الهدى في امدرمان . ويقولون هذه هي الدفعة الاولى !! ان المجرم والذي يستحق السجن هي الدولة التي ترتكب مثل هذه الجرائم . كيف يحشر البشر يهذه الطريقة وكانهم طوب او حجارة . انهم بشر. ولكن صرنا بلا احساس او رحمة . بالنسبة للكثيرين فهم مجرمون مدانون وهذا يسقط آدميتهم . اتذكرون الحرامي الذي مات بسبب ادخال كميات ضخمةمن الشطة في مؤخرته والجريمة في فيديو ولم يحقق حتى من القتلة .
لقد قال اخي زين العابدين محمد احمد عبد القادر رجل مايو لصحبه بعد انهيار مايو وهو رجل مرح ... قلنا ليكن صلحوا السجون اعملوا فيها مكيفات ومراوح يمكن نجيها . ضقتوا حلوها ضوقوا مرها . واليوم يشتكي البشير وبقية المجرمين من احوال السجن ، وكأنهم قد نسوا بيوت الاشباح التي لا توجد فيها لوائح او رحمة . وكان السجين عندما يحول الى سجن كوبر من بيوت الاشباع يهلل .
العم دلؤود عبد اللطيف كان من الاداريين الذين اتو اخيرا قبل الاستقلال . ما اورده هو ان بعض المساجين عادوا الى السجن بعد العمل خارج السجن وهم يحملون العسكري وبندقيته . احد اصحاب العمل تصدق عليهم بكمية كبيرة من المريسة كان للعشكري نصيب الاسد .... وحدس ما حدس .
في السبعينات ظهر كتاب ،، بابيون ،، او الفراشة وهذه سيرة سجين فرنسي ارسل الى جزيرة الشيطان في امريكا اللاتينية . كانوا يرسلون اليها عتاة القتلة والمجرمين ولا يتوقعون عودتهم . بابيون تمكن من بعض رفاقه من الهرب . ووجدوا اسرة فرنسية استضافتهم وتعاملوا معهم بلطف وكانوا لا بينادونهم الا بمسيو او السيد والامم وبناتها يمسكونهم من ايديهم ويقدمونهم لسفرة الطعام وبعزفون لهم على البيانو . لقد عاملوهم بكرامة . وردوا المعاملة الجميلة بألادب والاحترام وهم لم يقابلوا الجنس اللطيف لسنوات عديدة . ان الاحترام يولد الاحترام
كتاب بابيون كان الاكثر مبيعا في العالم الغربي بعد الانجيل . صار فيلما كلاسيكيا ببطولة دوستن هوفمان واستيف ماكوين . وترجم الكتاب لكثير من اللغات .
قديما كان السجن ينتج ويبيع منتجاته . الفرصة التي اتت لحجار وكيل البريد في الاستوائية هي ان مفتش بريطاني قام بتأسيس مزرعة للبن وربما لتزجية الوقت .... وعبد الرحيم قال المحلات كلها باعوها ..... وعند مرور المدير اكتشف المزرعة وبالتحقيق عرف ان المفتش استخدم المساجين في العمل فتم طرده من الخدمة عرضت المزرعة للبيع لاسترداد قيمة عمل المساجين الى السجون . قام حجار بشراء المزرعة بخمسين جنيه وبالاقساط المريحة. هكذا كنا قبل ثمانين سنة واليوم نحن نعامل المواطن اسوأ من الانعام .
لماذا لم تحول السجون خارج المدن وتكون في شكل مصانع منتجة او مزارع تطعم السجين والمواطن ؟ لقد تمت سرقة سجن بورسودان قبل بضع سنوات لانه قد صار وسط المدينة وسال لعاب الكيزان للغنيمة . اننا لا نترك حتى الموجود
قديما كان للسجين مبلغ معين من المال يستلمه حسب المدة التي قضاها السجين في السجن عند خروجه ، كما يعطى شهادة افراج . محمد محجوب قال انهم كانوا متسرعين لمغادرة السجن ولكن الضابط ابو الدهب كان يصر على استلام فلوسه والشهادة . لان هذا حقه .
ونحن في مدرسة بيت الامانة في 1955 كان ملعب الكرة غير مستوي ، الجانب عند حائط بيت الخليفة الجنوبي عالي جدا بالمقارنة بالجزء على حائط منزل المفتش الشمالي . اتى العم سيد احمد الامباشامع عسكري آخر وهو يقود مجموعة من المساجين وهو الذي ينظم الصفوف امام سينما الوطنية باللطف والكلام على عكس العم عبد الله بون عند سينما برامبل الذي يستخدم الكرباج بكثافة . احد المساجين قال لامباشا بطني كركبت لازم امشي الادبخانة . اشار الاكباشا لابراهيم الفراش وسمح له بالدخول الى المدرسة . عندما رجع كان يشكوا على عدم تقبل بطنه لقراصة السجن . فقال له العم سيد احمد .... يا حمدان خلي السرقة والمشاكل اشتغل . تقعد في بيتك تاكل البعجبك . كان يناشده ويترجاه وكأنه صديقه او ابن عمه . في سنة 1963 اردت ان ،، ابروز،، صور والدي من زيارة مصر وتحركاته الساسية . فذهبت الى الملجة وكان هنالك اكشاك كثيرة و كشك يصنع براويز بشرائح من المرآة . بعد تمعن عرفت ان صاحب الكشك هو حمدان السجين . الحكومة كانت توزرع الاكشاك على مترددي السجون منهم تورو الذي صار له كشك عند محطة الطيارات في بانت واحمد ال ... الذي صار له كشك بالقرب من سينما الوطنية . الحكومة كانت تساعدهم في ايجاد عمل ولا تطلق الآلاف بدون مسؤولية . ماذا تتوقع الحكومة ؟ هل سيذهبون الى فندق الهلتون للسكن والاكل ؟
بعد شريعة نميري العجيبة اطلق النميري كعادته المتسرعة والغير مدروسة سراح المساجين من السجون قام باعطاء كل سجين 100 جنيه . امتلأت البلاد بعتاة المجرمين وارتفعت الجريمة بطريقة مروعة . بعض عتاة الاجرام اعتدوا على منزل رجل ثري نهبوا كل شئ . قام زعيمهم باعطاء صاحب الدار 100 جنيه وقال له .... وديها لى نميري قول ليه يعيش بيها . ماذا سيحدث اليوم هذا القرار سيفاقم المصائب . هل هو مقصود ، سيحصل تضخم في سوق الجريمة . اخي عبد الله فرح طيب الله ثراه قال انه شاهد زميل الدراسة في الكتاب ابراهيم الذي التحق بالاصلاحية في بداية حياته . كان متشردا في بورسودان بعد اطلاق سراحه . في الستينات وقام بمساعدته للرجوع لامدرمان . هل سيذهب الطلقاء لمكتب العمل ؟ا م سينضمون لجيش المتشردين في العاصمة ويرتفع معدل الجريمة ؟ الى متى ستسيطر العشوائية على حياتنا .
التلفزيون الامريكي نشر فلما عن سجن في النرويج . لا يمكن تمييز الحارس من السجين يعيشون سويا يطبخون الاكل ويأكلون سويا ، يمارسون الرياضة ويعزفون الموسيقى ولهم فرقة . وكان التلفزيون يركز على السكاكين الضخمة المتواجدة في المطبخ . وفي امريكا يصنعون اسلحة من الملاعق وفرش الاسنان ويقتلون بعضهم والحراس اذا توفرت الفرصة .
لا اريد ان اقارن بين السويد والسودان ولكن قديما كنا لا نقل عنهم ومن الممكن اننا كنا خيرا منهم في الاربعينات والحمسينات فلقد كانت سجونهم رهيبة خاصة مع االبرد والرطوبة ، مرض السل متفشيا . هم تفدموا ونحن تأخرنا . وصار من يديرون الدولة هم الوحوش .
اقتباس
من موضوع في الديمقراطية يهزم الافراد السلطة .
في السبعينات تم تلجين صهريج للماء ضخم على مرتفع مبني بالطوب الاحمر من الخارج لكي يتماهى مع بقية المباني . ورفض اهل مدينتنا مالموفي السويد هدمه لانه جزء من تراث المدينة . انصاعت السلطة وتحول المبنى لشقق رائعة . على بعد مئة متر هنالك مبني ضخم بلون اقرب الى البياض يشبه القلعة وبجانبه مبني آخر جميل من نفس الطراز ، كان مكتبا ومسكننا لمدير السجن . والآن المبنى خال من السكان . وسيتحول المبني التاريخي لسكن فاخر لسكان مالمو ، بعد ان طالب السكان بالقرب من السجن برحيله ، ورضخت الدولة . والمبني بضخامته كان مسكنا لمئة من النزلاء فقط . هنالك قاعات درس مصنع للقرطاسية ، ملاعب وورشة . وقديما كان شارع السجن العريض يضم اعظم الشركات خاصة معارض السيارات . ولكن كل شئ قد انتقل لمناطق جديدة لأن المنطقة صارت داخل المدينة .
تقرر بناء ثاني اكبر سجن في السويد ، يسع 300 نزيلا .وحددت مساحتة ب30 هكتارا حوالى70 فدانا لبناء السجن بالقرب من المطار العالمي ,, استوروب ,, الذي يبعد عن وسط المدينة حوالى نصف الساعة بالسيارة. وهذه المساحة الضخمة بسبب حقوق الانسان … ففي سجن ,, كوملا ,, شمال غرب العاصمة ستوكهولم يسكن 420 من السجناء لهم غرف مريحة وحوض للسباحة وميادين لكرة القدم ، كره السلة والتنس ومناشط داخلية مثل رفع الاثقال البيلياردو تنس الطاولة وكثير من المناشط منها فرق المسرح والموسيقى والمكتبات العامرة و قاعات المحاضرات والدراسة عيادة للاسنان والامراض البدنية والنفسية واطباء وممرضات ، مسؤولون اجتماعيون وكل ما يتمتع به المواطن خارج السجون الخ كما لهم حق التصويت في اختيار الحكومة .. فمن المفروض ان يعود السجين الى المجتمع بدون ان يفقد التواصل مع المجتمع . وللسجناء حق قضاء اجازة سنوية مع اسرهم خارج السجون وقد تكون في منتجعات تشرف عليها الدولة . فمعاقبة الاب يجب ان لا تمتد للاسرة والاطفال. .
كل شئ كان يسير بسلام ولكن تم طرد السجن من المنطقة التي حددت بالرغم من فرح رئيسة البلدية والكثير من السياسيين . غلطتهم انهم لم يفكروا في الساكن الاقرب . انها سيدة ترجع اصولها للسودان ولقد عرفت السودان ومشت في شوارع امدرمان فهي ابنتي سابينا ولهن شقيق يحمل اسم توأم الروح طيب الله ثراه جاك او بله فارس العباسية . وتجاورها في منزل قريب والدتها التي ولدت وترعرعت في المدينة مالمو وجدودها من سكان جنوب السويد قبل ان تنتزع السويد كل المنطقة من الدنمارك في القرن السابع عشر . والام قد انتقلت لخارج المدينة حتى ينعم الاحفاد بحياة وادعة بعيدا عن ضوضاء المدينة ومخاطرها . الغرض كان التمتع بسكن الريف والتواجد قريبا من الطبيعة . ويجد الاطفال رعاية الجدة
تحب العمل الاجتماعي تكتفي بالقول ….. كان والدي يحضر في بعض الاحيان من اسفاره ومع اناس لقضاء الليل معنا . وفي الصباح نكتشف انه لا يعرف اسماءهم .، وقد التقطهم في الطريق السريع او في الشارع في يوم بارد مطير . وانا قد تعودت ان يشاركنا الاهل والاصدقاء من السودان السكن لفترات وبدون اخطار مسبق . ولقد شاهدت في السودان كيف يعيش الناس متحابين ويقدمون الدعم لبعضهم البعض لدرجة ان الانسان يحس ان الجميع اسرة واحدة . وعرفت منذ طفولتي ان والدي يناطح السلطة والبوليس وكل من يتعرض للسود والافارقة . وكانت تلك المواجهات في الاعلام السويدي .
في لمحة عين تحول منزل سابينا الى خلية نضال وشاركتها امها وهي متدربة على العمل الاجتماعي ويكفي الخطابات والاستئنافات التي كانت تحرها للسودانيين وغير السودانيين . وانهارت كل قلاع البلدية . ففجأة كان امامهم آلاف التوقيعات من سكان المنطقة . والسؤال الاول …. لماذا لم تحدث دراسة كاملة معلنة واستشارة للسكان ؟ ولماذا لم يعلن عن المشروع قبل اجازته ؟ ولماذا لا تبني الدولة بعيدا عن المنطقة التي هى سلة غذاء السويد وتحتوي على اخصب الاراضي في اوربا . ولماذا تريد الدولة ان ترغم مزارعا لبيع 70 فدانا والقانون يقول يمكن الشراء اذا كانت الدولة تحتاج للارض وليس هنالك امكانية اخرى ، مثل طريق سريع جسر الخ . والحقيقة انه في العادة ان يرحب الناس بالشراء فالدولة تشتري بأعلى من سعر السوق حتى لا يظلم المواطن .
..
وتظن رئيسة البلدية انها قد أتت بالسبع من ذيله وتقول ان التحرك بين السجن والمدينة قد يساعد في ايجاد مواصلات عامة ثابتة . ولم تعرف ان عقلية الرباطاب لا تقهر …. ويكون الرد الذي اضحك الجميع . المطار العالمي الذي شيد في سنة 1973 لم يستطع ان يوفر مواصلات عامة للمنطقة . هل سيوفر هذا ,, الباستيل ,, مواصلات عامة لمنطقة بعض سكانها من الموظفين في المدينة والاغلبية من المزارعين لا يذهبون الى المدينة الا مرات قليلة ؟ .
وبعد ان تدحرجت كرة الثلج اذدادت ضخامة واكتسحت ما امامها . المزارع صاحب الارض اعلن جاهزيته لخوض حرب في المحاكم رافضا البيع . وبناء السجن لا ينتظر . ورفع شعار الارض للانتاج وليس الاستهلاك . والتقط القفاز الموسيقار المغني العالمي ,, بني اندرسون ,, المعروف عالميا من فرقة ابا العالمية االتي كانت في السبعينات اشهر فرقة . وهو قد تقاعد منذ سنين ويسكن بالجوار مع زوجته وله خيول . وهذه المنطقة منطقة الخيول . واكثر من 50 % من السويديين يمتلكون خيولا ويعشقون الخيل . واخرج بيني اندرسون فيلما عن تلك المقاومة والتي اخرجت عددا لا يحصي من الصور والخرط والمعلومات . وانهزمت الدولة . والغى السجن
قبل ان احضر للسويد كنت اسمع بسجن تيداهولم لأن اثنين من الاخوة من السودان كانا يمران علينا في براغ في بعض الاحيان وانتهى بهما الامر في ذلك السجن في الستينات . وهذا السجن به 146 نزيل اليوم . وتمكن احدهم في فترة السنة والنصف التي قضاها في السجن من الحصول على شهادة في اللغة الانجليزية . ساعدته في عمله كرجل اعمال ناجح فيما بعد .
هنالك سجنان للنساء في السويد احدهم في مدينة ايستاد التي لا تبعد كثيرا من مالمو وبه 76 نزيلة . السويديون لا يستعملون ابدا كلمة سجن او سجين . فقط نزيل ومؤسسة . وليس في القانون السويدي تهمة الهروب من السجن لأن الوجود في السجن ضد طبيعة الانسان . وهنالك سجن آخر حديث يشبه هوتيل فاخر عبارة عن مزرعة كبيرة وبه 93 نزيله وهو في بلدة هينسابيرق . السجن من الحجم الضخم جدا حسب فهم السويديين يشمل اليوم 234 نزيلا في بلدة شينينقة . وهنالك ما عرف بالمستعمرات او السجون المفتوحة ، بدون اسوار. وهذه عبارة عن مزارع وورش صغيرة خارج المدن الصغيرة . وهي لمسجونين لا تزيد مدتهم عن ثلاثة اشهر وقد تكون بسبب تعاطي الخمر وقيادة السيارة او قيادة السيارة بون رخصة القيادة باهمال السرقات الصغير التعارك وتسبيب الاذي البسيط . ويمكن ان يذهب الانسان لعمله ويحضر في المساء لقضاء الليل في المستعمرة . ويسمح بقضاء عطلتين من نهاية الاسبوع كل شهر مع الاسرة . ويمكن للسجين ان يتعلم الكثير من المهن او ان ينتسب لكليات .
لقد قال الاخ بشير مالك بشير مدير السجون السودانية ….. ان البعض يظن ان السجون لتعذيب البشر ، ولكن السجون لتهذين وتعليم المواطن . ولقد طبقت الانقاذ العكس بجدارة . واظن ان كل نزلاء سجون السويد لا يزيدون عن نزلاء سجن كوبر وربما سجن امدرمان.
كركاسة
اين قاتل السلطانة عوضية عجبنا المدان في قتل مواطنة امام باب دارها ولم تكن تمثل خطرا على حياة الضابط الهمام الذي تعلم من ضرائب وعتب منزل السلطانة وضرائب اهلها ؟
ثمانية وعشرون من القتلة الذين ادينوا بقتل استاذ خشم القربة اين هم ؟ لنا الحق في ان نعرف . هل اطلق سراحهم من ضمن طلقاء الكرونة . لماذا لا يتطرق الصحفيون في السودان لهذه القضايا مع المسؤولين . في بعض الاحيان لا يجد الانسان الكلمات لوصف الحالة السودانية .
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.