بسم الله الرحمن الرحيم رن هاتفي السيار صباح الجمعة 26/3 مُُعلنا عن وصول رسالة SMS وقبل أن أفتح الهاتف لإقرأ الرسالة ، إذا برسالة أخري ترد ثم تلتها ثالثة, فتحت الرسالة وإذا بها من وزارة الصحة القومية تقول: 1/3 وزارة الصحة الإتحادية أوفت بما إلتزمت به في الإتفاق الموقع بينها وبين لجنة النواب (التفاصيل بالصحف) ثم فتحت الرسالة الثانية فكانت: 2/3 وزارة الصحة الإتحادية ماضية في محاسبة الأطباء المُضربين عن العمل بالمستشفيات وفق اللوائح والقوانين. ثم فتحت الرسالة الثالثة فكانت: 3/3 وزارة الصحة الإتحادية لا تقبل التفاوض مع أي لجنة أو جهة في شأن إضراب الأطباء . هكذا ثلاث رسائل أتت دون سابق موعد أو إنذار من وزارة الصحة القومية، تملكتني الدهشة ، بل أُصِبت بدوار وحالة من الغثيان ، وزارة الصحة القومية ترسل هذه الرسائل لشخصي الضعيف !! لماذا كل هذا من دُغش رحمان الجُمعة الكريمة؟؟ هل أنا رئيس نقابة المهن الصحية؟ هل أنا نقيب الأطباء ؟ هل أنا رئيس لجنة الإضراب؟ هل أنا المحامي العام.؟ هل ضلت هذه الرسائل طريقها؟ هل تم إرسال هذه الرسائل لجموع الأطباء؟ حاولت إرسال رد لمصدر الرسالة وهو كما كُتب: Fdminhealth ولكن باءت محاولاتي بالفشل . إتصلت بالأخ د. الشيخ الصديق الأمين العام لإتحاد أطباء السودان والأمين العام لنقابة المهن الصحية وتناقشت معه حول هذه الرسائل وما هي جدواها ولن تُكِرس إلا للفرقة والشتات . ظُهر اليوم السبت 27/3 وصلتني رسالة : 1/ لجنة الإضراب تخفي الحقائق عن النواب وتحاول منع النواب من حضور أي لقاء تنويري مع الحكماء أو وزارة الصحة حتي لا يكتشفوا الحقائق.( وزارة الصحة الإتحادية) ثم رسالة أخري: 2/ منظمة الصحة العالمية لا تدفع أي مساهمة مالية في علاوة التدريب ولجنة النواب تعلم ذلك ، ولكنها تردد هذه المعلومة غير الصحيحة. (وزارة الصحة الإتحادية). نعم وزارة الصحة الإتحادية والتي كان يمكنها أن تدعو قبيلة الأطباء لإجتماع عاجل لتنويرهم وشرح كل ماخفي من حقائق ومعلومات عن إضراب الإخوة النواب ، والذي بدأ بيوم واحد ثم 48 ساعة وتدخل بعض الإخوة من أجل حل المشكلة وكٌللت مساعيهم بالنجاح، ولكن تعثرت الحلول لإسباب كنا نتمني أن تشرحها وزارة الصحة وهي المُخدم لكل الكوادر الطبية في السودان ، وأن تقوم بتمليك المواطن الحقيقة وفورا ، بل إن الأطباء الإختصاصيون هم أولي بأن يعرفوا تلك الحقائق ، وقد كان في زيارة قيادة وزارة الصحة للمستشفيات بالعاصمة تنويرا ربما لم يقتنع به البعض. ولكن تفاقمت المشكلة ، وإن لم تكن عصية علي الحل ، ومن وجهة نظرنا الشخصية فإن هنالك تناقضا واضحا في رسائل وزارة الصحة الإتحادية ، ففي الوقت الذي ذكرت فيه الرسالة رقم 3/3 يوم الجمعة 26 /3 ، وزارة الصحة الإتحادية لا تقبل التفاوض مع أي لجنة أو جهة في شأن إضراب الأطباء ، جاءت رسالة وزارة الصحة ليوم السبت 27/3 تعلن أن لجنة الإضراب تخفي وتمنع النواب من لقاء لجنة الحكماء ، ألا يعد هذا تناقضا ؟ هنالك لجنة حكماء وغيرها وكلها تعمل من أجل رأب الصدع بين المُخدم ، وزارة الصحة الإتحادية والأطباء ، ألا يُعد هذا جزءًا من سُنتنا المحمدية السمحة ، أنصُر أخاك ظالِما ومظلوما؟ ألم تعترف وزارة الصحة بأن هنالك ظُلما بينا قد وقع علي الإخوة الأطباء ،مرة بواسطة الأخ د.كمال عبد القادر وكيل الوزارة ومرة أخري بواسطة السيدة د.تابيتا بطرس وزير الصحة الإتحادي، وكذلك إعتراف السيد نقيب الأطباء بأن هنالك مظلمة علي الأطباء؟ إن لجان الصلح والتوفيق هي جزء من قيمنا وموروثاتنا ولا يمكن أن نجهلها أو نتحاشاها ، وإن تمتُرس كل طرف بوجهة نظره لن يقود إلي حلول بل إلي تعقيدات ، وهذا ما نحصده اليوم من مشكلة كان يمكن أن يتم حلها في زمن وجيز لو إمتلكنا الإرادة والقوة والعزيمة ، ولكن تم تأزيم الموقف بين شد وجذب ووقوف كل طرف عند وجهة نظره ، والخاسر الأول والأخير هو الوطن ، ومع ذلك هل يستبين الجميع النصح قبل ضُحي الغد؟ وأنا أكتب في هذا الموضوع وصلتني الرسالة التالية : 1/2 تم تكوين لجنة تصحيح المسار لإطباء السودان من أجل حقوق الأطباء ومكتسباتهم ومن أجل صحة المواطن السوداني . 2/2/ لجنة تصحيح المسار لإطباء السودان : برئاسة د.حسن جعفر الحفيان ، وعضوية د. النيل الكباشي ، ود.الباقر عدلان ، ود.عبد العزيز عوض الكريم ، ود.مزمل موسي ، وآخرين . نختم فنقول: للأطباء قضية إعترفت بها قيادة وزارة الصحة منذ بدايتها لأنها لم تكن وليدة لحظة ، بل تراكُم سنون مضت، ونالت دعما إيجابيا من المواطن لإدراكه ومعرفته بظروف الطبيب التي كانت خافية عليه سنينا عددا، وأقر ّ بها إتحاد أطباء السودان أخيرا ،و لأن تأتي مُتأخِرا خيرٌ مِن أن لاتأتي أبدا . هكذا توالت أحداث إضراب الأطباء نواب الإختصاصيون ونقول إنها قضية مطلبية بحته ليس لها أدني علاقة مع أي جهة سياسية كانت والجميع يعلم ذلك ، وإن شكك البعض في توقيتها لغرض في النفوس، بل ونزيد القول إن مطالب الأطباء بدأت منذ سنوات كُثر إنقضت منذ أن كان د.أحمد بلال وزيرا للصحة الإتحادية ، وهذه المطالب كانت تحت مظلة البالطو الأبيض فقط ، والجميع يعلمون ذلك. نقول كان يمكن لوزارة الصحة الإتحادية أن تدعو كافة الأطباء لإجتماع نوعي تنويري وشرح أبعاد هذه القضية وماتم فيها من حلول وما تراه الوزارة لاحقا لإكمالها وصولا لصيغة يتواثق عليها الجميع. إن إسلوب الرسائل الإلكترونية قد لايصل كثير من الأطباء وتبقي المعلومة خافية عنهم ، ولكن لقاء المصارحة والمكاشفة كان كفيل بوضع النقاط علي الحروف منذ زمن بعيد قبل أن تصل وتستفحل المشاكل إلي هذه الدرجة. إن قيم ومثل وتقاليد المواطن السوداني تفرض عليه كثير من الأساسيات ، بما في ذلك العلاقة بين المُخدم والمُستخدم ، قبل أن تكون للقوانين تفعيل ، بل إن لجان التوفيق في حالة الإختلاف هو أدب وثقافة لو تم توظيفها بين أطراف النزاع لكفي الله المؤمنين شر القتال ، وتمليك المعلومة مباشرة هو ضوء ينير عتمة الضبابية وصولا للشفافية في التعامل وبخاصة مع الأطباء وهم يُدركون أنهم رُسل إنسانية وملائكة رحمة يُناط بهم درء كثير من الآلام للمواطن وهو في أسوأ حالاته - المرض - ولكن الاطباء فوق ذلك فإنهم بشرٌ لهم من المسئوليات ما تنوء بحمله العصبة ،ورسالتهم حقوق وواجبات ،والجميع يعلم أن بيئة ومناخ العمل هي أساس التجويد والإرتقاء بالمهنة والرسالة . إن إحساس الطبيب بالظلم والضيم وإهدار الكرامة ، ومِن من؟ ذوي القربي؟!!! وظُلم ذوي القُربي أشد مضاضة من الحسام المهند ، سيقود نهاية المطاف إلي تدهور الأداء ونزوح وهجرة ليس إلي داخل الوطن فقط ، بل إلي خارجه حيث يجد الطبيب نفسه وكرامته وحرية ممارسة مهنته ورسالته ، وعندها سيتولد إحساس لجد خطير عند الطبيب وهو يغادر عبر بوابة مطار الخرطوم ، بل يسأل نفسه: لماذا يعامِلُنا. زملاء المهنة هكذا؟ ما ذا إرتكبنا في حق هذا الوطن؟ ماذا قدم هذا المسئول للمهنة والوطن؟ نحن أفنينا زهرة عمرنا بين أدغاله وصحاريه وغاباته ، وهم لايعرفون من السودان إلا بوابة مطار الخرطوم ، عبرها خرجوا للتخصص علي حساب حمد أحمد ود عبد الدافع ، وعبرها عادوا مسئولين عظام لايعرفون شنقلي طوباية ولا الجكو ولا الناصرولا نيالا ولا كاد وقلي ولا يامبيو ولا إزو وسورسيبو وطمبرة ولا ربكونا ولا كاجو كاجي ولا توريت ولا بور أو البيبور ولا هيا ودرديب وجبل الست وسنكات وجبيت ولا حتي شندي وودمدني . أرفعوا أيديكم عن ملائكة الرحمة ورسل الإنسانية . وقبل الأخيرة، السودان الوطن الأمة الشعب له إرث تاريخي وقيم وتقاليد الفزعة والإغاثة والجودية وفوق كل ذلك المابي الصلح ندمان، إن لجنة أستاذ الأجيال محجوب محمد صالح وقلمه الذهبي وفكره ونضاله ووطنيته وتجرده قد أملت عليه أن يكون جزءاً لا يتجزأ من المشاركة في الحل ، والماعندو كبير يفتش ليهو كبير، ونعلم أن حرصهم وحصافتهم وخبرتهم وتجربتهم في الحياة وذخيرة متراكمة من سنون إنقضت في النضال لكفيلة بوضع تصور يرضي طموحات المختصمين ، علينا أن ندعو له بالتوفيق والنجاح. وأخيرا إن مسئولية رئاسة الجمهورية في درء الضرر عن المواطن وإحقاق الحق وإنصاف المظلومين في أي موقع كانوا لهو جزء من مسئوليتها تجاه الخصمان، وهنا نخُص بالذكر الأطباء وإختلافهم مع وزارة الصحة الإتحادية .فالسيد رئيس الجمهورية قد رُفعت له المُذكرات سلفا من الإخوة النواب ، ولهذا هل يمكن أن يستمع إلي الخصمان ليدلي كل بوجهة نظره ومن ثم نتطلع إلي حلول جذرية وحاسمة درأً للفتنة والضرر . يديكم دوام الصحة و تمام العافية sayed gannat [[email protected]]