سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بَيَانُ تجمُّعُ المهنيين بغابةِ السَّعْد في الذكرى الأولى لمذبحة فَضِّ الميادين من حيوانات السعد، بخرطوم الفيل، وفي أطراف الغابة، من ملحقات كتابي (ريحَة المُوْج والنَّوَارِس)- يصدر قريباً عن دار عزة.
تمرُّ علينا الذكرى الأولى لمذبحة فض حرن ولزوم حيوانات غابة السَّعْد الثائرة، أمام أوكار الصقور في نواحي الغابة، ولم يلق مرتكبوها من أتباعِ العرين الجزاء المستحق، ولا سكنت نفوس أهل الشهداء والمفقودين. ولكن عزم حيوانات الغابة على المضي على طريق شهدائه، ما تراجع، أو لان. لم تقتصر جريمةُ فض حرن الفصائل على المذبحة الدموية التي ارتقت جراءها أرواح شهداء الغابة الكرام، وما شملته من إستباحةٍ لأجساد الحيوانات، وتبذّل لفظي، وضربٌ، وامتهانٌ لكرامةِ الحيوانات الحارنة، بل كانت، بالأساس، جريمةٌ موجهةٌ لأسمى معاني وحدة حيوانات الغابة، وقوّته، جسّدها ذلك حرن ولزوم حيوانات غابة السَّعْد طوال شهرين، زالت خلالهما، على أرضه، الفوارق الزائفة بين الحيوانات، لتنهضُ مكانها أمتنُ وشائج التكافل، والإنتماء لغابة السَّعْد، وحيوية الفصائل، فكان حرن ولزوم حيوانات غابة السَّعْد برلمانا عامّاً شكلته الفصائلُ أصالةً عن أنفسها، دون تمثيل، وحارسًا لمكتسبات الحراك أمام كل محاولات التحجيم، والتدجين. تبقى مسؤولية مجلس صُقُور الجديان عما حدث تحت أشجار الصنوبر، وأمام أوكار الصُقُور، وفي غيرها من مواقع حرن حيوانات الغابة في الأطراف غير قابلة للطمس، أو التقليل، بوصفه الحاكم الفعلي وقتها، ولكون هذه الجرائم قد وقعت، واستمرت لساعات، أمام مرأى ومسمع من قيادة الجديان، وبمشاركة أسراب تنتسب لمكوناته، ينطبق عليها مبدأ تسلسل الأوامر، بل واستمرت اعتداءات تلك الأسراب على الغابة خلال الأيام التالية للجريمة، وقطعت شبكات التواصل بين الفصائل والأسراب للتغطية على الانتهاكات، والحد من قدرة حيوانات الغابة على الفعل، وهي كلها اعتبارات يجب أن يواجهها قادة مجلس صُقُور الجديان بمبدأ الشفافية، والمسؤولية، ولا تجدي معها سياسة التغاضي، أو التعويل على تأثير الزمن لتنسى أسرة الغابة، أو يبرد حماسها، أو تتغير مواقفُها، فجريمةُ فضِّ حرن ولزوم بوحشيتها الموثقة، ودماء شهدائها الكرام، لن يطويها النسيان، وما من سبيلٍ لبناء استقرار الحياة العامّة في الغابة دون كشف حيثياتها، وتقديم مرتكبيها للعدالة، طال الزمنُ أم قصر. هذه الجريمة، التي مورست فيها كل أفعال الهمجية، والانتهاكات، تؤكد أيضا على ضرورة إنهاء حالة تعدد فصائل الصقور من شاهين، وباز ، وسمبر، ورخم، ومراكز أوكارها، وتضع واجبَ إعادة هيكلة هيئة قيادة صقور الجديان كواجب ملح، يقطع الطريق أمام التبريرات المستهلكة، من شاكلة القوة المارقة، والأطراف المجهولة. التباطؤ في ضبط وهيكلة فصائل الصُقْور، والجوارح العالقة بها، يعني أن يبقى الباب مفتوحًا لتكرار سيناريوهات التفلت، وتهديد أمن حيوانات الغابة، وما حادثة تمرُّد بعض الأسراب الجارحة في يناير المنصرم، وأحداث العنف في مناطق غابة الهجليج، وفي أطراف الغابة الغربية، وغيرها، إلا شواهد من الأمس القريب. لقد كان قبول مهنيي غابة السَّعْد بتكليف لجنة خاصة للتحقيق في هذه المذبحة، وتجنبا لسيادة أسلوب الأخذ باليد، واحتكامًا لمطلب سيادة القانون في الغابة، وهو ذات المنهج الذي ارتضاه ثوار حيوانات الغابة، حين تمسكوا بسلمية الحراك، أمام عسف وتجبر زبانية الأسد المهزول، ولبؤته الطريدة، إيمانا بقوة سلميتهم لا عن ضعف، وتمسكهم كذلك بمحاكمة رموز ومجرمي نظام اللبؤة أمام قضاء نزيه، لكن هذا الاحتكام لا يعني أن صبر حيواناتنا مفتوحٌ بلا نهايةٍ، أو سقف، لهذا نُشدِّد، في ذكرى مذبحة فض حرن ولزوم حيوانات غابة السَّعْد، على تقديم لجنة التحقيق الخاصة بالجريمة تقريرها دون تأجيل، مع تمليك الرأي العام، في الغابة، كل الملابسات التي تحول دون إكمال عملها في حال لم يتسن لها إكماله في موعده، وتحديد ما يعيق عملها، أو مَنْ، ولحيوانات غابتنا، من بعد ذلك، الأمر. طريقان لا توسّط فيهما، طريق التعافي لأهل الغابة، ويبدأ بالكشف عن الآمرين، والمنفذين لتلك الجرائم النكراء، وحدود أدوارهم، مع استعدادهم للمحاسبة، أو طريق المماطلة، والتعويل على مساومات الأعشاش، والجُحُور المغلقة، وانتظار تناسي حيوانات الغابة لمطلب إدانة المجرمين، وهو ما لن يكون. وعلى المعنيين أن يختاروا بينهما. عهدنا، نحن تجمع مهنيي غابة السَّعْد، لأهل الشهداء، والمفقودين، أن نقف أبدًا إلى جانب حقهم في العدالة، رغم كل تقصير، وأن نلتزم جانب حيوانات غابة السَّعْد، حتى تقتص ممن روعوا صغيراتها، وصغارها اليافعين، وحصدوا أرواحهم في ذلك اليوم المشؤوم. الصبر والسلوان للفصائل، والأسراب من أسر شهداء الغابة، وأهاليهم. والنصر لثورة حيوانات غابة السَّعْد المجيدة. - ذكرى مجزرة أوكار صُقُور الجديان. - نتائج لجنة التحقيق إعلامُ تجمُّع مهنيي غابة السَّعْد- 22خرطوم الفيل، في مايو 2020م. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.