عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. الاستاذ على مصطفى لم يجمعنا فصل دراسي ولم نلتقى فى اي من مراحل الطلبة المختلفة برغم تقارب اعمارنا.. و لكنا تحت ظلال دوحة القدواب الوارفه ،المغروسة فى ناديها العريق فى سرة القرية المدينه ، اجتمعنا على المحبة والالفة و النقاء ، ترعرعنا - كل ذلك الجيل - و نشأنا على اننا اشقاء ابناء اب وأم ، تغذينا بخيرات جروفها من تلك الايادى الطاهرة الباذلة المعطاءة ، و كأن كل ذلك كان بالامس ، لا انسى النيل و هو يتوسط بترعته الأرض البكر الولود ، نغسل فيه طاقات الصبا المتوهجة بفرح الاهل بالفيضان الباذخ ، وشرقي خط السكة الحديد ، عرين فريق القدواب الذى عرفه كل أهل السودان ، ثم العودة إلى النادى حيث يُسقى الجميع ، بماء الأرواح الشفيفة والنشاط الدفاق - تنس الطاوله .. النشاط المسرحى والادبى ... لعب الورق وأركان الانس الذى لا يمل .... كان هو لم يتغير، ذهباً لا يصدأ "على جريو" الأستاذ بطلعته المميزه و صوته البصمه وابتسامته التى لم تفارقه طيلة حياته ، كان شامة من شامات ذلك الزمن المحفور ف فى الوجدان . فى الثلث الأخير من مايو المنصرم ارسل لى قصيدة فى مدح المصطفى عليه الصلاة والسلام (طلق المحيا نوره بكسف ضى القمر) وبادلته بأخرى (سجعت بأيمن ذي الأراك حمائم ) فرد على (أبناء عمى وشيخى عبدالمحمود ) برسالة تفيض بالمحبه ... كنا حينما تتاح لنا اللقيا فى هذا الزمان الظالم ، نعود شبابا الى عشرينيات العمر بنقاء وصفاء أرواح الشيوخ .. يتطاول بنا الأمل إلى لقاءات ولقاءات مستحيلة ، حتى جاءنى الخبر الذى ( فزعت فيه بآمالى إلى الكذب ) .. انها سنة الحياة الماضيه والموت نقاد . اللهم ارحمه رحمة توازى فضلك و أكرمه بما تكرم به عبادك المخلصين فلا حول ولا قوة الا بك .