في المقال السابق ركزنا على وصفة الخراب والدمار التي يروج لها الكيزان.! في هذا المقال، نريد أن نقول: ليس الكيزان وحدهم من يحاولون اللعب على الحبال.! للأسف الشديد، هناك عدد من القوى السياسية، في إطار قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين، تحاول اللعب على الحبال.! لذلك نقول لهؤلاء أن يوم 6/30، القادم ليس يوما لبيع الماء في حارة السقايين.! الشعب السوداني، وقواه الحية، يختزن في جعبته الكثير من الدورس والعبر إستقاها من تجاربه السياسية السابقة.! بالتالي هو واعي ومدرك تماما لكل الشعارات الزائفة، التي في ظاهرها الحرص على تحقيق أهداف الثورة، لكن في باطنها، تستبطن، ضرب الثورة في مقتل.! بهذا الفهم، نقول 6/30، ليس يوما للخراب والدمار، بل هو يوم وطني عظيم في تاريخ بلادنا المعاصر، خرج فيه الشعب السوداني معبرا عن إرادته وحريته وكرامته وتطلعاته المشروعة في بناء دولة مدنية كاملة الدسم. مع إقتراب ذكرى هذا التاريخ، لسان حال الشعب السوداني، يقول: اللهم أكفني شر اللاعبين على الحبال، أما أعداء الثورة، فأنا كفيل بهم.! البلاد تمر بمرحلة لا تقبل التذاكي والتباكي، بذرف دموع التماسيح والفهلوة .. وبيع الماء في حارة السقايين، كما يقول: إخوتنا المصريين.! المرحلة تفرض حالة من التجرد ونكران الذات للدفع بالجهد الوطني بتعدده وتنوعه الفكري والسياسي والثقافي نحو تحقيق أهداف ثورة ديسمبر المجيدة، على رأسها الحفاظ على الوحدة الوطنية، والأمن والإستقرار، والسعي الجاد لتحقيق السلام والعدالة الإجتماعية. الخطوة الأساسية، في هذا الإتجاه هي التخلي عن أسلوب اللعب على الحبال. إيضا، الحكمة السودانية تقول: ركاب سرجين وِقيع.. ومساك دربين ضِهيب.! عذابات الماضي، وتحديات الحاضر، لا توفر هامشا للمناورات السياسية، بل تفرض التحلي بالحكمة والعقلانية، مستفيدين من دورس النضال الوطني، أهمها الإلتزام والإنضباط بروح الثورة حتى نضمن تحقيق تطلعات شعبنا الذي عانى طويلا.! مهمة بناء الدولة السودانية الحديثة، وتوطين الديمقراطية، تحتم الصبر وبعد النظر والبراغماتية، لضمان نجاح الفترة الإنتقالية، وإخراج البلاد من نفق الحرب ومخاطر الإنقلابات العسكرية بالمحافظة على ما تحقق والسعي بحكمة وعقلانية لتحقيق ما تبقى، بعيدا عن المزايدات والمناروات واللعب على الحبال.! الطيب الزين عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.