في كل يوم يثبت الواقع -للأسف- أن أحزابنا و بقية تنظيماتنا المدنية التي تصدت لقيادة الثورة لم تثبت جدارة في القيادة و لم تبلغ حد الطموح المرتجى، و من ناحية أخرى تؤكد الأحداث يومياً أن لجان المقاومة هي القيادة الفعلية التي تقود الحراك و تضبط سير تقدم الثورة، فما نعايشه يبيِّن رشد الممارسة و سرعة التعلم عند شباب لجان المقاومة بقدر ما يبيِّن خطل القرارات و التعجل عند الأحزاب في صراعاتها العبثية و أخيراً عند تجمع المهنيين الذي جعلنا نُفْجع في ما كنا نظنه أفضل تنظيماتنا و أكثرها استنارة. بعد انقضاء أكثر من عام على نجاح الثورة و بعد انتظار ستة أشهر منذ بدء التداول و الترشيحات للولاة، خرجت قوى الحرية و التغيير بمرشحين أثاروا لغطاً و خلافاً كان يمكن أن يعصف بالتوافق الهش بين مكونات المجتمع المدني و قد يفقد الشارع ما تبقى من ثقة في قوى الحرية و التغيير. ففي شمال كردفان على سبيل المثال أتت بمرشح أجمعت كل الولاية على رفضه في إجماع ملفت و مثير للتفكر، بل و لاحقته اتهامات بعلاقات سابقة مع هارون إن صحت تكون سقطة مهينة لقوى الحرية و التغيير، و الآن تقود لجان المقاومة في شمال كردفان مجتمعة معركة إسقاطه و ستنجح في تغييره بما يعد هزيمة واضحة لقوى الحرية و التغيير و خيارها مهما تنصلت. من ناحية أخرى أعلن تجمع المهنيين خروجه من تنسيقية الحرية و التغيير في إشارة سالبة تؤكد فقدان الاتجاه و اضطراب المواقف، و دشن تجمع المهنيين خروجه هذا ببيان يغازل فيه لجان المقاومة ضمناً دون تصريح لكن لم ترد اللجان حتى الآن التحية لا بأحسن منها و لا بمثلها. يوماً بعد آخر تنحسر ثقة الشارع في قوى الحرية و التغيير و في تجمع المهنيين و في كل الأحزاب مجتمعة و منفردة بينما يتقدم شباب المقاومة لسد الفرقة، ففي الوقت الذي تعاني فيه بعض الولايات غياب الأمن و يفور بعضها ضد الولاة المعينين، فإن قوى الحرية و التغيير تبذل الجهود لاسترضاء السيد الذي أهان الثوار و بخّس نضالهم يوم أن كانوا يموتون بالعشرات وتسعى جاهدة لإعادة حزبه إليها كأن ذلك مما يفيد. و في نفس هذا الوقت يقوم المهنيون بتصعيد خلافاتهم بدلاً عن بذل جزء من هذا الجهد للإسراع بإجازة قانون النقابات. لجان مقاومة وييي و لا نامت أعين المتكلسين. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.