(1) اعلنت الإذاعة الإسرائيلية اليوم الخميس 22 أكتوبر 2020م عن زيارة وفد إسرائيلي للخرطوم وبحث أمر التطبيع وقالت إن الوفد أمضى سبع ساعات والتقى عددا من المسؤولين السودانيين وناقش معهم تفاصيل إعلان الأمر، ولم تعلن الحكومة أي تفاصيل، ولكن يبدو أن الأمر أصبح حقيقة ماثلة وقرائن ذلك لا تخفي على احد. وأولها: إن طائرة إسرائيلية هبطت في مطار الخرطوم أمس وامضت عدة ساعات ثم غادرت لاحقا، وهو أمر ثبت بالوقائع والبراهين، والفضاءات الرحيبة وفرت الكثير من مصادر المعلومات، وثانيا؛ فإن وزير الخارجية الأمريكي بامبيو قال في تصريحات أمس أن (الإدارة الأمريكية تسعى لإزالة إسم السودان من قائمة الإرهاب ويأمل ان تسرع الخرطوم في بناء علاقات مع اسرائيل) وهو ما يشير لأن تحويل التعويضات ليس الشرط الوحيد وإنما هناك جوانب أخرى وتحديدا التطبيع وهذا ينزع الغطاء الأخلاقي الذي تدثر به رئيس الوزراء د.عبدالله حمدوك حين كرر ان إدارته نجحت في فصل مسار رفع اسم السودان عن قائمة الإرهاب عن قرار التطبيع، بل المؤكد ان الأمر الذي لم يكن مطروحا ابدا في اي وقت من الأوقات تحول لشرط لازم، وثالثا؛ تلميحات وتصريحات اغلب قادة إسرائيل وآخرهم مدير الإستخبارات والذي أشار إلى السودان سيعلن التطبيع قريبا، وربما (الأربعاء أو الخميس).. فلماذا التكتم والهروب من مواجهة المواطنين بالحقائق والوقائع. (2) منذ حادثة ذهاب الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الإنتقالي الي عنتبي في 3 فبراير 2020م ولقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي هناك، فإن كل المعلومات عن التطبيع سرية ويتلقاها المواطن من مصادر أخرى، بما في ذلك لقاءات وزير الخارجية الأمريكي بومبيو في الخرطوم وطلبه إعلان التطبيع، ومحادثات الوفد الرفيع برئاسة البرهان في أبوظبي، وآخرها وصول الطائرة الإسرائيلية أمس ومغادرتها فجر اليوم، فاين إدعاءات الشفافية وانتهاء (زمن الغتغته والدسيس)،؟ وأين موقف القوى والحاضنة السياسية مما جري؟ وخاصة ان الحكومة اصبحت جزءا من فريق التفاوض؟ وماذا يجري تحديدا بحق بلادنا وبيع مواقفها وإرادتها؟ أن كل هذه الحاضنة تتحمل نتائج ما يجري وقد صمتت عن إبداء موقف ولن يرحمهم التاريخ. (3) إن قلة المبدئية السياسية وغياب الرؤية أدى لدخول السودان في مزادات ورهانات بائسة في مفاوضات إزالة إسم السودان من قائمة الإرهاب، واضطررنا لدفع مبالغ مالية اقتطعت من قوت المواطنين، وليس ذلك فحسب وإنما اقترن الأمر بالتطبيع مع إسرائيل وهو النقطة الأساسية والمحورية منذ تصريح البرهان بعد عودته من يوغندا حين قال (انه مستعد لفعل اي شيء يخدم وطنه) وكان مفهوما أنه التطبيع، فلماذا الإختباء والتستر. لقد سجلت هذه الفترة من عمر السودان من أكثر لحظات تاريخه بؤسا في القرارات والمواقف، عاناها المواطن في حياته اليومية، وكأن الحاكمين لم يكتفوا بذلك فأرادوا أن يمحو من تاريخنا كل مواقف بلادنا المشرفة، ويسجلوا نكسة جديدة.. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. ///////////////////