لم يركن الشعب السوداني لليأس، بالرغم من كل محاولات سرقة ثورته والأوضاع الاقتصادية المتردية وغياب الرؤية الواضحة لتحقيق شعارات وأهداف ثورة ديسمبر المجيدة. فالجماهير خرجت مرة أخري تطالب بتصحيح مسار الثورة وتحقيق أهدافها في الحرية والسلام والعدالة واستكمال هياكل السلطة ومن بين الجماهير من يطالبون بإسقاط النظام القائم وتكوين حكومة جديدة تحقق أهداف الثورة. مر عامان علي ثورة ديسمبر المجيدة التي أسقطت نظام الإنقاذ ليسترد الشعب حقوقة المسلوبة لسنوات عديدة لكن بعد إسقاط النظام ظهرت مجموعة من التحديات في طريق تحقيق أهداف الثورة. من جملة المطالب تقديم مرتكبي جرائم الإبادة في دارفور للعدالة مر عامان وما زال رموز النظام البائد يحاكمون محاكمات صورية حتي الآن لم يفصل فيها القضاة. بالإضافة إلى جريمة فض الإعتصام والذي راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحي والمفقودين وبالرغم من توفر كل الأدلة الموثقة الا إن المجرمين حتي الآن طلقاء ولا زالت لجنة فض الإعتصام تراوح مكانها. ايضاً ملف السلآم لم يكتمل ولا زالت حركة تحرير السودان قيادة عبد الواحد محمد نور والحركة الشعبية لتحرير السودان شمال قيادة عبد العزيز آدم الحلو خارج عملية السلام وحتي مجموعة الحركات المسلحة التي وقعت علي إتفاقية جوبا تنتظر تفعيل الإتفاق حتي يتحقق السلآم. وعلي ذكر ملف السلآم هناك ملايين من النازحين واللاجئين ضحايا الحرب لا يزالون في معسكرات اللجوء والنزوح ظلوا لسنوات طويلة في إنتظار تحقيق السلآم العادل الشامل والاستقرار والقصاص حتي يعودا الي مناطقهم للمساهمة في بناء الوطن. هناك أيضا القضية الإقتصادية ومعاش المواطنين فقد أصبحت الأوضاع لا تطاق غلاء الأسعار والتلاعب بقوت المواطنين وبالرغم من كل الإجراءات الإقتصادية التي اتخذتها الحكومة الإنتقالية في معالجة الأزمة الإقتصادية الا إن كل المعالجات لم تعالج الأزمة بل كل يوم نشهد تعقد وإنهيار الأوضاع الإقتصادية والمعيشية. جانب آخر أدي إلي عدم تحقيق أهداف الثورة وهي تشاكس مكونات قوي الحرية والتغيير وبعضها تعمل علي تحقيق برامج حزبية بعيدة عن تحقيق أهداف الثورة وهناك ايضا بعض من قوي الحرية والتغيير والتي عرفت بمجموعة الهبوط الناعم تسعي دوماً إلي المصالحة مع النظام البائد واستعابها في المشهد السيايي مما أدي تعقيد المشهد السياسي وأصبحت شعارات الثورة تراوح مكانها. أيضاً بعض أعضاء المجلس العسكري يمثلون عقبة كبيرة في طريق تحقيق أهداف الثورة ويعملون علي أعادة عقارب الساعة الي الوراء ويسعون إلي تطبيق التجربة المصرية ويعملون علي تعطيل عملية الإنتقال السلس نحو دولة الحقوق والمواطنة. بعد مرور عامان من ثورة ديسمبر المجيدة نحن نقف علي مجموعة من التحديات كادت تعصف بوحدة القوي الثورية التي شاركت وصنعت ثورة ديسمبر المجيدة وهي غياب الرؤية الواضحة من قبل الممسكين بملفات صنع القرار وتحقيق أهداف الثورة في الحرية والسلام والعدالة. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.