وكان الناس في بحبوبة من العيش انعكست علي مجري حياتهم الوادعة هذا الفصل العملاق وهو عبارة عن ( جملون ) أشبه بمخزن السكر دخلناه تلامذة صغار اجلسونا علي بروش والقائمة التي تحمل اسمائنا تقول أننا بسنة أولي بمدرسة المسلمية الأولية . كانت هنالك قائمة أخري مكتوب عليها اسعار السلع التموينية مثبتة علي الجدار أمام الفصل ولكم أن تصدقوا أن المليم كانت حاضرة فارضة نفسها بقوة مع كارزما بارزة . وضعت ( صرة) من الملح بعناية في السطر الذي يحمل سعر الرطل منه وكان الرقم خمسة مليمات والسكر خمسين مليما مع عرض نموزج مرافق للسعر وكذلك الارز والعدس والدقيق وكلها الكيلو منها ملاليم معدودة والمدهش بل المعجزة أن هذه الأسعار لم تتغير طيلة وجودنا بالمرحلة الأولية والي أن انتقلنا الي المرحلة الوسطي ظلت القائمة في الجدار لم تمسها استيكة ولم يجور عليها الزمن بأي تغيير تعرفون لماذا كانت الأسعار ثابتة وراسخة ؟ لأن الزمن كان جميلا وكان مشروع الجزيرة في عنفوان شبابه تسنده مشاريع شتي توزعت في طول البلاد وعرضها فكان الإنتاج والخير المتدفق وكانت البلاد لا تعرف السماسرة واللصوص والعمالة للخارج وبيع الوطن بأبخس الأثمان والارتزاق والمحاسيب والعمولات والتجنيب وتهريب الذهب علي عينك يا تاجر عبر مطار الخرطوم ودخول حاويات المخدرات. وكان الموظف ينعم براتبه حتي اخر الشهر مع فائض يودعه بالبنك أو بحسابه في صندوق التوفير بالبريد. تعالوا لنري كيلو الجبنة وقد تخطي حاجز الألف جنيه في بلد ينوء بالثروة الحيوانية ولا تنسي اللبن الذي صار رطله مائة جنيه والخبز وقد طار شعاعا والليمون وهو بدوره طار في عش المجانين . والشعب تعتصره طاحونة الغلاء ولا مسؤول يحس بمعاناته نجد أهل الحل والعقد يرفلون في الديباج والحرير ويتخذون من القصور سكنا ويمتطون الفاره من احدث موديلات السيارات . مثل هؤلاء ليس لهم احساس ولا تعاطف مع الشعب الغلبان وإذا احتج وثار اوسعوه لكما وبنبان . حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي . الملازمين ام درمان . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.