كتب الاستاذ النور حمد مقال بعنوان، بعض مما فضحه التشكيل الوزاري الجديد، انتقد فيه قادة الاحزاب وقوي الحرية والتغيير في مشاركتهم في التشكيل الوزاري الجديد بعد وعدهم عدم المشاركة في الحكم ابان الفترة الانتقالية والالتزام بالتوافق بين هذه الاحزاب السياسية علي عدم المشاركة بعد سقوط البشير. وذكر أن هناك فيديوهات عديده تم نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي لعكس عدم مصداقية هؤلاء القادة وابرزهم القياديين بالمؤتمر السوداني والحرية والتغيير ابراهيم الشيخ والمهندس خالد عمر. اولا اود ان اقول لاستاذنا النور حمد بان الحياه السياسيه والحياه بصوره عامه هي عوامل متحركه وليست ثابته حتي قرارتنا الشخصيه تتغير بمرور الزمن وذلك لتغير الظروف التي دعت لاتخاذ تلك القرارات. فقرار عدم المشاركه في السلطة بعد سقوط البشير كان جزءا من اتفاق سياسي وجد قبولا لدى الشارع السياسي في تلك الفتره وكان هدفه هو اعلاء المصلحه الوطنيه على المصالح الحزبيه والشخصيه ولكن بعد اتفاق سلام جوبا واصرار الجبهه الثوريه للمشاركه في الحكم وخاصه بعد الاداء المتواضع لحكومة التكنوقراط تغير الواقع السياسي واصبحت المصلحه الوطنيه تقتضي مشاركة الاحزاب السياسيه لانقاذ الفتره الانتقالية. على حسب ما أرى كان من غير الصواب ان يتم تعيين تكنوقراط في وظائف سياسيه تحتاج الي درايه بالواقع السياسي وتعقيداته كما ان الفتره الانتقالية تحتاج ايضا لوعي سياسي كبير جدا للتعامل مع الواقع بعد سقوط نظام البشير. تعيين سياسين لمعالجة الوضع السياسي امر مهم لأن القرار السياسي ليس هو قرار مهني او فني فقط ولكنه قرار يستصحب الجوانب السياسية و القانونيه والاجتماعيه والاقتصاديه لذلك السياسي الواعى بالمصالح الوطنية افضل من التكنوقراط لأن مهمة التكنوقراط هى الجوانب الفنيه وقد لا تتوفر عندهم الرؤيه الكامله لتغطية كل جوانب إتخاذ القرار المناسب لذلك ارى تولي السياسي للمناصب السياسيه و التكنوقراط كمستشارين. حتى الفقهاء كانت تتغير فتواهم بتغير الظروف كما فعل الامام ابوحنيفة ، فكانت فتواه في العراق تختلف عن فتواه في مصر. حتى فى مجال الطب تتغير المواقف فقد تكون النصائح الطبيه الان مخالفا لما كان يحدث فى الماضي. لذلك نقد استاذنا النور حمد يوضح لى جليا بان نقده هو عباره عن نقد اكاديمي تكنوقراطيا وليس نقدا سياسيا. فى ختام قولي لا أرى أي غضاضة من مشاركة قادة الاحزاب السياسين في الحكومه الحاليه وعليهم أن يبنوا على ما بدأه الوزراء السابقين فالثبات على المواقف السابقه من اجل الالتزام بوعد سابق رغم تغير الظروف أمر ليس مفيد للوطن. واتمني أن ندعمهم في هذه المرحله الحرجه لكى تنجح الفتره الانتقالية واعطاءهم زمن وبعدها يسهل تقييم مدى نجاحهم او فشلهم. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.