تناولنا في المقال السابق أسماء و صفات نبينا محمد(عليه الصلاة والسلام) التي تسمي بها السودانيون محبة له وتعظيما و في هذه الحلقة من سلسلة مقالات (السودان والقرآن) نورد أسماء رسل الله و أنبيائه الاخرين و ملائكته كما جاءت في القرآن المجيد. (1) الأنبياء و الرسل: و عددهم في كتاب الله خمسة و عشرون. حددت الآيات رقم 84,85,86 من سورة الأنعام أسماء ثمانية عشر منهم و هم (عليهم السلام): إبراهيم-إسحق-يعقوب-نوح-داؤود-سليمان-أيوب-يوسف-موسي-هارون-زكريا-يحي-عيسي-إلياس-إسماعيل-اليسع-يونس(ذو النون)-لوط. أما بقية الأنبياء السبعة فقد ذكروا في سور متفرقة و هم(بما فيهم محمدعليه الصلاة والسلام الذي شمله المقال السابق): - آدم: (الآية 33 من سورة آل عمران ) من الطريف أن نذكر هنا أن إسم آدم مثلا قد اشتق منه أهلنا في دارفور أسماء عديدة نذكر منها: أدومة- الدومة- آدماي- آدمين- و لقب أبو البشر. - هود:(الآية 50 من سورة هود). - صالح: (الآية 61 من سورة هود). - شعيب: (الآية 84 من سورة هود). - إدريس و ذو الكفل (الآية 85 من سورة الأنبياء). - و قد أضاف إليهم بعض العلماء (عمران) باعتبار أنه نبي أوحي الله إليه. أخذ السودانيون بالمذهب الفقهي الذي يجيز التسمي بأسماء الأنبياء اقتداء برسول الله صل الله عليه و سلم الذي سمي إبنه إبراهيم كما في صحيح مسلم حيث قال عليه الصلاة والسلام (ولد لي الليلة غلام سميته بإسم أبي إبراهيم). إن إنتشار أسماء الأنبياء في كافة أنحاء السودان مع غلبتها في أجزاء منه دليل علي وحدة الوجدان وعلامة من علامات التماسك القومي. ولا شك أن المنبع الذي استقي منه أهل السودان أسماءهم (و هو القرآن الكريم) قمين به أن يشيع المحبة بينهم و أن يهديهم إلي التي هي أقوم في علاقاتهم و مصالحهم و معايشهم فلا يتعاملون مع بعضهم إلا بروح التسامح , و نبذ خطاب الكراهية الذي يثيرالنعرات و الضغائن, فهو كتاب (يهدي للتي هي أقوم و يبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا). (2) الملائكة: الملائكة المذكورون بالإسم في القرآن الكريم خمسة: جبريل و ميكائيل و مالك و هاروت و ماروت. فأما جبريل و ميكائيل فقد جاء ذكرهما في الآية رقم 98 من سورة البقرة. و أما مالك فقد ورد اسمه في الآية رقم 77 من سورة الزخرف. و أما هاروت و ماروت فقد ذكرا في الآية 102 من سورة البقرة. و قد تسمي السودانيون بثلاثة من الملائكة الخمسة المذكورين و هم جبريل و ميكال(ميكائيل) و مالك. فأما جبريل فقد ارتبط اسمه بالدعوة المحمدية و سيرة الرسول عليه الصلاة و السلام و هو مطبوع في أذهان المسلمين السودانيين بمكانته الرفيعة عند الله تعالي. فهو أمين يؤدي كلام الله إلي رسله كما أمر و هو قوي شديد, و في جناحه-عندهم- الحنان و الرحمة فكثيرا ما سمعنا من جداتنا قولهن: (يغطيك جناح جبريل) و هو دعاء يدل علي معرفة متوارثة عن مكانة هذا الملك الكريم في نفوسهن . وأما ميكائيل فهو الملك الموكل بإنزال المطر الذي تحيا به الأرض و الحيوان و النبات. وهو لذلك مرتبط في مخيلة السودانيين بجلب الخيرو كم سمعنا من كبارنا عند نزول المطر هتافهم المشهور( كيل يا ميكائيل بالربع الكبير). وأما مالك فهو خازن النار. و أما هاروت و ماروت فقد أنزلهما الله إلي الناس لتعليمهم أن السحر إبتلاء و ليميزوا بين السحر و المعجزة و يقيهم الشر, وهما لا يعلمان أحد من الناس السحر حتي يحذرانه من أضراره. و الملائكة –عموما- في مخيلة السودانين هم رسل الرحمن إلي الأرض و ملاذهم الذي يؤمن الطمأنينة و الفرح, و ما من مثال يمكن أن نستشهد به هنا أوقع من كلمات (السيرة ) التي تتغني بها البنات في زفاف العريس: يا عديلة يا بيضا يا ملايكة سيري معاه و قد يشتطون –و هم بشر- فيصفون من يحبون بالملائكة تعبيرا عن سمو مشاعرهم نحو الآخر وإحساسهم بما فيه من قيم الحسن والجمال, و دونكم مدوناتهم في الشعر و النثر و الغناء في القديم و في الحديث, غفر الله لنا ولهم. - و نواصل - عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.