أول دولة تهدد بالانسحاب من كأس العالم 2026 في حال مشاركة إسرائيل    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "مرصد الجزيرة لحقوق الإنسان يكشف عن انتهاكات خطيرة طالت أكثر من 3 آلاف شخص"    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    د.ابراهيم الصديق على يكتب: معارك كردفان..    رئيس اتحاد بربر يشيد بلجنة التسجيلات ويتفقد الاستاد    سيناريوهات ليس اقلها انقلاب القبائل على المليشيا او هروب المقاتلين    عثمان ميرغني يكتب: المفردات «الملتبسة» في السودان    خطوط تركيا الجويّة تدشّن أولى رحلاتها إلى السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. خلال حفل بالقاهرة.. فتيات سودانيات يتفاعلن في الرقص مع فنان الحفل على أنغام (الله يكتب لي سفر الطيارة) وساخرون: (كلهن جايات فلاي بوكس عشان كدة)    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    حياة جديدة للبشير بعد عزله.. مجمع سكني وإنترنت وطاقم خدمة خاص    إحباط محاولة تهريب وقود ومواد تموينية إلى مناطق سيطرة الدعم السريع    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك    هدف قاتل يقود ليفربول لإفساد ريمونتادا أتلتيكو مدريد    كبش فداء باسم المعلم... والفشل باسم الإدارة!    ((أحذروا الجاموس))    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    مبارك الفاضل..على قيادة الجيش قبول خطة الحل التي قدمتها الرباعية    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    تحالف خطير.. كييف تُسَلِّح الدعم السريع وتسير نحو الاعتراف بتأسيس!    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    ماذا لو اندفع الغزيون نحو سيناء؟.. مصر تكشف سيناريوهات التعامل    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    السودان يدعو المجتمع الدولي لدعم إعادة الإعمار    ريال مدريد يواجه مرسيليا في بداية مشواره بدوري أبطال أوروبا    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    شاهد بالصور.. زواج فتاة "سودانية" من شاب "بنغالي" يشعل مواقع التواصل وإحدى المتابعات تكشف تفاصيل هامة عن العريس: (اخصائي مهن طبية ويملك جنسية إحدى الدول الأوروبية والعروس سليلة أعرق الأسر)    السودان يستعيد عضوية المكتب التنفيذي للاتحاد العربي لكرة القدم    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    وزير الداخلية يترأس إجتماع لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة ولاية الخرطوم    عودة السياحة النيلية بالخرطوم    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    شاهد بالصورة والفيديو.. عروس سودانية ترفض "رش" عريسها بالحليب رغم إقدامه على الخطوة وتعاتبه والجمهور يعلق: (يرشونا بالنووي نحنا)    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    الصحة: وفاة 3 أطفال بمستشفى البان جديد بعد تلقيهم جرعة تطعيم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السودان ومصر مصالح متشابكة واستراتيجيات متعارضة -4- ... بقلم: زين العابدين صالح عبدالرحمن
نشر في سودانيل يوم 09 - 05 - 2010

يعتقد بعض من السياسيين السودانيين ان ابتعاد مصر من التقارب مع السودان فى القضايا الاستراتيجية الحساسة ليس لاسباب تعود فقط للجانب المصرى انما هناك اسبابا اخرى ناتجة من الشخصيات السياسية السودانية فى تعاملها مع مصر و هولاء هم الذين يجعلون مصر تفكر بروية فى تعاملها مع السودان و فى العلاقات الاستراتيجية و خاصة ان العقلية السياسية السودانية كانت محدودة فى اهتماماتها و ربما ذلك يعود لعدم الاستقرار السياسى الناتج عن خللا فى توازن القوة الاجتماعى الذى جعل استحكام الدائرة الشريرة " حكم ديمقراطى ثم عسكرى " عدم الاستقرار هذا يجعل الدول المستقرة سياسيا لا تغامر فى الدخول فى التزامات تجاه تلك الدولة حتى لا تكون هى عرضة للاستقطاب و لكن راى بعض من السياسيين ان بعض الشخصيات السياسية السودانية التى تعاملت مع مصر من بعد الاستقلال و اثناء زيارات صلاح سالم للسودان كانت تركز على القضايا الهامشية الذى اعطى انطباعا سيئا عن السياسيين السودانيين و اهتماماتهم.
فى اواخر عقد التسعينات كنت كثير الذهاب الى السيد محمد توفيق احمد و اثرت معه عددا من الموضوعات السياسية و خاصة الحوار حول كيفية اصلاح الحزب الاتحادى الديمقراطى رغم معرفتى بالراى القاطع للسيد توفيق عن قضية الاصلاح حيث كان يعتقد ان الحزب الاتحادى الديمقرتاطى قد مات اكليكينا و لكن يعيش الان بالاجهزة و لانابيب الموصولة فى جسمه و لا ينتعش و يعيد دوره التاريخى و السياسى الا اذا تدخلت القدرة الالاهية و فى جلسة حوار معه حول "تغير السلم التعليمى فى السودان ودور بخت الرضا فى مناهج التعليم" و كان يدير الحوار معى السيد عبدالله عبدالوهاب " كارلوس" الذى يقيم الان فى الولايات المتحدة الامريكية قلت للسيد توفيق فى سؤال جانبى خارج الموضوع و كانت حريصا ان اعرف الاجابة عليه لماذا قدم محمد توفيق كوزير خارجية استقالته من القاهرة؟ لم يجاوب على السؤال و تحدث فى موضوع بعيدا عن السؤال و اعتقدت انه لا يريد الحديث عنه و عندما انتهى الحوار و نحن نهم بالمغادرة قال الىُ السيد توفيق "الزين" ارجوا ان تحضر الىُ غدا فى نفس المواعيد هذه و فهمت ان السيد التوفيق لا يريد الحديث فى الموضوع بوجود شخص اخر لا يعرفه الكثير عنه و فى صباح الغد عندما رتبت نفسى للذهاب للسيد توفيق تلقيت اتصال تلفونى من السيد محمد الحسن عبدالله يس القطب الاتحادى و عضو مجلس رأس الدولة فى العهد الديمقراطى و الرئيس الاول للجنة التنسيق العليا للتجمع الوطنى الديمقراطى قال الىً بعد عشر دقائق انزل من شقتك تحت اريد ان اخذك معى مشوار قلت له انا عندى مواعيد فى الحادية عشر صباحا فى منطقة العجوزة بالجيزة قال نحن ايضا ذاهبين الى العجوزة و بعد ذلك ممكن ان تمشى الى مواعيدك و لحسن الحظ ان السيد يس اخذنى الى شقة السيد محمد توفيق احمد الذى و جدناه يتناول وجبة افطاره ووجه السيد توفيق الىً الحديث مباشرة و قال انا ما قلت اليك تحضر لوحدك لماذا جبت الرجل العجوز دا معاك رد عليه السيد يس انا الذى احضرته ثم سألنى انت مواعيدك مع دا قلت نعم قال انت ماعندك شغلة ساكت.
دخل محمد توفيق فى الاجابة مباشرة على السؤال الذى سألته اليه حول تقديم استقالته من القاهرة حيث قال ان السيد محمد الحسن عبدالله يس هو احد القلائل الذين يعرفون لماذا انا قدمت استقالتى من القاهرة حيث كنت فى مهمة رسمية فى تونس و اتصل بى من خلال السفارة السودانية فى تونس بان اتوجه مباشرة الى القاهرة لان الحزب عنده لقاءا مع الرئيس المصرى محمد حسنى مبارك و عددا من القيادات المصرية و سوف يتوجه وفد الحزب الى القاهرة بقيادة السيد محمد عثمان الميرغنى و قال بعد وصولى الى القاهرة و قبل 24 ساعة من المواعيد مع الرئيس المصرى التقيت مع السيد الميرغنى و قلت له ماهى الاجندة التى نريد كحزب مناقشتها مع الرئيس المصرى قال الىً سوف نطلعك عليها ان شاء الله بعد ان تاخذ راحتك و انت رجل كنت على سفر قال بدات اطارد السيد الميرغنى لمعرفة الاجندة التى سوف تناقش و لكن للاسف لا اجابة و فى يوم المواعيد و قبل الذهاب للرئيس المصرى ذهبت الى السيد الميرغنى ووجدت معه الوفد الذى من المفترض ان يقابل الرئيس مبارك و قال اغلبيتهم كانوا من الطائفة الختمية و معمعمين و ليس هناك بينهم من القيادات البارزة للحزب الاتحادى قلت للسيد الميرغنى اذا لم اعرف ما هى الاجندة التى نريد مناقشتها مع الرئيس مبارك فاننى لن اذهب معكم قال ورد على ً السيد الميرغنى اننا نريد ان نناقش علاقات الحزب مع الحزب الحاكم ثم العلاقة الاستراتيجية بين البلدين و قلت له و من سيتحدث عن ذلك قال انا سوف ابدا الحديث ثم اترك اليك الباقى لكى تتحدث عن علاقة الحزبين و كيفية الوصول الى علاقات استراتيجية بين البلدين.
قال السيد توفيق عندما ذهبنا الى قصر القبة لمقابلة الرئيس التقيت مع مدير المراسم الذى قال الىً كم شخص سوف يدخلون لمقابلة الرئيس اشرت اليه ان يوجه السؤال للسيد الميرغنى الذى قال له كل الوفد قال الرجل لم يتحدث و لكن جاء بالدكتور اسامة الباز الذى وجه حديثه مباشرة الىً و قال نحن اكدنا لكم ان خمس اشخاص هم الذين سوف يلتقون بالسيد الرئيس و انتم وافقتم على ذلك فى مكاتباتكم لنا عبرالسفارة المصرية فى القاهرة قال قد وضعنى فعلا فى حرج لذلك قلت بشكل حاسم للسيد الميرغنى ان يختار اربعة اشخاص معه فقط من هذا الكم للالتقاء بالرئيس مبارك و ما كان هناك خيار للسيد الميرغنى سوى ان يختار الاربعة اشخاص فاختار ثلاثة اشخاص من زعماء الطريقة اضافى الى شخصى و قد حدد زمن اللقاء ان لا يتجاوز الساعة و قال بدا السيد الميرغنى يوجه حديثه للرئيس مبارك عن الضرر الذى تعرضت اليه اسرة الميرغنى من نظام مايو و التخريب المتعمد الذى لحق بالطريقة ثم تحدث عن مسجد السيد على الذى لم يكتمل و الاشياء التى يحتاجها حتى انتهت الساعة المحددة للمقابلة و اشار الىً السيد اسامة الباز ان المدة انتهت و وقفت و انا فى حالة من الغضب الشديد و الحرج الذى وضعت نفسى فيه و شكرت الرئس مبارك لرحابة صدره لكى يسمع من زعماء الطائفة الختمية و المشاكل التى تواجههم و قال توفيق لعل فطنت الرئيس ان تكون قادته لمعنى ما اشرت اليه و لكن الدكتور اسامة بعد لقاء اخر معى له ادركت انه فهم ما عنيته تماما و لكن هل فهم الاثنين معا لما قصدته من حديثى سوف يغير نظرة و تعامل القابعين وراء مناضد جهاز المخابرات المصرى قال السيد توفيق ذهبت مباشرة الى الفندق الذى اقيم فيه و كتبت استقالتى من حزب لا يحترم تاريخه و لا يحترم قاعدته و لا يحترم حتى دولته.
دائما تحاول الاحزاب التى تحترم ذاتها و جماهيرها تستفيد من مثل هذه اللقاءات مع زعماء الدول و تناقش معهم القضايا الاستراتيجية التى تربط بين البلدين و الاسس التى من المفترض ان تقوم عليها العلاقات من اجل منفعة الشعبين حتى يصبح التعامل بندية كاملة ولكن مثل القضايا التى تمت مناقشتها فى لقاء الرئيس المصرى مع زعيم الحزب الاتحادى وقادت السيد محمد توفيق ان يقدم استقالته من القاهرة هى التى تضعف الجانب السودانى و تبين مستوى التفكير عند القيادات السياسية السودانية ( ارجوا من القارىء ان يسمح لىً ان آجل تناول العلاقة بين الميرغنى و القيادة المصرية اضافة الى علاقة مصر مع الحركة الشعبية للحلقة القادمة لان الحديث فيها يطول"
والشىء بالشىء يذكر قال احد الوزراء الاتحاديين الذين تولوا حقيبة وزارة الاعلام فى فترة الديمقراطية الثالثة و الذى كان هدفا لجريدة الوان فى ذلك الوقت انه ذهب لاجتماع وزراء الاعلام العرب فى القاهرة و كان يحمل معه فى تلك السفرية " ثلاثة كراتين مليئة بمانجو" و قال و بعد انتهاء اجتماع وزراء الاعلام العرب كان هناك موضوعات تتطلب النقاش مع الاخوة فى وزارة الاعلام المصرية و تتركز فى كيفية الاستفادة من الخبرة المصرية فى مجال الاعلام فى السودان ثم توفير فرص للتدريب للصحفيين السودانيين فى المؤسسات الصحفية المصرية و قال عندما ذهبت الى السيد وزير الاعلام المصرى و كان فى ذلك الوقت صفوت الشريف و قبل الدخول فى الموضوعات التى جئت من اجلها قلت له انا احضرت اليك كرتونة مانجو من السودان و قال الحديث انصب كله حول المانجو السودانى حتى انتهى الوقت و قال ارسل الى فى الفندق سائقه الخاص لاخذ المانجو و بعد مارجعت الى السودان بدات ارسل اليه كرتونة كل اسبوع حتى انتهى موسم المانجو و قال بعد ما ذهبنا كمعارضة بعد الانقلاب الى القاهرة اردت مقابلة السيد الوزير و لكن للاسف لم يسمح الىُ بالمقابلة و فى احد المرات قلت لمدير مكتبه قول اليه انا الوزير السودانى الذى كان يرسل اليك المانجو هاكذا كانت بعض القيادات السياسية السودانية تتصرف عندما تذهب الى مصر و تعطى انطباعا ان كل النخب السودانية هى على شاكلة واحدة يجب ان يكون التعامل معها فى حدود اهتماماتها و مستوى تفكيرها.
بعد ماذهب السيد الشريف الهندى الى السودان و المشاركة فى الحكومة من خلال برنامج اطلق عليه الشريف برنامح القضايا الوطنية و فى احد اجتماعات المؤتمر العام لحزب المؤتمر الوطنى كان قد حضره الشريف زين العابدين الهندى كضيف مراقب اصرت عضوية المؤتمر الوطنى ان تكرم الرجل فانتخبته نائبا لرئيس المؤتمر الوطنى و رغم انه فى حزب اخر و لم يعترض الشريف على ذلك و عندما سألت الشريف عن عدم اعتراضه قال و "هو الرجل المعجون بادب جم و خلق رفيع" قال اننى ليس الرجل الذى يرد على كرم الاخرين بصد و جفوة انما اعتبرت القضية لا تتعدى تكريم للحزب الاتحادى فى شخصى و بعد ذلك الانتخاب جاء الشريف الى القاهرة والتقى مع الاخوة فى شئون الرئاسة المصرية ( شئون الرئاسة المصرية هو الاسم المخفف للمخابرات المصرية وهم المسؤولين عن العلاقة السودانية المصرية" قال الشريف فى اللقاء تطرقنا الى عدد من الموضوعات ثم مشاركتنا كحزب مع الانقاذ قال ان اللواء " ع-ق" قال الىً " they want to use you " قال قلت له يستخدموننى انا انت لا تعرف حقيقة عن السودانيين شيئا هذه الكلمة سوف تجعلنى اغير الكثير جدا من سلوكى و اننى سوف اتى الم مصر هنا مرة اخر وفقا للبرتكول المعروف بين الدول و لن اقبل ان تكون انت مسؤول عن الفريق الذى يخصص لحمايتى و قلت للشريف ان الرجل ربما لم يقصد الشىء الذى فهمته انت و لكن كان غاضبا و قال حقيقة ان الاخوة المصريين يجهلون التعامل معنا و نحن شعب لا نعرف التعامل بالالقاب و الوضع الاجتماعى و لكن هذه الغفلة فى ثقافة الاخر تقلل من شأننا كثيرا لذلك البعض فى مصر لا يستطيع ان يتعامل معنا الا من خلال الصورة التى عرضتها عنا الافلام المصرية القديمة" البواب" رغم ان الشريف ليس بالرجل الهوائى فى تعاملاته انما هو من اكثر الناس حبا وعشقا لمصر و شعبها و كان يقول اذا ذهب جيلنا هذا الذى يعشق مصر سوف تواجه مصر بجيل لا تعرف مصر كيفية التعامل معه.
تعرض السيد سيد احمد الحسين نائب الامين العام للحزب الاتحادى الديمقراطى لمضايقات و اعتقالات و تعذيب من نظام الانقاذ و عدم السماح له بالسفرخارج البلاد و قد سمح له بالسفر الى السعودية ثم القاهرة فى منتصف التسعينات و عندما جاء الى القاهرة استضيف من قبل رئاسة الجمهورية المصرية فى فندق "المريدين" بشارع صلاح سالم و بدا الجناح المخصص له مثل خلية النحل للمعارضة و خاصة الاتحاديين منذ الساعات الاولى حتى ما بعد منتصف الليل و بعد اقل من اسبوعين وصلت فاتورة الحساب فوق اربعين الف جنيه مصرى حيث ان الجماعة ياتو من الصباح فى طلبات فطور وغداء و عشاء و مشروبات " ساخنة و باردة " لذلك دون اخطار الاخرين حولت اقامة الرجل الى فندق هلتون رمسيس و فى الصباح تلقيت اتصالا تلفونيا من السيد سيد احمد الحسين ان اتى اليه وحدى فى فندق رمسيس فى الطابق العاشر و عندما توجهت اليه و فى الحافة وجدت محمد احمد ابراهيم الذى اصر ان يذهب معى و عندما و صلت اليه وجدنا معه شخص عرفنا به هو اللواء احمد رجب المسؤول السابق عن فائل السودان فى جهازالمخابرات المصرية و قال له سيداحمد الحسين هل تعرف هولاء الاشخاص قال اعرف السيد محمد احمد ابراهيم الذى كان عضوا فى لجنة التكامل السودانية المصرية فى الفترة المايوية و قال ان الزين صالح اعرفه من التقارير التى تصلنى عن الشقاوة التى يقوم بها و قال له سيد احمد الحسين الذى كان قد سمع ان هناك جهات حزبية سودانية تكتب التقارير لطردى من القاهرة ان اية مضايقة للزين صالح هى مضايقة لسيد احمد الحسين و اذا تريدون خطابا مكتوبا لن اتردد فى كتابته ثم بعد ذلك تغيرت المعاملة و سوف نتطرق لذلك فى مقال اخر و بعد ماذهب اللواء قلت لسيد احمد الحسين كيف تفكر القيادات المصرية فى التعامل مع الانقاذ قال حقيقة ان القيادة المصرية هى فى حيرة من امرها لان المعارضة المطروحة ليست لها برنامجا واضحا و ليست هى على قلب رجل واحد و فى ذات الوقت ان الاجراءت التى قامت بها السلطة السودانية تجاه المؤسسات المصرية قد افقدت المصريين القدرة على الاختراق و هم الان فى حالة جمع معلومات من كل الاطراف للبحث عن انجع الطرق للتعامل مع سلطة الانقاذ.
قلت لسيد احمد الحسين ان المصريين من خلال قرأتى لعدد من المقالات للكتاب المقربين من صانعى القرارات المصرية فى رئاسة المجهورية و حضورنا لعددا من الندوات التى اقامها مركز القاهرة للدراسات الاستراتيجية اضافة الاحزاب المعارضة المصرية" الوفد – التجمع" ان المصريين ليس مطمئنيين للحركة الشعبية هنا اتجه سيد احمد الحسين الى محمد احمد ابراهيم وقال له ادخل الغرفة تجد عددا من الجرائد و اتركنى لعشرة دقائق فقط مع الزين حيث طلب منى سيد احمد ان ارتب له لقاءا مع قيادات الحركة الشعبية المتواجدين فى القاهرة و قال لىً يجب ان يتم اللقاء اليوم اذا امكن و بالفعل ذهبت مباشرة الى مكتب الحركة و التقيت مع مسؤول الحركة فى ذلك الوقت دنيال كودى و اتفقنا على ان يكون اللقاء فى التاسعة مساء فى شقتى التى كانت بالقرب من جامع رابعة العدوية بمدينة نصر ثم اتصلت بسيد احمد الحسين وقلت له ان اللقاء سوف يكون فى التاسعة مساء فى شقتى و سوف احضر اليك فى السابعة لكى اخذلك للشقة قال الىً لا تشغل بالك بذلك اننى سوف احضر الى الشقة لا تشيل هم و من خلال رد سيد احمد تيقنت ان للمصريين علم بهذا اللقاء و فى الثامنة و النصف حضر سيداحمد الحسين و فى الثامنة و خمسة و اربعين دقيقة حضر السيد دنيال كودى و معه ادور لينو و بدا الحوار حول اطروحات الحركة الجديدة حول عملية تقرير المصرية التى كانت قد اذاعتها لاول مرة فى مؤتمر واشنطن عام 1992 و لكن بعد ساعة ضرب جرس الشقة بصورة مستمرة اضطرنى لكى افتح الباب و كان السيد حسن بندى مدير مكتب القيادة الشرعية و يحمل معه سمك تفوح رائحة الشواء منه فدخل و قدته الى غرفة جانبية اكلنا السملك و بعدت انا من الحوار و تركت و جبة كنتاكى للاخوة المجتمعين و لكن بطلب سيد احمد الحسين لكى اتصل انا بالاخوة فى الحركة من اجل الاتفاق معهم على اللقاء و يتم فى شقتى كانت لها اثرا نفسيا كبيرا جدا على نفسى و هى ثقة كبيرة قدرتها كما انها كانت ثقة حتى من الجانب الاخر " الاخوة المصرين" و فى اليوم الثانى قلت لسيد اخمد الحسين كيف سار اللقاء قال من خلال حوارى مع الاخوة فى الحركة استخلصت ان كل الاشياء فى يد الدكتور جون قرنق و بالتالى قدمت نصيحة للاخوة المصريين ان يكونوا قريبين من الحركة الشعبية و ان يتم حوار مباشر بينهم و بين الدكتور جون قرنق حول قضية الوحدة لان حالة المشاكسة فى وسط المعارضة كانت تنذر بشىء غير مريح و كان هذا قبل مؤتمر القضايا المصيريةعام 1995.
سالت سيد احمد الحسين اذا كان المصريون تحدثوا او قدموا اية استفسارات حول السيناريوهات التى تريد المعارضة التعامل بها ضد سلطة الانقاذ اردت من هذا السؤال ان عرف كيف يفكر المصريون قال ان المصرين اكدوا له ان هناك تيار داخل الانقاذ يريد التعامل مع مصر و لكن من خلال برامج سياسية تهدف الى عدم مساس كل دولة بالشئون الداخلية للاخرى كما ان اية دولة يجب ان تحترم خيارات الدولة الاخرى فى السياسات الداخلية الخاصة و قال ان الاخوة المصرين يريدون البناء على هولاء و نظرتهم لعمل المعارضة تتركز فى ان توظف المعارضة كل طاقاتها من اجل العمل الداخلى وسط الجماهير و ليس العمل الخارجى لانه سوف يدخل استرتيجيات و مصالح اخرى تتطلب من السودانيين دفع فواتير مؤجلة الدفع و رغم ان المصرين يبتعدون عن الالتزامات السياسية وفق اتفاقيات مع السودان و لكن حريصين فى تعاملهم مع القضايا السودانية ان يقدموا رؤيتهم مجردة حتى لا يفهموا خطأ.
جاء السيد الصادق المهدى الى القاهرة قادما من اسمرا التى خرج اليها فى عملية تهتدون و قبل قدوم السيد الصادق لها كان الاخوة فى مكتب حزب الامة بقيادة مبارك المهدى قد خلقوا علاقات جيدة مع المصريين حيث كانت العلاقات فى عهد الديمقراطية الثالثة يشوبها شىء من التوتر كما ان ذكرة المصريين حول استقلال السودان ودور حزب الامة جعلت التعامل معه فيه شىء من الحساسية و كانت قيادة حزب الامة المتواجدة فى القاهرة تفهم طبيعة المشكلة و العناصر المؤثرة فيها و هذا الفهم جعلها ترسم الخطوط العامة لاستراتيجيتها و العمل على فتح صفحة جديدة فى العلاقات السودانية المصرية ثم فتح نفاجات عديدة مع المؤثرين فى الراى العام المصرى فكانت هناك حركة دائبة و فيها قدر عالى من التنسيق بين الفريق الذى وقعت عليه هذه المسؤولية "مبارك المهدى - الدكتور التجانى السيسى – مهدى داؤود الخليفة- رشيده ابراهيم عبدالكريم – الدكتور صديق بولاد – حسن احمد الحسن –رقية - صلاح جلال- عباس الفكى – احسان كزام و اخرين" هولاء انتشروا وسط النخة المصرية و مراكز الدراسات و البحوث و المؤسسات الصحفية المصرية و كان مقر حزب الامة الكائن فى شارع الالفى وسط القاهرة عبارة عن خلية نحل بالنسبة للصحفيين المصريين و عندما جاء السيد الصادق للقاهرة كان الوضع مرتب تماما حيث عقد اول ندوة له فى الجامعة الامريكية بالقاهرة تحدث فيها السيد الصادق بلغة جديدة رغم انه لم يغادر محطة التبريرات الا انها احتوت على موقف نقدى للممارسة السياسية التى كانت تنتهجها القوة السياسية السودانية فى العهد الديمقراطى اضافة لنقد للبرامج السياسية التى لم تكون على مستوى التحديات المطروحة.
كانت رؤية الفريق العامل فى حزب الامة فى مكتب القاهرة و هى رؤية السيد الصادق المهدى و التى كان قد نقلها الدكتور عمر نورالدائم الذى خرج قبل السيد الصادق من خلال لقاءاته مع المفكرين و الكتاب وقادة الراى المصريين و هى رؤية تتمثل فى ان مصر صحيح هى دولة موقلة فى المركزية و بالتالى القرار فى مصر محصور فى الرئاسة اضافة الى المؤسسات القريبة من الرئاسة و العمل فى دائرة مغلقة لن يكون فاعلا لحزب الامة لذلك يجب محاصرة تلك الدوائر الضيقة من خلال العناصر التى تؤثر فى القرار المصرى و هى تفعيل النشاط و الوصول الى كل الدوائر التى تستقى القيادة المصرية المعلومات منها لذلك اتجه السيد الصادق الى مراكز البحوث و الدراسات و نخب المثقفين المصريين و الصحفيين و فتح حوارات متنوعة لم تكون محصورة فقط على المشكل السودانى و لكن تناولت قضايا حول الثقافة و الدين و الصراعات الاستراتيجية فى المنطقتين العربية و الاسلامية ثم التقارب بين الاديان و الوسطية الاسلامي و قضية الديمقراطية و حقوق الانسان و غيرها و من خلال تلك المحاور العديدة كانت تطرح القضية السودانية.
ادراك السيد الصادق المهدى لتوجهات النخبة المصرية و معرفة اتجاهاتهم و اهتماماته كان الهدف من تلك التوجهات هى ازالة العامل النفسى التاريخى مع النخبة المصرية و استطاع فعلا ان يهدمه ثم وضع اساس جديد للعلاقة تقوم على الحوار و تبادل الراى و علاقة نقدية يكون اساسها الاحترام المتبادل للراى و من خلال علاقة الاحترام يبنى السيد الصادق مشروعه الجديد و قد ساعده فعلا الفريق الذى كان يعمل معه ليس من خلال التنفيذ و لكن من خلال حوار داخلى لتنفيذ الاستراتيجية فى العلاقات بين حزبهم و القيادة المصرية و استطاعوا جمعيا ان يبنوا العلاقة على اساس جديد بعيدا عن التاريخ ولكن النهج الجديد مازال يجد بعض المقاومة من المؤسسات الضيقة لانها مؤسسات ماتزال ترجع الى فائلات قديمة عند تعاملاتها و لكن بعد ظهور عناصر جديدة فى تلك المؤسسات و بدات تتعامل بعقل مفتوح مع الملف السودانى هى التى سوف تقود الى حوارات جديدة بين النخب المصرية و السودانية
نواصل
فى المقال القادم الميرغنى و العلاقة مع القيادة المصرية
الحركة الشعبية و العلاقة المصرية
محمد الحسن عبدالله يس و صراعه مع الميرغنى ودور مصر
تعامل المصريين مع المؤسسات الاهلية السودانية
zainsalih abdelrahman [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.