[email protected] mailto:[email protected] صفوة أنتم أم كفوة..! ما شاهدناه أمس الأول أمر مؤسف للغاية. صدق الدكتور شداد عندما وصف لاعبينا بالفاقد التربوي. فنجوم المريخ لم يفهموا الرسالة لأن عقلية اللاعب السوداني ضعيفة. حاول بعض الكتاب إشعال حماس هؤلاء اللاعبين وسعى مدربهم إلى بث الروح وسطهم حتى يحققوا فوزاً عريضاً على الترجي. لكن لأن العقلية متخلفة والفهم قليل والاحترافية مفقودة لم يتمكن لاعبو المريخ من استيعاب الرسالة. لم يطلب منكم أحد أن تنفعلوا وتخرجوا عن طوركم مع كل مخالفة أو خطأ تحكيمي يا لاعبي المريخ. لم يقل لكم أحد أن تلك الحشود جاءت للملعب منذ وقت مبكر حتى يشاهدون تفننكم في إتلاف أعصابهم وأعصابكم. كنتم تحتاجون لأكبر عدد من الأهداف. ومعنى ذلك أن كل دقيقة محسوبة عليكم و لابد من الاستفادة منها في لعب الكرة. لكن هل فعل لاعبو المريخ ذلك؟ بالطبع لا فقد أكثروا من النرفزة والاحتجاجات غير المبررة والخروج عن السلوك القويم. ولو لا ضعف شخصية الحكم وتخوفه غير المفهوم لطُرد أحد لاعبي المريخ بسبب احتجاجاتهم المتكررة ومشاداتهم مع لاعبي الترجي. قلت مراراً أن الحديث عن عصر الاحتراف في السودان مجرد وهم كبير لا أكثر. وبالأمس أكد لاعبو المريخ بما لا يدع مجالاً للشلك أن اللاعب السوداني لا يستحق أن نطلق عليه وصف " المحترف". لو كانوا محترفين حقيقة لعرفوا أن انفعالاتهم ونرفزتهم تصب في مصلحة الترجي الذي كان يحتاج لكسب أي دقيقة قبل أن تلج مرماه الأهداف. الطبيعي والمفهوم هو أن يسعى لاعبو الترجي لاستفزاز فتية المريخ وإخراجهم عن طورهم حتى يشيدوا جداراً معنوياً بينهم وبين جمهورهم المتحمس. لكن أن يحدث العكس ويبدأ لاعبو المريخ بالنرفزة مع كل مخالفة فذلك ما لم نتوقعه. الجمهور الذي تدافع منذ وقت مبكر للملعب شجع كما لم يفعل من قبل وكان يمنى النفس بهدف مبكر لكن..! وقع ليك كلامي أخي جعفر قريش! فعندما صرحت من تونس أنكم قررتم عدم نقل المباراة كان رأيي أن مجلسكم بدأ بالخطوة الخطأ. ولعلك وبقية أعضاء المجلس قد فهمتهم أن المال وحده لا يكفي لتحقيق البطولات. وأن الانتصارات لا تتحقق بصياح الجماهير وحده. وهي رسالة نرجو أن تكون قد وضحت للمهرج أقصد المدرب كاربوني! فهو أيضاً كان يركز على الجماهير أكثر من تركيزه على عمله في إعداد اللاعبين ذهنياً ونفسياً للمباراة الصعبة. ولابد أن مجلس المريخ قد أدرك أيضاً أن النقل التلفزيوني لا يقلل من حضور الجماهير لمؤازرة فريقها. بدا واضحاً من الدقائق الأولى للمباراة أن لاعبي المريخ يلعبون بحماس الجماهير وكنت أدرك أن ذلك وحده لا يكفي. بعد أن تأخر المريخ في التسجيل لم يساورني شك في أنه سيودع البطولة لأن كل شيء كان يشير إلى أن تركيز اللاعبين على الكرة كان ضعيفاً رغم محاولات الجماهير لإلهاب حماسهم. كنت أعلم أن الترجي سيأتي للشوط الثاني بطريقة مغايرة. وكنت واثقاً أن لاعبي المريخ ومدربهم لن يتحسبوا لذلك جيداً. فمن يعتمد على حماس الجماهير وحدها من الطبيعي أن تفوت عليها الكثير من الأشياء. في المباراة الأولى بعد أن امتلك المريخ الملعب في شوط اللعب الثاني هلل الجميع بمن فيهم مدرب المريخ على قدرة لاعبي الأحمر على التفوق على الترجي. لكنهم لم يضعوا في الحسبان أن الفريق المتقدم بثلاثة أهداف في شوط واحد غالباً ما يتراخي في النصف الثاني. توقعت تغير طريقة لعب الترجي في شوط اللعب الثاني أمس الأول، لكنني لم أتوقع أن يأتي هدف التعادل بتلك السرعة والسهولة، رغم أن أحد أصدقائي أكد لي بين الشوطين أن الترجي سوف يتعادل. كان مفهوماً أن التعادل يعني قتل المباراة وتحييد الجماهير، لذلك ما توقعت أن يسجل الترجي بتلك السهولة. هدف التعادل نفسه يؤكد على الفارق الكبير بين محترفي كرة القدم وبين لاعبي الحواري عندنا. لاعبونا يركضون ويلهثون ويهدرون الوقت الثمين دون أن يترجموا الفرص المريحة إلى أهداف وغيرهم يصلون إلى الشباك بحركة واحدة ودون مجهود يذكر. عرفتوا كيف أن هناك فرقاً شاسعاً بين فرق كرة قدم يديرها ذوي الاختصاص والمعرفة بالكرة وأخرى يديرها جمال وصلاح! موسى الزومة العجيب لا أدرى ما الذي يدفعه لأن يرتكب مثل هذه الحماقات. أثناء توقف اللعب في الشوط الأول نتيجة مخالفة قام بلكم أحد لاعبي الترجي على الخط على مرأى من الحكم الرابع. لكن الحكم الرابع هزيل الشخصية سحبه من يده وأبعده عن منطقة النزاع. لو أنه امتلك الشجاعة الكافية لنبه الحكم إلى تهور الزومة ولفقد المريخ احد لاعبيه منذ وقت مبكر دون سبب وجيه. وارغو (المحترف الأجنبي) أيضاً يظن واهماً أن التحمس للمريخ والتعبير عن الغيرة على الشعار يكون عبر المشادات. أضاع فرصة لا تضيع أمام المرمى لأنه قبل دقيقة واحدة منها كان يركز على الركل واستجاب لاستفزاز الخصم بطريقة لا تشبه المحترفين في شيء. نأتي لأمر جمهور المريخ الذي كثيراً ما وصفوه بالصفوة وهو توصيف اختلفت معه كثيراً. قلت أكثر من مرة أن الكثير من جماهير الكرة في بلدي تحتاج لم يأخذ بيدها وينشر الوعي وسطها، لا من ( ينفخها ) بألقاب مثل الصفوة والأسياد وخلافه. فما حدث أول أمس أعتبره مخجلاً جداً. فالجماهير التي كانت متحمسة لمؤازرة فريقها في شوط اللعب الأول تحولت بعد هدف التعادل إلى شلة إرهابيين. لا أدرى هل كانوا يتوقعون أن يقف لاعبو الترجي للاستمتاع بمشاهدة لاعبي المريخ وهم يسجلون الأهداف الأربعة المطلوبة أم ماذا؟! أصبحت الجماهير خصماً على فريقها بعد التعادل. رموا الملعب بالحجار أكثر من مرة وتسببوا في وقف اللعب رغم أن ذلك كان يصب في مصلحة الترجي وليس المريخ. يبدو واضحاً أن سبب انفعالات بعض المشجعين بعد هدف التعادل هو الوهم الذي سوق البعض منه كميات مهولة في الأيام الفائتة. أعني هنا الفنيين الذين كانوا يتحدثون عن هدف أول خلال الربع ساعة الأولى يعقبه هدف آخر قبل نهاية الشوط الأول وكأن لاعبي الخصم جاءوا للسودان للاستمتاع بمشاهدة مقرن النيلين! لو تهيأ الجمهور لكافة احتمالات أي مباراة كرة قدم لما انفعل بعضه بذلك الشكل القبيح. الغريب في الأمر أن لاعبي المريخ كانوا يتعاونون في إخراج الحجارة من الملعب وفي نفس الوقت يعاتبون الحكم على توقف اللعب! أي فهم هذا الذي يتمتع به لاعبو المريخ !