بسم الله الرحمن الرحيم أفق آخر -1- رواية الكاتب السوري حنا مينه " نهاية رجل شجاع رواية متميزة بأجوائها الدرامية الصاخبة حينما تنزلت الرواية لمسلسل تلفزيوني قام بدور البطولة الممثل القدير ايمن زيدان ورواية " نهاية رجل شجاع " لا علاقة لها بموضوعنا هذا الا بعض من اقتباس الاسم ... د. خليل ابراهيم الطيب الذي تخرج من جامعة الجزيرة المتميزة بتفوقها العلمي ... تخرج فيها على دفعها الاولي التي رفدت بها الحياة العملية الطبية ... ولم يكن فيها طالباً عادياً .... بل كان رئيساً لاتحاد طلابها عن الاتجاه الاسلامي وفي ذلك مزايا عديدة فالدراسة في الجزيرة حيث تلاقح السوداني كله لافضل علي جنوبي او شمالي او غربي الا بالتقوى والميزة الاخرى تربيته في الحركة الاسلامية التي تكرس الروح القومية و الافكار العالمية وتتجاوز تماما الجهوية والعنصرية بشكل كبير ... الى درجة اذكر فيها أن المرحوم الدومة علي احمد الصديق والزميل لسنوات عديدة لم اكن اعرف الي اي قبيلة ينتمي وكذلك هو وعدد كثير لا يحصى ولا يعد من الحركة الاسلامية لا يكادون يذكرون انتماءاتهم القبيلة ناهيك عن التعلق بها الاستمساك بعروتها الوثقى ... وبعد ذاك اتى د. خليل ابراهيم من كل هذا الارث الفكري السياسي الى الانقاذ لينال قسطاً من التكليف الذي وقع عليه ... وبين هذا وذاك جاهد حق الجهاد في معارك عديدة وشهيرة لاجل أفكار كبرى تمس وحده وهوية وكيان السودان ... وعند لحظة المفاصلة اثر ان يمضي مع شيخ " حسن بعد احداث رمضان المعلومه... وبعد ذاك خرج متمرداً ضد الدولة ليقود حركة تنادي " بالعدل والمساواة " لاهل دارفور قاطبه ... ثم بعد العبور المثير الى ام درمان ... ومن ثم تداول الانتصارات والخسارات مع جيش الحكومة ... حاولت الحكومة ان تجلس لتعقد سلاماً مع حركات دارفور المسلحة وعلى رأسها العدل والمساواة . - 2 – جلست الحكومة في عواصم كثيرة كان اكثرها في الجماهيرية اللليبية وتشاد ... لكن يبدو ان ازمة دارفور لم تتضافر جهود شتى لتصنع الحرب اوزارها ... او تتناصر الادارة الدولية والاقليمية لتضعا نهاية لمساساتها .... وفي هذا الاطار حدثت مأسى عديدة في جدار دارفور وفي نسيجها الاجتماعي ... وتكونت معسكرات النازحين كالسرطان لتغيير من تركيبة المجتمع الدارفوري وتورث واقعاً جديداً برغم ان الحكومة السودانية بذلت جهداً خرافياً على مستويات عديدة الى ان وصلت المحطة عن الدوحة واعتدال المزاج السوداني التشادي وبعض تصريحات الامريكية المقوله على لسان مبعوتها الجنرال سكوت غرايشون ... وعقد الاتفاق الاطاري بين الحكومة والعدل والمساواة .... ومصافحة الرئيس البشير ود. خليل ابراهيم في الدوحة ... الا ان طغيان د. خليل ابراهيم لم يجعله يقرأ الساحة الدولية والاقليمية والمحلية جيداً بل اثر الانشاء بانتصاره العسكري " الاعلامي " لينبوأ مقعد فرعون ولا يعترف بنضال الاخرين عن حركات مسلحة او مجموعات سياسية دارفورية غيره وبين حمله على تواصل المفاوضات والاعتراف بالاخرين كانت علاقات بين الخرطوم وانجمينا تمضى على قدم وساق والمجتمع الدولي يولي اهتمامه لمفاوضات الدوحة الذي يريد ان تنهى شوطها في اقرب الاجال ويتفرغ لقضية اخرى استراتيجية وحيوية في ان واحد !!!!! يبدو أن زعيم العدل والمساواة د. خليل إبراهيم لم يقرأ الخارطة جيداً ... حيث اعتبر الحركة ما زالت تتمتع بالقوة العسكرية المتميزة مقارنة ببقية الحركات الدرافورية الأخرى .... ولها أيضا الغطاء الإقليمي الذي كانت توفر تشاد من حيث الحركة وخطوط الإمداد ولدعم اللوجستي كل هذه المسائل تغيرت بشكل كبير .... إضافة إلى توجه الاراده الدولية نحو مفاوضات الدوحة التي تعامل معها د. خليل إبراهيم بطريقة غير مسؤولة وفيها عنجهية كبيرة .... مما جعلت وضعه غريباً وشاذاً خاصة بعد الالتزام القطري ومساهمتها بمبلغ مليار دولار لدعم دارفور في الخدمات كافة وإعادة الأعمار وما دمرته الحرب . وضع د.خليل إبراهيم الآن في اضعف الحالات وعليه ان يستعيد توازنه بقبول الجلوس علي مائدة المفاوضات الطريق الوحيد لإعادة قدرته على ممارسة الفعل السياسي ... وإنقاذ أهل دارفور كما يزعم وتحقيق شعاراته في العدل والمساواة !!!! - 3 – حركة العدل والمساواة متهمه من الحكومة بأنها الذراع العسكري لحزب المؤتمر الشعبي ... الحركة والحزب ينفيان تلك التهمة بشدة .... بينما ممارسات الحركة في المناورة السياسية لا يتفق مع قدرتها العسكرية الصلبة في وقت ما ... الآن د. خليل إبراهيم في منزله بين منزلتين فقد على نحو ما أقوى مناصريه النظام التشادي .... ووقع في أيدي السلطات الليبية التي تتمتع بعلاقات جيدة مع الحكومة السودانية إضافة إلى قدرات الزعيم القذافي في لعب دور متعاظم في القارة السمراء التي تواجه تحديات كثيرة .... وأزمة دارفور واحدة من الملفات الساخنة في القارة . اعتقد الآن الأوان لحركة العدل والمساواة أن تراجع موقفها جيداً من مسألة الحرب والسلام... فكل الأعاصير الدولية والإقليمية والمحلية ضدها .... إضافة إلى وصفها العسكري المتردي بعد هزيمتها في جبل مون العتيد .... وتبدل الأحوال بعد الانتخابات في دارفور .... كل هذا وذاك وغيره من المسائل التي نفرض واقعاً جديداً على الحركة يجب أن تتعامل معه قبل فوات الأوان.... وتترك الطريقة العاطفية التي يتحدث بها الأستاذ احمد حسين الناطق الرسمي باسم الحركة والذي يرسم صورة وردية لواقع حزين للحركة. اعرف د. جبريل إبراهيم معرفه جيدة ... والرجل يتمتع بصفات مميزة في العمل السياسي تؤهله لإدراك موقف الحركة التي تسبح عكس التيار .... وحتى لا يضيع د. خليل في متاهته " الحتمية " منفيا بين العواصم.... الطريق واضح لوضع نهاية لازمة دارفور .... أرجو أن يدرك ذلك قبل فوات الأوان !!!! islam al sudanee [[email protected]]