[email protected] آه منكم. من أجل إرضاء أولياء النعمة يمكنكم أن تفعلوا أي شيء. ومن أجل صرف أنظار الأهلة عن سبب الأذى الحقيقي لا مانع عندكم من ظلم أي كائن. الآن يحاولون جعل كامبوس ( شماعة) تعلق عليها جميع أخطاء مجلس الإدارة. يؤكدون أن البرازيلي هو سبب ما حل بالهلال من هزائم في الفترة الأخيرة. ويوردون أنه مدرب غير مسئول. يتحججون بكثرة أسفاره رغم أن المجلس هو الذي يسمح له بذلك. وينسون أنهم كثيراً ما أشادوا بكامبوس الذي وصفوه بالعالمية. لكن الآن الأمر اختلف كثيراً. فالخطر صار يهدد ولي النعمة ولذلك لابد من بحث سريع على ضحية. لكن العقلاء من الأهلة لن تنطلي عليهم مثل هذه الألاعيب المكشوفة. شخصياً لي تحفظاتي على أداء كامبوس مع الهلال. لكن لا يمكن أن نحمله كل الأخطاء. فهو يدرب فريق كرة قدم بناد يتصارع أعضاء مجلس إدارته كل يوم. بل ويتعاركون بالأيدي في المطارات وأمام مرأى ومسمع الجميع. هو يدرب فريقاً جُل لاعبيه اشتكوا مع عدم استلام مستحقاتهم. وهو يدرب فريقاً أفرغوه من المبدعين وأفسحوا المجال فيه لناقصي الموهبة. هو يدرب فريقاً ضرب مجلسه بعرض الحائط كل رجاءات الأهلة بتعيين مساعد مدرب وطني حتى قبل أن يأتي كامبوس. والآن فقط بعد أن شعر المجلس ورئيسه بفداحة ما ارتكبوه في حق هذا النادي، أرادوا تخفيف الضغط عليهم من خلال تعيين اللاعب السابق الخلوق والمبدع والمدرب الناجح طارق أحمد آدم. فيكف يتخيل البعض أن الأهلة سيصدقون حكاية أن كامبوس هو سبب كل الأذى والضرر الذي لحق بالهلال؟! صحيح أن كامبوس مارس التهريج كثيراً وصرح في أوقات كان يتوجب فيها الفعل أكثر من الكلام. لكنني أكدت مراراً أن أي مدرب أجنبي يحضر إلى بلدنا ويعيش كل الفوضى التي تسود كل مجالات الحياة فيها لابد أن يصبح مثلنا. فهو في النهاية محترف يريد أن يتكسب وما دمنا على استعداد لمنحه المال سواءً أن أنجز ما عليه على أكمل وجه أم لم يفعل، فلا يمكن أن نوجه له في نهاية الأمر كل اللوم. كامبوس مسئول بدرجة ما عما حدث. لكن هناك من يجب أن نحملهم مسئولية أكبر. لو وجد كامبوس مجلس الإدارة جاداً ومنظماً في عمله.. ولو وجد لاعبين يستحقون أن يرتدوا شعار هذا النادي الكبير .. ولو وجد إعلاماً يمارس النقد من أجل التصحيح وليس لإرضاء فلان وعلان، لربما قدم شيئاً أفضل مما رأيناه منه. عموماً لا يحق لمن حدثوا الناس عن المدرب العالمي كامبوس في أوقات سابقة أن يقولوا الآن أن البرازيلي هو سبب النكسة. أشفق على طارق أحمد آدم من المسئولية التي تحملها بكل شجاعة. وأخاف على صورته البهية. فما يجري في الهلال يصعب التعامل معه. صحيح أننا كم رجونا وتمنينا أن تسند لأبناء النادي الفرصة لخدمته، بدلاً من الاعتماد على من لا يفهمون لا في الكرة ولا في إدارتها، لكن من الواضح أن خطوة مساعد المدرب لم تتم الموافقة عليها في هذا التوقيت إلا لتلطيف الأجواء. عموماً نتمنى لك النجاح يا كوتش في مهمتك العسيرة وكل ما نرجوه هو أن تظل طارق الذي عرفناه. جاهر برأيك الفني إن قبلوا به أم رفضوه. ولا تضعف أمامهم حتى لا تهتز صورتك الجميلة في أذهان وقلوب الأهلة. وأبدأ بتقديم مشورتك حول خط الدفاع الذي يعاني كثيراً. طالبهم بشطب كل من ترى أنه لبس شعار الأزرق في غفلة من الزمان. وعلم من يبقون بالكشف كيف حصلت على لقب وزير دفاع الهلال. وقبل كل ذلك ركز على الجانب النفسي للاعبين، سيما أن أمامهم مباراة حاسمة بعد أيام قليلة. وتذكر أن المريخ الذي رأيناه أمام جزيرة الفيل يمكن جداً للهلال أن يتغلب عليه رغم الجراح والمعاناة الحالية. فتلك المباراة كشفت لنا أن الفارق ليس كبيراً.