تتراجع يوغندا عن سخيف قولها أو لا تتراجع فذاك سيان ولا يعني الأحرار في بلادهم في شيء فهم في عزة ومنعة من أهلهم.. بالأمس جاءتنا (رويترز) معول الإعلام الهدام وذراع الاستعمار القتّال بخبر تراجع يوغندا عن إعلانها عدم دعوة رئيس السودان لحضور القمة الإفريقية!.. قلت لرئيس قسم الأخبار إن مثل هذا الخبر لا يعنينا ولا نهلل له فلا يوغندا أو بالأحرى نظامها يجد الاحترام والتقدير بسبب (البلاوى) التي ارتكبها في حق شعبه وقد سمي الانقلاب الدموي الذي قاده رئيسها الحالي ب(ثورة الجمام)، ولا وكالة (رويترز) تتمتع بالنزاهة والشفافية والموضوعية دعك من حسن النية. الغباء السياسي يجعل دولة مثل يوغندا تخسر دولة جارة ومهمة ومؤثرة وصاحبة تجارب وحضارة ضاربة الجذور مثل السودان.. الغباء يتمثل في أن العلاقات الدولية قائمة على تبادل المصالح، وليس هناك رئيس عاقل يمكن أن يفاضل بين علاقات بلاده بمنظمة منبوذة مثل المحكمة الجنائية الدولية، وبين علاقاتها بدولة حدودية جارة لها مع بلاده منافع وقضايا حدودية مشتركة، يشار إلى أن ثلاثة أرباع دول العالم ليست أعضاء في تلك المحكمة التي تمثل (عدالة) الرجل الأبيض.. السودان بعلاقاته الإستراتيجية مع جيرانه والدول الإفريقية يستطيع وبمهاراته الدبلوماسية أن يعرّي يوغندا ويسحب منها شرف استضافة القمة الإفريقية.. قائد (ثورة الجماجم) فتح على نفسه طاقة من نار جهنم، لأنه لم يحسن قراءة المشهد السياسي إقليميا ودوليا قراءة صحيحة، فالسودان خارج لتوه من انتخابات أفرزت واقعا سياسيا جديدا وتفويضا للرئيس البشير لن يحلم موسيفيني بمثله أبدا.. المعارضة اليوغندية سلمت مدعي (الجنائية) أدلة تؤكد ارتكاب موسيفيني إبادة جماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وطالبت بمثوله أمام المحكمة في لاهاي!.. من المؤكد أن أوكامبو لن يعير المعارضة اليوغندية اهتماما لأن ذلك لا يخدم أغراضه السياسية الخبيثة. المؤسف أن يوغندا ترى في انفصال الجنوب خدمة لمصالحها، فهي طامعة في ثرواته ومستبيحة لأسواقه وتظن أنها ستسيطر على حكومته الضعيفة بمجرد الانفصال إن حدث -لا سمح الله- مؤخرا أدخلت يوغندا "200" شاحنة محملة بمواد غذائية وخضار منتهية الصلاحية في الجنوب السوداني!، فالجنوب بالنسبة لها حديقة خلفية تلقي بمخلفاتها ونفايتها إليه.. ويوغندا أيضا بالتعاون مع (إسرائيل) ضالعة حتى الثمالة في مؤامرة مياه النيل، فالمخطط يرتكز على أن تحقيق الانفصال يمكن أن يتم من خلال إضعاف حصة السودان ومصر من مياه النيل. خير لرئيس يوغندا إعادة قراءة علاقاته مع السودان، وخير له أن يعكف على انتشال بلاده من الفقر والأمراض المستعصية مثل الإيدز ومرض النوم، وأن يمحو قبل كل ذلك الصور البشعة ل(ثورة الجماجم) التي قادتها ضد شعبه. Yasir Mahgoub [[email protected]]