مع بدايات ظهور حركة العدل والمساواة واندلاع الصراع في اقليم دارفور ذهبت كل التحليلات في اتجاه ربط هذه الحركة الجديدة بتنظيم الجبهة الاسلامية والصراع علي السلطة الذي اندلع بعد اقصاء الزعيم الروحي والتاريخي للتنظيم الدكتور حسن الترابي وعلي الرغم من محاولات النفي المستميتة من قيادة حركة العدل والمساواة لنفي هذه القضية فلاتزال بعض الجهات تتمسك بنفس الراي كاتب هذه السطور لديه نفس القناعة ولكن بعض المستجدات ولقاء بعض قيادات هذا التنظيم والتعرف والتحدث اليهم بصورة مباشرة كادت ان تطيح بهذه القناعة, في هذا الصدد تعرفت علي الاستاذ احمد حسين ادم الناطق الرسمي للعدل والمساواة في اجواء بعيدة عن رسميات السياسه والعمل العام اواخر شهر مارس المنصرم في واحدة من ليالي قاهرة المعز تلك المدينة الساحرة الباهرة بعد ان رتب لنا ذلك اللقاء احد الاصدقاء حيث جمعتنا مائدة واحدة في واحدة من المقاهي الشهيرة التي تسهرحتي الساعات الاولي من الصباح وسط مدينة القاهرة كنا خليط ومزيج من الناس منهم اصدقاء وانصار للحركة الشعبية وشخصي وممثل احد فصائل حزب البعث العربي الاشتراكي وكان من المفترض ان ينضم الينا عدد من الناشطين في حركة القوميين الجدد وعدد من الصحفيين والمحامين المصريين , جلسنا في القاهرة التي خلت من رفاق الامس في معارضة التسعينات التي ذهبت مع الريح ولم تترك لنا سوي صدي وذكري تلك الايام الخالدة العامرة بالبذل والتجرد والعطاء والم يعتصر الدواخل كلما مررنا علي الامكنة التي شهدت تلك الملاحم الكبيرة من اجل الخلاص من الوضع الذي وصل بالسودان اليوم الي هذه المرحلة الخطيرة والمخيفة التي عصفت بوحدة البلاد وفتحت الباب واسعا امام التدخلات والاجندة الاجنبية , تذكرنا رفاقنا الذين ذهبوا الي رحاب الله والاخرين الذين توزعوا علي بلاد الله الواسعة, كان اللقاء بالاخ احمد حسين ادم وديا منذ لحظاته الاولي ومفعما بكل معاني الصدق والتجرد مع هذا الانسان الطيب الودود المتمكن من ناصية الحديث الواضح الصريح وانفردت به دون الناس في ذلك المجلس زهاء الساعة ونصف في حديث شامل ركزت فيه من البداية علي معرفة حقيقة ودوافع قيام حركة العدل والمساواة وخلفيتها السياسية والفكرية وارتباطها بالمؤتمر الشعبي, الاستاذ احمد حسين قال في هذا الصدد نعم كنا اعضاء في الحركة الاسلامية التي دخلنا اليها من مدخل له علاقة بالثقافة والبئية التي عشنا فيها وعاصرناها كتنظيم له مقاصد متعددة تتعلق بتنمية الوعي والوازع الديني ولكن السلطة قلبت الامور راسا علي عقب نحن اليوم لم ولن نرتد عن قناعتنا وثقافتنا وهويتنا ولكن نرفض ان يتحول الدين مدخلا للتسلط والظلم والهيمنة و السلطة للذين لايعلمون تقع في اسفل اهتماماتنا وخلال ارتباطنا بالحركة الاسلامية وهي خارج السلطة او مسيطرة عليها نفاخر بان سجلنا خالي من اي جرم واي انتهاك بل تململنا من الهيمنه والفساد ومراكز القوة عندما الت اليهم السلطة.....وعلي ذكر مراكز القوة وحول الكتاب الاسود قلت له الا تعتقد بان العنوان وحده لايليق بطرحه علي الصعيد العام واذا ماكان الكتاب نفسه دعوة لتوجه عنصري غير مبرر في بلد يوجد التهميش والتخلف والحرمان علي بعد اقل من ساعة اينما ذهبت في كل الاتجاهات الاربعة خارج العاصمة الخرطوم تضايق الاستاذ احمد حسين وقال لي ان الاحكام المتسرعة والمسبقة لن تفيد وفيها ظلم للاخرين وقد توجد اخطاء في صياغة وكتابة امر ما ولكننا في العدل والمساواة وعلي الرغم من الخصوصية الاقليمية لقضيتنا اتحدي اي انسان يثبت علينا اننا لم نتحدث بلسان كل اهل السودان عندما نتناول الازمة السياسية في البلاد نحن اشخاص وتنظيم قوميين ونعتقد ان السودان ليس ورثه شخصيه فهو بلد للجميع ونحن ضد الورثه وناس الانتماء القبلي الذين يعتبرون السودان ضيعه خاصة بهم ضد هولاء كان الكتاب الاسود, افحمني الرجل بمنطقة ولم يترك لي حجه عليه تحولنا الي قضايا اخري ضمن المجموعة الجالسة معنا كانت ليلة استعاد فيها الناس جزء من الوطن المفقود ومع اقتراب ساعات الفجر الاولي ذهبنا في اتجاه شارع رئيسي علي ناصية المكان الذي كنا نجلس فيه تفرق الجميع وبقيت مع الاستاذ احمد حسين لوحدنا وفجاءة لمحت اطياف اشخاص ضخام القامة يرتدون ملابس سوداء كاملة وانيقة يتحركون بخطوة جماعية نحو عربيتين علي ناصية الشارع وهم علي مايبدو من قوة الحراسات الخاصة التي عاده ترافق الشخصيات العامة والهامة فقلت لاحمد حسين الان استودعك الله واتركك مع ناسك ديل فتلفت وقال لي ابدا انا في زياره غير رسمية والناس ديل ليسوا معي وضحكنا وتلك هي مصر التي تعودت منذ الثورة منتصف الخمسينات علي استقبال مئات حركات التحرر واللاجئين السياسيين ولكنهم في العادة لايتركون الامور للصدفة علي الرغم من معرفتهم التامة بان تقاليدنا السياسية والاجتماعية كسودانيين علي الرغم من انها تعرضت في هذا الزمن الاغبر لنوع من الخرق والتجريف الا اننا ابعد مانكون عن الاغتيال السياسي للخصوم, استقليت مع الاخ احمد حسين عربة اجرة عادية ولكنهم كانوا من الخلف يتابعونه حتي نزل في منتصف الطريق الي مصر الجديدة وواصلت انا الي حيث اقيم ولم نلتقي بعدها الا بعد اسابيع قليلة في ردهات فندق سونستا والندوة التي تحدث فيها الدكتور خليل ابراهيم واعقبتها حملة من المهاترات التي لاتفيد ولاتساعد علي تحقيق السلام واغلاق ملف دارفور وام القضايا التي نفذ من خلالها الخارج بخيله ورجاله واجندته ومعاول هدمه وصادف الامر عقليات ساذجة ومصابة بعمي البصر والبصيرة وهي تقود البلاد بخطوات مسرعة نحو التقسيم والوصاية الدولية بل تقود نفسها الي حتفها بطريقة انتحارية متفردة خاصة عندما تصبح الامور عند غير اهلها وفي غير مجالها وعندما تصبح جماعات المصالح هي الفيصل والحكم في تقييم الناس ومعرفة اقدارهم والتحدث عن قضايا البلاد المصيرية عندما يطيش الخطاب الاعلامي الذي يوغر الصدور ويزيد من الكراهية والحواجز النفسية بين ابناء الوطن الواحد, ومن عجب ان الحكومة السودانية التي اعتبرت زيارة خليل الي مصر ومخاطبته نفر من الجالية السودانية رجس من عمل الشيطان كان حاضرة بتلفزيونها الرسمي ومندوبه الاخ محي الدين جبريل ذلك الانسان المهذب الخلوق الذي تحدثت اليه خارج الندوة بعد ان تم منعه من تسجيل الندوة بل كان مساعد الملحق الاعلامي بسفارة السودان بمصر الاخ احمد ابراهيم وهو علي نفس الشاكله شخص علي درجة عالية من الهدوء والاحترام حاضرا ايضا والكثيرين من انصار الحكومة واعضاء قدامي في الجبهة القومية الاسلامية ومرشحين في اخر انتخابات جرت في السودان فعلام تلك الضجة الهوجاء فماذا حدث في تلك الندوة المتواضعة في حجمها والمنظمة في جوهرها والهادفة في مقاصدها والمحاطة باجراءات امنية ودية ولكنها تبقي امنية في النهاية لان اخوتنا في وادي النيل يتقنون فنون المجاملة والعلاقات العامة وحاولوا ان يرضوا جميع الاطراف في وقت واحد وللحديث بقية. www.sudandailynews.net