تعمل كل الأطراف الفاعلة في المشهد السياسي السوداني(الوطني والشعبية)داخليا والولاياتالمتحدة خارجيا علي تكريس خيار الإنفصال عمليا في حين ترفع شعارات الوحدة كغطاء فقط وتشير القراءات الواقعية للشأن السوداني أن الوحدة لابواكي عليها وإنضم وزير الخارجية الجديد علي كرتي إلي قائمة القيادات التي بدأت في الإفصاح عن المواقف الحقيقية لأحزابها وقال في تصريحات صحفية(أن الوقت قد مضى للحديث حول البحث عن معجزات لجعل الوحدة جاذبة»،ومعلوم أن قيادات كثيرة في الوطني غير مكترثة بالوحدة طالما كانت العلمانية هي مهر الوحدة فهي تفضل الدين علي الوطن. وكان الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم المحسوب علي التيار الوحدوي في الحركة قد نعي الوحدة وقال لصحيفة الشرق الأوسط: لا توجد إمكانية أو أي فرصة حتى ولو ضئيلة لتحقيق وحدة السودان، إلا إذا قام المؤتمر الوطني، بإعادة احتلال الجنوب والسيطرة عليه بالقوة العسكرية. وستكون خطوة دموية، وبذلك لن تكون وحدة، ولكن احتلال. ويكثر باقان أموم في الأونة الاخيرة الحديث عن الإنفصال ويحمل كل المسؤولية لأطراف أخري وبالذات المؤتمر الوطني بيد أن الغائب الحاضر في تصريحات أموم هو دور الحركة الشعبية في جعل خيار الوحدة خيارا جاذبا كماقالت بروتوكلات نيفاشا والحركة الشعبية عنصر أساسي فيها، ولاينسي باقان وغيره من الإنفصالين الذين يلبسون لبوس الوحدة ويعملون من أجل الإنفصال إرسال إشارات تربك العامة وتوهم البعض بأنهم لازالوا علي موقفهم القديم الوحدة علي أسس جديدة(السودان الجديد) وقال باقان لذات الصحيفة(الشرق الأوسط) . (- الشماليون هم أعضاء في الحركة الشعبية.. ولهم حقوق كاملة.. وسيجدون أنفسهم إما في الشمال أو في الجنوب، فالحركة الشعبية ستظل كما هي ولن يكون هناك فرق كبير، الفرق فقط هو أن الحدود الوهمية بين الشمال والجنوب، ستتحول إلى حدود وهمية دولية.) ومن جانبها أظهرت الولاياتالمتحدة إهتماما متزايدا بحق تقرير المصير ولاتزال تصريحات مبعوثها إلي السودان أسكوت غرايشون ماثلة في الأذهان عندما قال في أعقاب الإنتخابات الأخيرة أن الولاياتالمتحدة تؤيد وتقف بجانب نتائج الإنتخابات رغم أنها حفلت بالأخطاء والتجاوزات من أجل الإستفتاء وعدم عرقلة خطوة تقرير مصير جنوب السودان. وعندما تعالت بعض الأصوات في ملتقي مدينة نيس الفرنسية الذي ضم رؤساء وقادة الدول الإفريقية مع الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي بتأجيل موضوع الإستفتاء سارعت الولاياتالمتحدة عارضت مجرد التفكير في الخطوة وقالت مصادر في الخارجية الأمريكية لوسائل الإعلام أمس: الولاياتالمتحدةالأمريكية مع بنود تنفيذ الإتفاقية فى مواعيدها، وضد تأجيل الإستفتاء ولو ليوم واحد". عزت ذلك:" لان تأجيل الإستفتاء سوف يقود الى مشاكل وتعقيدات كثيرة". وهنالك نقطة تستحق التوقف عندها وهي مواقف القوي السياسية المعارضة في الشمال وهي وحدوية علي الأقل من خلال ماتطرح في العلن وفي نفس الوقت حليفة للحركة الشعبية ولكنها لاتقوم بأي أدوار ملموسة تدفع الحركة في إتجاه دعم خطوات وحدة السودان فقط تكتفي بدعم كل مواقف الحركة ضد الوطني وتصمت عن كل الخروقات التي تحدث في الجنوب وتمضي أكثر من ذلك عندما تختلق المبررات للحركة الشعبية في كل مواقفها ذات التوجهات الإنفصالية. وأشار القيادي بالحركة الشعبية الدكتور الواثق كمير في مقال منشور لمواقف القوي الشمالية تجاه الخروقات التي ترتكبها الحركة الشعبية في الجنوب وقال كمير(فقد عَبّرت كافة الأحزاب الجنوبية عن استيائها وأسفها الشديد للمُمارسات التي كانت تقوم بها عناصر من الجيش الشعبي أثناء فترة الاقتراع والفرز، وحملت الحركة الشعبية كل الخروق والتجاوزات الأمنية‘ مع صمت مطبق للقوى السياسية الشمالية وعزوفها عن إبداء رأيها في ما وقع من خروق وانتهاكات‘ باستثناء بعض حالات متفرقة).وتشير العديد من الدلائل أن الحركة الشعبية خطت خطوات كبيرة نحو الإنفصال وبنفس المقدار إبتعدت عن مشروع السودان ولم تعد قيادات الحركة أمينة ووفية لرؤية (السودان الجديد الموحد) التأسيسية، كما كانت في زمن قرنق . وكانت دراسة للمعهد الوطني الديموقراطي ومقره الولاياتالمتحدة، كشفت في وقت سابق أن الغالبية الساحقة من السودانيين الجنوبيين ستصوت لصالح قيام دولة مستقلة في الجنوب في الاستفتاء المقرر إجراؤه عام 2011.غير أن الذي سيحسم أمر الإستفتاء ليس هو رأي المواطن الجنوبي بل هناك عوامل ومؤثرات داخلية وخارجية ومنها موقف الحركة الشعبية من الإستفتاء بالإضافة مواقف الدول الكبري وخاصة الولاياتالمتحدة وليس صحيحا مايقال أن المواطن في الجنوب هو صاحب القرار الأول والأخير في تقرير مصير الجنوب نظريا هذا الكلام صحيح ولكن فعليا كلام غيردقيق،وعضد هذا الإتجاه القيادي بالمؤتمر الوطني البروفيسور عبد الرحيم علي الذي قال في حوار له مع صحيفة(الحقيقة): في تقديري أن موضوع الاستفتاء خاضع لثلاثة عوامل يمكن ترتيبها بالأولوية، العامل الأول هو شعور ورأي وحالة المواطن في جنوب السودان، وهذه هي التي يعبر عنها الاستفتاء، لكن للأسف ليست هي الفاعل الوحيد, فعند لحظة الاستفتاء سيكون الفاعل الثاني قيادة جنوب السودان الممثلة في الحركة الشعبية, لأن الحركة الشعبية تستطيع أن تدفع المواطن الجنوبي في اتجاه الانفصال أو الوحدة، فهو إذن قرار سياسي من قيادات الحركة الشعبية من العسكر والسياسيين. ومع إقتراب موعد الإستفتاء علي تقرير المصير ترتفع الأصوات الإنفصالية في الشمال والجنوب وإن كانت في الجنوب أعلي صوتا من الشمال وكان لافتا أن القيادات التي كانت توصف بالوحدوية في الحركة تقود تيار الإنفصالين وبدعم ومباركة من أمريكا وصمت وعدم فاعلية من القوي السياسية وإجراءات غير مشجعة من قبل المؤتمر الوطني القابض علي مفاصل السلطة في الشمال. يقول الدكتور حسين سلسمان أبو صالح وزير الخارجية الأسبق(المرحلة القادمة ستشهد إنفصال الجنوب بمساندة أمريكية وحرب جديدة ضد دولة الشمال أيضا بمساعدة أمريكية).ويري الفريق م فاروق محمد علي نائب رئيس هيئة الأركان السابق بالقوات المسلحة ،" أن الإنفصال متوقع لأن معظم القيادات البارزة في الحركة الشعبية تعمل من أجل الإنفصال ولذلك المطلوب الأن الإستعداد لمابعد الإنفصال. hassan mohmmed [[email protected]]