بسم الله الرحمن الرحيم أفق آخر التشكيل الوزاري الجديد تغيير راديكالي في الحركة الإسلامية ام تطور في مجموعات الضغط ؟!!! -1- لحظات طويلة انتظرها المهتمون بالسياسة للتعرف على اول حكومة بعد الانتخابات التي عمت البلاد في ابريل 2010 ... حيث ارادت قيادة الانقاذ العبور السلس عبر صناديق الانتخابات لشرعية تتحدى بها العام الذي عكف طويلا على مناهضة الثورة الوليدة اثر التعرف على توجهاتها السياسية ... وبذل لاجل اسكات النموذج الاسلامي كل انواع الحصار السياسي الاقتصادي والتحريض على العدوان العسكري من كل جيران السودان الى الصمود التاريخي للانقاذ وتخطى صعوبات حرجة للوصول لاتفاق " استثنائي " اوقف اطول حرب اهلية في افريقيا ... ثم دورة اخرى للاحتمال على التشاكس الشاذ من شريك " غليظ " يعبر عن احلام انفصالية في ظل محاولة دائمة لتجاوز مرارات تاريخية لانقاذ ورثتها من ماض عتيق وسحيق . باءت محاولة استصحاب القوى السياسية لاجراء انتخابات ناجحة بالفشل الذريع لاسباب تخص الاحزاب السياسية في المقام ... حيث لم تكن مستعدة لهذا الاستحقاق ولذا اثرت الهروب والتستر وراء مسائل لاتفي بأغراض التحول الديمقراطي مثل ان المؤتمر قد زور الانتخابات وغير ذلك من ادعاءات تستطيع المعارضة ان تقيم عليها حجة موضوعية او قانونية اذا ولجنا للتشكيل الوزاري الجديد ... نجد انه جاء بعد مخاض عسير داخل الاجهزة التنظيمية للحزب الحاكم والحركة الاسلامية وذلك للايفاء بالمرحلة السياسية الحرجة التي تمر بها البلاد . لكن من الواضح ان " كوته " المؤتمر الوطني في التشكيلة الوزارية قد دفع بدماء ساخنة من الحركة الاسلامية رجالا ونساءا مما يشعر العديدون بأن دورة التجديد والتغيير قد بدأت بالفعل وبرغم ان المهام عظيمة وكبيرة فقد دفع بالجيل الرابع والخامس في الحركة واسعة العطاء ... زاخرة بالإمكانات البشرية . - 2 – منذ المفاصلة الشهيرة في عام 1999م تعددت اختلافات المراقبون من هو الذي يمسك بالقرار على غرار ما جبل عليه عن طريقة " شيخ حسن " كما استخلص من مذكرة العشرة ... وضرب في الرمل حيث رأت ان الرئيس هو الذي يمسك بزمام الأمر معه مجموعة العسكريين والبعض يرى ان شيخ " علي " يمسك بهذا الأمر فيما تبقى له من شرعية الحركة الإسلامية التي تستند عليها الإنقاذ والبعض الاخر يرى ان " د. نافع " ومجموعته من أمنيين وسياسيين يديرون الأمر ... ولكن يبدو ان هذه التخمينات جانبها الصواب تماما بما تسرب في الإعلام لبعض الترشيحات والتغيرات التي صوبها المكتب القيادي بشكل جماعي ... مما يعمق الاحساس بمدى الدفع بشباب مثل حاج ماجد سوار الذين نصروا الانقاذ في بدايات الحصار وفي اشتداده ... والان يدفعون للحفاظ على وحدة السودان في ثغرة هامة ... وشريحة طليعية واعدة متغجرة بالاخضرار والعطاء وتحتاج لدفع بها عبر برامج ثورية لتقود قضية الوحدة بفعل خلاق وفي ذات الوقت دفع بالمسؤول خلف الله الذي يمثل جبل " الانفتاح والتجديد " في الحركة الاسلامية استقى الكثير من موارده بجبل " الشيوخ " وقام بمهمة المصالحة الوطنية والاستفادة من مناخها لتطوير الحركة الاسلامية والاستعداد لمرحلة الانقاذ ... وهو لم يأت غريبا على الثقافة .... انما تمرغ كثيرا على اهمال عتباتها ولا اعتقد ان الاسهام الثقافي في التماسك الوطني وجعل الوحدة جاذبة بعيدة عن ذهنه واولى دفتر انجازه ان توفر المال له الوزارة ينظر اليها في سابق الايام من ترف المهام ... ولكن الدفع بشخص مثل السمؤول في وزارة كهذه في وقت كهذا له تقديرات واعتبارات سياسية كبيرة . ويأتي ذروة سنام الشباب اسامة عبد الله محمد الحسن وزيرا للكهرباء والسدود ... و أسامه منذ زمن بعيد شخص مثير للجدل في الحركة الاسلامية لقربه الشديد من قيادة الحركة و نهوضه بأعمال كبرى ساهمت في التغيير المنشود بداية الثورة فنعت حينا بالتدكاتورية ... وحينا اخر بالتقرب للقيادات النافذة ... ولكن واقع الأمر ان اسامه عبد الله أدهش الجميع بقدرته الفذة على انجاز المشاريع وأشهرها سد مروى بشكل اقرب للمعجزة الوطنية مما زاد من اسهم الشاب الذي لم يتعد بعد منتصف الاربعين من عمره ... هذه الانجازات التي تلاحق اسمه تقاصر دونها بعض الغيرة المحببه او غيرها من اقرانه في الحركة الاسلامية .. ب " اسامه " لوزارة مستحدثه للكهرباء ولسدود ليدخل امتحان اخر لا يقبل اعتذارات لموضوع حيّوي يمس كل المواطنين ... فهل يستطيع " اسامة " بتراكم خبراته الادارية والتنظيمية الواسعة ان يجد الحل لصراع دائم !!! - 3 – ومن الوزارات التي تم التشاور فيها بصورة واسعة كما تسرب للصحف وزارة الإعلام التي عهدت لدكتور كمال وهو من جبل مخضرم في الحركة الإسلامية شهد الابتلاء الاول للحركة الإسلامية قبل المصالحة الوطنية وصار وجها معروفاً في " الميديا " العالمية بتصريحاته الواضحة الناجزة ... ويدرك د. كمال عبيد عوارات الاعلام السوداني جيداً وضرورات التحدي ومعالجة الاهمال المتكرر عليه من قبل الحكومات حتى يقوم برسالته ... وترفعيه وزيراً كامل الدسم في هذا الظرف الوطني الحساس يؤكد على اهتمام الحكومة بأمر الإعلام الداخلي والخارجي ... أما الدفع بالاستاذه سناء حمد التي تتميز بحضور مهيب مع معرفة حديثة بالتكنولوجيا ورسالة الإعلام من امرأة تتمتع بحيوية دافقة وسن صغيرة نوعا ما تواكب بها الأجيال الجديدة إضافة حقيقية لوزارة الإعلام في وقت سياسي حرج للغاية بسبب الاستفتاء في جنوب السودان اما لمّا فاز المؤتمر الوطني بمقصد الخارجية مؤخراً .. حتى يصبح واحداً دون نشاز الحركة الشعبية ... كان احد شيوخ المتقدمين يشغل هذا المنصب الحساس " فعلى كرتى " راسخ رسوخا معتبرا في الحركة الإسلامية ويدرك جيداً استخدام السر في محل السر والجهر في محل الجهر ... وتبدو معه السياسية الخارجية أكثر ثباتاً ووضوحاً وهذا ما تحتاجه المرحلة السياسية الحرجة القادمة ... فهو خبير قانوني وإداري قدير ... اما كمال حسن علي الذي جاء للخارجية من فضاءات الحركة الإسلامية الواسعة فهو مزيج بين العمل الإعلامي والأمني و السياسي ... وقد نجح نجاحاً مميزاً في المهام التي أوكلت له ... منذ صحيفة المسيرة إلى إدارة مكتب المؤتمر الوطني بالقاهرة الذي تفتحت فيه مواهبه وابرز فيه قدرات دبلوماسية باسلة لإعادة الاهتمام المصري بالسودان علق الكثير من المحللين السياسيين على التشكيل الوزاري ... وهذا المقال يضيف إلى ما علق عليه البعض ... حيث يبدو في ظاهرة تقريظا ولكن من الواضح ان الحركة الإسلامية دفعت بكوادر شباب لأعقد وأحرج فترة مرت على السودان .... ويعني أنها تولى اهتماما بالغاً للاستحقاق لما تبقى من فترة انتقالية ... فدفعت بكل ما ساهم في نيفاشا لتبوأ مقاعد تنفيذية ليسهموا في حل المتفجرات المخبوءة على الطرق حتى تصل نيفاشا إلى مراسيها الأخيرة ... ولم يسلم من هذا الدفع حتى د. محمد مختار الذي اثر الاختباء تحت عباءة ملف السلام فترة طويلة وحرم منه ظهورا هو أهل له يرتقي مراقي عديدة ... هو أجدر بها حيث على طريقة الحملة الانتخابية للاتجاه الإسلامي بالجامعات " سياسي متمرس " أيضا مع هذا التشكيل الوزاري الجديد فقدت الخارجية وكيلاً بوزن دكتور مطرف صديق فهو كالمطر النافع أينما وقع كان الخير الكثير ولكن فقده بالخارجية فقد " موجع " للعديدين الذين يدركون المهام التي لعبها الدكتور . من الواضح ان الوزارات التي ضخ فيها بدماء جديدة ساخنة ذات مهام صعبة وخطيرة بدءاً بالإعلام والخارجية والثقافة والشباب في معركة الوحدة للسودان ... وحتى لا تلقى المعارضة التهم زوراً على الحزب الحاكم في انفصال جزء عزيز من السودان فليتتبع المراقبون كل صغيره وكبيره بدءاً من اتفاق الأحزاب السودانية مجتمعة على تقرير المصير في عام 1995م إلى المعركة الحالية التي سيشارك فيها سواعد شابه وعقول وثابة وبرامج متفتحة مبتكرة لأجل الوحدة في ظل ظروف حساسة وبالغة الخطورة والتعقيد !!! آثرت القيادة السياسية للإنقاذ ان تدفع بالعديد من الشباب إلى سدة الحكم لأصعب فترة يمر بها السودان ... فقد نصر شباب الحركة الإسلامية الإنقاذ في فترات ساخنة جداً ... فهل يستطيع الشباب الجدد ان يجتازوا هذه المرحلة التاريخية ام يسقطوا في امتحان العبور ؟!!!!