[email protected] يا ها حالتنا وما أظنها تتغير قريب. شداد صاحب الخبرات الواسعة والصلات الخارجية القوية لابد أن يُستثنى حتى يظل رئيساً لاتحاد الكرة مدى الحياة! صلاح إدريس استقالته من الهلال مستحيلة، وإن أصر عليها فالهلال سوف ( يتخرب بيته) لأنه الداعم الأوحد والرئيس الأنجح الذي لم تنجب حواء مثله!! وجمال الوالي ما معقول يتخلى عن المريخ مهما كان السبب، لأن المريخ بدونه سيصبح يتيم الأب، فهو من فجر ثورة المنشآت وفتح مع الأرباب أبواب الاحتراف الخارجي!!! نستمتع بتمجيد الأفراد رغم ادعاءاتنا المتكررة بتفرد الشخصية السودانية واستقلاليتها. وتوهم بعض الأقلام الغلابة المساكين بأن كل شيء في المؤسسة المعنية يتوقف على وجود هذا الشخص على رأسها. والمصيبة أن من يطلقون الكذبة أنفسهم يصدقونها في النهاية من كثرة تداولهم لها. ولا أدرى ما هي جدوى بقاء ما يربو على ثلاثين مليوناً من مواطني دولة السودان العظيمة ما دمنا نعتمد في كل مجال على شخص واحد هو العارف والعالم والخبير وصاحب المال والفكرة والجمال. طيب ما نمشي كلنا نقع البحر ونريح رقبتنا ما دمنا غير فاعلين إلى هذه الدرجة التي تجعلنا مجرد (فراجة) على مشهد يلعب فيه الأدوار الرئيسة هذا العدد الذي لا يتعدى أصابع اليد الواحدة. ولا أقول ليكم حاجة! لأن الحياة حلوة والانتحار حرام والقبر قدام، فبدل ما نمشي نقع البحر تعالوا نجيب لينا اخطبوط! أظن الفكرة جميلة وما فيها كلام. جميعكم تابعتم ما ظل يفعله الأخطبوط بول خلال نهائيات كأس العالم التي أُختتمت بالأمس. قبل كل مباراة كانوا يأتونه بصندوقين يحملان علمي البلدين المتنافسين، فيختار لهم صاحب الغلبة في المباراة المتوقعة. وبما أن جميع توقعات المستر بول قد صدقت رأيت أن حل مشاكلنا يكمن في جلب اخطبوط ولا شيء سواه. ابحثوا لنا عن شبيه بول واحضروه لنا وبعدها لن نكون في حاجة لأي مجهودات إضافية. فكرة القدم السودانية تعاني من مشكلات مزمنة تعقد حلها على الجميع. ظللنا ننظر ونجادل ونتفاكر دون أن نغير من الأمر شيئاً. حتى الدكتور شداد الذي يؤكد البعض كل صباح هذه الأيام أنه صاحب انجازات هائلة،لم نبلغ في عهده الطويل نهائيات كأس العالم ولم نظفر بكأس أفريقيا ولم يفلح أي من أنديتنا في بلوغ المباراة النهائية في أي بطولة قارية. يعني ذلك أن الانجازات التي يتحدثون عنها عبارة عن ( وهمة) كبيرة لا تختلف عما يروج له البعض من ( النجاحات الهائلة) التي يقولون أنها تحققت في عهدي الأرباب والوالي. كل الفكرة أن القائمين على أمر الكرة ورؤساء الأندية عندنا قد حباهم الله بأقلام تمجدهم وتعظمهم حتى إن لم يقدموا ما يستحق الذكر. وبدلاً عن كل هذا التعب، لماذا لا نجلب اخطبوطاً عظيم الشأن نضمن على الأقل أنه سيحقق لنا شيئاً يذكر؟! نريد اخطبوطاً من شاكلة بول نطعمه بكل ما لذ وطاب، ونسكنه في المكان الذي يريحه، ونحفزه بكل ما من شأنه أن يجعل تنبؤاته تصب في مصلحة أنديتنا ومنتخبنا وحينها سنصيب النجاح الذي عجزنا عنه طوال العقود الماضية. لو امتلكنا اخطبوطاً من نوعية المستر بول وعرفنا كيف نكسب وده، فسوف يكون لنا كأس الكونفدرالية. كما سنتأهل في المرات القادمة لنهائيات الأمم الأفريقية وكأس العالم لنظفر بالبطولتين في عام واحد بإذن الله ومجهودات الاخطبوط. ما برانا يا أخوانا ، العالم كله اتوهم. الليل والنهار حارسين ليهم اخطبوط لكي يتنبأ لهم بنتائج المباريات. على فكرة ذكر خبير دنماركي في مجال أسماك الحبار أن هذه النوعية من الأسماك تتسم بعمى ألوان كامل. ومعنى ذلك أن حكاية وضع صندوقين يحملان علمي البلدين المشاركين في مباراة ما أمام بول ليختار من بينهما الفائز ( أكبر وهمة) في تاريخ منافسات كرة القدم. وقد أضاف الخبير الدنماركي اندرس كوفويد انه استعان بالسمكة الذهبية جيلبيرت لإجراء اختبار مماثل لما يقوم به الاخبطوط بول، مؤكداً أن جيلبيرت استطاعت التنبوء بفوز كل من هولندا وأسبانيا في دور نصف النهائي. واختتم الخبير اندرس حديثه بأن الأمر لا يعدو أن يكون ضربة حظ. شفتو كيف العالم دي ( اتهبلت) في عقولها!