في ذكري الخامسة لرحيل الدكتور جون قرنق كثر النواح و ناح الكل بطريقته و هنا نسأل الله ان يسكنه فسيح جناته و مع الشهداء و القديسين و يلهم آله الصبر و السلوان. و النواح أختلف هذه المرة حيث النواح جاءات قرب تنفيذ أخر فصل من فصول خواتم إتفاق سلام نيفاشا الذي وقع بين الحكومة السودانية و الحركة الشعبية يناير 2005م، و ألا هي فصل إلاستفتاء و التي علي ضوئها سوف يمارس أهل الجنوب حق تقرير المصير الممنوح لهم حسبما جاء في إلاتفاق حيث يقرر أهل الجنوب ما بين البقاء في سودان موحد يكون لهم خصوصيه أو الإستقلال و إقامه دوله خاصه بهم. و مع إقتراب هذأ الموعد إذداد النواح و نري كيف يستخدم الحكومة جميع أجهزه الدولة لجعل الوحده خياراً جازباً لدي الجنوبيين و "خاصه لدي الطبقه المثقفه" و بهذا التدافع نقرأ هذه الأيام كتابات تكتب عن وحدويه الدكتور الراحل جون قرنق و يأملون يحثون الشعب في أن لا يخزلوا الراحل و زاد الشجون و أصبح أحاديث الدهاليز السياسه السودانية لو... لو... لو... وهلمجرا بشأن الوحده الذي أنكروه عليه من سنين نضاله و حتي رحيله و اليوم يودون الإعتراف بوحدويته جذافاً وحتي في مثواه لا بودون له الراحه، و السؤال الذي يطرح علينا هو لماذا الإعتراف بوحدويه جون قرنق هذه الأيام؟ و من الذي سيخزل الراحل الدكتور جون قرنق كما يتصورون؟ و من يحق له الحديث عن وحدويه جون قرنق أأنسابه، أتلاميذه أو المنتسبيين إليه أم عامه الناس؟ للاجابه علي هذه الاسئله يعود بي الذاكره الي مقال كتبتها منذ سبع سنوات مضت و أعتقد كانت في أغسطس 2003م و ذلك أثناء مفاوضات السلام التي كانت تجري في نيروبي بعنوان "إنهيار مفاوضات السلام السودانيه بمنتجع نانيوكي" و نشر هذا المقال بموقع "سودانايل" اللكترونيه و أيامها قدحني البعض و مدحني البعض الأخر و لا أعتقد إنني وحدي الذي قدح بل هناك أخرين صامتين أيضاً قد قدحوا وإنتهز هذه السانحه و من خلال هذا المقال لاتمام ما قصرت به و أشكر الذين مدحونني و أعتذر لهم، و إن هذا الشكر و الإمتنان قد جأءت متأخراً و أقول لهم ليست عن قصد بل لانشغالي بامور خارج إرادتي فيما بعد. في تلك المقال لقد بينا وحدويه الراحل "من شعر راسه الي أخمص قدميه" و أنه "د. جون قرنق" كان جلياً في كل مقام أتته السانحه للحديث عن رؤيته للسودان الجديد، كفلسفه و مبدأ و هدف يسع لتحقيقه حتي و إن دع الأمر الموت من أجله و عن الحديث و التححج بأن الراحل يستخدم هذأ كمنهاج و دعايه لتحقيق مآربه الإنفصاليه كنا نري فيه إجحافا في حقه كرجل مفكر و فيلسوف و كحقه أيضاً في أن يدعو الي سوداناً يراوه يسع الجميع دون "تمييز" ينعم فيه الكل بالسلام و الرفاهيه و هذه من خصال الرجال الذين يوهبون حياتهم لتحقيق أهداف نبيله من أجل شعوبهم كما يقال "من طلب العلي، سهر الليالي أو سلق الجبال". عندما زرت الخرطوم بعد تسعة عوام من مغادرتها قادماً من جوبا لقد رايت التغيير الذي طرأ علي الناس حيث تغير سلوكهم في تعاملاتهم و علاقاتهم و حتما لم يتاتي هذا التغير عن عبط بل كانت ممنهجه و بالطبع نتجت عنها التغير في نظرة الناس في الشخصيه السودانيه و إعاده تعريفها و هذا هو إجتهاد الناس لايجاد أجوبه عن الحرب في السودان و عن الرؤي المطروحه حولها و هذا الإجتهاد نفسها تغير في السلوك ناهيك عن إيجاد أجوبه لتلك الحرب و عند عودتي الي جوبا سألني أحد أصدقائي عن انطباعاتي عن الخرطوم فقلت له " أن الراحل الدكتور جون قرنق قد نجح في تحقيق رؤيته الي حد ما و اما ما تبقي فعلي تلاميذه إتمامه إن هم يؤمنون بالرؤيه و أن السودان سوف لا يكون كما كان" هذأ هو الوحده الذي كان يدعو إليه الدكتور جون قرنق و الذي أمن به و من أجله إستشهد. و لا أعلم لماذأ لم ينتبه إليه الذين يرددون سيمفونيه "وحدويه قرنق" هذه الأيام، و أعتقد إنها من نتاج خصال الشماليين ممنْ يتربعون دائما في سده الحكم في السودان و ممنْ يأزرهم مِن الجنوبيين الذين يحبذون سماع و ترديد ما يرغبون فيه في الوقت الذي يحددونه هم و مِن الشخص الذي يريدونه هم. عندما كنت طالبا الي أن تخرجت و توظفت كان الحديث وقتذاك و الي وقت قريب ليست ببعيد أن الراحل جون قرنق لم يكن وحدوياً بل كان يدعو لذلك كغطاء و منهاجاً لمآربه الإنفصاليه و كنت من أشد المعارضين لهذه الحجه لانها لا يقنع أحد غير من في نفسهم ما في نفس يعقوب و كنت أحجج بأن الراحل قالها في مناسبات عده "أن اول عيار أطلقها، اطلقها علي الإنفصاليين" و هذه هي العله في قراءة الامور في السودان، و التي تجعل مِن السياسه سوقاً "للنخاسه السياسه" يضاف إليها أطلق عليهأحياناً "سياسه النسابه" لقد شهدنا هذا في الساحه السياسيه السودانيه كثيراً، كل منْ يكون له صله مع الذعماء أو القيادات السياسيه، اي كان نوع هذه الصلات تجدهم يتصرفون علي إنهم يفهمون و يتفهمون فكر القيادي هذا، و هذا أيضاً من العلل التي أدت كثيراً الي تفكك و تناحر الكيانات السياسيه إما بالتقاسم فيما بين أفراد العائلات او التشرزم الي جماعات جهويه و عقائديه و لا مجال هنا للخوض في ذلك بل ما يهمنا هو محور موضوعنا و الإ هو من الذي خزل و سيخزل الراحل جون قرنق. في أعتقادي أن الشعب السوداني سواء في الشمال أو الجنوب إبرياء من هذه التهمه كبراء الذئب من دم إبن يعقوب لذلك نقول للذين ينشدون سيمفونيه وحدويه جون هذه الأيام، أن يبحثون أن عن ضاله أخر ليرموا لائهم عليه، و أن يعلموا "أن ما يذرعه المرء هو الذي يحصده" و أن يتخذوا من هذا درسا و ان استيقاظهم جاءت بعد فوات الآوان و قد إستنفذوا كل الفرص التي كانت متاحه لهم و الطريق الذي عبدوه لهم الشهيد الدكتور جون قرنق الذي نكن له كل الإحترام و الإجلال من أجل ما بذله لوطنه خالصاً و مخلصاً له و في الختام نقول " أن اللعب علي أكثر من حبل نتيجتها إختلاط الحابل بالنابل" و هذا نشهده هذه الايام حيث إختلط الأمر علي الناس و لا يعرفون الي اين تتجه الأمور الي الأفضل أم الي الأسوة و نخص هنا الطبقه المثقفه في الشمال أو الجنوب. وليم ملوال توديل 11/8/2010م William Todel [[email protected]]