رداً على مقال الاخ نصرالدين غطاس امطار وسيول و فيضانات الجنوب... تمرين ساخن لأهلية الحكم !!! بقلم: امبروس مجاك ابيم المحامى [email protected] يا اخى نصرالدين اود ان اصحح لك بعض الاشياء التى اوردتها فى مقالك المقتضب هذ ا والذي يشتم منها رائحة الشماتة والانتقام المبطن، قد اذهلتنى كثيراً نبرة الاستعلاء والتفوق الذى اظهرتها، ولكنى لم اتفاجأ بها وذلك لاسباب كثيرة لا مكان لتناولها فى هذه العجالة. خلاصة مقالك يرمى لتاكيد شئ واحد فقط، وهى اثبات المقولة التى ظل الكثيرون من اهل الشمال يرددونها فى محافلهم الخاصة والعامة بإن الجنوبيين وليست حكومة الجنوب، كما تدعى، لايمكنهم باى حال من الاحوال ان يديروا انفسهم بانفسهم وإن وصاية الشمال، وليست الحكومة المركزية كما جاء فى معرض كلامك، شئ حتمى وطبيعى. هذه الغطرسة العمياء واانرجسية الفكرية هى السبب الرئيس يا اخ نصرالدين فى اشعال شرارة الحرب الاولى 1955 ثم الثانية 1983فى جنوب السودان. وذات السبب هى التى ادت باهل الشرق للخروج الى الغابات للحصول على قدر من المساواة اسوة بالاخرين فى هذا الوطن، ودفعت بابناء دارفور الى حمل البندقية لعلهم يستطيعون بها من جعل احداً يحس بوجودهم ايضاً في هذا السودان اما بخصوص الادعاءات التى جاءت فى مقالك يمكن تفنيدها فى النقاط التالية; اولاً الفيضانات والسيول والامطار للاخيرة و الذى اجتاحت اجزاءاً واسعاً من البلاد، لم تتأثر بها ولايتى شمال بحر الغزال وولاية جونقلى فقط، انما تأثرت بها معظم ولايات السودان بما فيها ولاية الخرطوم العاصمة القومية والتى ما ذالت نصف حاراتها واحيائها غارقة فى المياة لحظة كتابة هذه السطور. ثانياً حتى لو افترضناً بعدم قدرة حكومة الجنوب عن القيام بمهامها وعجزها، فمن الذى يقع عليه عبء المسئولية، مع العلم إن ولايتى شمال بحر الغزال و جنقولى لا تقعان فى جنوب الصين او بنجلادش!! . الم تكن من المنطق الطبيعى للأشياء أن تقوم الحكومة المركزية لاغاثة ومساندة هؤلاء بدلاً من تسيير الجسر الجوى لانقاذ ضحاية الفيضانات بباكستان!!!!. انا لست ضد تقديم يد العون للمحتاجين وحتى لو كان هؤلاء المحتاجين من المغول والتتار، ولكن قبل ان تبدا بمساعدة الاخرين عليك بانقاذ نفسك من الغرق حتى تقوى على انتشال الاَخرين. ما قامت به حكومتك التى تطبل لها يا الاَخ الكريم نصرالدين غير منطقى بالمرة خصوصاً بالنظر الى حالة المتضررين بالسيول و الامطار فى العاصمة الخرطوم وحدها. ما درجة استجابة الحكومة لاغاثتهم ولتقليل من اَثار الدمار التى لحقت بهم؟ هل هنالك متابعة يومى لحالتهم من قبل السلطات..؟ ناهيك عن هولاء المتضررين فى الجنوب وفى ولايات الشرق. ثالثاً انك تحدثت عن ان حكومة الجنوب قد سقطت فى اول امتحان لها وانها لا حول ولا قوة لها من غير الشمال، و بالتالى فانك ترى ضرورة فر ض الوصاية عليها حتى لو بالاكراه... يا شيخ لقد جرب المستعمر الاوروبى نفس هذا المنطق للاستمرار فى فرض سيطرتها على المستعمرات ولمدة طويلة ولكنها في نهاية المطاف غادرة يجر من خلفها اذيال الخيبة والحسرة. فمهما طالت السيطرة و اشتدت الظلم والقهر و الاستبداد على قوم فلابد ان يأتى ذلك اليوم الذى ينزاح منها هذا الظلم. نراها الآن وتباشيرها تلوح فى الآفق ....رغم السيول و الفيضانات واشياء اخرى قد تحدث فى القريب ... . لقد اوشكت فى ختام هذا المقال ان اردد بيت الشعر الشهير لابى القاسم الشابى والذى يقول فى مطلعها.. اذا الشعب يوماً ارادة الحياة ....الخ. لكنى فضلت ان اقول هذاالبيت للمتنبئ اذا كان بعض الناسُ سيفاً للدولة ففى الناسُ بوقاتٌ لها وطبول