بقلم: امبروس مجاك المحامي ولاية يوتا، امريكا [email protected] المدخل الاول: الاوضاع السياسيه فى السودان ظلت ولفترات طويلة منذ الإستقلال تدور حول نفسها فى دائرة مغلقة ، بينما المشكلات السياسية والاجتماعية تتعاظم وتطور يوماً بعد يوم. فالحياة السياسية وكذلك الاجتماعية كانت وما زالت مقسمة بنظام موروث من المستعمر. سلطة المركز في الخرطوم يحكمها اولاد البلد من الاشراف والخلفاء بالتناوب مع لفيف من المثقفين) الذين نالوا على المكانة الاجتماعية الرفيعة نتيجة للدراسة والتعليم(. حتى هؤلأ لم يسلموا من مناداتهم باقذز الالقاب رغم الخدمات الجليلة و الوفاء الكامل للأسياد .عليكم إن تسألوا انفسكم لماذا سقطت حكومة السيد الازهرى؟ ولماذا كون الازهرى حزباً آخر بعيداً عن سلطة شيخ الطريقة؟. ماذا ياترى اصاب السيد محمد احمد المحجوب حتى انهارت حكومته ذات الاغلبية البرلمانية؟ هل استقالة المحجوب ام سحب عنه الثقة واجباره على المغادرة؟. المدخل الثانى: فى زحمة خروج المستعمر تناسى الاسياد او اولاد البلد إن هذا الوطن يشاركهم فيه غيرهم ، غيرهم، كالذين يفلحون الارض فى مشروع الجزيرة وغيرهم مثل الجنود الذين ازهقت ارواحهم فى توريت 1955 والذين قاموا بالانتقام لزملائهم من الجنوبيين عموماً فى اى مكان وبشكل فظيع دون رحمة وكانوا بالطبع لا يدركون عواقب افعالهم،،، لماذا كانوا يفعلون ذلك و من اجل ماذا ؟ و بالطبع كانوا لايعلمون ايضاً ان دورهم سيأتى فيما بعد. فكنا وكانوا وكل واحد بطريقته يدعى الوطنية دون أن يعلم أن تعريف الوطنية يختلف كل ما ابتعدت عن الخرطوم جنوباً او شرقاً اوغرباً. واكتشف الجميع ان هذا الوطن الكبير لايتسع لنا جمعياً، ولكن لماذا الاصرار على المحافظة عليه؟ وكل طرف من اطرافها يشدها فى الاتجاه المعاكس. المحافظة على الشكل القديم جريمة تاريخية فى حق الاجيال القادمة لا يمكننا السماح بإستمراره مهما كلفنا من تضحيات، ومن يرى غير ذلك فإنه اما واهم اومستفيد من الوضع القائمstatus qua . المدخل الثالث: الاَن ونحن فى هذا المنعطف الخطير فى تاريخنا، ما زال البعض يراوغون ويلعبون تلك الالعاب القذرة والجميع خاصة الصادقين من ابناء هذا الوطن ممسك بقلبه وهم يرون البلاد تنهار امام اعينهم شيئاً فشيئاً وان العام القادم قد يكون نهاية للسودان ، وقد يكون ايضاً بداية للانهيار الكامل والفوضى العارمة اذا حدث المفاصلة بشكل غير منظم. ولكن سيكون اكبر الخاسرين هم هؤلاء ا لذين يرى فيهم غالبية السودانين إنهم هم السبب الرئيسى فيما آلت اليه الاوضاع في البلاد، وكذلك فإن المجتمع الدولى لايمكنه السكوت وهو يرى بأم عينيه مذابح روندا والبوسنة ودارفور تتكرر امامه وهو يتفرج دون حراك. وحينها تسقط الشعارات والاقنعة عن الوجوه فشعار لترق كل الد ماء سيكون حتماً كشعار ام المعارك (صدام ) او السد العالى يا صدام... كما كان البعض يهتف فى الامس القريب حالماً بالنصر الآتى على الكفار والمشركين و يا له من حلم تحول الى كابوس مزعج !!!! الان والاستفتاء على الابواب وبنصوصه الواضحة تماماً كضؤ الشمسس فما هى السيناريوهات التي تنتظرنا سواء كانت من دعاة الانفصال او من الذين مازال لديهم الامل فى بقاء السودان موحداً. الجنوب هو الذي سيذهب الى الاَستفتاء وليس الشمال فدور الجنوبى او السودانى الآخر الذى استوفى شروط المشاركة واضحاً تماماً، عليه ان يقول نعم للانفصال او لا للانفصال او عدم المشاركة برمته، فهنا انتهى تماماً دوره. اما الاخوة فى الشمال فعليهم فقط ان يقبلوا بالنتائج مهما كانت نتيجة الآستفتاء ، فيكون ذلك نموذجاً رائعاً فى الوفاء بالآلتزامات يحتذى بها فى العالم بأسره ، ومثالاً لامكانية حل المشاكل التى تواجه الكثير من البلاد وخصوصاً فى افريقيا و بذلك نكون قد قدمنا فى نفس الوقت النموذج وفتحنا مجالاً اَخر لآمكانية الوحدة فى المستقبل القريب. اما دون ذلك فالابوب مفتوحة لجولات اخرى من القتال والدمار، و هذه المرة ستكون مدمرة للغاية تأكل فيه كل ما هو اخضر و يابس، وستشمل كل السودان شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً.