بسم الله الرحمن الرحيم لم تكن الثوره فى دارفور هى الاولى فى افريقيا والشرق الاوسط ولكن سبقتها أخرى شكلت تلك الاخرى الرصيد السياسى والمحفز المعنوى الداعم لاستمراريته. فالثوره فى المفهوم :تعنى عمليه تغيير ديناميكى مستمر وجذرى وشامل فى جميع مناحى الحياه السياسيه والاقتصاديه والاجتماعيه الى اخر يختلف عن سابقه . وبعيدا عن المصطلحات السياسيه المعقده فاذا استرجعنا الذاكره الى الوراء : فالثوره البلشفيه اللينينيه والبلشفيك تعنى بالروسيه الاغلبيه وضدها الملشفيك وتعنى الاقليه والتى اطاحت بالنظام القيصرى فى عام 1917 لم تستطيع ان تدوم طويلا فانهارت فى عام 1989 اى فى اقل من قرن رغم ان لهذه الثوره عباقره ومفكريين عظام أمثال :ماركس وأنجلس فى الفكر السياسى والاقتصادى . أما الثوره والماويه واعنى ماو تسى تونغ الصينيه الشعبيه والتى قامت فى عام 1945 كانت ثوره من اجل الشعب باكمله ،ثوره سياسيه اقتصاديه اجتماعيه شامله اطاحت بالنظام الامبراطورى من غير رجعه الى جزيره فورموزا (تايوان حاليا) ولم تتوقف الثوره من اجل تحقيق اهدافها الى ان استردت مقعد الصين الشعبيه الدائم فى الاممالمتحده عام 1975 ، الا ان الثوره الماويه لم تستطيع ان تستمر طويلا فى منهجها الايدلوجى وشعارات الثوره الماويه الاشتراكيه فمزجت بين الشيوعيه الاشتراكيه والليبراليه الرأسماليه فى الاقتصاد والبرامج الاجتماعيه لتكتب لها البقاء والاستمرار. واذا عدنا الى منتصف القرن ال20 من القرن الماضى فحدث ولا حرج عن ثورات قامت وانهارت او حدثت لها بيات شتوى مع الفارق الزمانى والمكانى والبرامج والاهداف والسلوك السياسى والعسكرى والمحيط الاقليمى والدولى الا انها ثورات قامت من اجل التغيير بغض النظر عن شكل التغيير والاستراتيجيات والتكتيكات المتبعه. فالسؤال الذى يطرح نفسه فى هذا المقام اين ثوره وثوار شبه جزيره جفنه السيريلانكيه(نمور التاميل ) واين ثوره وثوار اقليم الباسك الاسبانيه (ايتا ) واين ثوره وثوار جنوب شرق تركيا الكرديه التركيه (حزب العمال الكردستانى) واين ثوره وثوار ايلندا الشماليه فى المملكه المتحده (الجيش الجمهورى الايرلندى) واين ثوره وثوار الكولمبيين (فارك) واين ثوره وثوار الصحراء الغربيه (جبهه البلوساريو). اين كل هؤلاء وماهى اسباب انهيار البعض والبيات الشتوى للبعض الاخر؟ فكل واحد منكم لديه الاجابه الخاصه به وانا لدى اجابتى الخاصه بى فارجو ان تجيبوا انفسكم وان تجرو مقاربه ومقارنه سياسيه وعسكريه وزمانيه ومكانيه مع الثوره والثوار فى دارفور وتستطيعوا من خلاله ان تحكموا على مصير الثوره والثوار فى دارفور. الثوره فى دارفور قامت بها رجال مخلصين استشهد من استشهد واعتزل من اعتزل وبقى قله قليله يمارس دور هامشى وخجول، هذه الثوره راحت فيها ضحايا بالاف اشتشهد من استشهد ونزح من نزح ولجأ من لجأ وما ان اخذت الثوره مسارها الحقيقى حتى دخلت عليها ياجوج وماجوج مفسدون فى الارض كنظام البشير ومن سار معهم واخرون مثلهم من ابناء دارفور من جنجويد ونفعيين وانتهازيين مجموعت مريضه ضلت بها الطريق والاهواء تلتصق بالاجساد( كالقمل او القراد )بجسم الانسان اوالحيوان لاتنفك عنهما الا بالتطهير بمفهوميها الصحى والدموى للاول والتطهير الدموى وبالهزيمه بكل ماتعنى هذه الكلمه من معنى للثانى أو ان تلقى حتفك معه اى لن تنفك عنك الا ان تموتا معا او ان يقضى عليك . فهل مصير الثوره والثوار فى دار فورهو الانهيار او يحدث لها بيات شتوى كسابقاتها؟ أم ماذا نحن فاعلون؟ اعنى من يهمهم أمر القضيه. ارجوا ان تجيبوا عن هذا السؤال. أما الثوار : فهم اليات ووسائل الثوره والتى عبرها تتحقق الغايات الساميه والنبيله للثوره . فثوار (اسما) فى دارفور ينقسمون الى قسمين ، الاول :هم المخلصين الحادبين الى مصلحه دارفور واهلها والمتمسكين بالقضيه وهم قله الان من الثوار ، والثانى :هم الانتهازيون والنفعيين،مفسدون فى الارض لا يفكرون الا لنذواتهم ومصالحهم فى ان تستمر الازمه من اجل ان يعيشوا فى الارض فسادا وهم الاغلبيه فى الوقت الراهن . اذن قضيه ومصير ةالثوره والثوار فى دار فور امام معادلتين اقليه صالحه واغلبيه فاسده ، فاذا غلبت الاولى على الثانيه تستطيع الثوره والثوار بالخروج بالقضيه الى بر الامان ، اما العكس فيمكن ان يعجل بانهيار الثوره والثوار او يحدت لها بيات شتوى ويكون مصير الثوره والثوار فى دارفور كمصير سابقاتها التى ذكرتها انفا .بعضهم فى السجون مثل عبد الله أوجلان واخرون يلهثون وراء السلطه مثلا فى جبهه البلوساريو فى الصحراء الغربيه او اخرون دخلوا بيات شتوى مثل ايتا الباسك فى اسبانيا . والله يستر ....... ابو القاسم عباس ابراهيم [email protected]