تثقل علىّ هواتف المغادرين في ذاكرة جوالي الخاص وتجعلني مترددة أأمحوها وأخون ودا كان يربطني بصاحبها أم أتركها ليستوقفني رقم الهاتف في كل مرة ويخلفني مريضة بالحزن المتجدد على صاحبه ، أتحايل وأحاول جاهدة آلا أمر برقم الهاتف لكن من المستحيل آلا تمر برقم يبدأ بحرف ذلك الرجل الذي شيد حياته بطوب الجمال ، كان يردد دائما إن الإنسان فطر على الجمال ، الحياة هي التي تغتال هذا الجمال . لا أستطيع إلا أن أذكره ، رجل عالي القامة مبتسم الثغر يحمل في قلبه فائض حب للجميع وعشق الريشة . بيني وبينه سر الكلمة وحب العطاء 0 لم يكن أحمد عبد العال فنانا تشكيليا كان رجلا بقامة وطن ومساحة حب 0 رايته أول مرة عندما تلقيت دعوة كريمة من رجل كريم – السمؤل خلف الله كان من المستحيل آلا يسرق بصرك ومن الصعب أن تتخطاه دون فضول 0 ذلك الصوفي الفنان صديق الكلمة والألوان ، لكم كان له حضور شاهق الجمال 0 كنت احسده على حب السمؤل القريش له والآن صرت أحسده على كثرة الأقلام التي نعته وعلى صورته التي على أغلفة المجلات والصحف وعلى سيرة عطرة خلفتها 0 يشتاقك صرح كنت عميدا له وممرا لطالما قطعته ذهابا وإيابا وطلابا لطالما مازحتهم ، تشتاقك ألوانك ولوحاتك ومكتب فسيح كنت تشغله والآن تشغله مخلفاتك 0 يقلقني ودا أحمله لك ورقم هاتف 0 فاجأنى وداعك فأنا لم أسمع بمرضك وفجعتني الصحف التي حملت خبر وداعك على صفحاتها الأولى 0 كانت قربى أربعة صحف أود تصفحها عند التاسعة صباحا لكن عيناىّ تسمرتا عند أسمك وأنا التي كنت أسعى لترتيب لقاء معك أطلعك فيه على آخر نصوصي لكن القدر كان أسرع منى يا ابن القاش والتاكا وكسلا الجميلة 0 أبحث عنك في المحاضرات العامة لأنقل لك أسفى عن سوء الأحوال الجوية التي منعت لقاء كان سيجمعني بك وبالاستاذه روضه الحاج ونسرين سوركتى واخريات ، جلسة نسائية احتفائية بفنك الذي له حدود الرياح 0 يا رجلا لم يستطع إلا أن يكون كريما ودودا 0 غادرتنا باكرا ، ماذا أفعل أنا بذاكر هاتفي وأسمك الذي على دفتري اميمة العبادي [[email protected]]