المؤتمر الصحفي الكلمة الافتتاحية مدير قسم الاستفتاء والانتخابات الموحد لبعثة الأممالمتحدة في السودان السيد/ دينيس كاديما رئاسة بعثة الأممالمتحدة في السودان السيدات والسادة،
يسرني أن أرحب ترحيباً حاراً بمنسوبي الأجهزة الإعلامية كافة الموجودين معنا هنا اليوم. هذا هو المؤتمر الصحفي الأول لي هنا بالسودان بصفتي مديراً لقسم الاستفتاء والانتخابات الموحد بالأممالمتحدة، وإنني سعيد جداً بحضور عدد كبير منكم للمؤتمر. ويسرني أن أبدأ بإزجاء التهنئة لمفوضية استفتاء جنوب السودان بمناسبة أداء السيد محمد عثمان النجومي القسم أميناً عاماً للمفوضية. وقد ظل فريقنا يعمل بصورة وثيقة مع المفوضية بشأن الأمور المتعلقة بالسياسات العامة والمسائل التشغيلية في أعقاب تعيين السيد النجومي. ولعل الوقت قد حان لتنوير الإعلام والرأي العام عموماً بشأن ما يقوم به فريقنا الآن دعماً للسلطات السؤولة عن الاستفتاء، حيث أن هنالك اهتمام كبير بما نقوم به من عمل. دعوني أبدأ بتوضيح دورنا ومسؤوليتنا تجاه الاستفتاء القادم حسبما تحدد ذلك من خلال قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1919 الذي دعا الأممالمتحدة "للعب دور قيادي في الجهود الدولية لتوفير المساعدة اللازمة لدعم الاستعدادات المتعلقة بالاستفتاء". وبكلمات أوضح فإن هذا يعني أننا غير مسؤلين عن الإدارة المباشرة لهذا الاستفتاء. فالاستفتاء شأن قومي يخص السودانيين، ودورنا فيه هو تقديم الدعم الفني واللوجستي لسلطات الاستفتاء لتنظيم هذا الحدث التاريخي. سنقدم الدعم لسلطات الاستفتاء في كل مراحل العملية، بدءاً من التصميم الأجرائي، التخطيط لشراء وتوزيع المواد ، وتسجيل الناخبين، وعرض القوائم والطعون، ثم الإدلاء بالأصوات وعد وفرز الأصوات وإعلان النتائج. وقد زدنا من عدد موظفينا للقيام بكل هذا العمل. وأود أن أنوه هنا بقوة إلى أن قسم الاستفتاء والانتخابات الموحد بالأممالمتحدة غير مسؤل عن مراقبة هذا الاستفتاء. وكقاعدة عامة فإن الأممالمتحدة حين تقدم الدعم الفني لأية مؤسسة قومية بشأن التصويت فإنها، ومن حيث المبدأ، لا تشارك في مراقبة ذلك التصويت. المراقبه ستتم من قبل منظمات محليه ودوليه مدعوه من قبل المفوضيه كالاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي ومركز كارتر والمعهد الانتخابي لاستدامة الديمقراطية في أفريقيا، إضافة للمنظمات الوطنية بطبيعة الحال. وبصفة استثنائية سيستفيد هذا الاستفتاء من وجود لجنة مراقبة الاستفتاء التابعة للأمين العام للأمم المتحدة والتي تلقت دعوة من الأطراف الموقعة على اتفاق السلام الشامل لدعم عملية الاستفتاء والتي ستشارك السلطات الوطنية وسلطات الاستفتاء في معالجة الأمور السياسية والأمنية وغيرها من الأمور التي تؤثر على مصداقية العملية للعمل على معالجتها في وقتها. نحن لسنا وحدنا في هذه العملية، إذ أن لدينا العديد من شركاء الأممالمتحدة وغيرهم من الشركاء الدوليين الذين يعملون على تقديم الدعم الفني لسلطات الاستفتاء. وقد اندمج فريقنا مؤخراً مع خبراء آخرين من برنامج الأممالمتحدة الإنمائي لتقديم منهجية موحدة لدعم الأممالمتحدة لعملية الاستفتاء. فبلاضافه لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي بدأنا فعلياً في شراء مواد الاستفتاء كما سنقدم أيضاً المعدات لمكاتب الاستفتاء على مستوى الدولة. ونعمل كذلك مع خبراء دوليين من الاتحاد الدولي للأنظمة الانتخابية، ومنظمة الهجرة الدولية، والاتحاد الأوروبي، الذين يعملون خلف الكواليس لتقديم المشورة والقدرات الفنية لسلطات الاستفتاء. كمايقدم فريقنا المساعدة للمفوضية وهيئاتها الفرعية لتنظيم استفتاء سلمي وناجح ويلتزم بالمعايير الدولية. ولدعم هذا الهدف قام قسم الاستفتاء والانتخابات الموحد بالأممالمتحدة، بالتضامن مع شركاء آخرين، بإعداد عدد من الخطط والإرشادات والموجهات كمسودة لدليل عمليات الاستفتاء، ومسودة للائحة الداخلية للمفوضية وأخرى لاعتماد المراقبين وذلك للنظر فيها جميعا من قبل مفوضية استفتاء جنوب السودان. كذلك تجري الاستعدادات على قدم وساق لتقديم التنوير والتدريب لمكتب الاستفتاء بجنوب السودان، واللجان الولائية العليا للاستفتاء ولجان المقاطعات. كذلك نساعد مفوضية الاستفتاء وهيئاتها الفرعية في تنفيذ عملية لوجستية ضخمة عبر كافة أرجاء البلاد التي يعيش بها سودانيون جنوبيون حتى يتمكنوا من ممارسة حقهم في التسجيل و الإدلاء بأصواتهم لاحقاً عندما يحين استحقاق ذلك. قامت البعثة بتدريب 9700 من المسؤولين الأمنيين القوميين ليتمكنوا من تنظيم عمليات دعم الاستفتاء ليتم بصورة منظمة ومرتبة بحيث تحترم حقوق الأفراد في التسجيل والتصويت في بيئة آمنة. وسيبدأ تدريب المسؤولين الأمنيين في شمال السودان قريباً. بنهاية هذه العملية سينال 21000 من أفراد الشرطة تدريباً بمساعدة شرطة الأممالمتحدة عبر سائر أنحاء البلاد. وبالنسبة للمراقبين الدوليين الذين سيأتون للسودان فإن الأممالمتحدة ستوفر لهم المساعدة اللوجستية الممكنة في حدود مواردها وامكانياتها المتاحة. وبالنسبة للمساعدة الملموسة فإن الأممالمتحدة ستقدم حوالي 120 طناً من مواد التسجيل، التي تشتمل على مرشدات وكتيبات ومعدات التسجيل والاستمارات وكتيبات تنوير الناخبين وغير ذلك من المواد. وستكون قطعاً عملية لوجستية مهمة تتطلب قدراً كبيراً من التنسيق من الشركاء الوطنيين والدوليين على حد سواء. وفي صدد انشاء سبعون قاعدة لدعم الأستفتاء في المناطق النائية في جنوب السودان كما سنفتتح مكاتب لنا في ولايات السودان الشمالية لتقديم المساعدة الفنية للمسؤولين والعاملين في تلك المناطق. كما أننا ندعم عمل منظمة الهجرة الدولية في كل ما يتعلق بعمليات الاستفتاء خارج السودان. أما بالنسبة لعملية التصويت نفسها فإن الأممالمتحدة ستساعد بطباعة أوراق الاقتراع والمواد التدريبية الأخرى. وسوف تستخدم أموال المانحين الدوليين في توفير احتياجات التسجيل والاقتراع وذلك عبر التنسيق الذي يقوم به برنامج الأممالمتحدة الإنمائي. ويحدوني أمل كبير في أن العرض التقديمي قد أجاب على بعض التساؤلات التي قد تكون لديكم عن دور الأممالمتحدة في الاستفتاء القادم. الأممالمتحدة ملتزمة بتقديم المساعدة والمشورة لمفوضية استفتاء جنوب السودان لتمكينها من إجراء الاستفتاء وبمساعدة السودان على إنجاز هذا الاستفتاء الذي يعد من أبرز استحقاقات اتفاق السلام الشامل.