السفير السعودي لدى السودان يعلن خطة المملكة لإعادة إعمار ستة مستشفيات في السودان    مليشيا الدعم السريع تكرر هجومها صباح اليوم على مدينة النهود    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    شاهد بالصور والفيديو.. على أنغام الفنانة توتة عذاب.. عروس الوسط الفني المطربة آسيا بنة تخطف الأضواء في "جرتق" زواجها    المجد لثورة ديسمبر الخالدة وللساتك    بالصورة.. ممثلة سودانية حسناء تدعم "البرهان" وثير غضب "القحاتة": (المجد للبندقية تاني لا لساتك لا تتريس لا كلام فاضي)    المجد للثورة لا للبندقية: حين يفضح البرهان نفسه ويتعرّى المشروع الدموي    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    الناطق الرسمي للقوات المسلحة : الإمارات تحاول الآن ذر الرماد في العيون وتختلق التُّهم الباطلة    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    قرار بتعيين وزراء في السودان    د.ابراهيم الصديق على يكتب: *القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة…    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    باريس سان جيرمان يُسقط آرسنال بهدف في لندن    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    صلاح.. أعظم هداف أجنبي في تاريخ الدوري الإنجليزي    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    المريخ يخلد ذكري الراحل الاسطورة حامد بربمة    ألا تبا، لوجهي الغريب؟!    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    بلاش معجون ولا ثلج.. تعملي إيه لو جلدك اتعرض لحروق الزيت فى المطبخ    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في كتاب جديد: ثورات أهل الهامش في السُّودان ... بقلم: د. قندول إبراهيم قندول
نشر في سودانيل يوم 17 - 10 - 2010

"كان من أمري مع هذا الكتاب أني نسخته بقلمي، وطبعته بيدي، وجعلته همي وسدمي، وأطعمته لحمي، وأسقيته دمي، ونفخت فيه من آخر أنفاسي، ولكم يحزنني في أشَّد ما يكون الحزن، ويشقيني في أعظم ما يكون الشقاء ألا تكونوا من بين قرائه".
الدكتور عمر مصطفى شركيان
هكذا جاءت الدَّعوة لقراءة ذلكم الكتاب في الإهداء من العالم والكاتب الأريب الدكتورعمر مصطفى شُركيان. فالدكتور شركيان غنيٌّ عن التعريف، فلقد صُدر له كتابٌ قيِّم في منتصف العام 2006م بعنوان "النُّوبة في السُّودان: نضال شعب في سبيل العدالة والمشاركة في السُّلطة"، فضلاً عن كتاباته العديدة في مختلف أمهات الصحف السيَّارة والإلكترونيَّة. فلقد استأذنت الأخ الدكتور عمر عندما أصدر كتابه الأول بالسماح لنا بتلخيصه وتعريف القارئ به فسمح لنا بالقيام بتلك المهمة، تشريفاً وتكريماً. وها هو إصداره الثاني - "السُّودان.. انتفاض مواطني المناطق المقفولة" - الذي منَّ الله علينا أن نكون أول قرائه قبل صدوره. فالكتاب درة من الدرر ومن الجواهر النادرة. كما أنَّ الكتاب هو في الأصل مكوَّن من مجلَّدين من الحجم الكبير، وإنَّه ذو غلاف مقوي مع آخر ورقي لامع. إذ يتألَّف المجلَّد الأول من 610 صفحة، والثَّاني من 485 صفحة، ويحتوي على خمسة فصول وتسعة أبواب وسبعة وسبعين ملحق؛ وهذه الملاحق تحتوي على معلومات داعمة لكل التحاليل التي وردت في لُب الكتاب. ولأهمية ما جاء في الكتاب استعرضت ما في داخل فصوله، وإنه ليحزنني ويشقيني أيضاً إن لم تكونوا من بين قرائه.
يحتوي الفصل الاول من الكتاب على بابين رئيسين هما "التأريخ السُّوداني عبر مرآة الحقائق العقلانية"، و"المهمشون في السُّودان.. من الأزهري الى البشير". إذ يتناول الكاتب في الباب الأول مفهوم التأريخ الإنساني والنظريات التفسيرية له، مبيناً رؤيتين: الرؤية الأفقية التشاؤميَّة، والنظرية الرأسيَّة التفاؤليَّة، واللتان تتلاقحان لإنتاج ما يصلح لتفسير تأريخ السُّودان الحديث، وكذلك يرى الكاتب في النظرة التفاؤليَّة أنَّ هناك تناغم بين الأديان الإبراهيميَّة (اليهوديَّة والمسيحيَّة والإسلاميَّة) والمعتقدات الإفريقيَّة؛ أما الرؤية التشاؤميَّة فتتجلى في استعداء الظواهر المتباينة، واستثمار سلبي للاختلافات بين الأفراد والثقافات والمجتمعات والتفاوت بين الثقافتين العربيَّة والإفريقيَّة لتأجيج الصِّراعات.
وكذلك استعرض هذا الباب شيئاً من تأريخ السُّودان القديم، وعلاقته بممالك أخرى في آسيا (الشرق الأوسط) ومصر القديمة من الحقبة 3,250 ق. م.، مروراً بتأريخ السُّودان الحديث (1898-1956م) بتفصيل غير مخل بالحقائق التأريخيَّة لهذا البلد، متضمناً كل ممالك السُّودان التي سكت عنها التأريخ والمؤرِّخون الذين كتبوا التأريخ بصورة انتقائيَّة، مما نتج عنه النظرة المقلوبة الآن عن الوضع الحقيقي في اختزال الدور التأريخي (لإفريقيا) وكأنَّه لم يحدث أبداً.
وفي الباب الثاني استعرض الكتاب بالتفصيل كيف تم استخدام القبليَّة من منظور تأريخي لخوض معركة الحياة في سبيل البقاء بإقصاء الآخر، أو ما نسميه في لغة العصر ب"التهميش" السياسي والاقتصادي والاجتماعي (Political, economic and social exclusion)، وهو مصطلح حديث مرادف لممارسة "العنصرية" بإسم الدِّين والعقيدة. إذ يعتقد الكاتب أنَّ تجارب الأمم قد أثبتت أنَّ رابطة العرق أقوي من رابطة العقيدة، وإنَّ المشكلات السياسية-الاجتماعية تُشعلها الفتن العرقيَّة، ولكنها تلبس لبوس الدِّين للحشد الشُّعوبي والتكالب السِّياسي. وصاغ المؤلف الأمثلة الدامغة التي تسند ما ذهب إليه؛ إذ ذكر - فيما ذكر - الفتنة الكبرى التي أراد فيها سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن يسير على سياسة إسلاميَّة، بينما اختار معاوية بن أبي سُفيان السير على أساس قبلي؛ استقبال قبيل "النوبي" المسلمين في يوغندا ومن اصول سُّودانيَّة إخوتهم المسيحيين السُّودانيين اللاجئين الفارين من جحيم الحرب الأهليَّة في جنوب السُّودان! أما المثال القبلي الآخر - في السُّودان - فقد تجلى في اللَّهجة التي سلكها سليمان كِشَّة في مقدِّمة كراسته "نسمات الرَّبيع"، حينما أهدى الكتاب إلى "شعب عربي كريم"، بدلاً من الى "الشعب السُّوداني الكريم" كما أرادها صديقه علي عبد اللَّطيف الذي ابدى براعة قوميَّة فائقة.
ومما هو واضح من عنوان الكتاب، "السُّودان.. انتفاض مواطني المناطق المقفولة"، فقد سلَّط المؤلف أضواء كاشفة على حال المهمَّشين في سنوات الاستعمار وبعده، وكيف تمَّ تهميش شريحة كبيرة من الشَّعب السُّوداني، إذ لم يتم تشاورهم في أمر الاستقلال، الذي أُعلِن من داخل البرلمان بدلاً عن الاستفتاء في عملية أسماها المؤلف "التزوير (الإيجابي) لإرادة الشَّعب" وما نتج عنه من تقلبات وعدم الإستقرار السيَّاسي ما بين نظام مدني حزبي ديمقراطي وعسكري شمولي. لهذه الأسباب كلها أهتم الكاتب بإلقاء "نظرة إلى الماضي بغضب شديد" ليحيط القارئ بتفاصيل تلك الحقب، بدءاً بما أسماه ب"مرحلة نشأة الشعور الوطني" والتي فيها تم تسخير الأدب (شِعراً ونثراً) في المقاومة السياسيَّة في ناحية معيَّنة من الوطن، بينما استمات المهمَّشون نضالاً في أنحاء أخرى من البلاد.
كذلك شرح الكتاب جانب من حياة "صانع الاستقلال" - الأستاذ إسماعيل الأزهري - ومواقفه النضاليَّة من اجل التحرر، وهو الذي كان يخاطب العقول والقلوب معاً، ويدعو إلي الحريَّة في أروع سماتها، والنِّضال من أجلِ نيلها في مقولات عديدة، إذ قال: "الحريَّة نور ونار، من أراد نورها فليصطلي بنارها"؛ "اضطهاد الأحرار يزيدهم تمسكاً بالحريَّة أضعافاً مضاعفة". كما ألقي المؤلف الاضواء على المراحل والأحداث - التي سبقت ميلاد السُّودان المستقل - مدعومة بملاحق تحوي مدوَّنات ومذكِّرات، وخطابات وآراء نادرة يصعب الحصول عليها؛ وكذلك أحاط القارئ بوجهات نظر وملاحظات أولئك الذين ناضلوا من أجل هذا الوطن العظيم.
يحتوى هذا الفصل أيضاً على الحديث عن تأريخ تمرُّد العسكر كتعابير عسكريَّة لمشكلات اجتماعيَّة–سياسيَّة، وكيف تطوَّرت هذه التعابير سلوكاً ومعنىً تبعاً لتباين ظروف الحكم وطبيعة الحكومات في الخرطوم – استعماريَّة كانت أم وطنيَّة. وفيما هو أشبه بانَّ النظام يأكل بعضه بعضاَ، ورد في الكتاب كيف احتسبت قيادة الإنقاذ رحيل بعض أعضاء مجلس قيادة ثورتها في ظروف غامضة أو مشبوهة، وأبرز الكاتب في هذا الفصل الأسباب الحقيقيَّة التي أدت الى استقالة اللواء فيصل علي أبوصالح (وزير الداخليَّة آنذاك)، ثمَّ تطرق لحيثيات ما دار بين العميد عثمان أحمد حسن (رئيس اللجنة السياسيَّة) والرئيس البشير في استبيان الرئيس له عن أسباب استقالته، خاصة انتقاد العميد حسن - أمام الرئيس - "أولئك المفكرين الإسلامويين الذين ينظِّرون من وراء الكواليس". ثُمَّ مضى الكاتب يحدثنا عن التعذيب الجسدي والنفسي والقهر الإجتماعي والثقافي، وكيف أنَّ الضمير الإنساني لنظام الإنقاذ في الخرطوم لم يهتز يوماً للممارسات البشعة التي عاناها أهل السُّودان قاطبة - جنوبيُّون وشماليُّون، مسيحيُّون ومسلمون.
وعن الإنشقاق السيَّاسي بين الترابي والبشير فقد قدَّم المؤلف تحليلاً علميَّاً منطقيَّاً لما كان يجري بين الشيخ السيَّاسي الدكتور حسن عبد الله الترابي وحواره المشير عمر حسن أحمد البشير. ولخَّص الأمر في أنَّ الشيخ الترابي حاول تجريد الرئيس البشير من جميع السُّلطات (التنفيذيَّة، السياسيَّة والعسكريَّة)، التي كانت بيده وتحويله إلى رئيس بروتوكولي، وذلك بقلب النظام السياسي من نظام رئاسي إلى نظام برلماني، حيث قام الشيخ الترابي بتعديلات دستورية ثلاثة هي: انتخاب منصب رئيس الوزراء من قبل البرلمان، انتخاب الولاة بدلاً من تعيينهم، والتعديل الأخير هو أن يتم تعيين الوزراء من النواب المنتخبين في البرلمان.
في الباب الاول من الفصل الثاني يقدم الكاتب تحليلاً نقديَّاً لكتاب الدكتور حسن مكي محمَّد أحمد "الحركة الإسلاميَّة في السُّودان (1969-1985م)"، وجميع أعماله التي استطاع الحصول عليها داعيَّاً النخب الفاعلة في المجتمع السُّوداني بعدم "التمتَّع بفقدان القراءة النقديَّة وعدم المساءلة الديمقراطيَّة"، لأنَّه استخلص من تأليفات حسن مكي مؤشِّرات تحريف للحقائق التأريخيَّة ومحاولات حجبها. كما تطرق الكاتب للظروف الاجتماعيَّة والسياسيَّة والدينيَّة والتأريخيَّة المتباينة التي ساعدت في نشأة الحركة الإسلاميَّة والتي اعتمدت على استخدام الدِّين في الحركة الجماهيريَّة لاستثارة العواطف والغرائز. كذلك استعرض الكاتب عمل حسن مكي في إبراز فكر الحركة الإسلاميَّة حول المؤسسة العسكريَّة بإفاضة مملة. أيضاً، تناول المؤلف في نقده لكتابات حسن مكي، الآراء التي تتعلق بأهل الغرب والجنوب السُّوداني عندما تناول حسن مكي مسألة "الجنوب" بعين عوراء خصوصاً المجازر التي إرتكبتها المؤسسة العسكريَّة في حق الجنوبيين. ثَم تطرق الكاتب منتقداً إفادات - أو ادعاءات وتناقضات - حسن مكي في كتاباته بأن "تجارة الرقيق في شرق إفريقيا والسُّودان وغيرها لا علاقة لها بالثقافة الإسلاميَّة". إذ كتب حسن مكي تناقضاته في عرضه لمعجم البلدان لياقوت الحموي قائلاً " إنَّ الفائدة في نظام الرِّق في الإسلام أنَّه أنجب حكاماً وكتَّاباً وعلماءاً كياقوت الحموي والجاحظ والمماليك الذين حكموا مصر والشام ثمانمائة سنة.. حيث يصير العبد كاتباً عظيماً أو ملكاً".
أما الباب الثاني من الفصل فيستعرض الدكتور عمر مصطفى شركيان، بالنقد التحليلي، نظام "التوالي السياسي" ملقياً الأضواء على أغلب الأحزاب السياسيَّة السُّودانيَّة، التي توالت مع نظام الإنقاذ، حيث كان عددها يفوق أربعة وثلاثين حزباً، وذلك تحت عنوان "التعدديَّة الحزبيَّة في عهد الإنقاذ.. التسلطيَّة بوجه ديمقراطي".
وفي الكتاب كذلك استعرض المؤلِّف في الباب الثالث من هذا الفصل "تمدُّد الحركة الإسلاميَّة في دول حوض النِّيل". وتمثَّل هذا الدور الإسلاموي في تمدد الحركة الاسلاميَّة السُّودانيَّة الى منطقة حوض النيل الإفريقي، والسعي لطرح نفسها إقليميَّاً لخلق بلبلة سياسيِّة وفتنة دينيِّة بغرض زعزعة الأمن والاستقرار السياسي في المنطقة، كما هو الحال في قلب السُّودان. أما القصة الثانية التي يكشفها هذا الباب فتتمثَّل في التنوير التفصيلي لمأساة إفريقيا الواقعة على شواطئ وجزر البحار والمحيط الهندي وضفاف أنهر وبحيرات إفريقيا العديدة، خاصة الحقائق التأريخيَّة لمأساة تنزانيا (تنجانيقا سابقاً). ثم تناول بالتدقيق اسباب ونجاحات ثورة زنجبار في مجتمع متعدِّد الأعراق كالسُّودان بواسطة السياسي البسيط جون أوكيلو، الذي لم يكن معروفاً في الأوساط السياسيَّة في تلك الجزيرة، مما دفع الناس إلى إطلاق الشائعات والأساطير الروحية و"نظرية المؤامرة اليهوديَّة والكوبيَّة" عن طبيعة تلك الثورة لتسميم أمخاخ النشء.
كذلك استعرض الباب بشيء من التفصيل تأريخ الصراعات السياسيَّة لما يجري في منطقة البحيرات العظمى (يوغندا، رواندا، بوروندي، الجزء الشرقي القصي من جمهوريَّة الكونغو الديمقراطيَّة)، إفريقيا الوسطى، تأريخ وطبيعة الصراع على مثلث اليَّمي بين كينيا والسُّودان ومثلث حلايب بين مصر والسُّودان. كما تعرَّض الباب للعلاقات "الأزليَّة" وتقلباتها السياسيِّة بين السُّودان ودول الجوار في حوض النيل على وجه الخصوص (إثيوبيا، مصر، أوغندا وإريتريا)، أو كما كتب الصحافي معاوية يس: "(أنَّ الحركة الإسلاميَّة السُّودانيَّة) عاثت في دول الجوار تدخلاً، وشراء للذمم، وتربصاً بالأنظمة والأقطاب والمصالح (صحيفة "الحياة"، 25/9/2010م)." ومن القضايا المهمة والجوهرية التي ناقشها الكاتب في هذا الباب هي اتفاقيَّة مياه النيل التي قد تسبب في نزاع مسلح بين دول المنبع والمصب، خاصة مصر التي ترسم سياستها جنوباً وفق مصادر المياه إليها. أما داخليَّاً فلقد تطرق هذا الجزء من الباب لقضية قناة جونقلي والسدود التي أقامتها الحكومة على النيل شمالاً كسد كجبار ومروي، متضمناً الآثار البيئية والاجتماعيَّة والأثريَّة، فضلاً عن المواجهات التي نشبت بين الحكومة والأهالي المتأثرين سلباً بقيام هذه الخزانات.
يتحدث الفصل الثالث عن المنشأ التأريخي والمعاصر لقضية "الجنوب" التي هي في الأساس مشكلة السُّودان برمته. في هذا الفصل أيضاً يرجع المؤلف أسباب المشكل إلى عوامل كثيرة أهمها: الإستقطاب العرقي والدِّيني والجهوي، السياسة الإستعماريَّة تجاه الجنوب، وعدم تعامل القادة والساسة بموضوعية مع قضايا الوطن منذ فجر الاستقلال. وهكذا كذلك يعترض الكاتب أيُّما الاعتراض على افتراض واعتقاد القادة والسياسيين والنخب الشماليَّة القائل إنَّ أسباب مشكلة "الجنوب" كمثل نظائرها في بقيَّة الأقطار الإفريقيَّة ترجع لأسباب طبيعيَّة تتعلَّق بجغرافية القطر وتكوينه البشري من جهة، ولأسباب تأريخيَّة ومعاصرة أهمها "السياسة الاستعماريَّة" من جهة أخرى؛ مبيناً أن مناطق كثيرة قريبة جغرافيَّاً من مركز صنع القرار، ولكن لن يشفع لها قربها الجغرافي من ويلات التهميش والاهمال الذي يشكو منهما الجنوب، وإنَّ نفس القادة ومنذ الاستقلال يسيرون على نهج المستعمر، ويسبحون مع تياره وأسلوبه في إدارة شؤون البلاد، بل ازدادوا سوءاً في كثير من الأمور.
كما يناقش هذا الفصل المحاولات التأريخيَّة العديدة لحل مشكلة "الجنوب" في تلك الحقبة، ابتداءاً بمؤتمر جوبا، المائدة المستديرة، لجنة الاثني عشر والدور الطليعي للنخب الجنوبيَّة وأحزابهم السياسيَّة لاحتواء الاحتقانات، ولكن فشلت كل هذه المحاولات لأنها كانت تنبني على الخدعة وإستهجان القدرات والمقدرات الجنوبيَّة في التعاطي مع مشكلاتهم. ثم تطرق هذا الفصل أيضاً لمفهوم الهوية الثقافيَّة وتأثيراتها الإجتماعيَّة والسياسيَّة، ثقافة الجنوب بمنظور "شمالي"، وكيف تلاقحت هذه النظرة مع الفوارق الاجتماعيَّة لتعقيد المشكلات. كما شرح كيف تعمدت الطبقة الدينيَّة الشماليَّة في تتفيه ديانات أهل الجنوب واحتقار موروثاتهم الدينيَّة واللَّغويَّة، مما أدى لعودة العدائيات من جديد في العام 1983م لتنتهي باتفاقيَّة السَّلام الشَّامل العام 2005م.
سلَّط المؤلف الضوء على قيام الحركة الشعبيِّة لتحرير السُّودان والتي استهدفت إعادة صياغة العلاقات السياسيَّة-الاجتماعيَّة داخل المجتمع السُّوداني من أجل خلق سُّودان جديد موحَّد فيه تتساوى الحقوق والواجبات، وتكون المواطنة هي الأساس دون إقصاء لأحد بسبب العرق أو المعتقد أو الثقافة. كذلك استعرض هذا الفصل التسلسل التأريخي للأحداث المؤسفة من القتل العشوائي والمذابح الدمويَّة التي تعرض لها أهالي الجنوب على أيدي المؤسسة العسكريَّة والميليشيَّات القبليَّة التي كوَّنتها هذه المؤسسة ووفَّرت لها المدد العسكريَّة من سلاح وغيره. وكذلك أسهب المؤلِّف في الدور الذي لعبه الدِّين والإعلام في تأجيج الصراع، وأوضح أنَّه "لم يشهد تأريخ الحرب الأهليَّة في السُّودان من قبل نظاماً استخدم الدِّين والإعلام كما حدث في عصر "الإنقاذ"؛ إذ أسرف النظام في رفع شعار الجهاد في سبيل الله ليفلح في تجنيد الشباب حتى أمسوا يرون القتل مجداً، واستثار فيهم حمية الشهادة في يوم الكريهة والزواج بالحور العين". لم يترك الكاتب باباً في قضية الحرب في الجنوب إلا وطرقه بإستعراضه الجهود المحليَّة، الإقليميَّة والدوليَّة لإحلال السَّلام في السُّودان بدءاً بإعلان كوكادام في عهد الحكومة الإنتقاليَّة (1986م)، العهد الديمقراطي (1986-1989م)، جهود التجمع الوطني الديمقراطي، منظمة الإيقاد، المبادرة الليبيَّة–المصريَّة وغيرها من المبادرات والاتفاقيَّات الثنائيَّة، وألحق الكاتب في ذيل الكتاب أكثر من 17 وثيقة وملحق تتعلق بهذه الجهود.
أما الفصل الرَّابع فيحتوي على أربعة أبواب حسب الترتيب التالي: في نقد كتاب "جبال النُّوبة: إثنيات وتراث"، النُّوبة بين عهدين (1985-1989م)، النُّوبة بين أهوال الحرب وآمال السَّلام، وأعلام في حياة النُّوبة. ففي الباب الأول يتناول الكاتب بالنقد والتحليل المنهجي كتاب "جبال النُّوبة.. أثنيات وتراث" لمؤلفه الأستاذ عبد العزيز خالد فضل الله ليظهر اختلال السرد التأريخي للحقائق وما سيترتب عليه من تأثيرات على من يطالع هذا التأليف. إذ خلص المؤلف إلى أنَّ الاستاذ عبد العزيز خالد فضل الله قد أغفل كثيراً عن ذكر الحقائق التأريخيَّة لمناضلي جبال النُّوبة وثوراتهم، وأنَّ هناك خلطاً وأخطاءاً جسيمة في عرضه للمعلومات التي أوردها. لم يكتف الدكتور عمر مصطفى شركيان بالنقد والتحليل، بل أحاط نقده بمعلومات وإيضاحات كثيرة وكأنَّه أعاد كتابة تأريخ جبال النُّوبة الإثني، الإجتماعي والسيَّاسي من جديد.
أما الباب الثاني فقد ركَّز على فترتي الحكم الإنتقالي بعد إنتفاضة أبريل العام 1985م، وفترة حكومة الصَّادق المهدي (1985-1989م). إذ تناول الكاتب فيهما الأوضاع المأساوية التي عاشتها وما تزال تعيشها جماعات الهامش من نُّوبة وجنوبيين في أطراف العاصمة القوميَّة، وكيف داومت السُّلطات المركزيَّة إلصاق عليهم اتِّهاماً وراء اتِّهام بالعنصرية ليس لشيء، إلا لأنَّها طالبت وتطالب "بالإعتراف بخصائصها وترجمة ذلك الاعتراف في تركيب الإدارة المحليَّة، ووسائل تطوير اللُّغات والموروث الحضاري لها، وبرنامج محدَّدة وملموسة تصاغ بمشاركتها للتنمية الاقتصاديَّة في إطار التَّنمية المركزيَّة للسُّودان". كما تطرق الكاتب إلى تفاصيل إرهاصات الحكومة الانتقاليَّة حول ما أسمته "بالمؤامرة العنصريَّة" وكيفيَّة إستنفارها للسُّودانيين للذود عن الوطن ضد تلك "المؤامرة العنصريَّة". ثم صوَّر الكاتب تعاسة الحياة في جبال النُّوبة، وبيَّن أنَّ جميع سكان جبال النُّوبة شركاء وسواسية في الظلم الاجتماعي والاقتصادي والسيَّاسي، إلا أن أهل الحكم في الخرطوم يستغلون الاختلاف الأثني والدِّيني في المنطقة لتأجيج الصراع بين الأهالي. كذلك تناول هذا الباب انتهاكات حقوق الإنسان في جبال النُّوبة من مجازر كثيرة، خاصة تلك التي وقعت في منطقة هيبان، والتي تعتبر أكثر المناطق تأثراً بهذه التجاوزات.
عالج المؤلف أيضاً مسألة الأرض بكثير من التفصيل، حيث سلَّط الأضواء على الظلم الذي لحق بالنُّوبة من جراء سياسات استغلال الأراضي في منطقة الجبال، المتمثِّل في "توزيع الأراضي الزراعيَّة الخصبة لأشخاص من خارج المنطقة بحجة أنَّ لديهم إمكانيات الاستثمار"، ذاك الظلم الذي ولَّد كثيراً من الحقد والموجدة والضغن لتفشو آثاره. إذ كانت المقاربة بين هذه السيَّاسات وتلك التي عُوملت بها قطاعات السكان الأصليين في كلٍ من أمريكا الشماليَّة وأستراليا بواسطة المهاجرين الجدد، وختم هذا الأمر بالقول "(...) من أجل العدالة الاجتماعيَّة والسياسيَّة لا بد من إعادة الأراضي إلى ملكيَّة أصحابها في كل منطقة، وإلغاء القرارات التي حوَّلتها إلى ملكيَّة الدولة، لأسباب لا علاقة لها بالعدل، ولم تراع فيها مصلحة أصحاب الأراضي، بل أريد سلبهم من حقوقهم.."
استعرض الكتاب سياسات حكومة الصَّادق المهدي (1986-1989م) تجاه جبال النُّوبة، كما تناول شخصية وفلسفة الصَّادق المهدي في التعامل مع القضايا بصفة عامة، وخاصة ما يتعلَّق بمفاهيمه للدِّيمقراطيَّة الليبراليَّة و"تحديث مفهوم الذِّمة" كضمانات لحقوق الأقليَّات الأثنيَّة والدِّينيَّة. كما ناقش الباب الكيفيَّة التي بها أطلقت حكومة الصَّادق المهدي "الديمقراطيَّة" العنان للقبائل غير الإفريقيَّة لاستخدام السلاح ضد النُّوبة بحجة الدفاع عن نفسها أو مساعدة حكومته في القضاء على الحركة الشعبيَّة والجيش الشعبي لتحرير السُّودان رغم الاعتراضات والتحذيرات من نوَّاب برلمانيين من منطقة جبال النُّوبة بخطورة تلك السيَّاسات، إلا أنَّ الصَّادق المهدي أصرَّ بالقول "سلَّحنا قبائل الغرب (دارفور وكردفان) كي تشارك السُّلطة في سعيها إلى وضع حد لظاهرة النَّهب المسلَّح في دارفور وكردفان!" هذا الإصرار وما نتج عنه من انتهاكات جسيمة (كمذبحة الضعيين مثلاً) حدا بالكاتب وصف هذه العملية ب"البربريَّة في غياب العقل"، وفترة ذاك الحكم ب"الظلام عند الظهيرة".
وفي الباب الثالث "النوبة بين أهوال الحرب وآمال السَّلام"، سلَّط الكاتب الأضواء على تأريخ مقاومات وثورات شعب جبال النُّوبة ورصفائهم من أهالي شرق وغرب السُّودان (البجة ودارفور) وجنوبه ضد الاستعمار الأجنبي، كما أجلى عن نضالاتهم التي كانت ردة فعل طبيعيَّة لشعورهم بالتَّهميش الثقافي والاجتماعي والسياسي في السُّودان بعد الاستقلال وذلك بإنشاء التنظيمات المطلبيَّة من أجل توفير الخدمات الاجتماعيَّة والصحيَّة والتعليميَّة والتمثيل السياسي العادل في جميع أجهزة الدولة المدنيَّة والعسكريَّة والسياسيَّة والديبلوماسيَّة. وفي سبيل السَّلام في جبال النُّوبة استعرض الكاتب في هذا الفصل المجهودات الداخليَّة لإيجاد صيغة توفيقيَّة لإحلال السَّلام الشامل والعادل، كما امتحن الكاتب انسلاخ شريحة صغيرة من أبناء النُّوبة عن الحركة الشَّعبيَّة والجَّيش الشَّعبي لتحرير السُّودان (الحركة الشَّعبيَّة – قطاع جبال النُّوبة)، والتي اجتهدت الحكومة السُّودانيَّة في استخدامها لافتعال مواجهة نوباويَّة-نوباويَّة. كذلك استعرض المؤلف اتفاق وقف إطلاق النَّار في جبال النُّوبة العام 2002م، ومجهودات السيناتور الأمريكي جون دانفورث لدفع عملية السُّلام والتي أثمرت في إبرام هذه الاتفاقيَّة بسويسرا. كما تطرَّق الكاتب للمؤتمر التشاوري لعموم أبناء النُّوبة في كاودا: أهدافه، القضايا التي نوقشت في المؤتمر، التوصيات والقرارات التي انبثقت عن المؤتمر، وناقش المآلات التي انتهى إليها مؤتمر كاودا حتى استعرت حملة شعواء مندِّدة ومنكرة على أبناء النُّوبة تفويضهم للحركة الشَّعبيَّة للتفاوض نيابة عنهم في منبر "الإيقاد". ثم قدَّم المؤلف تحليلاً وافيَّاً لبروتوكول جنوب كردفان والنيل الأزرق، حتى ختم الباب بإستعراض مهدِّدات السَّلام في جنوب كردفان/جبال النُّوبة ومن أهمها الهواجس الأمنيَّة والسياسيَّة. وكذلك ذيَّل الباب بمجموعة ملاحق تفصيليَّة قيِّمة جديرة بالقراءة.
يتناول الباب الرابع الحديث عن أعلام النُّوبة الذين أظهروا نضالاً بطوليَّاً في تأريخ النُّوبة المعاصر وهم: الأسقف فيليب عباس غبوش، القائد الأستاذ يوسف كوة مكي والقائد محمَّد جمعة نايل. إذ سلَّط الكاتب الضوء على حياة الأب فيليب النضاليَّة ومواقفه الوطنيَّة وتوجهاته القوميَّة برغم مما ناله من سلخ بالألسن الحداد من معارضيه للنيل من شخصيته. كما استعرض المحاضرة التي ألقاها المناضل الشهيد يوسف كوة مكي لدى زيارته لمدينة مناشستر البريطانيَّة والتي تناول فيها المشكل السُّوداني بالشرح المفصَّل ذاكراً الأسباب الرئيسة لانضمام أبناء جبال النُّوبة للحركة الشعبيَّة والجيش الشعبي لتحرير السُّودان وماهيَّة القواسم المشتركة بين "النُّوبة" و"الجنوبيين". كذلك تعرَّض هذا الباب للمحادثات التي جرت بين الحكومة السُّودانيَّة والحركة الشعبيَّة والتي اشترك فيها كل من القائدين يوسف كوة ومالك عقار، وما تمخَّض عن تلك المحادثات.
وخصَّص الكاتب الفصل الخامس من الكتاب لمعاينة مشكل دارفور. إذ تعتبر قضية دارفور من أكثر القضايا التي وجدت اهتماماً عالميَّاً ودوليَّاً في التأريخ المعاصر حيث أخذت طابعاً سيَّاسيَّاً إقليميَّاً ودوليَّاً بعد أن وصفتها الحكومة الحاليَّة والفائتة بأنها قضية نهب مسلح ونزاعات قبلية من أجل البقاء! ففي هذا الفصل من الكتاب تناول الكاتب الحديث المفصَّل عن أرض (جغرافيا) دارفور، تأريخ الإقليم، السكان وقبائلهم المختلفة، والنزاعات القبلية ليسلِّط الأضواء على طبيعة أزمة دارفور من النواحي التأريخيَّة والأثنيَّة والاجتماعيَّة والبيئيَّة، وانعكساتها السالبة على المنطقة. كما استعرض صناعة الاستقطابات الأثنيَّة والسياسيَّة في الإقليم، والتي أدَّت إلى النزاع المسلح، الأوضاع الإنسانيَّة ومجهودات السَّلام ومآلاتها. وبالطبع كما عهدنا من الكاتب فإنَّه قد دعَّم محاور نقاشاته وتحليلاته بأكثر من عشرين وثيقة وملحق.
وما أن فرغت من قراءة مسودة الكتاب، وبعد أن تمَّ إيداعها إلى المطبعة، حتى سألت الدكتور عمر مصطفى شركيان عما يفعله الآن. فردَّ إنَّه يعكف على كتابة بعض المقالات في الأدب الإفريقي كما تقرأها في شبكة المعلومات العالميَّة (الإنترنت) وبعض الصحف "الخرطوميَّة"، وإنَّه يكتب ورقة باللغة الإنكليزيَّة عن ديناميكيَّة التماهي في ثقافة النُّوبة، ثمَّ إنَّه يكتب باباً لكتاب باللغة الإنكليزيَّة أيضاً عن قوميَّتي البجا والنُّوبة في السُّودان. وكذلك أقرَّ الدكتور شركيان أنَّ لديه أعمالاً جاهزة باللغة الإنكليزيَّة، وهو الآن يبحث عن النَّاشرين، وهذه الأعمال عبارة عن كتاب عن النُّوبة في السُّودان، ومسرحيَّة عن مملكة تقلي، وأخرى عن مشكل السُّلطة والتماهي والفقر في السُّودان. قلنا له قد ينفذ صبرنا في انتظار تلك الأعمال لكنا تالله لمنظرون لقراءتها يا عمر!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.