لا حديث خلال هذه الشهور والايام القادمة غير الذي يتصل بالاستفتاء وما سيفضي اليه من مخرجات وحدة او انفصال . الكل يتحدث عما يتمني حدوثه وما لا يهوى وقوعه ولكن يا تري ستمنع التمنيات وقوع ما لا نرغب فيه ام بالعمل المخلص وحده والنية الصادقة يمكن بهما فعل شئ يمكن خلاله الحفاظ علي وحدة هذاالوطن الابي الذي نحبه كثيرا.الغريب والادهي في الامر انه بينما معظم الشعب السوداني في حالة القلق, ان لم يكن اليأس قد وجد طريقا الي قلوبهم لان مصير الوطن العزيز يكتنفه الغموض وعدم اليقين,والحال ا كهذا تجد ان ثلة من ناس-حكام الخرطوم ومن يوالونهم من بعض ابناء الهامش المنتفعين- يكاد يجدون في قلق الغيورين والمحبين لبلاده مادة مسلية ودرامة اومسرحية شيقة!!! وما الحديث عن الوحدة ونفرتها في الخرطوم وفي اماكن اخري في الشمال الا مسرحية سيئة لم تحبك فصولها حبكا جيدا فبالله عليكم اين كانوا وماذا فعلت الخرطوم منذ فجر الاستقلال وحتي الان كي تكون الوحدة شيئا مقدسا يعضه جميع لسودانيين بنواجزهم دون استثناء؟ انا الذي اكتب هذا السطور جنوبي عشت جل حياتي في الشمال وان شئت الدقة في مسقط رأس السيد الرئيس(شندي),وما الحديث عن المذهولين والقلقين(وانا منهم) علي المصيرالمظلم الذي ينتظر بلدي السودان الا كلاما صادقا من شعور صادق تجاه بلدي الكبير.نعم مصير الذي ينتظر البلد مظلم طالما الجماعة امثال نافع لاتزال تصر ان كل شئ علي ما يرام مادام حزبه وسكان مثلث حمدي يسيطر علي مفاصل الامور في دولة السودان الفاشلة.وان قال قائل ان احوال بلادنا سيئة وتسير الي الاسواء يوما بعد يوم قالوا من ادراك يا عميل. الجنوبيون اللذين يصفهم كل حكام الخرطوم اليوم ومعظم قادة الرأي الشماليين دون خجل بالعملاء و هم في ظني اكثر الناس وطنية وكيف ستقول لي لا وهم اللذين وافقوا تضامنا مع اخوتهم البرلمانيين الشماليين فقط كي تتخلص البلاد من المستعمر الدخيل الذي دخل السودان مع بعض السودانيين الشماليين اللذين يصفنا احفادهم اليوم بالمرتزقة وبالعمالة لليهودية وللامبريالية.الجنوبيون الذين تتعتونهم هكذا النعوت المسئية و,ايها السادة, هم نفس القوم اللذين اقترحوا عليكم فكرة الفيدرالية نظاما انسب لحكم البلاد قبل اكثر من نصف القرن من عمر الزمان وكانت الحكمة وراء هذا المقترح هي ان تبقي البلاد شعبا وترابا محصنة وموحدة ولكن بغباوة لا تضارعهاغباوة والتي حسبها قومي خطاءا شطارة ودهاء رفضوا المقترح بكل تكبر وعنجهية منقطعة النظير بل ذهبوا ابعد من هذا حيث اجرموا حينذاك كل من نطق لسانه حرفا من حروف كلمة الفيدرالية!!.يضاف ايضا الي سجل وطنية الجنوبيين قبولهم الاتفاقية اديس ابا ابا سنة1972 مع الطرف الشمالي(حكومة جعفر محمد نميري حينذاك) والتي اوقفت حربا كانت طاحنة استمرت لمدة17سنة والتي بها حافظت البلادعلي وحدتها ولكن كدأبهم وبعقلية تدعي الشطارة نقض جعفر الاتفاقية التي وقع ممثليوه علي بنودها فكانت انتكاسة اخري من انتكاسات وطني العديدة وكانت الحرب الاهلية الثانية والتي جاءت اطول من الاولي.وان شئت ا لاستماع الي المزيد من وطنيات الجنوبيين فيكفيهم فخراان القائد الملهم د.قرنق كان ابنا من ابناء الجنوب الذي لقن الكثيرين داخل الحدود وخارج دروسا في حب الاوطان ولا اعتقد ان الذي يتشككون في وطنيتنا ان يكون قد ولد وسطهم شخصا ينافس قرنق في وطينيته – الاحياء منهم او الا موات!! نادي بملء فيه قرابة ربع قرن مبشرا بمزايا الوحدة وضرورة استحداث صيغة جديدة كي تكون الوحدة قيمة معشعشة في النفوس لا في افواه سادتي الوزراء والمحللين السياسيين ولا المذيعين.. ولكن ضيعتم الزمن في تساؤلات غير مفيدة البتة ومثل ماذا يريد الجنوبيون(الجنوبيين دايريين شنو!! ان شاء فهمتو الجنوبيين عايزين شنو المرة دي ). ربما يتسأل سائل اذا كان الجنوبيون وطنيون الي هذا الحد الذي تصفه فلماذا الان الاتجاه صوب الانفصال؟ فسيكون ردي علي هؤلاء ان وجهوالي مثل هذا السؤال ...ان استهتار بنا قد بلغ مبلغا لا يمكن احتماله,ولئن تمادوا سنينا في تطبيق السياسات التي رموا بها ا لتفريق بين ابناء الوطن الواحد فما النتيجة التي تنتظرونها مننا غير التي ستقع لا محالة...وما يحمل الكثير من ابناء الجنوب علي ان الصبر مع حكام الخرطوم لن يفضي الي ما هو ايجابي هوان القوم لا يزالون غير مبالين بالاذي الذي لحقوه باخوتهم اهل الجنوب وبدلا من مجرد اظهار التأسف علي ذلك تراهم يتحدثون نفس اللغة التي نفرت واجبرت علي تفكير في مصير و حياة منفصلة وبعيدة عن اهل الخرطوم...يقول القوم ان وراء نزعة الانفصال لدي الجنوبيين امريكان واليهود او قل (الود اوباما والعم نيتنياهو عديل كدا)ونطلاقا من هذا النمط من التفكير يطالعنا السيد رئيس الجمهورية صباحا مساءا بتصريحه المتكرر والذي فحواه ان المواطن الجنوبي لو ترك حرا سيختار حتما الوحدة!!! سيدي الرئيس ان كنت صادقا فيما تقوله فاكيد الجنوب بكل ما فيه من بشر وبقر وحجر وشجر محجب قصدا عنك بفعل فاعل واعتقد الفاعل بعض من ابناء الجنوب المقربين لك الذين ربما لشئ في انفسهم يرسمون صورة زاهية عن ولاءات وميول مواطن الجنوب الذي يتوقع ان يصوت بلا او نعم للوحدة في مطلع يناير القادم. الجنوب ايها السادة الحالمون بالوحدةعمليا انفصل, انه خرج من رحم السودان القديم طفلا معافي يتنفس عبق نسيم الحرية في فضاء اكثر رحابة وسعة وما حديثكم عن الوحدة الا عملا يشبه محاولة ارجاع المولود الي رحم امه من جديد ولكن هيهات..... chol bourjouk [[email protected]]