هل يعقل أن يكون شهر يناير هو الشؤم على السودان الوطن الواحد، بعد أن ظل طوال ال 54 عاما الماضية هو شهر أفراحهم وأمجادهم وبطولاتهم وثوراتهم الممتدة عبر التاريخ والتى شارك فيها جميع ابنائه دون تمييز؟؟ بلا شك وقع ما كنا نخشاه ولا نجرؤ على تخيله ، وحمل التاسع من يناير لقب اليوم الأسود تاريخيا ،والسنة بضم السين السيئة التى سيتبعها بقية الأنفصاليون فى مناطق السودان الاخرى. وكما كانت مسالة تقرير المصير مطروحة منذ أمد وعندما دنت لحظتها صعقتنا بخيارها الذى كنا تخشاه، رغم أن ساساتنا الذين جلسوا على سدة الحكم وداروا فى فى محيط فلكه هم الذين يتحملون مسئولية هذا الانفصال وتفتيت هذا البلد الذى جلسوا على أنفاسها حاكمين بالقوة والجبروت ،خصوصا النظام الحالى الذى سيدون له التاريخ وصمة عار لن تمحوها الأيام والسنوات مهما تعاقبت. لا أدرى كيف سينامون اليوم ؟ وهل يغمض لهم جفن وتحمل رقابهم هذا الجرم المشهود والذى ستتوالى تبعاته الأسوأ فى مستقبل الأيام. خطابات المسئولين البراقة وتصريحاتهم المطمئنة أضحت لاجدوى منها ولاتجد من يصدقها او يتعاطى معها سواء تلك الفئة التى أدمنت التطبيل وتغيير المواقف وتولية الوجوه شطر السلطة أينما ما كانت وفى أيدى أى من يكون حتى لو كان ذئبا يرتدى ثياب الحملان. هاهو حالنا دوما وسيظل وسيؤدى بنا الى درك أسفل مما نحن فيه اليوم طالما ظل ساستنا يتعاملون بهذه الأحادية دون تظرة أستراتجية للمستقبل،وزعماء تتخبط تصريحاتهم مابين تهديد تارة واتكسار فى أخرى. هاهو الأنفصال الاول قد أتى ووقعت واقعته وعلينا أن لاندور فى فلك الخطب العاطفية والتباكى على الوحدة والتى لوكانت أجهزة الاعلام التى يسيطر عليها المؤتمر الوطنى والتى جاءت تتباكى على وحدة السودان بعد أن دنت لحظتها ووظفت برامجها تلك قبل عامين لكانت حققت ما تبحث عنه الان . هل نأمن على السودان فى ظل هذه الحكومة والمعارضة التى تجالسها ليلا مستأنسة بالفتات الذى ترمى به اليها وتخرج علينا الصبح بتصريحات ركيكة لزعمائها الضعفاء أم تلك التى خرجت من موائدها بعد أن أمتلأت مواعينها وجاءت تمثل علينا دور المنقذ ؟؟ عبد الغفار المهدى