اثار لقاء البشير بالسيد الصادق المهدى الاسبوع الماضى عدد من ردود الافعال فى اوساط المعارضة.لم افهم لماذا غضبت المعارضة فالهمهمات غير الواضحة التى الذى اذاعتها المعارضة فى الاوساط الصحفية عبر تصريحاتها التى اطلقتها فى اعقاب اللقاء تشئ بان حزب الامة قد ارتكب خيانة عظمى فى حق المعارضة بلقاءه البشير!!.لا اعرف ما اذا كان فى اتفافات المعارضة السرية مع حزب الامة بندا يحظرعليه الاتصال بالاحزاب الاخرى او بقيادة البلاد. حسب علمى ان المعارضة لم تتفق على شى محدد سوى على هدف اقرتة منذ عشرين عاما وهو اسقاط الحكومة.ومن حقها ان تفعل متى استطاعت ولكن ليس من حقها مصادرة حق عضويتها فى البحث عن مخارج خاصة. حزب الامة لم ياتى بجديد فى تاريخ الاحزاب ولا فى تاريخة. فاوض حزب الامة الانقاذ منذ ثانى انقلبت عليه حين بعث الامام السيد الصادق مذكرتة الشهيرة الى قادة النظام مفتتحا طريقا للحوار بعبارتة شهيرة(معكم القوة ومعنا الحق).وفى اعقاب تهتدون بدا حواره مع النظام فى اسمرا واستمر حتى توج باتقاق جيبوتى.وبعدها انسلخ حزب الامة من التجمع نهائيا وجاء للخرطوم ليصطاد الفيل الذى عثر عليه فى جيبوتى لكن للتاريخ فلقد تم اصطيادة.!!.ثم جرت المياه كعادتها تحت الجسر فاذا بالوسط السياسى يصحو على ايقاع التراضى الوطنى الذى مالبث ان انتاشتة سهام صقور المؤتمر الوطنى او كما قال الامام.حين رايت الاستاذ نافع يقدم السيد الصادق لباب العربة لقائه الاخير بالبشير قلت فى نفسى هذا هو احد صقور الانقاد ينتاش الامام بابتسامة عريضة !!.فى كل هذه المحطات كان حزب الامة يتصرف برواه الخاصة ومصالحة وبرنامج عمله بعيدا عن الاجندات المتعارضة للمعارضة فما سر الغضب الذى انتابها الان بعد لقاء البشير والامام ؟.تفسيرى ان المعارضة اعتقدت ان كتوفها تلاحقت مع حزب الامة.!!كيف!!.بمعنى ان خالى السيد الريح السنهورى الامين العام لحزب العربى الاشتراكى وهو رجل مخلص لمبادئة(حياك الله ياخال) يعتقد ان حزبة والامة سواء ولكن فى حقيقة الامر لسيوا سواء لاجماهيرا ولاتاريخا ولاحكما ولامعارضة.وقس على حزب حزمة من احزاب التحالف. حزب الامة اذ يتصرف بنهجة الخاص يفهم ان مسوؤلياتة فى البلد اكبر والثقل الجماهيرى له مقارنتة بثقل هذه الاحزاب مجتمعة ليسوا سواء. على العموم هذه هى حقائق السياسية لاعواطف فيها.الحزب الشيوعى كان واقعيا وهو يقر بحق حزب الامة بمفاوضة الحكومة بمفرده او ضمن اخرين. المؤتمر الشعبى كان اكبر الغاضبين بل هو الذى قاد الحملة ضد المهدى واعتبر ان ماقام به الحزب ضد هدف التحالف وهو اسقاط النظام.ولكن الشعبى يدرك حجم الاحن الذى يضمرها حزب الامة تجاه الشعبى وقيادتة الذى يحملها مسئولية العصف بالنظام الديمقراطى ولا اظن ان الشعبى يجهل ان ثقة حزب الامة فى تحركاتة السياسية ترتفع قليلا من درجة الصفر.وللحقيقة الشعبى ظل متشككا بان حزب الامة باستطاعة ان يبدل اتجاهة متى ما لاحت فى الافق صفقة على ايقاع التراضى الوطنى او الاجندة الوطنية او انتخابات او غيرها.حزب الامة يبحث عن مخارج سليمة لازمة البلاد بحسب تقديراتة ومن هذا المنطلق يرسم استرتيجية ويغير تكتيكاتة بحسب مقتضى الحالة السياسية. وله فى ذلك حق مبين.لايمكن تصور ان يراهن حزب الامة مستقبله السياسى لاجندة الشعبى مهما كانت درجة تحالفة معه او مع اخرين. مايدهش المرء ان المعارضة التى وافقت طيلة ست سنوات ان تضم الحركة الشعبية لتحالفها وهى على سدة السلطة وتعمل يد بيد مع المؤتمر الوطنى لانفاذ اتفاقية نيفاشا وقد فعلت حتى اخر محاطتها لم تتخلى عنها ولم تعترض على مشاركتها فى الحكومة فما بال الشعبى ورهطة يستنكرون على حزب الامة مفاوضة النظام من مقاعد المعارضة؟!!.حزب الامة يلعب الان بذات بتكتيك الحركة الشعبية وهو استخدم المعارضة للضغط على النظام بغرض تمرير اجندتة. يبدو ان المعارضة فهمت ذلك فنتابها غضب عظيم.هذا الغضب يكشف ورطتها الكبرى فلاهى قادرة على اتخاذ موقف صارم من حزب الامة بابعاده عن المعارضة فالتجربة التاريخية دلت على ان خروج حزب الامة من صفوف المعارضة يعصف بها باكثر مما يفعل بحزب الامة ودونكم تجربة التجمع الوطنى الديمقراطى. ومن جهة اخرى تعجز المعارضة الموافقة على تكتيكات حزب الامة التى يستخدمها لصالح اجندته ومصالحة.خيارين احلاهما مر.لذا اصغى التحالف وذهب للاجتماع بالامام لاسماعه رايه فى تحركاتة ولكنه فى النهاية لزم حدوده فلم( تقطعة ناشف) مع حزب معه بل كانت اميل لايجاد مساحة للتوافق مع الامام.لابد ان حزب الامة يبتسم الان مستغربا من هذه (الزرزرة) التى وجد نفسه فيها دون مبرر حقيقى .الامةلا يجهل فعالية احزاب التحالف ولكنه يعرف ثقل وزنها السياسى فى الساحة فمعادلتة الان هى الاستخاف بالوزن واستخدم الفعالية ككرت ضغط على طاولة تفاوضة مع النظام . الامة حقيقة لايرغب فى شراء تذكرة للنظام على التونسية انما يبحث عن مقعد مريح داخل كابينة الحكومة القومية او العريضة والله اعلم.