• مازدا الذي قال أنهم درسوا الخصم جيداً أوشك أن يضيع المباراة أمس الأول. • الغريب في الأمر أن مازدا في كل مرة يخرج علينا بتصريحات مفادها إما أنهم درسوا أو سيدرسوا خصمهم جيداً، لكنه ظل يعتمد على طريقة لعب واحدة مع كل الخصوم وتحت كل الظروف. • فقد لعب منتخبنا حتى الآن أربع مباريات في البطولة اعتمد مازدا في ثلاث منها على ثلاثة لاعبي ارتكاز بما في ذلك مباراة الافتتاح أمام الجابون، علماً بأن أي فريق يلعب هجومياً في أولى المباريات لكي يكسب، دع عنك صاحب الأرض والجمهور. • من غير المعقول أن يلجأ مازدا في كل مراحل البطولة لنفس طريقة اللعب وفي نفس الوقت يريدنا أن نصدق حكاية أنهم درسوا الخصم جيداً. • أصر مازدا على إشراك الشغيل في ثلاث مباريات رغم أن هذا اللاعب لم يقدم ما يشفع له، بل أضاع أول فرصة في أول خمسة دقائق من أول لقاء للمنتخب برعونة شديدة. • وبالطبع لا نحاسب الشغيل على ضياع الفرص، فالكثيرون غيره في المنتخب أضاعوا فرصاً سهلة بنفس درجة الرعونة, لكن الشغيل لم يقنعنا في يوم بأنه يستحق أن يرتدي شعار المنتخب ولا حتى شعار نادي المريخ. • أمس الأول تقدم منتخبنا على النيجر بهدف واحد، لكن مازدا لم يغير من تكتيكه أو يلجأ للتغيير بعد التقدم رغم الحاجة الماسة لذلك. • ثم طُرد أحد لاعبي النيجر ولم يتحرك مازدا لإشراك لاعب بديل مكان الشغيل الذي لم يعد لوجوده معنى، إذ من غير المنطقي أن تواصل اللعب بثلاثة لاعبي ارتكاز أمام فريق يلعب ناقصاً. • كنت واثقاً من أن مازدا لن يغير في التشكيلة إلا إذا تمكن النيجر من تحقيق التعادل، وقد كان. • حقق النيجر التعادل فأجرى مازدا تغييراته بعد الخراب، والمنطق السليم يقول أن التغيير كان من الممكن أن يجنبنا هدف التعادل. • ولا أعتقد أن هذه طريقة مدرب يقرأ مجريات اللعب جيداً أو كوتش يدرس خصمه بعمق كما يزعم مازدا. • حتى إدارة ركلات الترجيح لم تكن مقنعة. • فبعد أن صد بهاء الدين إحدى الكرات كان من المفترض أن يسدد أحد أكثر لاعبي منتخبنا براعة في التنفيذ حتى يعيد الثقة للجميع قبل باقي الركلات. • لكننا تفاجأنا بتسديدة في منتهى الضعف لمساوي الأمر الذي يشير إلى أنه ليس بارعاً في تنفيذ الركلات. • وبعد ذلك نفذ مصعب عمر بطريقة أكثر من رائعة، فلماذا لم يقدم مازدا مصعب ويؤخر مساوي بعد إهدار لاعب النيجر للركلة؟! • عموماً نحمد الله كثيراً على تأهلنا الصعب على حساب منتخب النيجر العنيف الذي سعى لاعبوه بكل قوة لإيذاء لاعبي منتخبنا. • لكننا نريد دراسة حقيقية للخصم في المباراة القادمة. • ونريد من مازدا أن يغير في تكتيكاته وألا يصر على فكرة اللعب بثلاثة ارتكاز تحت كافة الظروف. • المخيف في المباراة القادمة هو غياب عمر بخيت، وبالطبع يعني ذلك استمرار الشغيل في اللعب. • فالشغيل ليس بلاعب الارتكاز الذي يُعتمد عليه ونرجو أن يبحث مدرب المنتخب عن بديل آخر بعد أن اثبت هذا اللاعب فشله في جميع المباريات التى خاضها حتى الآن. • الرشيد المهدية لم يعد ذلك المحلل الذي ظللنا نشيد به بعد أن أكد لنا في أكثر من مناسبة أنه يمكن أن يجامل على حساب نظرته الفنية. • بالأمس سمعته يقول " في الليلة الظلماء يفتقد البدر" مشيراً إلى أن العجب لو كان موجوداً بعشرة في المائة فقط من لياقته البدنية لأختلف الوضع. • لا نختلف مع الرشيد حول موهبة العجب أو أنه بدر حقيقي، لكن بدلاً من مثل هذا الحديث العاطفي كان يفترض أن يركز الرشيد على الأخطاء الكبيرة التي وقع فيها الجهاز الفني للمنتخب. • فالتعادل والظرف الحرج الذي عاناه المنتخب لم يكن بسبب غياب العجب الذي لم يلعب مع المنتخب منذ نحو عامين، وإنما حدث ذلك بسبب القراءة الضعيفة لمازدا ومساعديه. • فمع بداية الشوط الثاني ظل منتخبنا مسيطراً واستمر تراجع لاعبي منتخب النيجر رغم تأخرهم بهدف، لكننا لم نستفد من ذلك التقدم المستمر لأن الجهاز الفني لم يجر التغيير المطلوب. • أخرج الجهاز الفني بلة جابر بعد أن تسبب في هدف التعادل، ولو كان مازدا ومساعدوه يقرأون جيداً لاستبدلوا بلة قبل وقوع الخطأ وليس بعده. • عموماً كانت مباراة النيجر بمثابة تجربة عصيبة للغاية وكل العشم ألا يدخلنا الجهاز الفني للمنتخب في تجربة شبيهة مستقبلاً.