رسالة مفتوحة إلى قيادات الحزب الاتحادي ورموزه الوطنية آن الأوان لوقف الحوار مع النظام د. علي بابكر الهدي – الولاياتالمتحدة حادثة الاغتصاب الذي تعرضت له إحدى بناتنا من جامعة السودان بسبب مشاركتها في مظاهرة سلمية أصابت الجميع داخل السودان وخارجه بالصدمة لمجافاته للدين والأخلاق والقيم السودانية الأصيلة. ولم تكن هذه الجريمة البشعة الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة طالما أن قانون الأمن الوطني الجديد يمنح أعضاء الجهاز حصانة تامة ضد كل ما يرتكبونه من جرائم في حق المواطنين بما في ذلك الاغتصاب والقتل، ولذلك أصبحوا يتصرفون ويسلكون سلوك العصابات الخارجة عن القانون في غياب تام لأي محاسبة أو مساءلة. ولا بد من التذكير هنا بأن جهاز الأمن صاحب سجل طويل وحافل بالانتهاكات والعنف والتعذيب، بل القتل مما أكسبه سمعةً سيئةً وجعله العدو الأول للشعب السوداني. إزاء هذه الممارسات لم يعد مقبولاً استمرار الحوار مع هذا النظام ومن هذا المنبر أطالب قيادات الحزب الاتحادي وباسم ملايين الاتحاديين بوقف الحوار فوراً مع النظام. هذا النظام الذي أثبت وبالتجربة أنه لا يرعى عهداً أو ميثاقاً ولم ينفذ أياً من الاتفاقيات التي وقعها معكم ومع غيركم فلماذا تجريب المجرب. وهاهو الآن يطلق كلاب أمنه لاغتصاب بناتنا وتهديد أبناءنا بالاغتصاب بعد ضربهم واهانتهم وتعريضهم للصعقات الكهربائية. وكيف تطاوعكم ضمائركم للاستمرار في الحوار في ظل القمع الذي تمارسه أجهزة أمن النظام ضد شبابنا وبناتنا والذي وصل درجة الاغتصاب. إن الواجب الوطني يقتضي منكم وقف الحوار ومطالبة النظام بما يلي:- أولاً:- القيام بإجراء تحقيق عاجل وشفاف في هذه الاتهامات وتقديم مرتكبيها إلى محاكمات علنية. ثانياً:- إلغاء قانون الأمن الوطني سيئ السمعة. ثالثاً:- إطلاق سراح جميع المعتقلين والسجناء السياسيين. رابعاً:- حل جميع الأجهزة التشريعية والدستورية الحالية وتشكيل حكومة انتقالية قومية بمشاركة كل القوى السياسية تكلف بحل مشكلة دارفور وتنفيذ ما تبقى من اتفاقية السلام الشامل، وعقد مؤتمر دستوري للاتفاق على دستور جديد وإجراء انتخابات حرة ونزيهة في جميع المستويات. وإذا لم يوافق النظام على ذلك ولن يوافق، فعليكم سادتي الكرام إعلان موقف واضح بالوقوف في صف الحق ، صف الشعب الذي يطالب بإسقاط النظام والتوجه فوراً لتنظيم القواعد وتصعيد العمل الجماهيري. نحن نعلم أن النظام لن يستجيب لمثل هذه الدعوة فقد أعلنها البشير وبكل وضوح "إن طرح الأحزاب السياسية تشكيل حكومة قومية أو ائتلافية غير وارد، لكنه أكد فتح الباب واسعاً للأحزاب للمشاركة بالحكومة حسب برنامج المؤتمر الوطني الذي طرحه خلال الانتخابات الماضية. وأكد البشير لدى مخاطبته أمس منسوبي القوات المسلحة أن الحكومة اكتسبت شعبيتها من خلال الانتخابات الماضية، واعتبر نتيجتها التي أدت لفوز حزبه بالحكومة أمانة من الشعب، قائلاً: «سنرد الأمانة للشعب في الانتخابات القادمة». وزاد: «الداير يشاركنا في البرنامج حقنا بفكره أهلاً وسهلاً" فإذا كان هذا رأي النظام فما جدوى الحوار معه، فأقصى ما يمكن أن يقدمه النظام بعضاً من فتات السلطة، مناصب معدودة ومكاسب ومغانم لستم في حاجة لها. فالبشير يتحدث عن شرعية الانتخابات المضروبة التي قال مولانا معلقاً على نتائجها "أين ذهبت الجماهير التي استقبلتني، هل أخذها القاش؟" ونقول لك يا مولانا الجماهير لم يأخذها القاش وهي موجودة وصامدة ومستعدة وقادرة وتطالب بإسقاط النظام. وما عليكم إلا الاستجابة لرغباتها فالتغيير قادم لا محالة...وقد يراه البعض بعيداً وأراه قريباً وخذوا العبرة من تونس ومصر وليبيا، فالسودان لا يمكن أن يكون معزولاً ولا بمنجاة عن رياح التغيير الثورية في المنطقة. بل أن الحاجة إلى التغيير في السودان أكثر إلحاحا من مصر وتونس ويكفي أن نذكر مسؤولية النظام الحالي عن فقدان جزء عزيز من الوطن وإمكانية فقدان أجزاء أخرى. استجيبوا ياسادة لرغبات الشعب وأعلنوها داوية وقبل فوات الأوان... لا للحوار والتقارب مع المؤتمر الوطني ...نعم لإسقاط النظام. وآمل ألّا تسيروا في خط الإمام السيد الصادق المهدي الذي يحذرنا من مغبة الصوملة إن نحن ثرنا ضد هذا النظام الفاسد الذي لا يخاف الله، ولا يحترم شعبه، والذي أعلن الحرب على مواطنيه في دارفور ومن قبلها الجنوب وأفقر الشعب، وشرد ابناء الوطن وبناته في جميع أصقاع الدنيا، وكمم الأفواه، وأذاق أبناء شعبنا وبناته ويلات القهر والتعذيب والسجن والقتل والاغتصاب، وما صرح به السيد الصادق تثبيط للهمم، وتخذيل للعزم، ودعوة للتخاذل تجعل إمامنا محمد أحمد المهدي يتقلب في قبره. وهي دعوة لم نكن نتوقعها من زعيم وقائد سياسي في قامة السيد الصادق ولكن!!!! ولكم خالص التحية. ali alhedai [[email protected]]