استبقت الحكومة اجتماع مجلس الأمن الدولي الذي سيعقد اليوم بخصوص قضية «أبيي» ووصفته بغير الرسمي وغير الملزم، وأكدت أنه يأتي في إطار تصعيد الضغوط الدولية للقضية، ويعكس فشل بعض دوائر الجنوب في حل المشكلات سياسياً وتعليقها على الشمال. وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية خالد موسى للصحافيين «أمس»، أن اجتماع اليوم طالبت به المنظمات الشعبية المهتمة بقضية أبيي في الولاياتالمتحدة لأجل تصعيد الضغوط وجذب الانتباه الدولي للقضية، وأبان أن مندوب السودان الدائم لدى الأممالمتحدة قام بتمليك كافة الحقائق المتعلقة بأبيي لمندوبي مجلس الأمن بنيويورك، وشرح لهم تطورات ملابساتها. وأوضح موسى أن اجتماع الرئاسة الأخير وصل إلى تدابير لحل القضية، مما يعني أن جلسة المجلس غير الإلزامية تعكس تصعيداً غير مبرر للقضية، وتكشف فشل بعض دوائر الجنوب في حل المشكلات وتعليقها على الشمال. يذكر أن الاجتماع سيشارك فيه الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم بجانب مندوب السودان بالمجلس. وفي السياق دعا مندوب السودان الدائم لدى الأممالمتحدة السفير دفع الله الحاج، الحركة الشعبية لتناول مشكلاتها الداخلية بموضوعية، والنأي بنفسها عن اتهامات الشمال حتى تهيئ نفسها للفترة القادمة التى يصبح فيها الجنوب دولةً مستقلةً ومسؤولة عن مواطنيها، وقال السفير دفع الله ل «سونا» إن جلسة مجلس الأمن اليوم حول إدعاءات الحركة الشعبية بشأن الجنوب وأبيي، تعد جلسة غير رسمية، ولن تخرج بأي إجراء رسمي. وأشار إلى أن الجلسة ستستمع إلى تفاصيل التطورات الأخيرة، وربما إلى تنوير حول نتائج اجتماع رئاسة الجمهورية بالخرطوم الأسبوع الماضي، بمشاركة ثامبو أمبيكي رئيس الآلية الرفيعة للاتحاد الإفريقي وأعضاء آليته. وقال السفير دفع الله إن الإدعاءات التي تقدمت بها الحركة لمجلس الأمن عبر إحدى المنظمات الطوعية التابعة لها بحكم عدم عضويتها في المنظمة الدولية، والتي ظل يرددها الأمين العام للحركة باقان أموم، ادعاءات مرفوضة وغير موضوعية وغير صحيحة ولا تقنع المجتمع الدولي. وأضاف دفع الله أن المندوبين الدائمين وغير الدائمين تفهموا محاولة الحركة تحميل الشمال مشكلاتها الجنوبية الجنوبية الصرفة، وفي مقدمتها التنافس القبلي والإنشقاقات داخل الجيش الشعبي لعدد من الضباط الجنوبيين الذين لا صلة لهم بشمال السودان، ومنهم جورج أطور واللواء عبد الباقي كول واللواء قلواك قاي الذين يأخذون على الحركة فسادها وإقصاءها للقوى السياسية الجنوبية وأوضح أن الحركة الشعبية شعرت بأن تنامي الحركات الاحتجاجية ضد حكومة الجنوب يمثل خطراً كبيراً عليها، ولذلك انتهجت نهجاً خاطئاً بتحميل الشمال ما تعانيه من مشكلات. وعبر السفير دفع الله عن شكوكه بأن إدعاءات الحركة ما هي إلا محاولة لاستضافة فصائل دارفور المتمردة في الجنوب، وقال نحن نرفض ذلك، وأكدنا أننا لن ندعم أية فصائل تمرد بالشمال ضد حكومة الجنوب ولا نتوقع ذلك منها. من جانبه أكد مساعد رئيس الجمهورية نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب د. نافع علي نافع، الالتزام بنهج الحوار لمعالجة كافة القضايا العالقة وفي مقدمتها أبيي. وبحث نافع خلال لقائه امس بالوفد الاريتري برئاسة وزير الخارجية عثمان صالح محمد، مسار العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وقال لقد أوضحنا لهم بجلاء الجهود التي بُذلت للوصول لاتفاق حول القضايا العالقة. وأضاف «لكن الحركة ظلت تثير الإشكالات وتتحدث عن قضايا تدعي أنها رفعت التفاوض بسببها»، مشيراً إلى أن الذين تمردوا على الحركة هم من داخلها، وأن الحركة على علم بإمدادات السلاح التى تصل لهؤلاء.