حملت لنا الأخبار على محيط الأسرة الكبيرة ... فرحتين خلال الأيام والأسابيع الماضية ...كان لهما مذاقين وطعمين خاصين..أثلجا صدورنا ...ورفعا هاماتنا عاليا..ورسما البسمة على وجوه الأمهات (عنايات) و (ناهد) وعلى شفاه الأشقاء (سحر) و (زياد) وعبرهما الخالات (عطيات وعايده وعديله وهويده واحلام ومريم ونجلاء) والعمة (عواطف) والحبوبه (بيوش) .. والجد (ابراهيم) .... و ما أجمل الفرح بعد طول انتظار ..وما أحلى النجاح بعد الكد والتعب .. ولأبنائنا وبناتنا في كل بيت من بلادنا بمليونها المربع ...الأمنيات الطيبات في النجاح والتفوق ... وفى تحصيل العلم والمعرفة أينما كانا .. فماعادا ترفا وشكلا..بل من عناصر الحياة الكريمة ..وقديما قال الشاعر العلم يرفع بيتا لاعماد له... الفرحة الأولى أتتنا من بلاد الملايو.. حيث يوجد مهاتير محمد .. ذلك العبقري.. الذي حلق ببلاده عاليا.. مفسحا لها مكانها الطبيعي ...وسط تزاحم النمور الآسيوية وصراعها من أجل البقاء ..والنماء ... والذي قدم للعالم أجمع الدروس والعبر في التخطيط والتنمية..واضعا الأسس المتينة لنهضة الشعوب لنيل التقدم والرفاه . وتحقيق تطلعاتها في العيش الكريم ..فازدانت به ماليزيا والعالم الحر .. حينما زفت إلينا خبر حصول الابنة سارة فايز حنا تسفاى على درجة الماجستير في أحد فروع الهندسة الكيميائية.. وذلك بعد رحله طويلة قضتها في تحصيل العلم والدراسة.. منذ أيامها الأولى في مدارس ديم النور بقضروف سعد..و مرورا بجامعة الجز يره .. وختاما بالجامعات الماليزية...رحله كان للصبر فيها حيزا كبيرا ...وللإصرار والعزيمة حيزا أكبر ...وللطموح مساحة أشمل.. ومن يزرع بالدموع يحصد بالابتهاج كما علمنا الكتاب.. فهنيئا لسارة بهذا الانجاز الكبير... وعقبال الدكتوراه إنشاء الله .... الفرحة الثانية حينما تفوق إيهاب زكى حنا تسفاى.. ذلك الشاب الأسمر... المعجون بطين البادوبه ..و القادم من حي ديم النور بالقضارف.. منتزعا بمخلبيه .. درجة البكالوريوس بمرتبة الشرف من جامعة كالدونيان .. في هندسة الميكاترونك.. بعد رحلة شاقة شهدت بداياتها مدارس دار الحنان بمسقط ...ومن بعدها المدرسة السيرلانكية بالوادي الكبير ... حتى وصوله إلى كلية كالدونيا الهندسية بمسقط..استطاع إيهاب بإصراره حينا وملاحقته أحيانا أخرى ... أن يعبر الكثير من الحواجز والمتاريس حتى يستطيع الجمع بين دراسته ..وهوايته المحببة( كرة السلة) وحبه للعزف على آلة الجيتار..و كان له ماأراد... وقديما قيل يفرح كثيرا من يفرح أخيرا.. فهنيئا لك إيهاب بما أنجزت... وعبر سارة وإيهاب .. تمتد الفرحة للآلاف من خريجي جامعاتنا في السودان الحبيب ..وبلاد المهجر والعالم قاطبة..هؤلاء الفتيه والفتيات الذين تسلحوا بالعلم والمعرفة والتقنيات الحديث ..حان لهم الوقت أن يمتدوا بأبصارهم إلى الوطن الحبيب ..ليصنعوا له مستقبلا زاهرا ..وليضعوا له مكانا يليق به في خارطة الدول .. مخصصين الوقت للعطاء.. وتوظيف العلم للبناء .و على قدر أهل العزم تأتى العزائم . لقد أصبح الإنسان المتعلم صاحب الرؤية السديدة في عصرنا الحالي العنصر الرئيسي والأهم في مسيرة التنمية ...وفى تطور الشعوب... .و بدونه لايستقيم العود مهما وفرنا من الإمكانيات .. مره أخرى هنيئا لساره.. وايهاب انجازيهما ..فقد زرعا الفرحة في قلوب الأهل والأصدقاء ..نسأل الله أن يحفظ مسيرتهما القادمة سواء في العمل أو مراتب دراسية عليا..وأن يعملا من أجل ذلك.وما التوفيق الا من عند الله.....