بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى:(هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ) ..الآية هذا بلاغ للناس المتن: مولانا أحمد إبراهيم الطاهر رئيس البرلمان هو أحد أبناء كردفان البررة ؛ بالمناسبة هو الوحيد الذي لم يبرها حتى ولو بتمرة فتكتب له صدقة يوم الحشر ؛ يوم الموقف العظيم ؛ يوم يفر المرء من أبيه ووالدته وبنيه ؛ وهو يعلم علم اليقين أن غرب كردفان بلد يعاني أهله وهوامه العطش صيفاً وأحياناً تموت البرية من جرائه والله المستعان ؛ ومع ذلك فعلى مولانا أن لا ينسى أن غرب كردفان هي المصدر المنتج الأول في السودان للصمغ العربي والفول السوداني وحب البطيخ ؛ وهي المصدر الرئيس للضأن الحمري . وأحيل مولانا للعدد الأخير لمجلة لو موند ديبلوماتيك الفرنسية بتلايخ 8أ4/2011 الذي حصلت جريدة الرياض على حق ترجمتة ونشره كملحق إصدار الجمة حيث نشرت مقالاً تحليلياً تحت عنوان " العلاقات الملتبسة بين الخرطوم وواشنطن – عندما يهز الصمغ العربي أمريكا" وأقتبس لمولانا هذا المقتبس ( يميل لون الأرض إلى الحمرار ، وتنتصب أشجار الهشاب فوق الأفق الصحراوي. عند نهاية الطريق الأسفلتية ، تنتصب قرية النهود، العاصمة السودانية للصمغ العربي) إنتهى . كما أحب أن ألفت النظر إلى أن المحلل الصحفي كان محقاً عندما قال في وصفه أن في نهاية الطريق الاسفلتية تنتصب ما أسماها " قرية النهود " فتخيل أن النهود ليس بها طريق أسفلت واحد يكفينا شر العين. بينما المفروض أن يتم سفلتة (12) كيلومتر من شوارع المدينة ؛ أنظر يا مولانا لأمروابة ولبارا ولجنوب كردفان وللإبيض حاضرة شمال كردفان تزخر بالطرق القديمة التي تم تأهيلها وبالجديدة التي ربطت مدن تلك الولايات ناهيك عن غرب كردفان ؛ خذ مثلاً محافظة " الخوي" يمر بجوارها الأسفلت موازياً لها دون أن يكون هناك طريق أسفلت فرعي يربطها بالطريق العام . أي ظلم هذا ثم نعود ونستنكر دعاوي بل وننكره كثيرٍ من الأحيان !! طبعاً مولانا يدرك أن النهود ليست قرية كما وصفها المحلل الصحفي لمجلة لوموند ديبلوماتيك ، بل هي حاضرة تضم ريفي حمر وبلدية النهود وحولها من المحافظات المنتجة التي يصل صادرها لخارج الحدود وهي أكبر مركز في كردفان التي تربط دارفور ببقية أجزاء الوطن وذلك حسب التقسيم الاداري منذ الاستعمار . ولما جاءت ثورة الانقاذ أصبحت ولاية ففرحنا قليلاً وغضبنا كثيراً بعد صدور قرارٍ غريب وعجيب بنقل حاضرة الولاية التاريخية من النهود إلى " رجل الفولة" ؛ ثم أخيراً قلّصت الحكومة تقسيم كردفان الكبرى فاكتفت بإتجاهين من الاتجاهات الجغرافية الأربعة التي خلقها الله فقسمتها إلى شمال وجنوب ودمجت غرب وشرق كردفان في شمال كردفان دون مشورة أو رضىً من أهلها والله المستعان. أهل كردفان بطيبتهم يعتقدون بأنه إذا ما حالف الحظ أحد أبنائهم ليتقلد منصب من المناصب العليا في الدولة سوف يعرض مشكتهم العصية الأزلية على القيادة بمنتهى التجرد ؛ ولأن مولانا أحمد يحمل فكر رسالي التوجه؛ لذا نذكره بأن إمرأة دخلت الجنة في هرة وأن آخر دخل الجنة لسقايته كلب يلهث بخفه ؛ لذا أسأل الله أن يجعل لمولانا حظوة الدخول في زمرة هذين وأن يعمل على إغاثة أهله خاصة والنيل الأبيض ليس بعيداً عنهم ؛ وذلك مساواة بولاية البحر الأحمر إذ تمّ مد أنبوب من العطبراوي لبورتسودان!!. الحاشية: ربما يكون مبرر مولانا الكلفة وبيت المال حاله على قدر لقمة العيش فقط . وأقول له أن الماء قبل الأكل على أهميته ؛ فيمكن الاستعاضة عن الثلاث وجبات بوجبة ونصف خاصة أننا قومٌ لا نأكل حتى نشبع ونحن قومٌ صوّامون . ولكني مع كل ذلك سأهتف وأهلل فرحاً وأقول له كما فعل أرخميدس " وجدتها .. وجدتها "!! وليس على مولانا أن يحمل هَمَّا للتكلفة أبداً وليعتبرها وكأنها في جيبه لأنه المال فعلاً على مرمى جحر منه.!! شوف يا مولانا ؛ عندك مئة إلا واحد من النواب الجنوبيين غادروا مجلسكم الموقر ؛ فنحن نريد أن نعرف كم جملة مخصصاتهم السنوية ؟! أرجوك أعلنها لنا عشان نعرف .!! ، طبعاً هناك وزراء ومستشارين سيغادرون بعد 9/7/2011 ولأن مجلسكم الموقر له حق الرقابة والمساءلة ؛ فيمكنه أن يطلب من وزير المالية أن يخبرك ويخبرنا بجملة ما سيتوفر لديه من مخصصات الوزراء المغادرين ؛ فإذا عرفنا جملة هذه النفقات التي ستوفرها الخزانة العامة ؛ عندها يمكن نوظيف جزء من هذه الأموال لحل مشكلة العطش في ولاية غرب كردفان السابقة تحديداً وأنت تعلم معاناتها أكثر من غيرك. وأهل كرفان لا يطلبون أن يتم تنفيذ هذا المشروع بين عشية وضحاها بل على الأقل فليبدأ المشروع حتى نشعر بأن هناك تنمية متوازنة وتنتفي دعاوي التهميش.!! أما إن كانت هذه الفكرة ليست ذات جدوى وسنقبل ذلك جدلاً ؛ فلدي مقترحٌ ثاني أكثر جدوى من الأول . تتفق معي الآن يا مولانا أن عدد النواب في البرلمان قد تقلص ، والقاعة كبيرة وفيها أصلاً كراسي كتيرة أكثر من عدد نواب ال(25) ولاية؛ فإيه رأيك يا مولانا يتكرم ويتجرد ويتبرع مجلسكم الموقر ويكتفي ب50% من القاعة المهولة وتحويل أو تأجير النصف الآخر " لمستثمر" !! وتوجيه الريع لإنقاذ غرب كردفان من العطش .. فكرة مجنونة مش كده يا مولانا؟! .. معليش فكّر فيها ؛ خذوا الحكمة من أفواه المجانين!! الهامش: نذكر بقول النبي الكريم سيدنا محمد ابن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام:(خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي) .. حتى على أصيق نطاق تضرب لنا مثلاً يا رسول الله ، صدقت كلمة الحق (أنك لعلى خلق عظيم ).!!