يضطلع الكثير من مجتمعنا في جنوب السودان , من شريحة الشباب ان تقوم بمهمة عظيمة ودور كبير في بناء جنوب السودان اقتصادياً و اجتماعياً و ثقافياً و سياسياً الخ . و بما ان الجنوب قد اصبح دولة في خريطة افريقيا وخريطة العالم لابد ان يكون لنا كشباب دور حقيقي ونجد الكثير من الاسئلة في الشارع السوداني الجنوبي يتساءل عن دور الشباب الغائب في تلك المشاركات وأسباب ذلك الغياب وهل هو غياب أم تغيب؟ اذ تحدثنا عن المشاركة السياسية للشباب في جنوب السودان نستطيع أن نقول أنها غير موجودة . لكن يجب أن لا ننسى أن هناك خصوصية المراحل التي مرت بها جنوب السودان. اي مراحل حرب التحرير من الشمال و في أعتقدي الشخصي أن المعوق الرئيسي هو غياب التداول على مستوى الأحزاب السياسية حيث لا يوجد أعتبار لقدرات الشباب ولا لفاعلية الشباب في المجتمع. والمشاركة السياسية للشباب السودان الجنوبي ان وجد فهي ضعيفة وحتى إن كانت قوية فهي شكلية ليست نابعة من مشاركة سياسية حقيقية و الشباب ليسوا شركاء في شيء . لدينا في جنوب السودان شباب مثقفين لديهم مستوى من الوعي و مستوى علمي أكاديمي . والتحديات والعوائق التي تواجه الشباب أهمها وأغلبها عدم إشراك الشباب في العملية السياسية والإقتصادية والثقافية والإجتماعية الخ. و سبب ذلك هي البنية التي بينت عليه مجتمعنا كمجتمع تقليدي( أن الكبار هم من يفهمون أو هم الفاهمون أكثر )، اما الشباب .. فرأي الشباب في الغالب مهم إلا أنه مهمش كثيرا، و الشباب في جنوب السودان صار عندهم إحباط وصار عندهم مشاكل يجب ان تصل إلى الحكومة ومواقع صناع القرا ر. كما لدينا عائق كبيرة هي الفقر والبطالة المنتشرة وسط الشباب وهذه تعيق حركة الشباب من العمل داخل الاحزاب السياسية و منظمات المجتمع المدني . كما ان هناك جانب آخر لا أنسى الحديث عنه وهي الأحزاب السياسية التي في راي تمثل خصماً علي الشباب, حيث لا تؤدي الدور الفاعل في تحقيق المشاركة السياسية ويتم حصر الشباب بشكل عام في دائرة محددة في أطار كل حزب وهذا يعجزهم عن المشاركة في صنع القرا ر الخاصة بالشباب والمشاركة السياسية . و أن يكون لدى الشباب قوة . هناك دور الأحزاب السياسية في الحراك داخل المجتمع والشباب الا ان الشباب دوماً مهمشين في الأحزاب السياسية حيث لا يوضعون في أماكن صنع القرار ولا يوضعوا في جميع البرامج التي يتم عملها في الأحزاب السياسية و في منظمات المجتمع المدني , اي إشراكهم إشراك حقيقي في صنع القرار وأيضاً تدريب مجموعة من الشباب الذي يستطيعون نقل تجاربهم إلى الشباب الآخر. و فائدة التدريب أن يكون هناك توعية ليعرف الشباب حقوقهم وإلى أين يستطيعوا أن يصلوا أو ما هي حدودهم وكيف يتسنى لهم ممارسة تلك الحقوق في المجتمع، حيث تصل هموم الشباب إلى الحكومة ومواقع صناع القرار وذلك لكي يجدوا حلولاً لمشاكلنا أو يفسحوا المجال للشباب في الدخول إلى المشاركة السياسية وصنع القرار ، ولكن هناك مشكلة تكمن في وجود الشباب أنفسهم حتى إذا أتيحت لشاب ما فرصة المشاركة في صنع القرار فإنه لا يستغل هذه الفرصة استغلال جيد لصالح قضايا المجتمع و قضايا الشباب . اي ان مشكلة الشباب أنفسهم في عدم التفكير في الوصول إلى مستوى من المسؤلية . دائماً الشباب في كثير من المجتمعات العالم هم صناع الحياة أو الشريان النابض بالحياة ودورالحكومة و الاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني هو تنمية الشباب وتوعيتهم و تدريبهم على القيادة و تدريبهم على العمل التطوعي ايضاً . و رسالتي للكل مجتمع جنوب السودان هي اعطاء الشباب فرصة في أن يكونوا شركاء حقيقيين اساسيين للحكومات و الاحزاب السياسية و منظمات المجتمع المدني . وضع محاور أساسية عبر البيئة التشريعية للحكومات و الاحزاب السياسية و المنظمات المجتمع المدني .